Wednesday, July 24, 2013

هكذا عملت إسرائيل لإدراج جناح حزب الله العسكري على لائحة الإرهاب؟

هكذا عملت إسرائيل لإدراج جناح حزب الله العسكري على لائحة الإرهاب؟


 تل أبيب: أجمع المحللون السياسيون والاستخباراتيون الإسرائيليون على أن قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة التنظيمات الإرهابية هو حصيلة حملة سياسية وقانونية واستخباراتية خاضتها إسرائيل مع بريطانيا والولايات المتحدة وهولندا وكندا خلال العام الأخير.
وكشفت مصادر رفيعة في وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه بعد الهجوم الذين استهدف إسرائيليين في شهر تموز عام 2012 في المنتجع البلغاري في مدينية بورغاس والذي أودى بحياة خمسة إسرائيليين ومواطن بلغاري شكلت وزارة الخارجية الإسرائيلية طاقماً بهدف العمل على إدراج "حزب الله" على قائمة التنظيمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي.
وترأس الطاقم المذكور المدير العام للشعبة الإستراتيجية في وزارة جيش الاحتلال جيريمي يسخروف، ومدير دائرة محاربة الإرهاب شاي كاهن. وقد عمل هذا الطاقم بالتنسيق مع طاقمين آخرين للمهمات الخاصة وواحدٍ تابع لوزارة الخارجية البريطانية، وآخر لوزارة الخارجية الأميركية.
وشاركت إسرائيل بالتحقيق لتحديد هوية منفذي هجوم بورغاس، إلى جانب محققين من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وحتى من كندا وأستراليا. و توصل التحقيق المشترك إلى نتائج ستبت أن ثلاثة من أعضاء المجموعة التي شاركت في الهجوم قد أُرسلوا وجرى تمويلهم من جانب مسؤولين كبار في الجناح العسكري لـ"حزب الله".
وتمكنت المخابرات الإسرائيلية بحسب مصدر أرووبي من تقديم أدلة تربط حزب الله بمنفذي هجوم بورغاس وتقوم بالأساس على عدد كبير من المكالمات الهاتفية المسجلة بين بورغاس وبين أهداف مختلفة في لبنان مرتبطة بـ"حزب الله".
وتمحور عمل الطاقم الإسرائيلي الذي ترأسه المدير العام للشعبة الإستراتيجية في وزارة جيش الاحتلال ومدير دائرة محاربة الإرهاب شاي كاهن حول نقل المعلومات الاستخباراتية الكثيرة حول حزب الله ونشاطه في أوروبا التي في حوزة إسرائيل إلى دول الاتحاد. وهذه المعلومات لا تتعلق فقط بتورط "حزب الله" في هجوم بورغاس، بل تتناول أيضاً تورطه في الحرب الأهلية في سوريا، وفي تبييض الأموال، وتهريب المخدرات واقامة خلايا نائمة في بعض دول الاتحاد الأوربي .
ونقل الطاقم الإسرائيلي معلومات إلى المخابرات الألمانية معلومات مالية تتعلق بحسابات مصرفية لأكثر من 950 شخصية لبنانية شيعية مقيمة في ألمانيا تعتبر من "الناشطين النائمين" الذين يقومون بنقل الأموال وبالأعمال اللوجستية لـ"حزب الله". وتم نقل معلومات مشابهة إلى كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
والدليل القاطع الذين أثبت ضلوع حزب الله بهجوم بورغاس جاء بحسب المصادر الإسرائيلية من جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" الذي اعتقل شبكة تجار مخدرات في الناصرة تعمل لصالح "حزب الله" قامت بتهريب 24 عبوة ناسفة إلى داخل إسرائيل لتنفيذ هجمات. وقد اكتشف خبراء المتفجرات أن طريقة تركيب هذه العبوات والمواد الناسفة المستخدمة تتطابق تماماً مع العبوة المتستخدمة في هجوم بورغاس. كما أظهر التحقيق أن المواد المتفجرة التي عثر عليها في الناصرة تتطابق مع تلك التي عثرت عليها قوات الأمن في تايلند في مخزن يملكه أحد أنصار "حزب الله" ألقي القبض عليه في بانكوك في كانون الثاني 2012.
وبعد أن اكتمل ملف مكون من الآلاف من الصفحات شاركت بإعداده الاستخبارات الإسرائيلية و "يدين" حزب الله، بدأت إسرائيل الضغط السياسي على 28 دولة عضو في الاتحاد. وقبل نحو شهر ونصف الشهر، استدعت الخارجية الإسرائيلية سفراء هذه الدول وأطلعتهم على تفاصيل الموضوع. كما طُلب من سفراء إسرائيل في هذه الدول نقل رسائل إلى المراجع العليا التي تتعلق بالموضوع. وجاءت ثمرة العمل المضني لإسرائيل بقرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة التنظيمات الإرهابية.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: