1.
ما يعرفه الأميركيون-اليكس
فيشمان
تكشف مواد استخبارية تجمعها وتحللها وكالة
المخابرات المركزية النقاب عن أن لدى إسرائيل أسباباً كثيرة جداً للقلق مما بعد
الأسد. ويتبين أن هناك فجوة جوهرية بين ما يقوله البيت الأبيض عما يجري في سوريا
وعما سيحصل بعد الأسد وبين الصورة المقلقة التي تظهر في مقر المخابرات المركزية في
لينغلي.
تخوض المخابرات المركزية سباقاً مكثفاً ضد
الزمن لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن مخازن السلاح الكيماوي ـ البيولوجي
السورية. الاستثمار هائل: ابتداء بعملاء ميدانيين تم إرسالهم لتعزيز محطات
المخابرات المركزية في المنطقة وانتهاء بالاستثمارات الاستخبارية التكنولوجية،
التنصت، صور الاقمار الصناعية وما شابه. واقع الامر، كل ما تتيحه التكنولوجيا
الحديثة يستثمر اليوم في سوريا.
يعمل رجال المخابرات المركزية مع محافل
استخبارية في المنطقة ـ مثل الاستخبارات التركية والاردنية ـ ويجمعون معلومات من
الفارين من الجيش السوري، للتعرف على التيارات التي تتشكل منها الهيئة التي تسمى
«المتمردون» وتصنيفهم: من سيتعاون مع الادارة الاميركية في المستقبل، من سيخدم
مصالح الإسلام المتطرف، وهل بينهم احد يمكن الاعتماد عليه في مسألة السلاح
الكيماوي.
وأنتج هذا الجهد الاستخباري عدداً من
التسريبات التي لها، أغلب الظن، اساس في الواقع. أحد هذه التسريبات تحدث عن
امكانية أن يسيطر رجال كوماندو أردنيون على المواقع الكيماوية والبيولوجية في
سوريا في يوم الأمر. وتحدّث تسريب آخر عن امكانية ان تقصف اسرائيل هذه المواقع.
وكشف تسريب ثالث النقاب عن ان الادارة الاميركية أعدت خطط طوارئ للسيطرة على معابر
الحدود، المطارات والموانئ في سوريا لمنع إخراج مواد القتال الكيماوي والبيولوجي
وهرب محافل إرهابية.
ومسموح لنا أن نضيف فرضية اخرى: اغتيال
قادة جهاز الأمن السوري لم يتم بالضرورة على يد مجموعة متمردين. ففي هذه القصة
إشارات أكبر لضربة نفذها جهاز استخباري مرتب، قادر على اختراق حزام حماية القيادة
السورية. والاستخبارات التركية مثلاً تملك قدرات ومصالح على حد سواء ـ بالتعاون مع
الاميركيين ـ للانتقام من السوريين على إسقاط طائرتهم الفانتوم.
أحد ثمار جمع المخابرات المركزية
المعلومات رأي إشكالي عن منظمات المتمردين. أولاً، تقول وكالة المخابرات، عدد
الثوار أقل مما يبدون في الغرب. ثانياً، تسللت الى قيادة الثوار بشكل مكثف محافل
متطرفة من اوساط الاخوان المسلمين. وتوجد أجندة متطرفة، سياسية ودينية على حد
سواء، لقسم من الثوار لا تستقيم مع ما يتخيلونه في البيت الابيض. وإضافة الى ذلك،
عدم إبداء المتمردين الحذر في استخدام الهاتف الخلوي، سمح لعملاء المخابرات
المركزية ان يسجلوا في تقاريرهم أن قسماً من المذابح في سوريا في السنة الاخيرة
نفذته جهات لم يستخدمها نظام الاسد.
وهكذا، فيما يحاول البيت الابيض رعاية
مجموعة الدول «الداعمة» لسوريا الجديدة، تحذر المخابرات المركزية: ليس فقط لن تقوم
سوريا جديدة وحديثة، بل هناك احتمال أن تكون سوريا قديمة جداً، على النمط المصري
الحالي او النمط العراقي، حيث لا يعرف احد بعد من يحكم وعلى ماذا. ليس للدول
الداعمة مالياً وعسكرياً للثوار أي فكرة عمن يدعمون.
لقد كانت للادارة الاميركية رؤيا بشأن
سوريا. وأراد الاميركيون ان يواصل حزب البعث ادارة سوريا. صحيح أن هذا حزب يقف على
رأسه علوي، ولكن معظم عناصره سُنة. اراد الأميركيون أن يروا في سوريا نظاماً سنياً
متحالفاً مع السعودية وتركيا. ولكن شيئاً من هذه الرؤيا لا يتحقق. ما تبقى لهم هو
مواصلة طرح الشعار بأنه يجب اسقاط الاسد بسبب وحشيته، علاقاته مع ايران وما شابه.
من ناحية الأميركيين، ما بعد الاسد قد
يجلب معه منغصات ومصاعب استراتيجية. من ناحية اسرائيل ما بعد الاسد موضوع حرج.
فاخوان مسلمون على الحدود المصرية ـ اخوان مسلمون في غزة، اخوان مسلمون على الحدود
السورية، حزب الله على الحدود اللبنانية ـ هذا كابوس من شأنه أن يتجسّد.
يديعوت 22/7/2012
السفير، بيروت،
23/7/2012
حلمي موسى: تفاخرت
الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بأنها كانت بين الحكومات القليلة في
العالم التي أفلحت في تجنيب المجتمع آثار الأزمة الاقتصادية العالمية. ولكن لا
يبدو أن مفعول هذا التفاخر سيطول كثيرا، بسبب التقديرات المتزايدة حول دخول
الاقتصاد الإسرائيلي مرحلة ركود جراء ارتفاع التكاليف وانخفاض الصادرات.
وتقف الحكومة
الإسرائيلية، وهي في عام انتخابات تقريبا، أمام مأزق زيادة الضرائب، فيما تتداعى
الهيئات الاقتصادية للاجتماع للبحث في الأزمات المرتقبة.
وكانت قد ظهرت في
الأسابيع الأخيرة إشارات سلبية متعددة بينها تراجع ملحوظ في الصادرات وانخفاض كبير
في حجم المبيعات في شبكات التسويق، وتخفيض نسبة النمو المتوقع وتدني جباية
الضرائب. ولا يقل أهمية عن ذلك زيادة أعداد العاطلين من العمل. وازداد خوف الحكومة
الإسرائيلية جراء اضطرارها لتقديم مشروع ميزانية العام 2013، حيث يحاول خبراء
توفير موارد ضريبية جديدة من خلال رفع نسبة ضريبة القيمة الإضافية.
وتشير المعطيات
الاقتصادية الإسرائيلية إلى أن الأزمة الاقتصادية في أوروبا أثرت بشكل كبير على
الدولة العبرية. ومعلوم أن أوروبا لا تزال الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل
استيرادا وتصديرا. وقد تراجعت الصادرات الإسرائيلية بشكل واضح إلى أوروبا
والولايات المتحدة. وأظهرت معطيات الشهر الأخير أن واردات إسرائيل بلغت 19,9 مليار
شيكل (أكثر من خمسة مليارات دولار) في شهر حزيران، حوالي ثلثها من دول الاتحاد
الأوروبي و21 في المئة من آسيا و13 في المئة من الولايات المتحدة والباقي من كل
دول العالم الأخرى.
أما الصادرات
الإسرائيلية في الشهر ذاته فبلغت 13,7 مليار شيكل (حوالي 3,5 مليارات دولار)، ما
يعني أن العجز في ميزان التبادل في شهر واحد يزيد عن مليار ونصف المليار دولار.
وكان العجز المتراكم في الشهور الستة الأولى من هذا العام قد زاد عن 10,5 مليارات
دولار، أي بنسبة تزيد 50 في المئة عن الفترة المقابلة في العام الماضي. وتشير
المعطيات إلى تراجع الواردات، ولكن بنسب ضئيلة مقابل تراجع الصادرات.
وفي إشارة واضحة
للأزمة، قدر خبراء إسرائيليون أن عدد العاطلين من العمل سيزداد حتى الصيف المقبل،
ليصل إلى رقم قياسي، وهو 305 آلاف عاطل من العمل وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزي
الإسرائيلية. ويستند هذا المعطى إلى نسبة نمو متوقع في الاقتصاد الإسرائيلي بحوالي
2 في المئة. وبناء على ذلك فإن نسبة البطالة ستبلغ الصيف المقبل 8,3 في المئة.
وهذا التوقع يستند إلى الأزمة الاقتصادية في أوروبا وتأثر إسرائيل بها. وهو ما
يعني أن 130 ألف عامل إسرائيلي سيقعون بين براثن البطالة في الشهور الستة المقبلة.
ومن الجائز جدا أن يصب هذا المعطى زيتا على نار الاحتجاجات الاجتماعية المتزايدة
في إسرائيل. ومن المهم أيضا معرفة أن قسما كبيرا من هذه البطالة يأتي من مصانع
عالية التكنولوجيا، ممن يصنف عمالها ضمن الطبقة الوسطى.
ولا يمكن معرفة حجم
التراجع في نسبة النمو من دون ملاحظة أن هذه النسبة بلغت 5,6 في المئة في العام
2006 و5,5 في المئة في العام 2007. كما كانت 4 في المئة عام 2008، وأقل من واحد في
المئة عام 2009. وفي العام 2010 بلغت نسبة النمو 4,8 في المئة، واحتفظت بهذه
النسبة أيضا في العام 2011. وكما سلف فإن التوقعات للعام الحالي لا تزال تتحدث عن
حوالي 2,5 في المئة، لكنها قد تشهد انخفاضا أكبر حتى نهاية العام.
السفير، بيروت،
24/7/2012
الناصرة - زهير
أندراوس: رأت دراسة أعدها مركز أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب أنه في
الفترة الأخيرة تضعضع المحيط الاستراتيجي الذي تعمل فيه "إسرائيل"، إلى
درجة التهديد بانهيار أجزاء كبيرة من المنظومة التي اعتمدت سياستها عليها.
وأحد العناصر
البارزة هو أنه بإزاء غياب أو خفوت أكثر اللاعبات الثقيلات الوزن في العالم
العربي، مشيرة إلى أن السعودية بقيت عاملاً أخيراً تقريباً ما يزال يعمل بإصرار
على صد إيران وهو قادر على أن يكون معادلاً لتركيا، كما لفتت إلى أن الضعف الذي
يُلم بالعالم العربي قد أصبح على نحو غير متوقع مشكلة لـ"إسرائيل" ويزيد
احتكاكها بالقوى الإقليمية وراء منطقة سايكس بيكو التي تحاول أن تُعمق تأثيرها في
الساحة.
وعلى هذه الخلفية
تصبح السعودية فجأة دولة قريبة جداً من "إسرائيل" في قراءة الخريطة
الإقليمية ووضع أدلة العمل الاستراتيجي. في الجانب الآخر، زادت الدراسة، تقرأ
إيران الخريطة نفسها، لافتةً إلى أن نضال السعودية لصد إيران يمتد من اليمن مروراً
بالعراق ومصر ثم إلى لبنان.
وكانت اللحظة
التأسيسية التي غيرت طبيعة هذا النضال هي تدخلها غير العادي والمباشر في البحرين. وقد
أصبحت الأسرة المالكة أسرة آل سعود بفاعليتها النسبية والمثابرة التي تصاغ
بالتدريج، أصبحت هدفا رئيسيا لإيران، وعلى هذا فان إيران ربما تحصر عنايتها في
المرحلة التالية في تحدي الأسرة المالكة السعودية، ومن الضروري أن نعرف أهمية
بقائها. لأنه إذا سقطت أسرة آل سعود فهناك خطر تهاوي بقايا المقاومة العربية
لإيران. علاوة على ذلك، أشارت الدراسة إلى أن تضعضع المحيط الاستراتيجي قد يراكم
أيضاً صعاباً جديدة أمام محاولة التوصل إلى تسوية إسرائيلية فلسطينية. وان أكثر
اللاعبات التي شاركت في الماضي في منح غلاف استراتيجي يؤيد تسويات سياسية قد اختفت
أو ضعفت أو بردت علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وتابعت الدراسة
قائلةً إن أحد التحديات المعقدة لـ"إسرائيل" هو ضرورة العمل في نفس
الوقت في ثلاثة عوالم متوازية في حين أن كل واحد من هذه العوالم يجري بحسب قوانين
آلية مختلفة (ومتناقضة بقدر ما) ويقوم على حقائق مختلفة بادي الرأي. ففي طرف واحد
عالم الواقع الاستراتيجي البارد. وهو عالم صارم حيث صراعات القوة فيه هي اللغة
المتحدث بها و"إسرائيل" تميل إلى الشعور بأنه يجب عليها أن توجد فيه في
كل وقت ويدها هي العليا. وفي الطرف الآخر عالم الرأي العام العالمي. وهو عالم
تصورات وصور بعيدة أحيانا عن الواقع القاسي في الميدان، لكنها نالت موطئ قدم في
وسائل الإعلام وعند منظمات دولية. وهذه التصورات والصور بقدر كبير، مصدر للشرعية
الدولية أو عدمها.
والشرعية تؤثر أيضاً
في حدود حرية العمل وفي قدرات "إسرائيل" على الصمود والبقاء في عالم
الواقع الاستراتيجي. وبين الطرفين يوجد عالم ما بين الحكومات، وبالتالي لا تستطيع
سياسة "إسرائيل" أن تتجاهل الخريطة التي تتشكل. وفي نفس الوقت يجب على "إسرائيل"
أيضاً أن تطمح إلى الحفاظ على آفاق تعاون مع مصر والأردن وتركيا والى تطوير آفاق
تعاون مع السعودية والى استغلال الفرص لإضعاف الزعزعات الإقليمية.
وبرأي معدي الدراسة
فإن الدولة العبرية والسعودية تريدان مضاءلة الزعزعات للوضع الراهن، ومعهما أيضا
دول أقل تأثيراً كالأردن ودول الخليج. وتطمح إيران إلى زعزعة الوضع الراهن. ومن
وجهة النظر هذه على الأقل تُعد تركيا أيضاً في المعسكر العدو لأنها تطمح أيضاً إلى
أن تنظم علاقات القوى من جديد، وعلى أية حال، فإن الأمور ما تعلقت بمنظار آل سعود
فإن الصورة قد اتضحت وذاك أن السعودية قد بقيت وحدها تقريباً. وترى الأسرة المالكة
السعودية أن الصفقة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة النفط مقابل الأمن تفقد من
فاعليتها وذاك لسببين: الأول، أن أمريكا غيرت سياستها من وجهة نظر الأسرة المالكة
وهي تترك آل سعود يواجهون بأنفسهم تحدياتهم في الداخل والخارج. وهذا يُحدث فروقا
أخذت تتسع بين السعودية والولايات المتحدة، بدءا بطلب الولايات المتحدة إصلاحات
ديمقراطية في النظم الملكية السنية مرورا بحوارها مع الإخوان المسلمين في مصر،
وصورة علاج الأزمة في البحرين، وانتهاء بسحب قواتها من العراق بما يشبه ليكن
الطوفان من بعدي، والذي يأتي بإيران لتقف على عتبة السعودية. وثانيًا، تُقدر
السعودية أن فاعلية الولايات المتحدة قد قلت وبدأت تفكر بمفاهيم عهد ما بعد
أمريكا.
وبرغم أن حكام
السعودية يبذلون جهوداً للاقتراب من الصين والهند وباكستان فانه لا يوجد بديل على
هيئة قوة عظمى أخرى أكثر تأييدا وجدوى. لكن السعودية تدرك أن الحاجة إلى اعتمادها
على نفسها قد زادت وان عليها أن تحاول أن تملأ بقواها الذاتية جزءا من الفراغ الذي
خلفته الولايات المتحدة، وأصبح هذا الإدراك يثمر صفقة بسبعين مليار دولار، ويدفع
بالسعوديين إلى التفكير بالحصول على أسلحة نووية، على حد تعبير الدراسة.
وترى السعودية، كما
شددت الدراسة، أنها قد فقدت شريكاتها المهمات في الجبهة العربية السنية، فقد سقط
مبارك ومستقبل مصر غير واضح، وبعد انسحاب أمريكا أصبحت إيران الجهة المهيمنة في
العراق. وقد اضطر هذا الوضع الجديد الشديد السعودية إلى تغيير إستراتيجيتها.
وتابعت: بقي آل سعود المحاربين العنيدين الرئيسيين وربما الآخِرين لصد إيران، وأن
الأسرة المالكة تحاول باستثمار مليارات الدولارات في مصر مرورا باستخدام سلاح
النفط والصراعات داخل الاوبيك، والصراع على القنوات إلى باكستان والهند ثم محاولة
توسيع الـ جي.سي.سي وجعل هذه المنظمة شبه حلف أطلسي سني، تحاول أن ترسم خط وقف
إيران. وهي تجعل نفسها بذلك هدفا رئيسا لإيران. وأوضحت الدراسة أيضًا أن ضعضعة
الأسرة المالكة، بعمل مباشر أو بوسائل غير مباشرة، قد يفضي بإيران إلى شفا القدرة
على أن تسقط نهائيا النظام الإقليمي المعروف.
وكذلك يوجد خوف من
تحولات إستراتيجية تنبع من تبديل الأجيال في قيادة آل سعود، أو من تقدير السعودية
أن مكافحة إيران خطيرة جدا واحتمالات نجاحها ضئيلة جدا، وعلى ذلك يجب على السعودية
أن تبحث عن توافق يعتمد على اعتراف لتقدم إيران. من هنا تأتي الأهمية الكبيرة لآل
سعود بالنسبة لإسرائيل. بازاء الفروق الثقافية يصعب الحديث عن شراكة مكشوفة بين
إسرائيل والسعودية. لكن الدولتين تقرآن بصورة متشابهة الخريطة الإستراتيجية
وتسيران في مسارات إستراتيجية متوازية ولهذا يوجد مكان للفحص عن توسيع الحوار
بينهما، على حد تعبير الدراسة.
القدس العربي، لندن، 24/7/2012
رونين
سولومون وجدعون كوتس
التوتر السوري
الداخلي يدفع باتجاه التدخل الرسمي للدول الغربية خوفا على مصير الترسانة غير
التقليدية لدى الاسد. فقد أفادت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أمس بأن
رجال الوحدات الخاصة في الجيش الامريكي المرابطين في شمالي الاردن أجروا مؤخرا
توغلات الى داخل اراضي الدولة للتأكد من ان مخزونات السلاح الكيماوي لدى سوريا لا
تزال توجد تحت السيطرة.
وحسب هذا المصدر،
فان الامريكيين لم يعودوا يكتفون بمتابعة الاقمار الصناعية والتكنولوجية لمخزونات
السلاح، ولهذا فقد زادوا عدد الرجال المرابطين في الاردن بل وأقاموا مع الاردنيين
وحدة مشتركة تعنى بتنسيق المعلومات الاستخبارية.
بشكل طبيعي، ليست
الولايات المتحدة فقط هي التي تعرب عن قلقها على أملاك الاسد العسكرية. فجيران
سوريا، بمن فيهم اسرائيل وتركيا، يرون هم ايضا صور الاقمار الصناعية التي تعرض كل
تغيير في انتشار القوات السورية حول المواقع المشبوهة كمخزونات للسلاح الكيماوي
والبيولوجي لدى سوريا. ويعتبر هذا المخزون هو الأكبر في الشرق الاوسط وأحد أكبر
المخزونات في العالم، ولكن للدولة ليس فقط مخزونات بل وايضا مواقع لانتاج وتطوير
السلاح غير التقليدي.
وتُدير سوريا هذه
المواقع من خلال "وكالة البحوث العلمية"، مثابة صناعة عسكرية تشكل دفيئة
للتطوير. ويجري النشاط بتعاون وثيق مع ايران، وبمساعدة علمية وتكنولوجية من كوريا
الشمالية.
الصور التي
التقطتها الاقمار الصناعية في بداية العام 2009، من جانب المعهد الامريكي لشؤون
الجيش، السلاح والأمن "جينز"، كشفت النقاب عن انه في منشأة في السفير
بُني مصنع لانتاج المواد الكيماوية. وكان واضح للخبراء استنادا الى منظومات
التهوية والتنقية الخاصة التي جُهزت بها أسطح المنشأة، بأنها معدة لانتاج مواد
خطيرة. اضافة الى ذلك، فقد رفع السوريون مستوى قاعدة الصواريخ المجاورة التي يفترض
ان تشكل قاعدة للتخزين والاطلاق للرؤوس المتفجرة الكيماوية.
وقضت معاهد بحث
مختلفة في العالم بأن ترسانة السلاح غير التقليدية لدى سوريا تقوم أساسا على انتاج
وتخزين مئات الأطنان من غاز الاعصاب من نوع "سارين" و"VX"،
الى جانب كميات صغيرة من غاز الخردل وتسيانيد، الذي استلمته سوريا على ما يبدو من
العراق قبل سنوات عديدة. ويتم تخزين المواد بشكل عام في حاويتين منفصلتين دمجهما
فقط يُسلح الرؤوس المتفجرة الكيماوية. وحسب التقديرات، فان المواد مخزنة في أقبية
محصنة في معظمها ضد الهجمات الجوية وعلى مقربة من مواقع الصواريخ، المطارات
واحيانا بطاريات المدفعية. المواقع الكبرى توجد قرب مدن حماة، حمص، السفير،
اللاذقية ودمشق.
من اجل حمل الاسلحة
الفتاكة تنكب سوريا في السنوات الاخيرة على تطوير سلسلة من صواريخ ارض - ارض من
طراز "سكاد دي" القادرة على حمل رؤوس متفجرة كيماوية الى مدى يصل حتى
700 كم وبمدى دقة تبلغ نحو كيلومتر. وحسب التقديرات، فان صاروخا واحدا مزودا برأس
متفجر كيماوي يمكنه ان ينثر مادة في مدى بضعة شوارع في مدينة اسرائيلية متوسطة.
وأغلب الظن تُعد ايران وسوريا هذه الصواريخ لغرض شل فعالية مواقع استراتيجية في
اسرائيل عند الحرب، على قاعدة طيران عسكري مثلا.
الهجوم الوقائي أم
الانتظار؟
التخوف الذي تعرب
عنه الآن اسرائيل ودول اخرى هو انه في غياب الأمل لدى الحكم السوري، يقوم الاسد
بنقل ذخائر تتضمن صواريخ سكاد متطورة ورؤوس متفجرة كيماوية الى حزب الله. وقد
أعلنت اسرائيل انه في حالة كهذه ستنظر في احباط عملية نقل الاسلحة التي من شأنها
ان تعرض أمنها للخطر. والى جانب ذلك يحتمل ان تختار احدى الدول التي تتابع الوضع
هجوما وقائيا حتى قبل ان تُنقل الاسلحة الحساسة من مكانها.
وعُلم هذا الشهر
بأن أحد الخيارات التي طُرحت في الولايات المتحدة هو السيطرة على مخزونات السلاح
الكيماوي بالتعاون مع قوات اردنية خاصة. اضافة الى ذلك، قبل بضعة ايام أفادت صحيفة
"نيويورك تايمز" بأن "محافل في البنتاغون بحثت مع محافل أمن
اسرائيلية في امكانية ان تُبيد اسرائيل منشآت السلاح الكيماوي في سوريا". وفي
نفس اليوم عُلم برفع مستوى التأهب جزئيا في الجيش الاسرائيلي، وأجرى وزير الدفاع
اهود باراك مقابلة مع قناتين تلفزيونيتين قال فيهما: "اسرائيل لن تسمح بتسريب
سلاح كيماوي وصواريخ لحزب الله".
ولكن هل الهجوم على
منشآت تخزين السلاح الكيماوي والبيولوجي لدى سوريا ممكن على الاطلاق؟ برأي خبراء
في هذا الشأن، الجواب ايجابي، بل وهو لا ينطوي على ضرر كبير. وحسب د. ديفيد
فريدمان، الخبير في انتشار السلاح البيولوجي والكيماوي من معهد الامن القومي، فانه
لا قيد عملياتي على الهجوم على منشآت كيماوية خوفا من تلوث محتمل للهواء. من يهاجم
منشآت من هذا النوع، كما شرح يقول، سيرغب على ما يبدو في ان يضرب كل سلسلة انتاج
السلاح ابتداءا من مرحلة الانتاج وحتى مرحلة التخزين. مثل هذا الهجوم لن يؤدي
بالضرورة الى تلوث الهواء والاضرار بالبلدات البعيدة، وذلك لأن معظم المادة التي
ستتضرر بالنار والحرارة ستحترق وستتبدد بسرعة.
معاريف - 23/7/2012
وكالة سما
الإخبارية، 24/7/2012
5.
الاسد وحزب الله لن يهاجما "إسرائيل"
تسفي برئيل
مع بداية موسم الصيف يمتلىء متجر
التهديدات بكل شيء شهي. فقد سخّن الشتاء لنا التهديد النووي الايراني، ولكن الآن
عليه ان يتنافس مع السلاح الكيماوي لدى بشار الاسد، مع امكانية فتح جبهة في هضبة
الجولان، مع 40 50 ألف صاروخ موجودة لدى حزب الله، وأمام كل هذه الوفرة يشحب تهديد
الارهاب من سيناء.
وكما هو متوقع، فان فرضية عمل الجيش
الاسرائيلي هي ان كل هذه الشرور ستتحقق. بالمقابل، فرضية عمل الجمهور يجب ان تكون
هي ان الجيش الاسرائيلي لن يتمكن من التصدي لها جميعها، وانه ليس لتعبير 'الجيش
الاسرائيلي مستعد لكل سيناريو' غطاء. عاموس هرئيل أفاد هذا الاسبوع ('هآرتس'،
23/7)، بأنه ستكون حاجة الى سنتين على الأقل على فرض ان تتوفر الميزانية لانتاج ما
يكفي من الكمامات لكل مواطني اسرائيل. يبدو ان دروس حرب الخليج الاولى، حين أفاد
زئيف شيف الراحل بأن عشرات آلاف كمامات الغاز التي وزعت على المواطنين لم تكن
سليمة، قد استوعبت. ومع ذلك، وعلى نهج الدروس، فانها تُنسى بعد الامتحان.
حسنا، الكمامات هي موضوع صغير. فقد يكون
الجيش الاسرائيلي يتمنى ان يطلق حزب الله الكاتيوشا الاولى، كي يوقع عليه 'ضربة
واحدة والى الأبد'، ولكنه سبق ان أراد عمل ذلك في حرب لبنان الثانية وفشل. وبعد
تلك الحرب إياها ايضا قالوا لنا ان 'الدروس استوعبت'، الى ان قرأنا تقرير مراقب
الدولة عن الحريق في الكرمل. يمكن التقدير بأن تقرير الرقابة على الدفاع الذاتي ضد
الحرب الكيماوية عالق في أحد الجوارير.
على هذه الخلفية المثيرة للقشعريرة من
المجدي الآن فحص التهديد حديث العهد: السلاح الكيماوي أو غيره سينتقل الى حزب
الله، وهو الذي سيستخدمه ضد اسرائيل. الفرضية المعتادة التي تقبع خلف هذا
السيناريو هي ان كل شيء ممكن في الشرق الاوسط، فهو مليء بالمجانين. منذ اشهر طويلة
والاسد يعيش في ازمة وفي قلق من التحطم، منذ اشهر طويلة يشرح لنا كبار المحللين في
الجيش بأن الحاكم السوري سيتطلع الى فتح جبهة جديدة مع اسرائيل، كي يصرف الانتباه
عما يجري في بلاده. واذا كان كذلك، فلماذا لم ينقل الاسد حتى الآن السلاح الكيماوي
الى حزب الله؟ لماذا حتى الآن لم يطلق حزب الله النار ولا حتى صاروخ واحد؟ لماذا
لم يحصل هذا؟ أولم تمر هذه الفكرة العبقرية في رأس الاسد؟.
الجواب هو ان ليس كل شيء ممكنا في الشرق
الاوسط، وحتى للحرب في سبيل بقاء النظام يوجد منطق خاص به. فتح جبهة جديدة مع
اسرائيل معناه اعطاء هدية غالية جدا للثوار. اسرائيل، التي ستتعرض لشجب علني على
رد فعلها التلقائي، لا بد ستحظى رويدا رويدا بغمزات التأييد من معظم دول العالم
وستُدمر مراكز قوى الاسد في صالح الثوار. هكذا على الأقل يمكن لنا ان نُقدر كيف
يفكر الاسد. والنتيجة ستكون ضياع جيشه وضياع حكمه. لا. من الأفضل مواصلة محاولة
تصفية قوات الثوار قدر الامكان وعدم السماح بسيناريو ليبيا. ولكن حقا، كيف يمكن
الاعتماد على اعتبارات الاسد الاستراتيجية؟.
وماذا بالنسبة لاعتبارات حسن نصر الله؟ هل
المنظمة التي لم تعد واثقة بمستقبل الاسد، بمعنى، بمستقبل خطوط توريد السلاح
والذخيرة لها، ستسارع الى مهاجمة اسرائيل وهي تعرف بأنها ستُدمر جزءا كبيرا من
مخزونات صواريخها؟ لعله من الأفضل لها ان تواصل الحفاظ على التهديد دون ان تنفذه؟
وهل ايران، التي لم تعد واثقة بأن الاسد سيبقى على حاله، سترغب في ان يُدمر معقلها
في لبنان أم أنها ستأمر نصر الله بالحفاظ على قدرة ردعه وعلى قدرته على التهديد
بالذات على حكومة لبنان كذخر استراتيجي للمستقبل؟ ولكن منذ متى نولي نحن منطقا
لنصر الله أو عقلانية لايران؟.
لو كانت فرضية العمل تسمح بالاعتماد على
تفكير حكومة اسرائيل، وأكثر من ذلك على 'استعداد الجيش الاسرائيلي لكل سيناريو'،
لكان بوسعنا ان نسمح لأنفسنا بترف اطلاق صرخات القلق. ولكن عندما لا تكون لدينا
حتى كمامات للجميع، عندما لا يمنع الجدار على الحدود المصرية الرصاص وعندما يجري
في الشمال احتفال موسيقي، يجدر ان نفحص ايضا منطق التهديدات والهدوء بعض الشيء.
فدوما سيبقى لنا التهديد الايراني. فهو على الأقل يضمن لنا بأن أقل من 500 شخص
سيُقتل اذا ما هاجمنا ايران. هذا رهان آمن.
هآرتس - 25/7/2012
القدس العربي، لندن، 26/7/2012
برهوم جرايسي
يُكثر قادة
إسرائيل، في الأسابيع والأيام الأخيرة خاصة،من تهديداتهم بشن حروب على عدة جبهات.
ويعكس المشهد تقسيم أدوار؛ فذاك يهدد سورية، وآخر يحذر منها ليهدد غزة، وآخرون
يهددون إيران. وعلى الرغم من أنه لا يمكن تجاهل هذه التهديدات وإسقاطها من حسابات
التطبيق، إلا أن بعض التجارب علّمت أن اسرائيل لا تقرع طبول الحرب في اتجاه الخارج
فقط، بل أيضا في اتجاه شارعها، بهدف إسكاته لدى تطبيق مخططات حكومية، خاصة
الاقتصادية منها.ولا يمر يوم على مدى أشهر طويلة، وبشكل خاص في الأيام الأخيرة،
إلا نسمع أكثر من مسؤول إسرائيلي، إن كان سياسيا أو عسكريا، يطلق التهديدات في
اتجاه ما. والانطباع الناشئ هو أن تقسيم الأدوار بات مفضوحا أكثر من ذي قبل؛ فصحيح
أننا نشهد منذ سنوات "تضارب" تصريحات بشأن عدوان محتمل على إيران، احتدت
في الأشهر الأخيرة، إلا أن هذا المشهد بات مؤخرا متعددا على جبهات أخرى.ففي هذا
الأسبوع، سمعنا نتنياهو لا يستبعد شن عدوان على سورية، تحت ذريعة الأسلحة
الكيماوية المزعومة. وفي المقابل، سارع رئيس أركان الحرب، بيني غانتس، في كلمة له
أمام اللجنة البرلمانية للشؤون الأمنية والخارجية، إلى التحذير من أن حربا على
سورية سيكون نطاقها أوسع مما ستخطط له إسرائيل.ولكن غانتس ذاته، وفي نفس الساعة
والمكان، هدّد بشن حرب على قطاع غزة، لدرجة القول إنه لا يمكن أن يرى غير هذه
الإمكانية، في الوقت الذي لا يتحدث فيه ساسة اسرائيل عن سيناريو حرب كهذه.وفي
المقابل، سمعنا رئيس حزب "كديما" شاؤول موفاز، الذي عاد قبل أقل من
أسبوعين إلى صفوف المعارضة، يزعم أنه غادر الحكومة لأنه رفض مغامرة في إيران. وقد
يكون موفاز كعادته مزيفا للحقائق، وماضيه العسكري يثبت كم هو تواق للحروب وإراقة
الدماء، ولكن هذا يكشف مدى التلاعب بسيناريوهات الحرب في أروقة الحكم
الإسرائيلي.لنترك كل هذا جانبا، ونتجه إلى خبر لم يتعد بضع جُمَلٍ نشرته صحيفة
"معاريف" الإسرائيلية هذا الأسبوع، ومفاده أن إقبال الجمهور في إسرائيل
على طلب الحصول على كمامات واقية من الغازات السامة ارتفعت وتيرته في الأيام
الأخيرة بنسبة 70 %. وهذه الكمامات تم توزيعها على السكان لأول مرّة في العام 1990
قبيل الحرب على العراق.ولكن منذ ذلك الزمن، باتت الكمامات الواقية مشهدا من مشاهد
الرعب التي تختلقها سدة الحكم، تارة تجاه الخارج، في إطار الظهور في موقع
"الضحية"، وتارة تجاه الشارع الإسرائيلي من أجل رفع مستوى الخوف لديه،
وحجب النظر عن كافة القضايا التي تقلقه على مستوى الحياة اليومية، فلا ينشغل إلا
بمسببات خوفه من "حرب إبادة قادمة لا محالة"، وما عليه إلا أن يبقى
هادئا، ويتقبل سياسة الحكومة أيا كانت.فتصعيد الحديث عن الحروب والكمامات الواقية،
تزامن مع إجراءات تقشفية حادة أعلنها نتنياهو هذا الأسبوع، وستقرها حكومته يوم
الإثنين المقبل، في صلبها رفع ضرائب، المتضرر منها أساسا الشرائح الوسطى والفقيرة،
إلى جانب تقليص عام في الموازنة العامة لهذا العام، باستثناء وزارة الحرب وجيشها،
بزعم تغطية العجز الناشئ في الموازنة بسبب انعكاسات الأزمات الاقتصادية في أوروبا
وأميركا على الاقتصاد الإسرائيلي.وفي أوضاع عادية، كان من المفترض أن نرى حملة
احتجاجات شعبية واسعة ضد الإجراءات الاقتصادية، فحملة الاحتجاجات التي استؤنفت في
الأسابيع الأخيرة، لم تنجح في استنهاض الشارع بالشكل الذي كان قبل عام، ومظاهرات
مئات الآلاف التي شهدناها لأسابيع قليلة قبل عام تحولت الى مظاهرات بضعة آلاف،
وحتى بضع مئات في هذه الأيام.وهذه نتيجة طبيعية، لشارع خاضع لآلة الترهيب الحكومية
من العدو الخارجي؛ فمن يفكر "بحرب الإبادة" التي حذرته منها حكومته، لن
يتفرغ للاحتجاج ضد الحكومة التي تسعى "لحمايته وإبقائه على قيد الحياة".
وهذا نهج كل حكومات إسرائيل، وليس هذه الحكومة وحدها.على أي حال، وكما ذكر بداية،
فإنه لا يمكن الاستخفاف بالتهديدات الإسرائيلية بشن حرب ما أو أكثر.
الغد، عمّان، 28/7/2012
واشنطن - حنان البدري: لم يكن توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على
قانون تعزيز التعاون الأمني مع “إسرائيل” هو المفاجأة، فالكونغرس مرّره مؤخراً
وبسرعة قياسية وكان فقط بانتظار أن يمهره الرئيس ليصبح نافذاً لساعته، وكذلك لم
تكن الصيغة غير المسبوقة لقرار كهذا التي حوّلت “إسرائيل” عملياً إلى الولاية
الأمريكية الواحدة والخمسين، ولكن كان وحده عامل التوقيت هو الأهم هنا، فأوباما
المرشح الديمقراطي حرص على الاحتفاء بهذه المناسبة عشية وصول منافسه الجمهوري ميت
رومني إلى “إسرائيل” لتقديم ما يثبت ولاءه لها، وقبل يوم من وصول وزير دفاعه ليون
بانيتا إلى “إسرائيل”. عامل التوقيت هنا بالنسبة لانتخابات الرئاسة الأمريكية يظل
ثانوياً في ضوء العامل الأساسي والأهم، فبعد ساعات من توقيع أوباما على قرار
الكونغرس والذي يشمل تسليحاً أمريكياً غير مسبوق ل”اسرائيل”، دنا مسؤول كبير
بوزارة الدفاع الأمريكي، وهو مايكل دونلي، وزير القوات الجوية يؤكد جهوزية القنابل
الخارقة للحصون الأرضية وما دونها للاستخدام فوراً إذ دعت الحاجة، فماذا يعني كل
هذا؟ الإجابة واضحة جداً، في جملة واحدة حيث نستطيع القول إن المشهد يقودنا إلى
حالة استعداد قصوى لحرب في المنطقة تستعد لها كل من أمريكا و”إسرائيل”.
هذه النتيجة تقود إليها صياغة مقدمة قانون
التعاون الأمني مع “إسرائيل” التي حملت عبارات أكثر تحديداً من النص الذي نشرته
“الخليج” في الرابع من الشهر الحالي. ونتوقف هنا عند هذه المقدمة التي حوت أسباب
هذا التشريع الذي جاء فيه أن “التغيرات التي يمر بها الشرق الاوسط على الرغم من
آمال التوسع الديمقراطي، إلا أنها تشكل تحديات للأمن القومي الأمريكي وأمن حلفائنا
في المنطقة لاسيما حليفنا الأهم “إسرائيل”، وخلال العام الماضي الذي شهد سقوط بعض
الأنظمة التي ظلت لسنوات طويلة بمثابة عوامل استقرار فإنه شهد أيضاً صعوداً لنفوذ
الإسلاميين الراديكاليين”.
ثم عرج المشرع الأمريكي مباشرة بعدها إلى إيران
بالتركيز على عامل استغلال إيران للتغيرات الدراماتيكية بالمنطقة لإسقاط حكومات
حليفة ومحاولات طهران لزعزعة الاستقرار بالمنطقة باعتبارها الراعية الأولى للارهاب
في العالم ودورها في تزويد “حماس” بالصواريخ بمساعدة كل من سوريا وحزب الله،
اللافت ان المشرع الأمريكي عرج بعد ذلك إلى ملف إيران النووي.
على أية حال فإن المراقب للتطورات المتلاحقة علي
الساحة الأمريكية بالنسبة للشرق الأوسط لا يسعه سوى التأكد من أن احتمالات توجيه
ضربات لبرنامج إيران النووي بات وشيكاً وفي غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، وأن
الأمر قد يتم توسعته ليشمل حزب الله وربما آخرين . الناظر إلى قائمة العطايا التي
منحها المشرع الأمريكي ووقعها أوباما، التي شملت أيضاً الاعتراف ب”إسرائيل” كدولة
يهودية “دينية” وتقنين استخدام الفيتو بالأمم المتحدة لمنع صدور أي قرار أممي ضد
“إسرائيل” مهما حدث، مع تشجيع العالم العربي للاعتراف بيهودية “إسرائيل”، بسهولة
التيقن من استعدادات الحرب هذه، لذا قد يكون من المهم هنا إعادة نشر بعض من نص هذا
القانون، وفيه:
إن الشرق الأوسط يشهد تغيراً سريعاً، حاملاً معه
الأمل لتوسيع الديمقراطية، ولكن أيضاً تحديات كبرى للأمن القومي للولايات المتحدة
وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ولا سيما “لحليفتنا الأكثر أهمية في المنطقة
“إسرائيل”. وبسبب استمرار حكومة جمهورية إيران الإسلامية ومن عقود طويلة في نمط
السعي لإثارة عدم الاستقرار وتعزيز التطرف في الشرق الأوسط، ولا سيما في هذا الوقت
الذي تشهد المنطقة تحولاً سياسياً كبيراً، وفي الوقت نفسه، فإن حكومة الجمهورية
الإسلامية في إيران تواصل تخصيب اليورانيوم في تحد للأمم المتحدة، وعدة قرارات
مجلس الأمن، وسيكون لإيران القدرات النووية التي ستهدد في الأساس مصالح الولايات
المتحدة الحيوية، وتشجيع انتشار الأسلحة النووية على الصعيد الإقليمي، وستمكن
إيران “رائدة رعاية الإرهاب العالمي”، وبالتالي ستشكل تهديداً خطراً ومزعزعة
للاستقرار في “إسرائيل”.
إنه على مدى السنوات العديدة الماضية، وبمساعدة
من حكومات كل من جمهورية إيران الإسلامية وسوريا زاد كل من حزب الله وحماس
مخزونهما من الصواريخ، مع أكثر من ستين ألفاً الآن جاهزة للإطلاق على “إسرائيل”،
فإن حكومة جمهورية إيران الإسلامية لا تزال تضيف إلى ترسانتها من الصواريخ
الباليستية وصواريخ كروز، التي تهدد الدول المجاورة لإيران و”إسرائيل” وقوات
الولايات المتحدة في المنطقة. وإنه نتيجة لذلك، فإن “إسرائيل” تواجه تغييراً
جوهرياً في البيئة الاستراتيجية.
أما نص القرار نفسه فقد جاء صارخاً في العطايا
وأولها مد ضمانات القروض المتاحة ل”إسرائيل” التي تنتهي في 30 سبتمبر/أيلول ،2012
كما حفل النص بالعديد من المساعدات:
(1) تأكيد التزامنا الذي لا يتزعزع بأمن
“إسرائيل” كدولة يهودية.
(2)
مساعدة حكومة “إسرائيل” للحفاظ على تفوقها العسكري النوعي في ظل التحول السريع
وغير المؤكد للسياسية الإقليمية.
(3) استخدام حق النقض ضد أي من جانب واحد ضد
“إسرائيل”، قرارات في مجلس الأمن للأمم المتحدة.
(4) لدعم حق “إسرائيل” الطبيعي في الدفاع عن
النفس.
(5) توسيع التعاون مع حكومة “إسرائيل” على حد
سواء في الدفاع، ومختلف ألوان الطيف من القطاعات المدنية، بما في ذلك التكنولوجيا
المتقدمة والزراعة والطب والصحة والأدوية والطاقة.
(6) مساعدة حكومة “اسرائيل” مع جهودها المستمرة
للتوصل إلى تسوية سلمية عن طريق التفاوض للصراع، أن النتائج في دولتين تعيشان جنبا
إلى جنب في سلام، وتشجيع الدول المجاورة أن تعترف ب”حقها” في الوجود كدولة يهودية.
(7)
لتشجيع مزيد من تطوير برامج التكنولوجيا بين أمريكا و”إسرائيل” في ضوء الظروف
الراهنة وعدم الاستقرار في المنطقة.
يقر الكونجرس بأنه على حكومة الولايات المتحدة
اتخاذ الإجراءات التالية للمساعدة في الدفاع عن “إسرائيل”:
(1)
السعي إلى تعزيز قدرات حكومه واشنطن و”إسرائيل” لمواجهة التهديدات الناشئة، وزيادة
التعاون الأمني، وتوسيع التدريبات المشتركة.
(2)
تقديم الدعم لحكومة “إسرائيل” لزيادة تطوير وإنتاج مشترك لأنظمة الدفاع الصاروخي،
وخصوصاً الأنظمة الدفاعية ضد التهديد الذي تواجهه “إسرائيل” وقوات الولايات
المتحدة في المنطقة.
(3) مساعدة “إسرائيل” على وجه التحديد لإنتاج
ومشتريات أغراض نظام القبة الحديدي ب”إسرائيل”.
(4) تزويد حكومة “إسرائيل” بالمواد الدفاعية
والخدمات الدفاعية من خلال هذه الآليات، حسب الاقتضاء، لتشمل الناقلات الجوية
التزود بالوقود، وقدرات الدفاع الصاروخي، والذخائر .
(5) منح “إسرائيل” المواد الزائدة،- أي فائض
والمخزون الأمريكي بالعراق- في أعقاب انسحاب قوات الولايات المتحدة من العراق.
(6) ينظر في سبل تعزيز الجهود القائمة
والمستمرة، بما في ذلك مبادرة مكافحة تهريب الأسلحة في غزة، بهدف منع تهريب
الأسلحة الى غزة وفقاً لاتفاق عام 2009 في أعقاب الانسحاب “الإسرائيلي” من غزة،
فضلاً عن اتخاذ تدابير للحماية ضد تهريب الأسلحة والإرهاب وتهديدات من شبه جزيرة
سيناء.
(7) عرض لتدريب سلاح الجو “الإسرائيلي” في
الولايات المتحدة للتعويض عن مساحة “إسرائيل” الجوية المحدودة.
(8)
العمل على تشجيع توسيع دور “إسرائيل” مع منظمة حلف “الناتو”، بما في ذلك تعزيز
وجودها في مقر الحلف والتدريب.
(9)
توسيع التعاون في مجال الاستخبارات، بما في ذلك الاستخبارات الفضائية، مع
“إسرائيل” .
أيضاً اشتمل قرار الكونغرس على خطوات إضافية
لحماية “اسرائيل” وحماية المصالح الأمريكية ومطالبة ادارة أوباما الأخذ في
الاعتبار متطلبات حكومة “إسرائيل” الملحة لطائرات 35-ئ ، وخاصة في ما يتعلق
بفاعلية التكاليف والتسليم في الوقت المناسب . وبذل الجهود لتوسيع التعاون بين
الولايات المتحدة و”إسرائيل” في الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب والأمن البحري،
والطاقة، والأمن السيبراني، والمجالات الأخرى ذات الصلة وإتمام الإجراءات الرامية
إلى إدماج “إسرائيل” في منظومة الدفاع عن شرق المتوسط.
الخليج، الشارقة، 29/7/2012
كتب ـ حسين البربري: أكد عالم الفيزياء الالمانى
شليجل كارل أن المفاعلات النووية الإسرائيلية أنتجت وقود نووي تجاوز الـ300 رأس
عيار قنبلة هيروشيما.
وأضاف فى تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية
(محيط)، ان أهم عامل يقرر حجم وقوة ترسانة إسرائيل النووية يتمثل فى مدى قدرتها
على الحصول على الوقود الانشطاري النقى الصالح لصنع الأسلحة النووية مؤكدا ان كل
القنابل الإسرائيلية او العدد الاكبر منها يستخدم من مادة البلوتونيوم وقودا له
فعدد الأسلحة النووية الإسرائيلية وقوتها يعتمد أساسا على كمية البلوتونيوم 239 المتوفرة
لدى إسرائيل لصنع تلك القنابل.
وذكر ان مسألة عدد ونوعية الرؤوس النووية التي
تمتلكها إسرائيل فى نظر البعض خاصة مصر وجيرانها هى القضية الأكثر بروزا وإثارة
للاهتمام العام وفى ظل غياب معلومات محددة حول عدد الرؤوس النووية التى تمتلكها
اسرائيل اتجهت معظم تقديرات العلماء استنادا الى كمية البلوتونيوم التي يمكن
استخلاصها من الوقود المحترق فى المفاعلات الإسرائيلية إضافة الى كمية اليورانيوم
235التى حصلت عليها اسرائيل فى فترات وبطرق مختلفة .
وأضاف ان نوعية الرؤوس النووية الإسرائيلية
عنصرا اكثر تعقيدا من عدد الرؤوس النووية لانه يستند أساسا الى المعلومات وليس الى
التقديرات فالمواد الانشطارية تصلح لإنتاج مختلف انواع الرؤوس النووية وتدخل فى
تركيب الرؤوس الهيدروجينية والنيوترونية مع إضافة عناصر أخرى لها وذكر ان العيار
الأساسي للرؤوس النووية الإسرائيلية هو عيار قنبلة هيروشيما وهو 20 كيلو طن وهو ما
يطلق علية القنبلة العيارية وهناك معلومات تشير ان الإسرائيليين استخدموا ما لديهم
من بلوتونيوم لإنتاج الكثير من الأسلحة النووية الأقل قوة بدلا من إنتاج قنبلة
واحدة أو بضع قنابل عملاقة ذات قوة هائلة لان الخيار الاول يمنح اسرائيل عدة
امتيازات عسكرية مهمة فعندما تكون القنابل أكثر عددا ولكنها اصغر حجما يمكن
استخدامها لضرب عدد من الأهداف اكبر من عدد الأهداف التى يمكن ضربها بعدد اقل من
القنابل الأشد قوة فالعدد بالنسبة لإسرائيل أهم من القوة التدميرية .
وأضاف ان اسرائيل تستخدم شكلين أساسيين للرؤوس
النووية اما قنابل يتم إلقاؤها من القاذفات الثقيلة والمتوسطة واما رؤوس يتم
تحميلها فى صواريخ ارض - ارض متوسطة المدى ومن المؤكد ان الشكل الأساسي الذى تكونت
منة قوة اسرائيل النووية عقب بداية الإنتاج ولعدة سنوات كان قنابل الطائرات الى ان
تمكنت اسرائيل من تطوير حجم ووزن وإبعاد الرؤوس النووية بغرض تحميلها فى رأس
الصاروخ مع الاحتفاظ بنفس قوتها التدميرية .
وأشار الدكتور شليجل إلى ان مصر لا يتطلب منها
انتاج قنابل نووية لأنها تمتلك مقومات ردع هائلة وإسرائيل تعلم ذلك لكن ما ينقص
مصر تطوير أبحاثها العلمية فإنها مؤهلة منذ سنوات لتصبح قوة علمية ضخمة لكنها
تحارب بإغراء علماءها للسفر الى الخارج فمصر التى تبنت اول مفاعل نووى بعد اسرائيل
فى الستينيات وعلماءها يطورون أبحاث ناسا والجينات فى جامعات أوروبا وصل بهم الأمر
الى استيراد فوانيس رمضان من الصين وهو شئ بالنسبة لى مؤسف لاننى اعشق مصر
واعتبرها ام الحضارة والعلوم على مدار التاريخ.
شبكة الاعلام العربي (محيط)، 28/7/2012
د. عدنان أبو
عامر
كان للثورات
السلمية في العالم العربي تأثيرات عديدة تتعلق بأنها ضربة العديد من المسلمات التي
سادت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأحدثت تغييرا سياسيا عميقا، ولها قدرة كامنة
على تغيير وجه المنطقة، ومن بينها علاقات "إسرائيل" مع جيرانها العرب،
والاتفاقات الرسمية بينهما، وبقيت صامدة سنوات عديدة.
وقد طرحت الثورات
في العالم العربي علامات استفهام حول فرص بقاء واستمرار هذه الاتفاقات، والقدرة
على الصمود في وجه ضغوط القوى السياسية التي عارضتها في الماضي، بل ورفضت الاعتراف
بـ"إسرائيل".
• مصير
"كامب ديفيد"
يرى الإسرائيليون
أن معاهدة السلام مع مصر كفيلة بأن تكون حالة اختبار أولي لتأثير الثورات في
العالم العربي، وتعمل كورقة فحص لباقي الاتفاقات، انطلاقا من الافتراض بأن هناك
حكومات عربية أخرى ستسير في أعقاب سلوك النظام الجديد في مصر على نفس النهج، خاصة
وأن الاتفاقية محاولة للتوازن بحذر بين مطالب ومصالح الطرفين.
ويتساءلون: هل
تحتاج مصر في ظل وجود نظام حكم إسلامي لأن تغير معاهدات السلام مع
"إسرائيل" لقطع علاقاتها معها؟ معتبرا أي خطوة مصرية أحادية الجانب
لإلغاء العلاقات الدبلوماسية معها خرقاً واضحاً للمعاهدة، وتوجد احتمالية عالية
بأن يتخذ الكونغرس الأمريكي عدة خطوات ضد مصر.
وقد أفرزت
الانتخابات الأخيرة في مصر التي انتهت بانتصار جارف للإسلاميين توترا بين الميل
الأيديولوجي للإسلاميين بتحرير مصر من التزامات المعاهدة، وبين الآثار السياسية
والاقتصادية لهذه الخطوة، وسيجدون أنفسهم وراء مقود الحكم، والمشاكل الاقتصادية
الهائلة لمصر تضاعفت وتفاقمت.
ومع ذلك، فإن
الاستنتاج المحتم أن على "إسرائيل" أن تُعد نفسها لطلب مصري لمفاوضات
معادة على الملحق العسكري للمعاهدة، وإذا كانت مطالبها معقولة، فستتصرف بحكمة إذا
ما وافقت عليها، قوات أخرى في سيناء يمكنها ان تخفض وضع الفوضى السائد اليوم.
كما أن الحصول
على مصادقة متجددة لمعاهدة السلام من حكومة الإخوان المسلمين سيحقق مكاسب سياسية
كثيرة تتجاوز علاقات مصر بـ"إسرائيل" في كل الأحوال.
وهنا تعتقد
إسرائيل أن واجب الولايات المتحدة أن تواصل جهودها للحفاظ على المعاهدة، ومنع المس
بها، والحيلولة دون تدهور العلاقات الصهيونية المصرية كنتيجة لمطالب مبالغ فيها
لتغييرها، فالمساعدات الأمنية السنوية من الولايات المتحدة لمصر بملياري دولار،
والدور العظيم لنفوذها في المؤسسات المالية الدولية ستؤثر بلا شك على موقف القاهرة
من "كامب ديفيد".
• العلاقات مع
الأردن
بالحديث عن
معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية، فقد أوجدت قيودا على نشر القوات، وتسويات
إقليمية في منطقة وادي عربة، وهي تواجه معارضة قوية في الأردن منذ أن وقع عليها،
بمشاركة أجزاء واسعة من الفلسطينيين، ومحافل دينية واتحادات مهنية.
لكن الاحتجاجات
الحالية ضد الحكومة منذ بداية 2011 لم تجعل المعاهدة مسألة مركزية في مطالبها، لأن
موقف الأردن من المعاهدة ستُمليه بقدر كبير مصالح إستراتيجية حيوية، نظرة أمنية
بعيدة المدى، ومسائل المياه، والعلاقات مع الولايات المتحدة، والدور الذي يراه
لنفسه في القدس، ما يُملي عليه الحفاظ على المعاهدة، وإن جرى تطبيقها بمستوى منخفض
فقط.
كما أن نجاح
الملك الأردني في صد الضغوط لإلغاء المعاهدة سيكون منوطاً ببعض التطورات المتعلقة
بالمسيرة السياسية الإسرائيلية – الفلسطينية، ومساهمة "إسرائيل" في
الاقتصاد الأردني، والتعاون الثنائي في مواضيع المياه، الطاقة والبنى التحتية،
ومشاريع اقتصادية مشتركة، مما سيشكل حاجزا يحمي المعاهدة في وجه الضغوط التي تمارس
عليها.
•مصير السلطة
الفلسطينية
كان للانتفاضات
في العالم العربي أن تعقد أكثر فأكثر الأمور في ساحة المفاوضات، فقد شرعت في فترة
طويلة من عدم الاستقرار وعدم اليقين، خاصة وأن محاولات حركتي فتح وحماس للوصول
لمصالحة تلقت زخما في أعقاب الثورات، وهو ما يشكل تهديدا جديا على اتفاقات أوسلو.
وهناك ثمة حاجة
للحفاظ على أساس قانوني وإطار لإدارة التعايش الإسرائيلي – الفلسطيني وشكله، من
خلال اتفاق انتقالي جديد بين الجانبين، كخطوة في خريطة طريق متفق عليها وصولا إلى
حل الدولتين.
مع العلم أن غياب
اتفاقات أوسلو سيخدم من يعارضونه في الجانبين، ويضيف انعداما آخر للاستقرار في
المنطقة التي تختبر على أي حال ظروفا جديدة وحساسة، محذرا من خيار حل السلطة
الفلسطينية الذي من شأنه أن يُدخل المنطقة بأسرها في وضع جديد من الفوضى.
فلسطين أون لاين،
30/7/2012
10. المعنى السياسي لزيارة رومني
داني دانون
الانتخابات
للرئاسة الامريكية على الابواب، ونحن ندخل حقا في المصاف الاخير، في المائة يوم ما
قبل الموعد، والمرشحان للرئاسة يتصارعان بكل القوة، بما في ذلك لنيل الصوت
اليهودي. الرئيس براك اوباما، الذي حرص على أن يدير ظهرا باردة لاسرائيل في عدد لا
حصر له من الفرص واتخذ موقفا مؤيدا للفلسطينيين، يتنافس امام المرشح الجمهوري، ميت
رومني، الذي حرص على أن يوضح مواقفه المؤيدة لاسرائيل في اكثر من مناسبة واحدة
وفعل ذلك ايضا أمس بوعده بمساندة اسرائيل امام ايران ودعمها في سياقات اخرى.
' ' '
زيارة رومني الى
القدس تجسد التزامه العميق تجاه دولة اسرائيل واعترافه باهمية الشعب اليهودي ولكن
التوقيت القريب من الانتخابات يشدد فقط معنى الزيارة لمن قد يجلس في البيت الابيض
ابتداء من كانون الثاني 2013.
هدف مدعي الرئاسة
مزدوج من جهة يسعى الى تعزيز مكانته في الساحة الدولية من خلال لقاءات سياسية مع
رؤساء الدولة في اسرائيل ومع رئيس حكومة السلطة الفلسطينية، ومن جهة اخرى، وهو أمر
هام بقدر لا يقل، اظهار التزامه لدولة اسرائيل.
هذا الالتزام هام
للجمهور الاسرائيلي، ولكن أيضا لجمهور المقترعين اليهود في الولايات المترددة في
الولايات المتحدة، فلوريدا واوهايو، وكذا للجمهور المسيحي الافنجيلي. يوجد الرئيس
براك اوباما أمام ميت رومني في موقع دون في كل ما يتعلق بموقفه من اسرائيل. خطاب
القاهرة الشهير، التصريحات الداعية الى تجميد البناء في القدس، وبالطبع الحقيقة
الرمزية ولكن الهامة التي اختار في رحلاته الى المنطقة الا يزور اسرائيل رغم أنه
زار الدول العربية كل هذا خلق الاحساس المهين بادارة الكتف الباردة لاسرائيل.
' ' '
ولكن، بعد أن فهم
الرئيس القائم بان المرشح الجمهوري يتوجه نحو الصوت اليهودي، وان ورقته السرية هي
زيارته الى البلاد، قرر اوباما التوقيع في نهاية الاسبوع الماضي على رزمة قوانين
توسع التعاون الامني بين اسرائيل والولايات المتحدة.
القوانين، التي
للحقيقة سبق أن اجيزت في الكونغرس قبل بضعة أسابيع وليست سابقة حقيقية، اصبحت،
بمشورة مستشاري الرئيس اوباما المخلصين، حدثا اعلاميا ذا مغزى في الصراع من أجل
الصوت اليهودي. وبالتالي، ابرز النبأ المصور في كل وسائل الاعلام. وبالطبع، لا ريب
أن القوانين هامة وستساهم كثيرا لاسرائيل، ولكن الى جانب ذلك، لا ريب أيضا أن هذه
'اقل مما ينبغي ومتأخرة أكثر مما ينبغي'.
' ' '
دولة اسرائيل
ستتعاون مع كل من يدعمها. لنا اعداء كثيرون في ارجاء العالم وعلينا ان نمسك بكلتي
يدينا بكل داعم، وبالتأكيد بالقوة الاعظم في العالم. ولكن إذ نفحص موقف رومني
الثابت من اسرائيل، يمكن أن نقرر بشكل واضح وقاطع بانه اذا ما انتخب رئيسا، فسيكون
لنا صديق حقيقي في البيت الابيض.
اسرائيل اليوم 30/7/2012
القدس العربي، لندن،
31/7/2012
0 comments: