Saturday, July 20, 2013

نتنياهو: قصة فشل

نتنياهو: قصة فشل


بقلم: يوئيل ماركوس
يمكن ان نتعرف على جودة زعامة بيبي من القصة التالية: قبل نحو شهر زارنا ستيوارت أيزنشتات، الذي كان مستشارا كبيرا للرئيس جيمي كارتر، ومبعوثا من الرئيس بيل كلينتون الى الاتحاد الأوروبي ومؤخرا شغل، الى جانب دنيس روس، منصب رئيس مشترك لمعهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي. في زيارته قبل نحو شهر رفع تقريرا عن وضع إسرائيل في العالم، تضمن تحذيرا موضعيا من عقوبات اقتصادية آخذة في التحقق.
وكمن تولى أيضا منصب نائب وزير المالية الأميركي، أوضح خطورة التهديد الكامن في هذه العقوبات على مكانة إسرائيل ولا سيما على اقتصادها. ولكن مدعي المعرفة من الإسرائيليين الذين التقوه لم يأبهوا لتحذيراته. بيبي ما كان يمكنه أن يقول انه لم يعرف ماذا يوشك ان يحصل في بروكسل. لأنه يخاف التصدي للواقع، فإنه يجري عليه تجميلا. وبدلا من ان ينظروا الى التهديد، يقول رجاله ان هذا ليس جديا. ويسرب مقربوه بأن اللاسامية حية ترزق، ولكنهم ينسون ان ألمانيا هي التي بنت من أجلنا أسطولا من الغواصات المتطورة. في كل الأحوال، يلعب بيبي كعادته لعبة مدعي الرجولة بقول من نوع "نحن غير مستعدين لأن يملي الأوروبيون علينا سياستنا". بكلمات اخرى: بيبي كان يعرف ماذا سيقع علينا من بروكسل، ولكنه لم يقدر حجم الضربة ومعناها ولم يستبق الضربة بالوقاية.
بهذا السلوك فإنه لا يختلف عن زعماء حرب يوم الغفران، التي نحيي هذه السنة الذكرى الأربعين لاندلاعها – "المفهوم المغلوط" في حينه لم ينبع من الغرور، بل من القراءة المغلوطة للخريطة وللقدرة العسكرية المصرية. اما اليوم فنحن مقتنعون، خطأ، بأن اميركا ستحمينا من أوروبا أيضا.
نتنياهو قوي بالأقوال. فهو قادر على ان يقول في لجنة الخارجية والأمن ان البناء في المناطق مستمر الآن وسيبقى مستمرا، وفي نفس الوقت ان يقول: "يجب ان يكون المرء حكيما وليس محقا فقط". وحتى الحكيم لن يجد في هذه الصيغة يديه ورجليه.
يعلن بيبي الآن الثورة، في أن إسرائيل لن تقبل اي إملاءات، ولكن من الصعب الا نلاحظ بأن لدينا زعامة سياسية بائسة لا تعترف بالواقع وليس لها القوى النفسية لتغييره. يتحدث بيبي تجاه الخارج بنبرة استهتارية في أن الأوروبيين كانوا دوما ضدنا، ويضيف باحتقار انهم لن يتجرؤوا على السير بعيدا. وهو يعتمد على أي حال على أن أميركا لن تسهل على الأوروبيين تنفيذ العقوبات. ولكن من المشكوك ان يكون باراك اوباما يذرف دمعة على قرار الاتحاد الأوروبي.
محرج جدا سماع بيبي يعلن انه لن يقبل اي إملاءات.
بهذا الأسلوب المغرور يحاول ان يعزز مكانته داخل "الليكود" الذي بأغلبيته ان لم يكن برمته مؤيد لأرض إسرائيل الكاملة بكل ثمن. النكتة التي تسير على قدمين في "الليكود" هي أنه اذا كان سيحاول القيام بفعل شاروني ليشكل نوعا من "كديما" الخاص به، فلن يجد الى جانبه غير الدكتور يوفال شتاينتس.
بيبي يقودنا الى الكارثة والى العزلة الدولية وحان الوقت لأن يعرب الجمهور علنا عن استيائه من مواصلة حكمه. في الماضي كان هناك نوع من الاستمرارية البنيوية في الحكم. فقد كان الناس يعرفون بأنه بعد بن غوريون سيأتي شاريت، اشكول وغولدا. وبعد بيغن كانوا يعرفون بأنه سيأتي اسحق شامير – رئيسا "ايتسل" و "ليحي". بنحاس سبير وموشيه دايان كانا يخافان من رئاسة الوزراء. بعد ذلك كانت مرحلة الجنرالات: رابين، باراك وشارون. والآن لم نعد في "أجيال الاستمرار". بدأ بذلك شارون الذي أقام "كديما"، وواصل دربه ايهود اولمرت الذي فشل، وتسيبي ليفني التي فوتت بكلتا يديها رئاسة الوزراء وباتت الآن زينة في حكومة بيبي.
مطلوب قفزة الى الجيل الجديد من الزعماء. ابتداء من لبيد وبينيت، مثلا، وأبناء جيلهما ونوعهما. ولكن أولا وقبل كل شيء مطلوبة المطالبة الصارخة: حتى هنا، يا بيبي.

هآرتس 
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: