من يدفع بالأسد إلى تصفية ما يصفه الغرب بـ"الارهاب التكفيري"؟
الأربعاء 23 كانون الثاني 2013، آخر تحديث 08:52أنطوان الحايك - مقالات النشرة

من يدفع بالرئيس السوري بشار الأسد إلى تصفية ما وصفته واشنطن بالارهاب الدولي؟ وما هو الثمن الذي سيقبضه النظام لقاء تقطيع أوصال التنظيمات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم "القاعدة" وما تفرع عنه من حركات تكفيرية على غرار "جبهة النصرة"؟ ولماذا التعمية على الكثير من الحقائق التي تعيد خلط أوراق الأزمة السورية وعلى رأسها انكفاء الحكومة التركية عن مساعدة المسلحين، واذا فعلت فانها تكون دائماً مفخخة بدليل انتقال قادة المعارضة لعقد اجتماعاتهم تارة في المغرب وقطر وطوراً في باريس؟
اسئلة كثيرة ومشروعة في ظل المعلومات الكثيرة المسربة حول بعض الحقائق والوقائع الميدانية التي يشهدها الميدان السوري الذي يتميز منذ أسابيع باستخدام الجيش السوري النظامي لعدد من الاسلحة المتطورة للغاية فضلاً عن اجهزة اتصالات وتنصت أقل ما يقال فيها أنها جديدة على الجيش السوري ولا يستطيع التعامل معها إلا من خلال خبراء المعلوماتية الروس، فضلاً عن حصوله على مدرعات متطورة مخصصة لحروب الشوارع، وهي لم تكن أصلا في عداد ترسانة منظومة الدبابات التي تقتصر على الروسية الثقيلة منها، وكل هذا تحت أنظار الغرب اذا لم يكن بتسهيلات منه، بدليل أن السفن الحربية الروسية تتجول في المياه الاقليمية السورية وترسو على هواها في ميناء طرطوس من دون أن تلاقي أي اعتراض أممي ولو على سبيل الموقف.
في سياق التساؤلات المطروحة، تكشف المعلومات أن الجيش السوري تمكن منذ ايام من مصادرة شحنة اسلحة من النوع الكاسر للتوازن اميركية الصنع تضم قاذفات وقواذف مضادة للدبابات والاليات مع حشواتها وقناصات من العيار الثقيل فائقة الدقة، إلى هنا يبدو الخبر عادياً لولا أن المصادر تؤكد أن الجيش السوري كان يعلم بها منذ انطلاقها من ليبيا جواً باتجاه مطار تركي ومن بعدها باتجاه سوريا حيث كانت الأجهزة المعنية بانتظارها، وهنا يأتي السؤال ليطرح نفسه من هي الجهة التي أبلغت النظام بالشحنة وطريق عبورها وكيفية التصرف بها وتحديد النقطة الجغرافية التي ستمر بها، وما الهدف الحقيقي من حرمان المعارضة المسلحة من هذا السلاح وتجييره للجيس السوري بالرغم من أنه اميركي الصنع تستخدمه عدداً من الدول الخليجية.
قد يكون من المعقول اعتبار هذا الحادث من باب الصدفة، لولا أن المعلومات تكشف المزيد مما تصفه بالحقائق الموثقة على غرار تزويد القوات السورية الخاصة ورجال النخبة بمعلومات دقيقة عن تحرك المسلحين والطرق التي يسلكونها باتجاه الجبهات ومن ثم الاغارة عليهم في نقاط التجمع بما يشبه حرب الابادة، فضلاً عن معلومات دقيقة عن أماكن تواجد القيادات السلفية بما يفسر الاعلانات المتكررة عن سقوط هذا القائد الميداني أو ذاك.
في المحصلة، هذه المعلومات بدقتها لا يمكن أن تأتي إلا عبر الأقمار الاصطناعية الدقيقة والمتطورة، مع الاشارة الى أن هذه المعلومات تشمل "القادة الجهاديين" دون سواهم من أفراد "الجيش السوري الحر"، بحيث يأتي السؤال الاستطرادي مشروعاً للغاية عن الجهة التي تقوم بتحويل مثل هذه المعلومات والدفع بالقوات الخاصة النظامية لتصفية القيادات التكفيرية والاسلامية المتشددة كما تصفية المقاتلين بأعداد كبيرة. غير أن علامة الاستفهام الأكبر تتمحور حول ما اذا كان المقصود من كل هذه التناقضات هو تصفية الارهاب على أرض عربية اسلامية برعاية وغطاء غربيين أم أن ما يحصل هو مزيد من "الكباش" الأميركي الروسي على الأرض السورية والساحة الاقليمية؟
0 comments: