Saturday, April 2, 2022

موجة "الإرهاب" تضع حكومة بينت أمام تحدِّ لم تتوقعه

 "هآرتس" 30/3/2022

موجة "الإرهاب" تضع حكومة بينت أمام تحدِّ لم تتوقعه




يوسي فيرتر - محلل سياسي
  • أمس، هناك مَن تنفس الصعداء في القيادة السياسية الإسرائيلية، بصورة نسبية طبعاً، حين ظهرت هوية منفّذ العملية. "على الأقل لم يكن منّا"، قال لي أحد الوزراء على مضض. فالويل لنا، لو كان منفّذ عملية بني براك، الأكثر فتكاً من كل العمليات حتى الآن، عربياً إسرائيلياً.
  • "الإرهاب" الفلسطيني أسهل استيعاباً. وهذا على الرغم من صعوبة الشعور بأن الموجة الحالية في المدن الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي (ويبدو أننا فقط في البداية)، هي شيء لم نعرفه من قبل. أيام قليلة قبل شهر رمضان، وأسبوعان قبل عيد الفصح، يبدو أن إسرائيل تعود إلى أيام سوداء كنا سعداء بنسيانها بالتأكيد منذ انتفاضة السكاكين في سنتيْ 2015-2016.
  • 11 قتيلاً في ثلاث مدن خلال سبعة أيام، هذا حدث استراتيجي: أمني، لكنه سياسي أيضاً. رئيس الحكومة نفتالي بينت، وعلى الرغم من وجوده في الحجر المنزلي، فإنه مرغَم على التواصل مع الجمهور في أقرب وقت ممكن، ووضعه في صورة خُطط الحكومة للتعامل مع هذا التدهور الخطِر. أمس، اعترف بينت بأن إسرائيل تواجه موجة إرهاب عربي قاتل. الآن، عليه التصرف استناداً إلى ذلك، حتى لو احتاج الأمر إلى إغراق الشوارع بالشرطة والجيش. وعليه جمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية – السياسية (الكابينيت)، وأن يتخذ فيه قرارات صعبة.
  • قبل أسبوع من الآن، كنا في واقع مختلف كلياً، فيه اجتماعات "قمة" تلحق بـها "قمة": تركيا بدايةً، وبعدها مصر. كان من المقرر أن يسافر بينت في نهاية يوم السبت إلى الهند (مع شجار ولّادي مع غانتس)، وأول أمس، اجتمعت "قمة النقب" التي كانت فريدة في نوعها، من حيث المشاركين. كان يبدو أن إسرائيل تدخل إلى العهد الجديد في شرق أوسط جديد. الآن، كل شيء يبدو خارج السياق.
  • كانت الأشهر التسعة الأولى من حياة "حكومة التغيير" هي الأكثر هدوءاً من الناحية الأمنية. افتخر رئيس الحكومة بذلك خلال محادثات خاصة، لكنه لم ينسَ أن يدق على الخشب في كل مرة. كان خوفه الأساسي من غزة، وفقط غزة. حالياً، تبدو غزة هادئة، لا أحد يعلم إلى متى. الشر انطلق من الجبهات التي لم يتوقعها أحد: من داخل المجتمع العربي، وأمس، من منطقة جنين.
  • أمّا زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي نشر بعد عملية بئر السبع رداً لئيماً واستفزازياً ومنحطاً، حمّل فيه المسؤولية مباشرة لـ"بينت ولبيد"، أظهر أمس ضبطاً للنفس بصورة تستحق التنوية. يبدو أنه فهم مبالغته حينها. قدم التعازي بالقتلى، وتمنى الشفاء للمصابين، وشدّ على أيادي قوات الأمن، كما طالب الحكومة بالعمل بصورة حاسمة. صديقه الجيد من المعارضة، إيتمار بن غفير، لم يكبح نفسه هذه المرة أيضاً، ووصل إلى المكان: كطيور من نوع خاص جداً، عضو الكنيست، هذا العنصري المحرّض يتغذى بالدم والحزن والألم. دائماً يكون هناك، يندفع في اتجاه عدسات الكاميرا، ويتصرف كأنه بلطجي. وفي الحقيقة ليس "كأنه"؟
  • من دون شك، هذا هو الامتحان الأكبر بالنسبة إلى بينت. وبغض النظر عن الحقيقة الموضوعية، حكومة لا يتم التعامل معها على أنها حكومة يمين متشدد "هارد كور"، سيكون دائماً من الصعب عليها مواجهة موجات "الإرهاب" أمام الرأي العام. الوحيد الذي نجح في هذا الامتحان، وتمتع برصيد شعبي واسعة، ولفترة طويلة قبل أن يشنّ عملية عسكرية (السور الواقي في الضفة الغربية)، كان أريئيل شارون؛ ولم يقم بذلك إلاّ بعد أن تنبأ بأنه إن لم يقم بها سيتم طرده بالحجارة والعصي من مكتب رئيس الحكومة على يد الرأي العام. بينت بعيد جداً عن أن يكون شارون.

 

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: