وكالات التجسس الأميركية شنّت 231 هجوم عمليات سايبر في عام 2011

هذا الكشف، في ميزانية المخابرات السرية التي قدمها مسرّب وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن، يقدم أدلة جديدة على أن صفوف إدارة أوباما متزايدة فيما يتعلّق بالمحاربين السيبرانيين للتسلل وتعطيل شبكات الكمبيوتر الخارجية.
بالإضافة إلى ذلك، وفي إطار عمل واسع أطلق عليه اسم GENIE، فإنّ متخصصي الكمبيوتر الأميركيين يقتحمون الشبكات الأجنبية، بحيث يمكنهم وضعها تحت سيطرة الولايات المتحدة خلسةً. وتقول وثائق الميزانية أنّه تمّ تخصيص 652 مليون دولار للمشروع الذي أطلق عليه اسم "زرع السرية"، حيث يتمّ نقل البرمجيات الخبيثة المتطورة من أماكن بعيدة، في أجهزة الكمبيوتر والموجهات (الراوترز) وجدران الحماية على عشرات الآلاف من الآلات في كل عام، مع وجود خطط لتوسيع هذه الأرقام إلى الملايين.
الوثائق المقدمة من سنودن ومقابلات مع مسؤولين أميركيين سابقين تصف حملة عمليات اقتحام الكمبيوتر على أنها أوسع بكثير وأكثر عدوانية مما تمّ فهمه سابقاً. إدارة أوباما تتعامل مع جميع هذه العمليات السيبرانية على أنها سرية وترفض الاعتراف بها.
إنّ نطاق وحجم العمليات الهجومية يمثّل تحولاً في السياسة، التي سعت في الماضي إلى الحفاظ على قاعدة دولية ضد أعمال العدوان في الفضاء الإلكتروني، وذلك جزئياً بسبب القوة الاقتصادية والعسكرية الأميركية التي تعتمد اعتماداً كبيراً على أجهزة الكمبيوتر.
وقال النائب السابق لوزير الدفاع وليام لين الثالث، الذي لم ير وثيقة الميزانية وكان يتحدث بشكل عام: "لقد انتقلت مناقشة السياسات بحيث أصبحت الخيارات الهجومية أكثر وضوحاً الآن. أعتقد أن هناك أكثر من قضية جعلت الآن من خيارات الهجوم السيبرانية عنصراً هاماً في ردع بعض الخصوم."
وجاء في الميزانية أنّ ثلاثة أرباع من العمليات الهجومية الـ 231 التي أجريت في 2011، هي ضد أهداف ذات الأولوية القصوى، التي يقول مسؤولون سابقون أنها تشمل خصوم مثل إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية وأنشطة مثل الانتشار النووي. وقدمت الوثيقة بعض التفاصيل الأخرى عن العمليات.
وتعتبر "ستكسنت"، دودة الكمبيوتر التي وضعتها الولايات المتحدة و"إسرائيل" ودمّرت أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية في هجمات عامي 2009 و 2010، هي الاستخدام الأكثر دراماتيكية من ضمن سلاح السيبرانية.
وكالات الولايات المتحدة تحدد هجوم عمليات السايبر على النحو المنشود "للتلاعب، التعطيل، المنع، أو إضعاف أو تدمير المعلومات المحفوظة على أجهزة الكمبيوتر أو شبكات الكمبيوتر، أو أجهزة الكمبيوتر والشبكات أنفسهم"، وفقاً لتوجيهات رئاسية صدرت في تشرين الأول 2012.
تحت "مذهب السيبرانية" الأميركي، تعرف هذه العمليات بـ "الاستغلال"، وليس "الهجوم" لكنها تهدف على حد سواء إلى الهجوم والدفاع.
بحلول نهاية هذا العام، من المتوقع أن تسيطر GENIE على ما لا يقل عن 85000 غرسة في آلات مختارة استراتيجياً في جميع أنحاء العالم. وهذا هو أربعة أضعاف الرقم - 21،252 - المتوفر في عام 2008، وفقاً لميزانية المخابرات الأميركية.
من الظاهر أنّ وكالة الأمن القومي تخطط لتوسع سريع في تلك الأرقام، التي كانت محدودة حتى وقت قريب بسبب الحاجة لعمال مشغلين لجهاز التحكم عن بعد لآلات للخطر.
عندما يحين الوقت لمحاربة الحرب الإلكترونية ضد أفضل منافسي وكالة الأمن القومي على الصعيد العالمي، يدعو TAO مشغليه النخبة، الذين يعملون في فورت ميد مقر الوكالة والمراكز في العمليات الإقليمية في جورجيا، تكساس وكولورادو وهاواي. الهيكل التنظيمي لوكالة الأمن القومي لديه المكتب الرئيسي كما S321. الجميع تقريباً يسمونه "ROC"، أي "الصخرة": مركز العمليات عن بعد.
'الأهداف الأكثر تحدياً'
تعتبر وثائق الميزانية الهجمات الأميركية كجزء لا يتجزأ من الدفاع السيبراني - واصفةً إياها في بعض الحالات بأنها "الدفاع النشط".
وقال مسؤول الدفاع السابق: "اذا كنت تريد تحييد القيادة والسيطرة النووية لشخص ما، فإن هذا يستدعي هجوماً ضخماً".
وتعتبر الصين وروسيا من التهديدات السيبرانية الأكثر شراسة، وأنه ليس من السهل دائماً معرفة من يعمل لصالح من. وتتركز العمليات الهجومية للصين في مكتب الاستطلاع الفني لجيش التحرير الشعبي الصيني، ولكن قد حان للاستخبارات الأميركية إلى الاعتقاد بأن أولئك القراصنة الذين يعملون لدى الدولة في النهار يعودون للعمل ليلاً لتحقيق مكاسب شخصية، وسرقة قيمة أسرار صناعة الدفاع الأميركية وبيعها.
إيران هي في المركز الثالث بفارق القدرة ولكن يعتقد أن تكون متحمسة للرد على "ستكسنت" بعملية لن تسرق المعلومات فحسب، بل تمحوها وتحاول إعطاب أجهزة الولايات المتحدة بقوة أكبر.
"معظم الأهداف الصعبة" الاختراق هي نفسها في عمليات سايبر كما بالنسبة للأشكال الأخرى لجمع البيانات الموضحة في ميزانية الاستخبارات: إيران، كوريا الشمالية والصين وروسيا. مشغلي "GENIE" و"ROC" وضعوا تركيزهم الخاص على تحديد موقع الارهابيين المشتبه بهم "في أفغانستان وباكستان واليمن والعراق والصومال، وغيرها من الملاذات الآمنة المتطرفة"، وفقا لقائمة من الأولويات.
» عن الواشنطن بوست / ترجمة مروة الشامي - سلاب نيوز
0 comments: