Monday, August 27, 2018

ما بين الإستراتيجيّات والألم...

ما بين الإستراتيجيّات والألم...
...ولأنّنا -كالعادة -نسلّم تسليما مطلقاً  بالشق الإستراتيجي من كلمات وخطب سماحة الأمين لحزب الله السيّد حسن نصرالله..
ولأنّ حكمته وأمانته وتعفّفه وتجربته الطويلة باتت من المسلّمات ..
لذا، نُبقي الموضوع الإستراتيجي خارج دائرة الحوار أو الإنتقاد....
...ولأنّ الداخل محطّ آلامنا ومعاناتنا ومستقبل أطفالنا فسنبقى على الدوام نطرح تساؤلاتنا ونخطّ انتقاداتنا دون تردّد حتى ولو تناولت بعض أجزاء من كلمة السيّد نصرالله الذي نُجلّ ونحترم..
سماحة الأمين العام...
أمّا قولك بأنّ حزب الله "أكبر حزب سياسي " فذا يفرض أن ينعكس عمليّا كأكبر تكتّل نيابي ومن ثمّ حكوميّ يولّد حضوراً فاعلاً وجادّاً داخل السلطة التنفيذية ومختلف الإدارات والمؤسسات!!!!
..."أكبر حزب سياسي" يعني أنّه يمثّل أوسع شريحة شعبيّة لها متطلبّاتها المختلفة ومشاكها المتعدّدة والمتشعّبة في بلد المحسوبيّات كلبنان، في حين تتغنّى  -وأنت محق- بأن قيادات حزبك الرسميّة والحزبيّة غير فاسدة وأنك حاضر لمحاسبة أي فاسد  داخل صفوف حزب الله....
هنا لنا أن نطرح السؤال التالي: هل "التواضع " في النفوذ والمطالب وانعكاس حجم التمثيل الشعبي -وفق ما تُقرّون-لا يسمح لمن يتربّص بالمقاومة أن يحقّق جزءاً من أهدافه ؟!!!!
...والسؤال الأهم: لمن تتنازلون ولماذا تفرّطون بحقوق جمهوركم؟ طالما صحيح أنّكم الأقوى -وأنتم فعلاً كذلك - وأنّ شخصكم العاقل المحترم في موقع القرار والإدارة فهل يمنحكم ذلك حق التصرّف بالحقوق دون بديل عادل يرفع الظلم عمّن تمثّلون.....
أنتم تدركون جيداً دور السلطة التشريعيّة وانتاجيّتها وهيْبتها في مجال الرقابة والمحاسبة إذا ترأّسها شخص يرفض "البيع والشراء" في  سوق الفساد والمحاصصة، وتُدركون جيّداً ما آثار ذلك في مجتمعنا بعد عقود من الظلم والتقهقر واستهداف الصالحين ووو...ورغم كلّ هذا "تتواضعون"!!!!!!!!!!!
تُرى أهل من العدل والمنطق في هذا الواقع المرير "ممارسة التواضع هذا" بعدما أصبحتم أقوى من جيش إسرائيل "العدو" ؟!!!  ولمن؟ ومِن حقوق مَنًْ ؟وحصّة من؟
ألأمانة حِملٌ ثقيل  وأنتم -لا شكّ-أهلٌ لها إلاّ أنّ الصبر قد نفذ والحصاد بات نخراً بهدوئنا وزَلازِل في قناعاتنا وطعَنات في نداءاتكم  لاسيّما التي تحضّ على الصبر والإنتظار...
...سماحة الأمين العام، إبحثوا في بناء الفرد لا في  كيفيّة المحافظة على الجمهور لأنّ من سبقكم إلى ذلك قد فشل، فمؤسّساتنا أنتجتْ لصوصاً قبل أن تُتَرجَم إنماءاً خاليّا من الجودة  غيْر مُعَزِّزٍ لِقطاعات الإنتاج حتّى على المدى المتوسّط أو القريب....
وأفيدكم سيّدي -خاتماً-بأنّ سماع سماحتكم من خلف البحار حيث الكهرباء  والهواء النقيّ والإنترنت السريع الزهيد الثمن والطبابة والتعليم  والعدالة الإجتماعية وووو...فيه لذّة وكرامة وعزّة أكثر بكثير من التفاعل  مع حضوركم الراقي في أرضنا "المحرّرة" حيث  يحرسنا طُهر شبابكم ويسرقنا جشع الظالمين الذين لا يشبعون....
دمتم ذُخراً مِعطاءاً وضَمانةً للصابرين...حفظكم الله.
بقلم المحامي
محمّد فضل خشّاب


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: