Friday, November 30, 2012

حيرة مخابراتية دولية بشأن كلام نصرالله: "المعركة من الناقورة الى ايلات / جهد مخابراتي اميركي – اوروبي – بريطاني لمعرفة خفايا المتفجرات وحركة السوريين 

Thursday, November 29, 2012 - 09:05 PM

بدأت تظهر ملامح المحادثات بين المخابرات الاميركية والاخوان المسلمين التي جرت في المانيا طوال 4 سنوات، وفيها التوصل الى اعتماد الولايات المتحدة واوروبا على تسليم الاخوان المسلمين انظمة الحكم في العالم العربي، مقابل الوقوف في وجه المدّ الايراني الشيعي - الفارسي، انما على قاعدة التوازن بين الاسلام الشيعي والاسلام السني بشكل لا يربح أحد على الآخر، ويبقى الصراع قائماً انما بادارة المخابرات الاميركية والاوروبية.
وبدأت تظهر تدريجياً قواعد الاتفاق الاميركي ـ الاوروبي مع الاسلاميين منذ مقتل بن لادن، حيث لم تحصل اي مظاهرة او استنكار اسلامي في العالم العربي لمقتل بن لادن، كما ان اميركا اكملت حربها في اليمن ضد القاعدة، وساهمت السعودية ومصر ودول اسلامية اخرى لتصفية القاعدة مقابل ان تعطي اميركا الاسلاميين المعتدلين الحكم وبالنسبة لاميركا واوروبا الاسلاميين المعتدلين هم الاخوان المسلمون، مقابل موافقة الاخوان المسلمين على التسليم بوجود اسرائيل وعدم اللجوء الى العنف والقتال، وتسلّم رئاسات الدول العربية، على ان يساعدهم الجيش الاميركي والاوروبي في قلب الانظمة العربية ووصول الاخوان المسلمين الى الحكم.
قررت اميركا اسقاط العرب الاميركيين في الانظمة التي يخصّونها، بدءا من حسني مبارك وصولا الى القذافي، الذي تاب وسلم اسلحته للغرب، قبل اسقاطه بـ5 سنوات الى علي عبدالله صالح، الى الرئيس زين العابدين، الى هزّ الوضع في الاردن وتحرك الاخوان المسلمين، الى حزب التنمية والعدالة في تركيا الاسلامي، ومن تركيا فتح الباب امام المسلحين من الاخوان المسلمين كي يقاتلوا النظام، وتقوم تركيا بدعمهم في حربهم لاسقاط الرئيس بشار الأسد.
أما لبنان، نتيجة وضعه الطائفي بين مسلم ومسيحي وكونه ليس كبقية الدول العربية من الطائفة الاسلامية، فجعلته مقسوما بين 8 و14 اذار بالمناصفة، والحالتان تناسبان اميركا واوروبا، طالما انهما متعادلتان في القوة داخل لبنان.
وهكذا تغير وجه العالم العربي فزال حسني مبارك الاميركي والقذافي وعلي عبدالله صالح الذي تعالج في الولايات المتحدة، اضافة الى زين العابدين المرتبط بالمخابرات الفرنسية مباشرة، الى تغييرات في السعودية اعطت الامير بندر صلاحيات واسعة في المجلس الوطني ومعروف ان الامير بندر امضى اكثر من 20 سنة سفيرا للسعودية في واشنطن. ويعرف تماما السياسة الاميركية.
على صعيد مصر، يجتاز الرئيس محمد مرسي بعض الصعوبات، الا ان التعليق الاميركي انها تراقب الوضع في مصر ولا تتدخل، وبات واضحاً ان الرئيس مرسي يأخذ خطوات ديكتاتورية لكن المباركة الاميركية حاصلة. وكذلك في ليبيا فالحكومة الليبية مدعومة من اميركا.
اما في اليمن فالطائرات من دون طيار تضرب يوما بعد يوم قواعد القاعدة والحوثيين. وتنطلق من مناطق في اليمن او عن ظهر بوارج حربية اميركية.
واما في لبنان فقد تدخلت السفيرة كونيللي بعدما اتصلت كلينتون وطلبت من الرئيس نجيب ميقاتي البقاء كما تدخلت لدى امانة 14 اذار ودعتهم الى السفارة الاميركية وتمنت عليهم عدم معارضة الحكومة لاسقاطها وابقاء حكومة ميقاتي، لان واشنطن ترى انها افضل حكومة في الظرف الراهن، وهكذا كان.
اما بالنسبة لقانون الانتخابات، فالذين راجعوا السفارة الاميركية اعلنوا ان واشنطن لن تتدخل في تفاصيل القانون لكنها تعتبر ان انتخابات 2009 كانت جيدة، وان القانون جيد ايضاً لسنة 2013 .
ويزور المسؤول الامني الاميركي المسؤول عن محطة المخابرات الاميركية في لبنان مسؤولين في الاحزاب المعارضة والموالية ويعقد معهم اجتماعات سرية ويطلب منهم البقاء في اطار الصراع السياسي البحت دون الدخول في التفاصيل.
وقد طلب رئيس محطة المخابرات الاميركية في لبنان معلومات سريعة من مخابرات الجيش ومخابرات الامن الداخلي وامن الدولة عن حركة الشيخ الاسير بناء على سؤال ورد من واشنطن بشأن تحرك الشيخ الاسير. وسيجتمع المسؤول الامني بالسيد احمد الحريري ليبحث معه موضوع الشيخ احمد الاسير.
انما واشنطن حتى الان لم تقرر موقفها من حركة الاسير وان كانت ترى فيها ازعاجا لحزب الله يناسبها الى حد ما، شرط الا ينفجر الوضع.
اما المسؤول الامني الفرنسي فبعد امضائه سنة ونصفاً في لبنان دون اعطاء نتيجة فعالة، فقد تم الحاق مسؤول مخابراتي فرنسي جديد معه منذ شهر، وبدأ يتحرك بقوة، واجتمع مع مستشار الرئيس ميقاتي المختصّ بالشؤون الفرنسية وابلغه دعم فرنسا وتمنى عليه اذا كان لديه صعوبات في الحكم كي يساعده فيها.
وبالفعل، حصلت جلسة مطوّلة عرض فيها مستشار الرئيس ميقاتي الصعوبات وقام باتصالات ومستمر في اتصالاته، لان المسؤول الفرنسي السابق تراجع الى الوراء امام التحرك الفعّال للمخابرات الاميركية على الساحة اللبنانية.
اما المخابرات البريطانية، فان المسؤول عنها في لبنان انشغل جداً بمسألة تهريب الطائرة من دون طيار من مطار بيروت، ووفق معلومات المخابرات البريطانية الـ«ام.اي.سكي» فان هذه الطائرة جاءت بأشكال مختلفة الى مطار بيروت، ومن مطار بيروت تم شحنها الى شرم الشيخ، ومن شرم الشيخ تم شحنها الى قلب سيناء.
وقد ابلغ المسؤول الامني البريطاني رئيس شعبة المعلومات العقيد عماد عثمان ان الدعم الذي كان يتلقاه الشهيد اللواء وسام الحسن سيتلقاه هو ايضا وانه ابلغ الرئيس نجيب ميقاتي ضرورة دعم شعبة المعلومات كما كان يدعمها الرئيس ميقاتي مع الشهيد اللواء وسام الحسن. كذلك طلب رئيس المخابرات الاميركية والفرنسية الجديد من الرئيس ميقاتي دعم شعبة المعلومات وتلبية طلباتها بشأن حركتها لانه بعد استشهاد الشهيد اللواء وسام الحسن لم يوقع وزير الداخلية على طلبات شعبة المعلومات وبقيت متوقفة وموقّعة من اللواء اشرف ريفي دون توقيع وزير الداخلية، الذي جمّد قراراته الوزير مروان شربل لحين معرفة نتائج وردّات الفعل حول اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن.
ومن المقرر ان يوقع الوزير مروان شربل على مجموعة طلبات شعبة المعلومات، كي تسير اعمالها مثل الاول، وتتحرك بنفس الفاعلية. مع العلم ان جسم شعبة المعلومات بقي كما هو دون اي تغيير باستثناء تسلم العقيد عماد عثمان مكان اللواء الشهيد وسام الحسن.
وقد اهتمت المخابرات الاميركية والفرنسية والبريطانية في خبر توقيف مديرية المخابرات لخمسة سوريين يحملون عبوة في الجنوب، وعما اذا كانوا يستهدفون مركز لعاشوراء، وزار مسؤول المخابرات الاميركي مديرية المخابرات في الجيش مستفهما عن الموضوع وطالبا ايضاحات، واما اذا كانت سوريا كنظام هي التي ارسلت الخمسة سوريين، ام ان السوريين هم من المعارضة، لكن حجم المتفجرات وهي صغيرة جدا، لا توحي بأن العمل سيكون عملا تخريبياً كبيرا، ذلك ان العبوة لا تزيد عن وزن نصف كيلوغرام.
لكن الملفت في النظر ان مديرية المخابرات اعلنت في بيان رسمي ان خمسة سوريين يحملون عبوة تم اعتقالهم في الجنوب، وبهذا البيان مغزى كبيراً من خلال اعلان الجيش عن توقيف خمسة سوريين في الجنوب مع عبوة متفجرة، وهي رسالة الى سوريا واوروبا واميركا. وكل دولة تفهمها وفق حساباتها.
بالنسبة للعمل المخابراتي في المرحلة القادمة فبعد تسلم مساعد باتريوس مديرية الاستخبارات الاميركية المركزية عاود الاتصال مع المخابرات السعودية لتأكيد العمل المشترك سويّة، والتركيز الان يجري على تصريح السيد حسن نصرالله ودراسته من قبل المخابرات الاميركية والبريطانية والفرنسية والاسرائيلية والسعودية، عندما حدد السيد حسن نصرالله ان المعركة ستكون من الناقورة حتى ايلات وسيناء.
وهذه الاستخبارات تعلم ان السيد حسن نصرالله لا يلقي كلامه جزافاً، بل يقصد ما يقوله، ولذلك فهي تبحث عن الخطة المستقبلية لحركة حزب الله وحركة حماس.
وتركز المخابرات الاميركية مع السعودية عن حركة حزب الله في الأردن وفي سيناء، وعمّا اذا كان حزب الله قد يقوم بعملية في مزارع شبعا، او تلال كفرشوبا. لكنهم يلاحقون عبارة السيد حسن نصرالله بأن الجبهة ستكون من الناقورة الى ايلات، ومعنى ذلك ان حربا صاروخية قد تجري من هذه المناطق، فيما تعطي المعلومات لدى المخابرات الاميركية والسعودية والاردنية ان لا صواريخ لحزب الله في الاردن، وان مسحاً عسكرياً قد بدأ القيام به في سيناء، من حيث مكان اطلاق الطائرة من دون طيار، او من حيث الأنفاق والمراكز المقامة في سيناء وفي غزة على الضفتين، التي تفصل بين سيناء وغزة.
ويهتم رئيس المخابرات الاميركية في بيروت بسؤال احزاب قريبة من حزب الله، اذا كان لديهم معلومات عن قول السيد حسن نصرالله ان الحرب من ايلات حتى الناقورة، وكان همّه في الايام الاربعة الماضية معرفة ما يقصده السيد حسن نصرالله. الا ان حركة امل ليست في الجو، وبقية الاحزاب ليس لديها تفسيرات.
وقد تقوم السفيرة الاميركية بزيارة رئيس الجمهورية والاستفهام منه رسمياً عن تصريح السيد نصرالله، وطلب من رئيس الجمهورية مساعدتها عن سؤال حزب الله عما يقصده في هذا المجال لان الاستراتيجية في المنطقة هي تسليم الاسلام السياسي للانظمة في الدول العربية بعد قتل بن لادن وفكفكة القاعدة، وان الاسلام السياسي المعتدل سيكون ضد التحرك الايراني الذي يزوّد حركات المقاومة ضد اسرائيل بالصواريخ. 
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: