"هآرتس"، 10/8/2017
حيمي شاليف - محلل سياسي
•من الواضح أن اليمينيين في إسرائيل يكرهون اليساريين، ولا يتحملون العرب، ويحتقرون سكان الكيبوتسات الذين قال عنهم رئيس الحكومة السابق مناحيم بيغن [الليكود] إنهم مليونيريون مع برك سباحة، وكذلك هم يتحفظون من "دولة تل أبيب" التي هي بنظرهم سدوم وعمورة.
•لكن ما ينبغي ملاحظته في الآونة الأخيرة أن هؤلاء اليمينيين باتوا أيضاً يكرهون الصحافيين باستثناء من يعملون في "القناة 20" وصحيفة "مكور ريشون" [التابعتين لليمين الإسرائيلي المتطرف]، ولا يتحملون الأكاديميين في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، ويحتقرون اليهود الإصلاحيين إلا إذا قاموا بالتبرع للمستوطنين في المناطق [المحتلة]، ويتحفظون من الأدباء والممثلين والمغنين والمخرجين وكتاب السيناريو الذين يعتبرونهم مؤيدين محتملين لـ"الإرهاب" الفلسطيني.
•طبعاً لا يجوز التعميم، فمن المحتمل أن يكون الحديث يدور فقط حول أقلية هامشية صاخبة لا تمثل الأغلبية الهادئة والمعتدلة في اليمين الإسرائيلي. لكن لا بُدّ من القول إن صوت كل هؤلاء غير مسموع على الإطلاق، في حين أن الكارهين والمحرضين يتصدرون المشهد في الحلبة السياسية وفي شبكات التواصل الاجتماعي ويسير اليمين الإسرائيلي كله وراءهم. وليس مبالغة القول إن اليمينيين المعتدلين الذين يرغبون ببناء جسور مع سائر ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي تم طردهم من الساحة وحلّ مكانهم الذين يريدون إحراق هذه الجسور.
•وبسبب مشعلي الحرائق هؤلاء تنتشر النيران في جميع الاتجاهات وتقوم بإحراق كل شيء جيد. ورويداً رويداً تنتقل كراهية الخصوم السياسيين بالتدريج إلى أشخاص ومؤسسات كانت حتى وقت قريب موضع إجماع، ومن هناك تنتقل إلى الأسس التي قامت عليها دولة إسرائيل. فالمحكمة العليا التي كانت ذات يوم تحظى بالتأييد في البلد وفي الخارج أصبحت هدفاً لهؤلاء ويجب تدميرها بواسطة الجرافات [كما صرّح أحد أعضاء الكنيست من حزب "البيت اليهودي" في الماضي]. ورئيس الدولة الإسرائيلية خائن. وقادة الجيش الإسرائيلي منذ الانفصال عن غزة وحتى قضية الجندي إليئور أزاريا لا يؤدون مهماتهم على أفضل وجه. ويجب عدم نسيان القادة الجبناء في جهاز الأمن العام ["الشاباك"] الذين تجرأوا على القول [خلال الأزمة الأخيرة في الحرم القدسي الشريف] إن ضبط النفس قوة.
•كما يطول هجوم هؤلاء اليمينيين الثقافة الاسرائيلية التي أصبحت بنظرهم في هذه الأثناء تعبيراً عن قوة الأشكناز واستعلائهم، والتي تعد وزيرة الثقافة والرياضة [ميري ريغف] بالقضاء عليها. وهناك أيضاً النخبة القديمة التي أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الحرب عليها منذ زمن. ويحاول هؤلاء اليمينيون تقزيم وثيقة الاستقلال أو القضاء عليها. وبذا، فإنهم يتجاوزون الأميركيين الذين بالرغم من قيامهم بانتخاب دونالد ترامب الذي يصف الولايات المتحدة بأنها دولة من العالم الثالث، إلا إنهم ما زالوا يخشون الانقضاض بشكل مباشر على الأشخاص والوثائق المفصلية للشعب الأميركي.
•يمكن تسمية هؤلاء باليمينيين الجدد، والسمة الأبرز التي تلازمهم هي احتقار الديمقراطية والتعددية وحرية التعبير وسلطة القانون ومبدأ المساواة في الحقوق والقيم الإنسانية. إنهم يحبون أرض إسرائيل القومية المتطرفة. ويطلقون وصف "اليهود الذين يكرهون أنفسهم" على جميع الإسرائيليين اليساريين والعلمانيين وغيرهم من الذين يتمسكون بما بقي من شعار "الدولة اليهودية الديمقراطية".
0 comments: