حرب إلكترونية شرسة تشهدها الشبكة العنكبوتية.. والعنوان: محو إسرائيل
الإثنين 08 نيسان 2013، محمد فروانة - خاص النشرة من غزة

تصاعدت وتيرة الحرب الإلكترونية الشرسة التي تعرضت لها المواقع الإسرائيلية على شبكة الإنترنت والتي وصفت بالحساسة، بعد أن هاجمت مجموعات من الناشطين العرب المتضامنين مع الشعب الفلسطيني من دول عربية وإسلامية مختلفة، ومجموعة القراصنة الدولية المعروفة بإسم (Anonymous) هذه المواقع، في حين يؤكد مختصون أن الهدف الأساسي للهجمات محو إسرائيل من الشبكة العنكبوتية وإيقاع أكبر خسائر مادية فيها، خصوصاً وأن نظام الحياة في إسرائيل مرتبط بشكل كبير بالإنترنت.
في المقابل، يشكك محللون بأن يكون من نفذوا الهجوم هم فعلا عبارة عن مجموعات عربية متضامنة مع الفلسطينيين، إذ يؤكدون أن من قامت به هي دول معادية لإسرائيل ومعروفة بقدراتها التكنولوجية، بينما يشير آخرون إلى أن المواقع الإلكترونية الفلسطينية وخدمات الإنترنت لم تتأثر سلبياً من هذه الهجمات، لكنهم لم يستبعدوا أن تشهد الأيام المقبلة هجوماً على مواقع فلسطينية هامة.
وتعرضت ألاف المواقع الإسرائيلية التي تتبع لمؤسسات إسرائيلية هامة، منها موقع الموساد الإسرائيلي، وموقع وزارة الدفاع، وجهاز الاستخبارات، وموقع رئاسة الوزراء والكنيست ومركز الإحصاء الإسرائيلي، إضافة لاختراق خمسة آلاف حساب تويتر وعشرات المواقع المختلفة. إذ تمكن القراصنة من وضع صور للأسرى والشهداء الفلسطينيين على صدر تلك المواقع، من بينهم الأسير سامر العيساوي، إضافة لوضع أناشيد فلسطينية وصور منددة بسياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، ورسائل تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
حرب إلكترونية شرسة

وفي هذا السياق، يؤكد الناشط الاجتماعي والمختص الفني خالد صافي أنّ ما نشهده حالياً هو حرب إلكترونية شرسة تهدف بالدرجة الأولى لمحو إسرائيل من الشبكة العنكبوتية، وإيقاع الخسائر المادية من خلال إيقاف الخدمات المقدمة من مواقعها وشل حركة النظام العام في البلاد.
ويشير صافي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن التأثير السلبي الذي لحق بإسرائيل من وراء اختراق مواقعها، لم يصل لعمق سري وصيد عسكري ثمين، ولكنه يرى أن المجموعات المهاجمة تمكنت من وضع الاحتلال في خانة الدفاع وليس الضرب والتدبير والتكتيك، لافتاً إلى أنه بحد ذاته يعتبر مكسبا على حساب تراجع الاحتلال وانشغاله بتحصين موارده وتخمين أماكن الضربات القادمة.
ويلفت المختص الفني إلى أن نظام الحياة في إسرائيل مرتبط بشكل كبير بالإنترنت وموارد الشبكة، بدءًا من إشارات المرور في الشوارع مروراً بالمؤسسات الحكومية وانتهاء بالأماكن السيادية والحساسة. ويضيف: "استهداف هذه الأماكن من شأنه أن يكبد الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة".
وفي خصوص الرد الإسرائيلي المقابل على الاختراقات التي تعرض لها، يؤكد صافي إن الرد حدث وبشكل كبير، إذ رصدت عمليات اختراق لحسابات فيس بوك فلسطينية وعربية، مشيراً إلى أن هذه الردود فردية لهاكرز إسرائيليين و مناصرين.
ويتوقع صافي أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من التصعيد والهجوم على مواقع فلسطينية هامة، خصوصاً اذا استمر الهاكرز المساند لفلسطين بهذه القوة والعمق في الضرب والتنوع، لافتاً إلى أنه من المحتمل أن تلجأ إسرائيل لضربات عنيفة قد تطال جهات عليا ولن تكون المواقع الفلسطينية في منأى عنها.
الإنترنت الفلسطيني محمي

في المقابل يؤكد الوكيل المساعد في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الحكومة المقالة بغزة سهيل مدوخ، إن وزارته لم تلمس أي تأثير سلبي على صعيد المواقع الإلكترونية وخدمات الإنترنت الفلسطينية، إذ أن الهجمات على إسرائيل موجهة تجاه مواقع إلكترونية، وليس خدمات إنترنت أو شبكات.
وأكد مدوخ في حديثه مع "النشرة" أنّ الوزارة أعطت توجيهاتها وتعليماتها لشركات الإنترنت الفلسطينية، والعمل قدر المستطاع على تأمين شبكاتها من خلال أنظمة الحماية المختلفة، مؤكداً وجود إجراءات في الشبكة الحكومية بهذا الخصوص، من أجل حماية المواقع الفلسطينية والحكومية.
وأشار الوكيل المساعد إلى أن الوزارة تعمل على حماية الانترنت الفلسطيني والمواقع الإلكترونية الفلسطينية، وتسعى لعدم تعرضها لأي اختراق أو خطر، لافتاً إلى وجود سياسات ونظم تؤمن حماية هذه المواقع، والمعلومات المختلفة. وأضاف: "نعمل باستمرار من أجل أن يكون الإنترنت الفلسطيني نقيا والفضاء الإلكتروني سليما".
شكوك وآمال

وفي نفس السياق يشكك المحلل السياسي عامر أبو شباب بحقيقة أن يكون الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له المواقع الإسرائيلية، قد قامت به مجموعات عربية، مؤكداً أن من نفذه دول معادية لإسرائيل ومعروفة بقدراتها التكنولوجية، إذ أنّ ذلك يحتاج لقيادة لا يمكن أن تكون ارتجالية.
ويؤكد أبو شباب في حديثه مع "النشرة" أن الهجمات الإلكترونية تدل على أنّ الفضاء العربي منهار بسبب فشل الأنظمة الحاكمة من وضع سياسات متخصصة، لافتاً إلى أنه على الرغم من العجز العام يوجد طاقات عربية مهمة ومتقدمة، يمكن أن تنجز بشكل جماعي لصالح مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه الخطيرة في فلسطين والمنطقة.
ويوضح أبو شباب أن هناك أملا لدى الشباب العربي خارج الأطر الرسمية للعمل بشكل متقدم، وفتح جبهات جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ أن الأخير والغرب هو الوحيد الذي كان يستطيع الانتصار فيها.
ويشير المحلل السياسي إلى أن هذه الهجمات وإن كانت قد أعادت بوصلة الصراع للجهة الحقيقية إسرائيل، إلا أننا يجب أن نحكم عليها من خلال قدرتها على تكرار الهجمة في عدة مرات قادمة وأن لا تكون الأخيرة.
هجوم منسق

من جانبه لا يتفق المختص في الشأن الإسرائيلي حسن عبدو، مع ما قاله أبو شباب إذ أنه يرى أن الهجوم الإلكتروني منسق من قبل خمسة قارات، ويشارك به آلاف القراصنة المؤيدين والمناصرين للشعب الفلسطيني وقضيته، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ويؤكد عبدو أن قيمة الهجوم تكمن في الإرادة الناجحة إذ يمكن أن يكرر لاحقاً وبقدرات أفضل، لافتاً إلى أن القيمة تكمن في حجم المعلومات التي يمكن الحصول عليها من هذه الهجوم، ويمكنها أن تشكل اختراقاً أمنياً كبيراً لا يعرف مداه.
ويشير عبدو إلى أنّ الهجوم الإلكتروني استطاع أن يعطل جزءا من الحياة العامة في إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته يلفت إلى أن المواقع التي تم اختراقها يمكن استرجاعها في وقت بسيط.
0 comments: