Monday, September 10, 2012

كمين العشائرSunday, September 09, 2012 -
من المعروف والهام جدا ان اية عقيدة فكرية يلتقي عليها عدد من البشر مشكلين تيارا او حزبا او حتى امة شاملة فهي تحتاج لاسس النجاح ومن اهمها ايجاد البيئة الحاضنة لهذا الفكر بكل ما له وما عليه وفي انتصاراته وهزائمه.
ومن هنا فان القوة قد تساعد وتفرض واقع هيمنة على الارض ولكن الحفاظ على هذه السيطرة تحتاج الى امتلاك قلوب ساكني تلك الارض وحينها تتحول السيطرة الى ولاء وطاعة بفعل امتلاك القلوب.
ومن هنا فان المتتبع لنشأة حزب الله يجد ان العمل العسكري له لم يسير منفردا بل كان هنالك جهد كبير من العمل الثقافي والاجتماعي والانمائي وعلى شعار اطلقه الامين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي سنخدمكم باشفار عيوننا.
على هذا الاساس كان الولاء التام من قبل البيئة الحاضنة فتحملت كل قرارات الحزب اصاب ام اخطأ وكان مناصروه يثبتون الولاء مرارا وتكرارا في كل سراء وضراء، وكان الشاهد على ذلك حرب تموز 2006 فامام الدمار الشامل الذي اقدم عليه العدو الصهيوني كانت البيئة الحاضنة للمقاومة تردد عبارة واحدة «فدا السيد» ولان الكمال لله وحده فان كل عمل مهما حرص اصحابه على النجاح والكمال فلا بد من ثغرات يفرضها واقع معين لا يمكن تجاوزه كواقع ان حزب الله هو من رحم حركة امل حيث استطاع الامام المغيب موسى الصدر جمع اهل الجنوب خاصة والشيعة عامة على مبدأ واحد بعدما نشأئهم على افكار وعقائد حزبية وسياسية متنوعة ومختلفة ولعل جمع شمل الشيعة في لبنان كان السبب الرئيسي في مؤامرة تغييب الامام. من المعلوم انه في السنوات الغابرة لعبت قوى متعددة على وتيرة الخلاف بين الحركة والحزب وصولا الى الاشتباك المسلح ولكن استطاع الاثنان معا تخطي هذا الفخ وانشاء تحالف ثابت وان ما زالت المحاولات قائمة لفك التحالف.
وايضا فانه من المعلوم ان حزب الله يواجه اشرس الاعداء وحشية ودهاء والمواجهة مفتوحة على كل الاصعدة العسكرية والامنية والاقتصادية والاهم الفكرية وان المعسكر المعادي لحزب الله والخط المقاوم يوميا يتابع وينفق الاموال الطائلة للقضاء على حزب الله لما يمثل من خط مقاوم يراد تصفيته او تطويعه على الاقل ولا سيما بعد نجاح معسكر الاعداء بتطويع كثيرين وانشأ معسكر الاستسلام.
استطاع حزب الله وحركة امل بالجهد الحثيث من عبور الفتنة لمعطيات عديدة كان اهمها القضية الاساس وبعض المعطيات الاقليمية. ولكن المؤامرة لم تنته هنا واستمر استهداف حزب الله كحركة مقاومة اولا واسلامية ثانية وذات طابع شيعي ثالثا واستطاع الحزب الخروج من كثير من المؤامرات المتلاحقة وان كانت من خروم الشبك واحيانا رد الصاع صاعين والكيل كيلين.
بعد هذا الكلام كله فلنا دخل الى الوضع الداخلي اللبناني وتعاطي وتواجد حزب الله على الساحة اللبنانية ولكن سانتقل الى الايام الاخيرة والحوادث التي رافقتها واعني الحوادث الامنية المتنوعة والمتعددة ولا سيما في البقاع والضاحية الجنوبية بداية بقضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا حيث كان من الواضح ان المطلب الرئيسي وان كان في ظاهرة شرخ العلاقة بين حزب الله والنظام السوري او ما قال البعض تأجيج الفتنة السنية - الشيعية.
الا ان المطلوب كان احراج الحزب امام بيئته ولا سيما في الضاحية الجنوبية وحي السلم بالتحديد لما لها من رمزية شعبية وايديولوجيية معينة في التركيبة الاجتماعية واستطاع حزب الله وبصعوبة تخطي الكمين حتى اللحظة مع بعض التفلت احيانا.
المخابرات الاميركية المتابعة لحزب الله كأولوية من اولوياتها المتمثلة في أمنها القومي عبر الكيان الصهيوني لقطت عبر لواقطها الكثيرة من لبنان اشارة ربما اعتبرها البعض عابرة وهي خلاف العشائر مع الحزب في بعض بلديات الهرمل اثناء الانتخابات البلدية ووجدت ان تزكية الخلاف بين العشائر وحزب الله سيوجه الى حزب الله ضربتين اساسيتين: في الضاحية الجنوبية حيث المعمل السياسي لحزب الله والبيئة الحاضنة للقيادات وفي البقاع حيث العمق اللوجستي لحزب الله وعلى هذا الاساس تحركت المخابرات الاميركية ناشطة على تحريك البعض في بعض القضايا وخاصة المخطوفين وهنا لا ننسى الاشتباك المسلح مع الحزب في الكفاءات والمشرفية وعلى خط اخر تحريك بعض العصابات ذات الطابع العشائري للقيام بأعمال سرقة ونهب وخطف بقاعياً وهكذا يظهر الحزب أمام ضاحية جنوبية متفلتة ولقد تحدث بكل صدق سماحة السيد حسن نصرالله عن بعض اماكن يحصل فيها تفلت.
لأن السحر ينقلب على الساحر ولأن الخصوم الداخليين لحزب الله والخط المقاوم ما عادوا يملكون سوى مزيداً من الحقد وبث سموم المذهبية والتي اعطت اقصى ثمارها ولم تعد مجدية فقد قاموا برفع الوتيرة المذهبية مجددا على وقع الاحداث في سوريا مما شد عصب الطائفة الشيعية فجددوا لها التماسك وعاد الكيد الى نحر صاحبه.
كان المطلوب ان يقف حزب الله عاجزاً امام حوادث البقاع والضاحية ان سكت فالمتربصون كثر يريدون اثبات التهمة بأنه حزب خارج على القانون وله دولته الخاصة الحاضنة للاجرام وان نطق فقد وقع في الكمين.
ان المراهن على العشائر لم يتوقع غباء سياسيا من حلفائه في الداخل ولا سيما احداث طرابلس الاخيرة وتحرك الشيخ الأسير الذي ساهم في مزيد من التقارب والإلفة بين حزب الله وحركة أمل وأعطى الجميع احساساً بالاستهداف كشيعة فوقع من نصب كمين العشائر بكمين العشائر انا وخيي على ابن عمي وانا وابن عمي عالغريب.
لقد استطاعت المقاومة تخطي هذا الكمين ولكنه لن يكون الاخير لا سيما ان اللاعبين الامنيين في لبنان كثر.
صابر الطيب - اعلامي       
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: