Sunday, September 3, 2017

لهذه الأسباب رفض حزب الله المقايضة أو المبادلة في ملف العسكريين المختطفين .

لهذه الأسباب رفض حزب الله المقايضة أو المبادلة في ملف العسكريين المختطفين .
...لا بد من عرض ظروف ومجريات الاحداث في العام ٢٠١٤ التي دفعت  رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد "رفضه منطق المقايضة والمبادلة في ملف العسكريين المختطفين".
...وقبل الغوص في مجريات الاحداث والظروف لا بدّ أيضاً من التطرّق ولو بايجاز الى سياسة حزب الله المتعلّقة بالشأن اللبناني الداخلي والمعزّزة بشواهد وأحداث حيث أنّ ثوابت سياسة المقاومة  قائمة على العمل على استقرار الجبهة الداخلية التي يعتبرها الخط الخلفي في مشروعه لمواجة إسرائيل عبر تعزيز عُنصرين أساسيين ينحصران في السلم الاهلي الداخلي والحفاظ على وحدة الجيش اللبناني  وقد ثبُت ذلك إثر أحداث جسر المطار حينما استهدفت رشّاشات الجيش مظاهرة سلمية في العام ١٩٩٣ أودت بحياة ٩ شهداء دون ان يُقدم حزب الله  على أيّ ردّة فعل تطال المؤسسة العسكرية المفترية ...
...وما عبارة سماحة الامين العام في العام ٢٠٠٧ " لو سقط منّا الف شهيد لن ننجرّ الى فتنة داخلية" بعد الاستفزازات المتكرّرة لمليشيا تيار المستقبل "صاحبة مشروع الالتفاف على المقاومة من الداخل "والتي اودت بحياة اكثر من عشرة اشخاص  في بيروت الغربية في مرحلة ما بعد حرب تمّوز ٢٠٠٦ واحداث ٧ أيار ٢٠٠٨ التي أنهت الطوق البيروتي عن الضاحية إلا دليل قاطع على حرص المقاومة على السلم الاهلي وعدم الإنجرار الى الفتنة مهما كان الثمن.
...وبالعودة الى المشهد الميداني في لبنان وسوريا  والظروف السياسية والامنية التي دفعت الحاج رعد الى إعلان موقفه هذا  أنّ السلم الاهلي وانقسام الجيش كانا هدفاً واضحا للمجموعات التكفيرية التي تعاطف معها وسهّل عملها ونشاطها شريحة كُبرى من أقطاب السياسة اللبنانيين المتنفّذين ومن رجال دين وضباط امنيّين ناهيك عن واقع ميداني تكفيري يحاصر لبنان ويحتل جزء من ارضه شرقا، تعاطف علني وحضور عسكري تكفيري فاعل في عاصمة الشمال طرابلس، جُهد متواصل يعمل بفعاليّة للسيطرة على بعض المخيمات الفلسطينية في الداخل اللبناني لإيجاد بُقع أمنية الامر الذي يعتبر غاية في الحساسية للمقاومة إضافة الى حصار تكفيري مطبق على دمشق العمق الاستراتيجي للمقاومة.
.... وإكمالاً في الوصف الدقيق لمشهد العام ٢٠١٤  الداخلي، ومراجعةً لمسلسل الاحداث تبيّن بما لا يقبل الشك  أبداً أنّ الخاطف ورأس السلطة اللبنانية كانا يُنفّذان أجندة إقليمية وداخلية واحدة ما  عزّز مركز المفاوض الارهابي -داعش والنصرة- كثيراً بعد أن أقدم رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان "قبل فراغ سدة الرئاسة"، رئيس الحكومة تمام سلام "المغلوب على أمره "إضافة الى  قائد الجيش السابق جان قهوجي الطامح للرئاسة ومجمل فريق ١٤ آذارالمتعاطف مع الارهاب والمُسهّل لأجندته من إستثمار الشق الانساني المتعلق بمعاناة الاسرى وأهاليهم مانعين الجيش من القيام باي عمليّة عسكريّة كان ممكن أن تُفضي الى تحرير الاسرى والجرود عازمين على  تكرار مشهد حماية الشيخ الارهابي أحمد الاسير في عبرا شرقي صيدا  مع تغطيتهم للمحاولات المتكررة لتهريب إرهابيين قَتلة سواء من المخيّمات او من سجن رومية الى سوريا أو طرابلس كما فعل رئيس الحكومة  ميقاتي عندما أُطلق وبضغط سياسي صراح الارهابي شادي المولوي - المطلوب للعدالة حالياً- بُغية استهداف سوريا وحصار المقاومة في لبنان ، ألامر الذي يقرأه حزب الله جيّداً، ورغم الظروف الصعبة وضبابية المشهد الميداني الذي  تعيشه المنطقة برمتّها إشترط  الخاطفون مبادلة أسرى الجيش بعدد وصل الى المئات من إرْهابيّي سجن رومية  مُرتكبي الجرائم المتنوّعة والمشاركين في خطف الجنود أنفسهم موضوع التبادل  .
ولما كان جرم الخطف سَهْل التكرار في بلد مكشوف أمنيّا كلُبنان حيث ينتشر ويتنقّل أفراد الجيش  في غير مكان ودون سلاح .
...في  ظلِّ هذا المشهد السياسي والميداني العام والمشروع الكوني الذي يستهدف سوريا والمقاومة خدمة مجانيّة للعدو الاسرائيلي ، أعلن رئيس كتلة الوفاء موقف حزب الله ليس استخفافا بحياة العسكريين الاسرى - وهو من سعى وأنجز معرفة مصيرهم - إنما مواجهة لأجندة إقليمية كانت تستهدف السلم الاهلي، وحدة مؤسسة الجيش اللبناني ما فرض حينها عدم الرضوخ للارهاب ومن يقف وراءه.
بقلم المحامي
محمد فضل خشّاب


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: