Friday, September 14, 2018

إدلب: تحضيرات عسكرية لمعركة مصيرية

إدلب: تحضيرات عسكرية لمعركة مصيرية


تحدث مصدر عسكري عن تحضيرات يقوم النظام لبدء عملية ضخمة ضد مناطق سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، مؤكدة أن جيش النظام قد: “أنهى استعداداته العسكرية واللوجستية لبدء هجوم بري واسع من محاور عدة، لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غرب إدلب”، ومشيرة إلى أن: “هجوم الطائرات المسيرة المتكرر على قاعدة حميميم، الذي ينطلق من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، سرع باتخاذ قرار العملية العسكرية”.

وحدد المصدر المحاور التي ستنطلق منها قوات الأسد في المعركة، حيث يتوقع أن ينطلق المحور الأول من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، والثاني من منطقة جورين بأقصى الشمال الغربي لحماة، متوقعاً أن يتركز العمل العسكري للنظام على فتح طريق حلب-اللاذقية.

كما تم رصد تحركات عسكرية للنظام السوري من ريف حلب الجنوبي وتحديداً من بلدة الحاضر في اتجاه مطار “أبو الظهور”، تضمنت رتلين عسكريين يضمان آليات ومجنزرات ومئات العناصر وقد توجه الرتل عبر الطريق الجنوبي عبر طريق “أم الكراميل-براغيتة”.

ووفقاً لمصادر محلية؛ فإن قوات النظام تعمل على تعزيز مواقعها في ريف اللاذقية وتحديداً في منطقة جبل الأكراد عند قرية سلمى، وتقوم بحشد العناصر من القوات الخاصة، تدعمها ميلشيات موالية لإيران تنتشر في عدة محاور بريف اللاذقية هي: سلمى، وربيعة، ومحور غزالة، وصلنفة، والعقابات في محور جب الأحمر، وقمة النبي يونس، وقلعة شلت.

ونقلت مصادر عن مسؤول في “حزب الله” قوله: “سيكون حزب الله حاضرا بقوة كبيرة للمشاركة في القضاء على القاعدة والمقاتلين الأجانب الآخرين والجهاديين المتمركزين في شمال سوريا”.

كما نجح النظام في استمالة الفصائل المتصالحة مع النظام، حيث استقدمت قوات النظام المئات من أبناء البلدات التي صالحت النظام وخاصة في درعا والقلمون وريف حمص الشمالي إلى مطار حماة العسكري وعينت عليهم رئيس المخابرات العسكرية في حماة العميد وفيق ناصر، الذي كان يرئس فرع الأمن العسكري في السويداء، في حين ستردف تلك القوات “ميليشيا النمر” التي يقودها سهيل الحسن.

يأتي ذلك بالتزامن مع حشد “قوات سوريا الديمقراطية” قواتها على حدود حلب وإدلب للوقوف إلى جانب النظام في معركته المرتقبة بإدلب، حيث أكدت مصادر محلية أن حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” يعمل على دمج ما تبقى من قواته في شمال حلب مع قوات النظام، مشيرة إلى أن الوحدات الكردية تخلت عن شاراتها الخاصة وارتدت الزي الرسمي لقوات النظام.

ووفقاً لمصادر مطلعة فقد توجه العشرات من قوات “قسد” بآلياتهم العسكرية إلى منطقة الكاستيلو والسكن الشبابي القريبتين من دوار ومنطقة الليرمون المحاذية لمناطق سيطرة الفصائل في الريف الغربي لحلب في بلدات كفر حمرة وحريتان.

وأضافت المصادر، أن ميليشيا “قسد” أرسلت نحو ثلاثة آلاف مقاتل إلى مناطق التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة بالتزامن مع وصول نحو ألفي مقاتل من قوات الحرس الجمهوري إلى مدينة تل رفعت شمال حلب.

وتساعد القوات الروسية في أعمال التحضير للمعركة المرتقبة، حيث وصل نحو خمسين عسكرياً روسياً بين ضابط وجندي إلى قاعدة أبو الظهور الجوية تدعمهم أسلحة تكتيكية متوسطة وثقيلة، وذلك للقيام بأعمال الاستطلاع والرصد الميداني الاستباقي الذي تتطلبه معركة إدلب المرتقبة.

ويبدو أن تركيا بدأت تنصاع للضغوط الروسية في ظل توتر علاقاتها مع واشنطن، حيث تحدث وزيرا الخارجية الروسي لافروف والتركي أوغلو عن: “وجود تنظيمات إرهابية في إدلب يجب محاربتها”، وفي تحول لافت للموقف التركي؛ أشار أوغلو إلى أن اتفاق أستانة ونقاط المراقبة التركية، مهمتها: “تحديد الإرهابيين وتحييدهم”، وهو ما يؤكد وجود توافق تركي-روسي على إنهاء “هيئة تحرير الشام”، مع وجود خلافات بين الجانبين حول الآلية التي يتوجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف، إذ ترغب تركيا في التوصل إلى حل دبلوماسي مع “هيئة تحرير الشام” يقضي بحل نفسها لتجنيب إدلب هجوماً عسكرياً كبيراً من روسيا والنظام، بينما ترغب موسكو بالتنسيق مع الاستخبارات والجيش التركي لشن معركة مشتركة ضد “هيئة تحرير الشام” لإجبارها على تسليم أسلحتها الثقيلة وحل نفسها، أو توسيع المواجهة حتى إنهائها عسكرياً.

ويبدو أن تركيا ستجد نفسها مضطرة للقيام بعمليات عسكرية ضد الهيئة لإجبارها على حل نفسها أو إنهائها عسكرياً، معتمدة في ذلك على الفصائل المعتدلة للاشتباك مع قوات الهيئة في إدلب، وهو خيار بدأت فيه تركيا فعلياً من خلال توحيد الفصائل تحت راية “جبهة تحرير سوريا”.

ويأتي إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتن (17 يوليو) ضمن العمليات التحضيرية للمعركة المرتقبة، حيث فقدت الفصائل ورقة ردع أساسية، في حين تضاءلت حاجة روسيا إلى مساعدة تركيا، مفضلة تشكيل قوات مشتركة من النظام والفصائل المصالحة والأكراد والميلشيات الإيراني، وتعزيز التعاون مع الصين لاستئصال المقاتلين الأويغور، ومقاتلي شمال القوقاز المعادين لروسيا، حيث يرغب الطرفان في تصفية حساباتهما مع هؤلاء الأعداء المحليين بعيداً عن الوطن.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: