Sunday, January 6, 2013


رسائل اميركية لايران والحرب في سوريا طويلة: رضوان الذيب


 



كل معلومات السفراء الفاعلين في بيروت والذين التقوا اعلاميين لبنانيين بمناسبة الاعياد اجمعت على أن المنطقة امام 4 اشهر فاصلة وان موجة العنف ستتصاعد في سوريا خلال شهري شباط وآذار بشـكل غير مسبوق لرسم توازنات جديدة على الارض بين الجيش النظامي والمسلحين قبل بدء المفاوضات الجدية بين واشنطن وموسكو مع تســلم وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كـــيري لمهامه، وهذا ما سيترك تداعيات على لبنان لجهة ارتفاع عدد النازحين وزيادة الشرخ الداخلي، وكذلك على الاردن وتركيا والعراق، وبالتالي فان هذه الدول وحتى اشعار آخر ستبقى تعمل وفق التطورات السورية.

علماً أن ديبلوماسيين اجانب يتعاطفون مع الموقف الرسمي السوري، يؤكدون أيضاً أن الاشهر الاربعة المقبلة ستكون مفصلية وحافلة بالتصعيد العسكري، ولكنهم يؤكدون ان صمود سوريا سيغير كل المعادلات في المنطقة والعالم. ويكشف هؤلاء الديبلوماسيون، ان واشنطن والغرب سيلقيان خلال الاشهر الاربعة المقبلة بكل ثقلهما للتخلص من الرئيس بشار الاسد. وفي المقابل، فان روسيا والصين وايران وحلفائها ستلقي بكل ثقلها أيضاً لمنع تحقيق هذا الهدف، لأن سوريا في خط الدفاع الاول عن روسيا والصين وايران وبالتالي فان هذه المواجهة سترتفع خلال الاشهر المقبلة. ومن هنـا تأتي المناورات الروسية اواخر الشهر في البحر المتوسط والبحر الاسود. علماً أن سفينة انزال روسية رست مؤخراً في طرطوس لتنفيذ مهام خاصة.

ويضيف هؤلاء الديبلوماسيون ان الموقف الروسي - الصيني - الايراني موحد بالمطلق حول النظرة الى سوريا، وان التباينات الاعلامية أحياناً هي من عدة المعركة، وان الدول الثلاث وفي كل الاتصالات، وتحديداً ايران، أكدت رفض اي شروط تتعلق بمستقبل السلطة في سوريا، وان الدول الثلاث تعمل على التوصل الى تفاهم وطني في سوريا عنوانه الحوار السوري ـ السوري، وان المبادرة الايرانية بقيت على مبدإ هذا التصور.

ويكشف هؤلاء الديبلوماسيون عن تلقي السلطات الايرانية مؤخراً رسائل اميركية، وتحديداً رسالتين رسميتين نقلا عن الجانب التركي، علماً أن العروض الاميركية التي نقلها الوسطاء الى ايران انطلقت من مبدإ الفشل الاميركي والاوروبي في مقاربة الملف السوري لجهة خروجه عن كل الضوابط، وبالتالي تعكس الرسالتين الاميركتين محاولة اميركية لاستدراج محادثات ثنائية مع ايران رفضها الجانب الايراني المتمسك بمبدإ رفض اي تدخلات في الشأن الداخلي السوري وتحميل الاميركيين مسؤولية استمرار العنف وقطع الطريق على الحوار، وان ايران تعتبر نفسها في الملف النووي السلمي تمارس حقها الطبيعي ولا تستجدي التفاوض مع الاميركي وان كانت الصيغة الوحيدة التي سارت بها ايران هي التفاوض عبر 5 +1، ورفضت اي مفاوضات ثنائية مع الاميركيين بشأن الخليج والمنطقة وسوريا لان الايرانيين يعرفون ان اي صفقة مع الاميركيين يجب أن تقوم على مبادىء تحقق مصالح اسرائىل، وهذا أمر غير وارد عند الايرانيين ولا يمكن القبول به، وسيبقى الموقف الاميركي المنحاز لاسرائيل العقدة الاساسية في طريق العلاقات الاميركية ـ الايرانية وتحسينها.

ومن هنا يؤكد الديبلوماسيون في بيروت أن المحادثات الروسية - الاميركية لن تصل الى أي نتيجة في المدى المنظور، خصوصاً في ظل الرفض السعودي - القطري - التركي لصيغة الحل الاميركية - الروسية، وبالتالي فان الحل الروسي - الاميركي يحتاج لمزيد من الوقت للقبول به من الاطراف الاقليمية والداخلية في سوريا وربما البديل عن تعثر المفاوضات، ستكون جولة جديدة من القتال على الارض يستعد لها الطرفان خلال الاشهر المقبلة، حتى ان المراسلين الاجانب في سوريا اشاروا الى تزايد عمليات التسليح للمعارضين في الفترة الاخيرة بالاضافة الى دفع اعداد اضافية من المقاتلين من جنسيات مختلفة، لذلك سيحاول المسلحون تعديل موازين القوى على الارض خلال الشهرين المقبلين لفرض شروط لمصلحتهم في المفاوضات الروسية - الاميرية، فيما الجيش السوري لديه كل المعلومات عن خطة المسلحين وسيفشلها وبالتالي الدخول الى الحوار بأوراق كبيرة، علماً ان المشكلة الاساسية التي تعيق عمل الاخضر الابراهيمي تتمثل بعدم وجود محاور واحد باسم المعارضة السورية.

علما ان هؤلاء الديبلوماسيين يكشفون ان الموقف الاميركي بالنسبة للموضوع السوري بدأ يأخذ منحى مختلفاً وان خجولاً، وخصوصاً بعد العملية التي استهدفت السفير الاميركي في ليبيا من قبل القوى الاسلامية، وما استخدموه من اساليب في هذه العملية. وهذا ما ادى الى تراجع جدي في النظرة الاميركية للوضع في سوريا، ولذلك يجب مراقبة الموقف الاميركي قبل العملية في ليبيا وبعدها. علماً ان اسس الحل وكما ينقل الديبلوماسيون تقوم على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، على ان يحتفظ الرئيس بشار الاسد بوزارات الداخلية والدفاع والخارجية، وهذا ما ترفضه المعارضة لكن الابراهيمي طلب من الرئيس الاسد تسمية الوزراء الثلاثة، وان هذه الحكومة ستستمر حتى موعد الانتخابات الرئاسية عام 2014 وتجري بعدها انتخابات رئاسة مع حق الترشح للجميع بما فيهم الرئيس بشار الاسد على ان تشرف على الانتخابات قوات دولية، لكن المعارضة ترفض هذا الامر وتستعد لجولة عنف جديدة لفرض توازنات على الارض لاعتقادها بأن ذلك يسمح بتعديل الشروط لمصلحتها، لكن موسكو لن تقبل التراجع عن هذه الاسس التي ترضي جميع الاطراف، ومن هنا تراجع الابراهيمي والاميركيون عن اي تصاريح جدية تدعو الى تنحي الرئيس الاسد، خصوصاً ان الاميركيين وحلفاءهم يعرفون وبعيدا عن اعلام الجزيرة والعربية ان موازين القوى على الارض لمصلحة النظام الذي استوعب كل «موجات» المسـلمين وفكـكها ومنع اقامة اي منطقة مستقلة للمسلحين في سوريا، ولو كان المسلحون يملكون السيطرة على الارض ومناطق جغرافية لاعلنوا فوراً المنطقة العازلة وتحديدا بالقرب من الحدود التركية - الســـورية التي ما زال الجيش يسيطر على أهم المناطق الاستراتيجية فيها، في حين ان احتلال حاجز وضرب مدينة بقذيفة هاون لا يغيــــران الاوضاع قطعياً، كما ان المسلحين في الفــــترة الاخيرة وتحديدا في جبهة النصرة عادوا الى استخدام الاسلوب التقليدي لعملهم عبر زرع العبوات النـاسفة بين المدنيين وتفجيرات انتحارية بالجنود، وهذا ما يؤكد فشل اسلوبهم السابق بالسيطرة على مناطق واقامة سلطاتهم المستقلة. ومن هنا يجمع المراقبون على «ان الاشهر المقبلة صعبة جدا وخطرة».
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: