Saturday, August 19, 2017

مَعركة جرود القاع،المشْهد وتداعياته

مَعركة جرود القاع،المشْهد وتداعياته
...ما تَعْكِسه ساعة الصفْر المُتلازمة التوقيت بين الجيش اللبناني ،السوري والمقاومة لبدء الهجوم على  داعش في جرود القاع من الناحِيتين السوريّة واللبنانيّة يَفرض نفسه كعُنوان لمسار المرحلة السياسية القادمة ،أوَليس من يَحكم فِعْليّاً هو من يَملك قرار الحرب والسلم !!!!
...إطلالةُ أمين عام حزب الله ما قبل الاخيرة اعطت للمرحلة الميدانية  سِياقها الواقعي  والطبيعي كما  أطْلقت العنان لِأُفق المرحلة السياسية التي على لُبنانيِّي السياسة انتهاجها حيث بدأتْ فعليّاً ورسميّاً بزيارة وزيري الثنائي الشيعي إلى  سوريا شقيقة كل لبنان حتّى الذي تآمر على عمقه العربي والاقتصادي.
...للقارئ والمتابع، رفض من الحكومة اللبنانية الرسمية التنسيق مع جارتها السورية، رضى ودعم أمريكي واكبه حضور رمزي لقوات أمريكية وبريطانية في قاعدة رياق الجويّة، قلق اسرائيلي دفع بقيادة الكيان الصهيوني الى إرسال فريق أمني وعسكري لمقابلة الرئيس الامريكي دونالد ترامب خِشيةً من البديل الايراني بعد هزيمة داعش وأخواتها، تنسيق ميداني كُلّي بين الجيشين السوري واللبناني عبر خط التنسيق الاصفر للمقاومة  الحاضر أو المُنسّق مع غُرف قِيادتيْ الجيشين ، حضور شركات لأكثر من ٤٢ دولة في معرض دمشق الدولي تُتَوِّج التوقيت السياسي  للتخلص من البقعة الجغرافية المهمة لداعش بين لبنان وسوريا عبر إنتصارٍ سيكون مؤكّد النتائج ،كثير المعاني ،الرسائل والتداعيات...
...المشهد بمجمله يعكس نيّة جميع القوى الحاضرة في الميدان بمن فيها الامريكي والبريطاني للتخلّص من الارهاب اولاً، عبر واقع فرضته ضرورة التنسيق الكلّي الميداني وتجاوز مرحلة الخلاف السياسي اللبناني الرسمي مع دمشق ومع حزب الله إثر حضوره العسكري خارج لبنان !!!!
...المشهد يعكس أيضاً إعتراف وتنسيق غير مباشر من الامريكي والبريطاني الداعِميْن والمراقِبْين لِعمليات الجيش اللبناني "رغم الشك الذي يلف ّ تواجدهما" حتّى أنّ البُعد السياسي ورسم ملامح المرحلة المقبلة باتت تحْت مُتناول المعنيّين بتنفيذ خارطة النفوذ في المنطقة بعد مرحلة تصفية داعش وأخواتها ...
...المشهد يعْكس أيضاً حِدّة الصراع حوْل التقارب مع مؤسسة الجيش اللبناني بين حزب الله  من جهة والامريكي والغرب من جهة أخرى خاصة بعد الالتفاف الشعبي الذي حَظيت به المقاومة على إثر انتصارها الساحق في جرود عرسال والذي تَبلور في دعم أمريكي لوجستي للجيش اللبناني عَقِبه حُضور فرقة مراقبين عسكرية  تواكب نشاط حركة الميدان  بعدما تركَ السيد حسن نصرالله أمر العمليّات وقيادتها وَلحظة انطلاقها للجيش اللبناني.
خلاصة المشهد ينحصر في إتحاد النوايا المختلفة الاهداف للتخلّص من داعش وأخواتها بأسرع وقت وأقل تكلفة ممكنه، صِراع نفوذ على المرحلة اللاّحقة ورسم خارطة سياسيّة للمنطقة خالية من الارهاب التكفيري أقله في سوريا ولبنان.
بقلم المحامي
محمد فضل خشّاب


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: