على الصهاينة شد الأحزمة...!!! المنطقة ذاهبة لما بعد ديرالزور وكركوك وزيارة الوزير الروسي وما سبقها وما تلاها فاقمت الشكوك...
بعد أن أصبح ما يقارب 70% من الأراضي السورية تحت سيطرة الدولة السورية وعلى أصداء الإنتصارات الميدانية المهمة التي يحققها الجيش العربي السوري والقوى الحليفة إنتاب قادة العدو حالة من القلق والشكوك بعد أن خابت معظم آمالهم في كل من سوريا والعراق وآخرها هزيمة مشروعهم "البرازاني" في كركوك والذي يعد “انتكاسة استراتيجية جسيمة” وإنتصارا إستراتيجيا لإيران وحلفائها. الأمر الذي أعاد صناع القرار في كيان العدو إلى التقكير جديا بإمكانية نشوب حرب جديدة وقريبة مع حزب الله الذي يعتبر الحليف الأول والكبير في المنطقة لإيران وسوريا.
هذا وقد انتهت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في سنة 2006 منذ عشر سنوات تقريبا طوّر خلالها حزب الله بشكل كبير من حجم ترسانته ونوعها وراكم الكثير من الخبرات والتجارب في أصعب وأشرس أنواع الحروب في العالم وإزداد رجاله خبرات وتكتيكات قتالية كبيرة بمشاركتهم جنبا إلى جنب مع الجيش السوري والروسي والحرس الثوري والفصائل المختلفة في كافة الميدان السوري وعلى مدى سنوات الحرب، الأمر الذي إنعكس إيجابا وزاد من رصيد الحزب شعبيا على مستوى مناطق نفوذه ووطنيا وسياسيا على الساحة اللبانية نتيجة الإنجازات التي حققها في حماية لبنان من الوقوع في قبضة الإرهاب التي كادت أن تفتك به لولاالثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة.
على مدى سنوات الحرب على الإرهاب، قدّمت إيران وحزب الله دعما كبيرا للدولة السورية ساهم إلى حد كبير في صمود الرئيس الأسد وإنتصاره بوجه الحرب الكونية التي شنت عليه. وفي ٢٠١٥ بدأت القوة الجوية الروسية تساند الجيش العربي السوري والقوى الحليفة في أرض الميدان وبشكل فاعل الأمر الذي سرع في إستعادة أجزاء واسعة من الأراضي السورية التي كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية.
في ظل الكلام الموثق والمتداول في الأوساط الإعلامية والأمنية والسياسية، عن قرب إنجاز إيران للخطة والتى عملت عليها لسنوات لنقل القوى البشرية والإمدادات بين طهران والبحر المتوسط في أي وقت تشاء عبر طرق آمنة يحرسها موالون، والذي تمّ التنسيق له بين كبار المسؤولين الحكوميين والأمنيين في طهران وبغداد ودمشق بقيادة من يصفه المحللون برأس رمح السياسة الخارجية الإيرانية قائد لواء القدس الجنرال قاسم سليماني، والتي تعتمد على دعم سلسلة من الحلفاء يشكل حزب الله فيها خط الدفاع الأول.
في هذا السياق تأتي زيارة اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية، محملا برسالة تهنئة من الإمام القائد السيد علي الخامنئي للرئيس بشار الأسد يهنئه فيها بالانتصارات التي تتحقق ضد الإرهاب في سوريا, وفي الحوار الذي جرى أشاد الطرفان بالمراحل المتقدمة التي وصلت إليها العلاقات الأخوية بين سوريا وإيران في المجالات كافة وعلى رأسها التعاون العسكري الذي شهد تطورا نوعيا خلال الحرب التي تخوضها سوريا وحلفاؤها وفي مقدمتهم إيران ضد الإرهاب. وبدوره، حمّل الرئيس الأسد باقري شكره وتحياته للإمام الخامنئي، مؤكداً على أن الشعب الإيراني والقوات المسلحة الإيرانية شريك رئيسي في هذه الانتصارات.
أما في تفاصيل اللقاء والذي حضره نظيره العماد علي عبد الله أيوب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش والقوات المسلحة السورية فقد تركز البحث في عدة مواضيع أهمها إنشاء إيران لمطار عسكري في دمشق، والحصول على ميناء بحري في طرطوس. والعمل الجدي لوقف الإعتداءات الإنتهاكات والجوية الإسرائيلية المتكررة في سوريا عبر تفعيل عمل أنظمة الدفاع الجوي وتعزيزالتعاون لمواجهة العدو الإسرائيلي على الحدود.
في وقت كشفت تقارير أعدها الخبير العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان عن أنّ إيران تخطّط لبناء مطار عسكري قرب دمشق، حيثُ يمكن للحرس الثوري الإيراني تعزيز تواجده والعمل منه.
وقال فيشمان إنّ إيران والنظام السوري يتفاوضان حول إعطاء إيران جسر أو رصيف بحري في مرفأ طرطوس وأنّ إسرائيل لن تقبل بهذه التطورات، وستوصل هذه الرسالة لروسيا والولايات المتحدة.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد زار إسرائيل، الاثنين الفائت، للمرة الأولى منذ توليه منصبه في عام 2012، كما من المقرر أن يزور وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان واشنطن خلال قادم الأيام. وفي بيان للمكتب الصحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، قال إن نتنياهو، خلال لقائه وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو: "تطرق بالدرجة الأولى لمحاولات إيران إقامة قواعد عسكرية في سوريا".وقال نتنياهو:"على إيران أن تفهم أن إسرائيل لن تسمح بذلك" و"تخشى اسرائيل من أن يؤدي انتصار الأسد في نهاية المطاف إلى بقاء حامية عسكرية إيرانية دائمة في سوريا مما يزيد تهديدا يمثله حزب الله اللبناني المدعوم من إيران".
ورأى فيشمان أنّ الجهود الإسرائيلية السابقة لدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف تقدّم إيران فشلت، وذلك بعد أربع زيارات قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى موسكو.
وأضاف الكاتب أنّه إذا قامت إيران بتنفيذ مخطّطها بقواعد جوية وبحرية دائمة في سوريا، إضافةً الى وجود قوة كبيرة على الأرض، فستتخذ إسرائيل قرارات مصيرية.
ولفت الى أنّ الوجود الإيراني في البحر المتوسط، بالقرب من إسرائيل، سيغيّر الميزان العسكري في المنطقة، ويتسبّب بتغيير جوهري للوضع الأمني في إسرائيل.
وختم فيشمان قوله: "إذا فشلت الجهود الديبلوماسية الإسرائيلية، فنحن متجهون الى صراع مع إيران".
وخلال استقباله حشدا من الطلبة الجامعيين النخبويين من الشريحة الشبابية الفائزين في الأولمبياد العلمية الدولية، اكد الإمام السيد علي الخامنئي :"ان اميركا هي وكيلة الصهيونية العالمية، وهي التي صنعت داعش والجماعات التكفيرية، مضيفاً ان اميركا غاضبة من ايران لانها افشلت مخططاتها في سوريا والعراق ولبنان، مؤكدا ان اميركا ستهزم مرة اخرى على يد الشعب الايراني".
لذلك يسعى االإيراني المستهدف أمريكيأ وإسرائليا مثلما سعت أمريكا منذ عقود على نشر القواعد العسكرية لتعزيز وجودها في العالم وحماية حليفتها "إسرائيل" في المنطقة فإن إيران وروسيا أيضا لهما كامل الحق في تعزيز وجودهما بكافة الوسائل المتاحة وفي ظل الإستهداف المباشرأوالغيرمباشر لوجودهما في المنطقة وفي البلد الأكثرإستراتيجية في المنطقة، والمعركة الدائرة فيه حاليا والتي شارفت على الإنتهاء، ستفرض واقعا ومتغيرا إستراتيجيا بطبيعة الحال، قد قدمت لأجله التضحيات العظام والخسائر الجسام. وعلى الأطراف التي خططت ودعمت وشاركت في هذه الحرب مباشرة أو بالواسطة وهزمت وأنتكست إستراتيجيا تقبل هذه الحقيقة وتحمل النتائج والتبعات والرضوخ للمعادلات الجديدة. هذا الكلام قد سمع قادة العدومثيلا له خلال لقائهم مع وزيرالدفاع الروسي الأمر الذي زادهم قلقا وإحباطا وشكوكا.
إن موازين القوى في المنطقة تغيرت وتبدلت، إنها المرة الأولى في تاريخ الكيان الصهيوني، حيث أقامت أمريكا قاعدة عسكرية دائمة ورسمية فيه، وهي قاعدة للدفاع الجوي في قلب صحراء النقب. الكيان الذي خُلق ليضمن مصالح لندن ثم واشنطن وحلفائهما، بات اليوم في حاجة لمشغليه لضمان أمنه… وما هو مطلوب من الإرهابيين والإنفصاليين –أي كانت هويتهم وإنتماءاتهم- توفيرمادة للمقايضة والمساومةأ والإستنزاف وفرض التقسيم. وروسيا كما سورية وحلفائها، لن يرضوا بأن تصوغ واشنطن لوحدها القواعد الجديدة لعالم الغد. المواجهة حتميّة إذا إستمرت واشنطن رفضها التنازل عن أحلامها الإمبراطورية، وعن “بلطجة” أدواتها لإقليمية.
يذكر أن وزير الدفاع الروسي عندما إلتقى نتنياهو ودار الحديث حول تفعيل أنظمة الدفاع الجوية السورية ضد الطائرات الإسرائيلية، قال نتنياهو: "سياستنا واضحة، من يحاول المساس بنا فلن نتردد في استهدافه".
وخلال اللقاء بين وزير الدفاع الروسي مع ليبرمان قال الأخير إن "إسرائيل لن تتدخل في الشأن السوري، لكنها لن تسمح بأن تحول إيران وحزب الله الأراضي السورية لجبهة متقدمة ضد إسرائيل، كما لن تسمح بنقل سلاح متطور من إيران عبر سوريا إلى لبنان".
الوقائع تكذب الصهاينة ومنذ يومين فقط عثرت وحدات الجيش العربي السوري على ترسانة كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة والعبوات الناسفة بعضها أسلحة إسرائيلية في أوكار تنظيم داعش خلال تمشيط مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. هذا بالإضافة للتدخل الميداني المباشرعبرالحدود الجنوبية بالقصف المدفعي أو من خلال الغارات الجوية لمساندة الإرهابيين في معظم الأحيان.
وأفاد أحد القادة الميدانيين بأنَّ الأسلحة التي تمَّ العثورعليها تضم عدَّة أنواعٍ من ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وبعضها إسرائيلي الصنع إضافة لمئات من القذائف المتنوعة وذخائر وأسلحة أخرى من صنع حلف الناتو وعدة دول أوروبية وغربية وعمليات الدعم هذه لم تتوقف يوما طيلة الحرب على سورية.
ماذا لو حان ”الزمان والمكان المناسبين" وأتي الرد بمفعول رجعي ..؟!؟ ماذا لو أسقطت الطائرة التي استهدفت منذ أسبوع تقريبا فوق الأراضي اللبنانية..؟!؟ أو ماذا لوأسقطت الدفاعات الجوية التابعة لمحورالمقاومة طائرة إسرائيلية فوق الأراضي السورية أو اللبنانية في المستقبل وقتل الطاقم أو أسر..؟!؟ ما الذي يمكن للإسرائيلي فعله ..؟!؟أو ما الذي سيكون عليه رد الفعل "الإسرائيلي"..؟!؟ وكيف سيرد المحور وما هو سقف الرد وحجمه..؟!؟ كل ذلك ستجيب عليه الأيام القادمة الحبلى بالمفاجآت "المحتملة" أوالخارجة عن السياق.
السيد حسين سلامي/محلل سياسي/وكالة نيوز
0 comments: