1. إسرائيل": قدرة حماس على قصف القدس وتل أبيب جعلتها تتفوق على الدول العربية وحزب الله
ترجمة مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية: قال المراسل السياسي الصهيوني، يوسي فيرتر، أن عبارات المدح والإطراء التي يُغمر بهما الساسة والعسكريون في هذه الأيام عقب الحرب على غزة، قد يحل محلهما غيرهما إذا ساءت الأحوال بعد ذلك. خاصة وأن "بنيامين نتنياهو" قد أخذ على سلفه في المنصب "إيهود اولمرت" بأن حربه في شتاء 2008–2009 لم تحرز هدفها لأن سلطة حماس لم يُقضَ عليها ولم تُسحق، وهو ما يستدعي التساؤل: هل كانت عملية "عامود سحاب" ناجحة أم فاشلة، وهل تبين لنا أنها كانت ضرورية أم غير ذلك؟ ستخبرنا بذلك الأيام القادمة. وأضاف: طابقت حرب "نتنياهو" الأولى حرب "اولمرت" الثانية مُطابقة تامة: فقد جرتا في غزة، وفي الشتاء، بعد انقضاء تصعيد زاحف مشحون بالقذائف الصاروخية التي سقطت على بلدات الجنوب، ويحدث هذا عشية انتخابات الكنيست، ما يعني أنها كانت عملية عسكرية واسعة في توقيت سياسي حساس!
وهنا يسألون: ألم يكن من الممكن تنفيذ سلسلة التصفيات قبل ذلك؟ لأننا جربنا غير قليل من جولات عنف قاسية في السنة الأخيرة وكانت السياسة دائما هي "الاحتواء"، ويمكن ان نسأل أما كان من المرغوب فيه ان ننتظر لما بعد الانتخابات، لأن الجعبري كان سيظل يتجول بسيارته في شوارع غزة.
في ذات السياق، أشار الخبير العسكري الصهيوني، أمير أورن، إلى أن التقييم الميداني لعملية عمود السحاب، ومدى نجاحها أو فشلها، يشير بالضرورة إلى أن إجراء بدئها باغتيال الجعبري كان تخصصيا بصورة ممتازة، فالمعلومات الاستخبارية والتخطيط والتنفيذ والقيادة والسيطرة؛ يستحق عليها الجيش والأذرع الأخرى من المجموعة الأمنية درجة عالية جدا، كما كان التأليف بين هيئة القيادة العامة وشعبة الاستخبارات العسكرية وقيادة الجنوب وسلاح الجو والشاباك ناجحا جدا، لكن ما جاء بعد ذلك، كان أقل توقعا، فقد نجحت العملية الجراحية وماتت أشياء أخرى!
واتهم صناع القرار في تل أبيب بالإحجام عن حلول أساسية مع حماس في غزة، فهم يريدون ان يكسبوا زمناً، ثم يضيعونه، وفي هذه المرة كما المرة السابقة قبل 4 سنوات، لم يأخذوا من حماس وشريكاتها المسدس، بل المشط فقط، لأنه حينما يكون الهدف المعلن هو الهدوء من غير استغلاله للتقدم تكون النتيجة زيادة القوة، وفي المرة التالية سيأتي العدو أقوى مما كان قادرا على إطلاق الصواريخ أبعد، وفي كل عملية تعمل "إسرائيل" على رد العداد إلى الصفر، والى أن تأتي العملية القادمة يرتفع السعر.
وحذر "أورن" من الاستهانة بإطلاق صواريخ على تل أبيب والقدس، لأنه منذ 1948 لم تنجح أية دولة عربية سوى العراق في 1991 أو لم تتجرأ على فعل ما فعلته حماس، وبقيت تل أبيب برغم تعرضها للهجمات الجوية والمدفعية ولتهديدات عبد الناصر بإطلاق الصواريخ، رمزا لدولة اليهود المنيعة. وإن ما أراده عبد الناصر وفعله صدام، نجح فيه الفلسطينيون الآن الذين تغلبوا على العزلة، وأحسنوا الاعتماد على حلفهم، وفي المنافسة الداخلية بين أعداء "إسرائيل" حطموا الرقم القياسي لـ"حزب الله" في 2006.
المقاومة كسرت الحواجز:
من جهتها، أوضحت محافل استخبارية صهيونية أنه لا يهم هل سقط الصاروخ الفلسطيني في البحر أو في "بات يام"، أو في حديقة أو "رمات غان"، لأن المهم من جهة نفسية أن الحاجز الوهمي تم اختراقه؛ وفي حرب الاستنزاف يولى العامل النفسي أهمية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالسكان المترددين بين الأمل واليأس، وهو ما يعني أنه بات يوجد في نظر الفلسطينيين وأنصارهم ما يتوقعونه، وهو زيادة الدقة وتطوير منظومات السلاح ورؤوس صواريخ أشد فتكا، وربما مواد قتال كيماوية وبيولوجية أيضا.
وأضافـت المحافل بأن توسيع إطلاق الصواريخ إلى مناطق إضافية هو اختراق مجال بحسب المصطلحات المستعملة في الجيش، فمنذ الآن يتوجب استعداد مختلف، ويُحتاج لعدد أكبر من بطاريات القبة الحديدية، وجزء آخر من ميزانية الدفاع، أو زيادة التعلق بالمساعدة الأمريكية، وإلى ان تتحقق الخطط، ستوجد حيرة أشد مما كانت في الماضي في أنه من يُفضَل من المواطنين، ومن يتم التخلي عنهم.
وأشارت إلى أن العمل العسكري لمواجهة المنظمات المعادية وقادتها صحيح، لكنه عقيم ما بقي مقطوعاً عن سياق واسع لهدف سياسي، ولهذا فإن "إسرائيل" تهرب من هذا الاستحقاق، ولهذا فهي تدور في دوائر مرهقة تُعيدها لنقطة الانطلاق.
معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني الترجمات العبرية 2681، مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية، 8/12/2012
0 comments: