زئيف جابوتنسكي - محلل سياسي
"يسرائيل
هَيوم"، 22/8/2012
[على إسرائيل الاستعداد
لاحتمال حدوث مواجهة مسلحة مع مصر]
- في الأسبوع الماضي فاجأ الرئيس المصري الجديد الخبراء حين أقال
القيادة العسكرية العليا ووزير الدفاع المصري الذي كان حتى وقت قريب أقوى
شخصية في الدولة. ولقد شكل هذا القرار مفاجأة للأجهزة الاستخباراتية
الإسرائيلية والأميركية على حد سواء.
- في هذه الأثناء، صرح المستشار القانوني للرئيس المصري لصحيفة
"المصري اليوم" بأن مرسي يريد ادخال تعديلات على الملحق العسكري
لاتفاقية كامب دايفيد، تتعلق بحجم انتشار قوات الأمن المصرية في سيناء، بذريعة
أن الانتشار الحالي للقوات المصرية هناك لا يضمن السيادة المصرية الكاملة على
شبة الجزيرة.
- لقد نجح المصريون في مفاجأتنا استراتيجياً في تشرين الأول/أكتوبر
1973، وكان السبب في النظرية الخاطئة التي تبناها وزير الدفاع آنذاك موشيه
دايان والتي مفادها أن مصر لن تبادر إلى شن الحرب لأنها تتعارض مع مصالحها.
في هذه الأيام تعود من جديد هذه النظرية، التي من المحتمل أن تنفجر من جديد
في وجهنا.
- تستند جميع التحليلات التي سمعناها وقرأناها في الفترة الأخيرة إلى
افتراض أساسي هو أن من مصلحة مصر المحافظة على اتفاق السلام مع إسرائيل،
لأنها بحاجة إلى الحصول على المساعدة الأميركية. لكن
هذا النوع من التفكير هو الذي أدى إلى حدوث المفاجأة في سنة 1973. وتتجاهل
هذه التحليلات الكلام الذي تردده علناً الزعامة المصرية الجديدة ليلاً
ونهاراً، لأنه لا يتناسب مع افتراضها الأساسي بأن اتفاق السلام مع إسرائيل هو
مصلحة مصرية.
- يواجه مرسي اليوم اقتصاداً منهاراً، ولا سيما بعد الثورة. وقد ترافق
صعوده إلى السلطة مع الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية في العالم.
وتلاقي مصر صعوبة في تأمين الحاجات الغذائية لمواطنيها، وهي تعتمد اعتماداً
كبيراً على الاستيراد الذي تضاعفت أسعاره، بينما خزينة الدولة فارغة. في مثل
هذه الأوضاع فإن السبيل الوحيد للبقاء في السلطة في دولة من دول العالم
الثالث مثل مصر هو توجيه النقمة الشعبية ضد طرف خارجي. وأسهل طرف يمكن توجيه نقمة الجماهير المصرية الجائعة ضده
هو إسرائيل. وقد يكون هذا هو سبب اعلان المستشار الرئاسي المصري الحاجة إلى
تغيير الملحق العسكري لاتفاق السلام.
- في سنة 1955 فاجأ الرئيس جمال عبد الناصر الخبراء بتوقيعه صفقة السلاح
التشيكية – المصرية التي نقلت مصر من مجال التأثير الغربي إلى النفوذ
السوفياتي. يومها حصل الرئيس المصري من الاتحاد السوفياتي على أنواع من
السلاح خرقت بصورة جدية ميزان التسلح
ضد مصلحة إسرائيل، كما حصل على القرض لبناء سد أسوان الذي حل محل التمويل
الذي منعته عنه الولايات المتحدة.
- وتجدر الإشارة إلى ان فلاديمير بوتين اليوم مهتم جداً بإقامة قواعد
عسكرية في الشرق الأوسط مثل القاعدة التي قد يخسرها في وقت قريب في مدينة
طرطوس في سورية. ومن يضمن أنه لا تدور منذ الآن مفاوضات سرية بين مرسي وبوتين
من شأنها أن تؤدي إلى انقلاب شبيه
بالانقلاب الذي سبق وقام به عبد الناصر؟
- إن إضعاف إسرائيل مصلحة روسية، لا سيما بعد اكتشاف حقول الغاز الطبيعي
في مواجهة شواطىء حيفا. فمثل هذا الاكتشاف من شأنه زعزعة الاحتكار الروسي
لتزويد الدول الأوروبية بالغاز، واضعاف قدرة روسيا على التأثير في سياسات هذه
الدول. هذا من دون الحديث عن الصين، التي لديها سياسة للسيطرة على دول العالم
الثالث من خلال تقديم الدعم الاقتصادي لهذه الدول.
- من هنا يتعين على إسرائيل بالاضافة إلى الاستعداد لمواجهة الخطر
الإيراني، الاستعداد أيضاً لاحتمال أن ينفذ الرئيس المصري ما تقوله حركة
الإخوان المسلمين علناً، أي الدخول في مواجهة مسلحة ضد إسرائيل بعد أن يكون
قد أنهى استعدادته للقيام بذلك. صحيح أن هذا قد يستغرق وقتاً، لكن علينا ألا
نستسلم للأوهام، كي لا نفاجأ مرة أخرى من جانب مصر.
أليكس فيشمان - محلل
عسكري
"يديعوت أحرونوت"، 23/8/2012
[على إسرائيل أن
تمرّر رسالة حادة وواضحة إلى مصر تتعلق
بمعارضة الإقدام على
أي خطوة عسكرية في سيناء من دون تنسيق مسبق]
·
لا شك في أن أقدام مصر على إدخال
20 دبابة إلى المناطق المنزوعة السلاح في شبه جزيرة سيناء يشكل خرقاً للملحق
العسكري لاتفاق السلام مع إسرائيل. ويدعي المسؤولون المصريون أنهم تلقوا إذناً من
إسرائيل بإدخال هذه الدبابات قبل نحو عام، وذلك في إثر وقوع العملية المسلحة
بالقرب من مدينة إيلات [جنوب إسرائيل]، كما أن إسرائيل سمحت لهم بإدخال طائرات
مقاتلة إلى هذه المناطق. في المقابل يؤكد المسؤولون في إسرائيل أن مصر فرضت عليهم
أمراً واقعاً.
·
وما يتبين الآن هو أن وزير
الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عارض، بناء على توصية من قيادة الجيش، إدخال دبابات
مصرية إلى سيناء، لكنه لم يعارض إدخال طائرات مقاتلة، في المقابل عارض رئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو إدخال طائرات مقاتلة. وفي نهاية المطاف اتفق الاثنان على
السماح للمصريين بإدخـال دبابات وطائرات مقاتلة ما دام اتفاق السلام بين الدولتين
غير عرضة للإلغاء.
·
تجدر الإشارة إلى أنه ما زالت
هناك خلافات بين وزارة الدفاع وقيادة الجيش فيما يتعلق بالسماح لمصر بإدخال دبابات
وطائرات مقاتلة في الوقت نفسه إلى سيناء. وفي مطلع الأسبوع الحالي مررت إسرائيل
إلى مصر رسالة تطالب فيها بسحب الدبابات من سيناء فور انتهاء المهمة الموكولة
إليها. مع ذلك، لا بُد من القول إن القيادة المصرية الحالية متأثرة إلى حد كبير
بالمزاج العام السائد في الشارع، ولذا فإن السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: هل سيقبل
هذا الشارع بسحب الدبابات أم لا؟.
·
بناء على هذا، يجب على إسرائيل
أن توجه إلى مصر رسالة حادة وواضحة في هذا الشأن تشدّد على مطلب سحب الدبابات من
دون أي تلكؤ. كما يتعين على إسرائيل أن تتبنى موقفاً موحداً وواضحاً فحواه عدم
جواز الإقدام على أي خطوة عسكرية من جانب مصر في سيناء من دون تنسيق مسبق مع
إسرائيل. وإذا كانت إسرائيل لم تمرّر إلى مصر حتى الآن رسالة تتضمن هذا الموقف، من
المتوقع أن نواجه مشكلات كبيرة في المستقبل.
عاموس
هرئيل، وآفي يسخروف - محللان عسكريان
"هآرتس"،
24/8/2012
[تخوف من حدوث مواجهات مع حزب الله
من دون علاقة بالموضوع النووي الإيراني]
- في الأشهر الأخيرة شكل النقاش بشأن جهوزية الجبهة الداخلية جزءاً من
النقاش المتعلق بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. ومما لاشك فيه أن حزب
الله، الذي يشكل فرقة إيرانية متقدمة، قادر على ضرب الجبهة الخلفية بقوة لا
بأس بها، انتقاماً على قصف إيران. صحيح أن هذا الافتراض موضع خلاف في الرأي،
لكن من الصعب أن نتخيل أن يرفض حزب الله الاستجابة لأوامر إيرانية بإطلاق
صواريخه، لا سيما بعد أن وظفت طهران مليارات الدولارات في الحزب خلال العقود
الثلاثة الأخيرة.
- بيد أن المواجهة بين إسرائيل وحزب الله قد تنشب بصورة مستقلة عن
إيران، مثلما حدث في إثر خطف الجنديين الإسرائيليين في سنة 2006. بحسب
تقديرات أجهزة استخبارية غربية، فإن طهران رأت في خطوة الخطف هفوة سابقة
لأونها كشفت عن قدرات الحزب العسكرية من دون مبرر. بيد أن هذه التقديرات لا
تلغي أبداً مخاطر نشوب مواجهات في الشمال. ويمكن الافتراض أن انعدام
الاستقرار الداخلي الذي يسود لبنان حالياً، بسبب الانهيار المتواصل لنظام
بشار الأسد في سورية، قد يؤدي إلى نشوب المواجهات. فمنذ بضعة أسابيع يسود عدم
الاستقرار الداخلي في لبنان، بسبب النزاع في سورية. وحتى اليوم سقط 12 قتيلاً
وجرحى كثيرون في المواجهات المسلحة التي دارت بين العلويين والسنة في طرابلس
في شمال لبنان. وتقوم أغلبية التنظيمات الطائفية في لبنان بالتسلح تحسباً
لاحتمال اندلاع حرب طائفية جديدة.
- يجب ألا نستبعد أبداً احتمال اندلاع مواجهات على الجبهة اللبنانية بغض
النظر عن المشكلة النووية الإيرانية.
قد يحدث هذا بسبب محاولة سورية نقل السلاح الكيماوي إلى حزب الله، أو بسبب
استفزازات يقوم بها نصر الله على الحدود، على خلفية أزمته الداخلية. ويجب ألا
ننسى أن الحزب أظهر في شهر تموز/يوليو الماضي قدرته على مهاجمة السياح
الإسرائيليين في بورغاس في بلغاريا. هذا بالاضافة إلى أخبار الكشف قبل شهرين
عن كميات كبيرة من المواد الناسفة من نوعية عالية، هربها الحزب إلى إسرائيل
بمساعدة تجار مخدرات من عرب إسرائيل.
0 comments: