
Wed, 08/28/2013 -
بقلم: ايتان بن الياهو
فعلت الصور القاسية من سورية فعلها، ويُجمع الساسة والمحللون على أن الامريكيين يجب أن يعملوا في أسرع وقت، بل إنه لا أحد مستعد لانتظار استعداد مناسب للقوات على الارض، لاجراء تقدير للوضع أساسي، والمقارنة بين خيارات العمل قبل اتخاذ القرار.
ينبغي قبل الخروج لهجوم عسكري أن يُحدد أولا ما هو الانجاز المطلوب؟ وينبغي بعد ذلك التحقق من أن الجيش يملك معلومات كاملة عن موقع الأهداف وتحصينها واستعدادات العدو. وينتهي النقاش الى مقارنة بين الخيارات والفحص عنها، في ضوء تقدير احتمالات النجاح مقابل الأخطار. والأجوبة الكافية على هذه الاسئلة كلها شرط للخروج للهجوم.
إن مسألة الانجاز المطلوب هي الأهم، فاذا استقر رأي الرئيس اوباما على أن يهاجم سورية فسيضطر الى أن يحسم الاختيار بين خيارات رئيسة وهي: القضاء على نظام الاسد والتوصل الى هزيمته المطلقة؛ أو المس الكبير بمخزونات السلاح الكيميائي وبأهداف على السلطة لعقاب الاسد وردعه، وردع نظم حكم اخرى ايضا عن استعمال آخر لسلاح الابادة الجماعية؛ أو استعمال عملية رد محدودة تُرضي الساسة والرأي العام، وهي ما اعتيد أن تُسمى ‘عملية لحاجات داخلية’.
إن القضاء على نظام الاسد يوجب وجودا عسكريا على الارض الى أن تنشأ حكومة جديدة. وسنشهد اثناء ذلك ذبحا للطائفة العلوية واصابة لجنود امريكيين وغيرهم، وهناك احتمال كبير لانتقال المواجهة العسكرية الى داخل اسرائيل والى داخل دول مجاورة اخرى، وأن تزداد حدة المواجهة مع روسيا والصين وايران. إن الخطة الامريكية للهجوم على ايران ستبقى في اثناء ذلك في الدرج، لأن العمل العسكري في جبهتين سيكون ثقيلا جدا عليهم. أما النظام في طهران فقد يتعجل السعي الى القنبلة الذرية خوفا على مستقبله.
إن الاضرار الشديد بمخزونات سلاح الابادة الجماعية وعقاب الاسد بضرب أهداف للسلطة يمكن أن يتما ‘من بعيد’، من دون وجود جنود على الارض. وهذه الضربة ستُقلل الخوف من انتقال الحرب الى داخل اسرائيل والى المنطقة كلها، لكن يمكن أن نُقدر أن يكون الانجاز المتوقع أقل كثيرا من الانجاز المطلوب، ومن المؤكد أنه لن يُحرز هدف ردع نظم حكم اخرى.
إن الخيار الباقي هو عملية مُجازاة حذرة ودقيقة، وهي ستؤثر قليلا اذا أثرت أصلا في ميزان المعركة في سورية، وفي مصير الاسد الذي قد حُسم أصلا في الأمد البعيد، لكن ضغط الرأي العام والصحافة على الادارة الامريكية سيقل، ولن يُرى الرئيس على أنه لم يفِ بوعده، بل قد تُتقبل هذه العملية بموافقة صامتة من الروس.
يبدو أن الحرب الأهلية في سورية ستستمر وقتا طويلا بعد، وفي الاثناء لا يجوز أن تُترك سورية للاسلام الارهابي المتطرف، لأننا اذا اخطأنا في هذا الشأن فلن يكون لنا السيسي وجيشه لاعادة النظام الى ما كان عليه، من جديد، ولن يستطيع الاسد، الذي لن يعود الى حكم سورية الكبرى، صد الفوضى وحمام الدم، وسيكون ذلك نصرا للارهاب.
ولهذا لا يجوز الرد بسرعة، بل يجب أن يُختار بدقة الرد المطلوب وتجنب الانجرار الى داخل المعركة. ويجب في الأمد القصير منع ازدياد حدة القتال الداخلي في سورية وانتشاره الى دول المنطقة. وينبغي في الأمد المتوسط بلوغ وضع يحكم فيه الاسد جزءًا صغيرا من الدولة، مع خمود النار. ويمكن في الأمد البعيد فقط الحديث عن إبعاد الاسد وانشاء نظام حكم جديد مستقر. إن العجلة من الشيطان.
المصدر:
يديعوت أحرونوت
0 comments: