لهذه الأسباب فيديو "سرايا عائشة" مُفبرَك

عضو هيئة "العلماء المسلمين" الشيخ نبيل رحيم قال إنّه لا يصدّق بتاتاً الفيديو الذي نُشر، وعزى سبب ذلك إلى أن "الحركات "الجهادية" لا تضع علماً أبيض، بل ترفع علماً أسود، ثم إن لغة المتحدّث في الفيديو "ركيكة" المخارج، حتى إنّه قرأ كلام القرآن خطأً، فمثلاً الحرف المفخّم رقّقه، وبالتالي هذا يعني أنّه لم يأخذ دروساً في تلاوة القرآن، في حين أنَّ الحركات "الجهادية" لغتهم العربية جيدة".
وتابع رحيم: "الأمر الثالث أن لباس العناصر في الفيديو ليس اللباس المعتاد للحركات "الجهادية"، ورابعاً، إن أحد الأشخاص الظاهرين في الفيديو يضع في يده اليسرى خاتمَين، في حين أنَّ أهل السُنَّة والسلفيين يضعون خاتماً واحداً في اليد اليمنى"، لافتاً إلى أنَّ "من يضع خاتمين في الشمال طوائف أخرى معروفة"، ملمّحاً إلى الشيعة والعلويين. "بالتالي أنا أشعر أنَّ الفيديو مركّب ومشبوه لخلق فتنة في البلد تجرّ إلى أمور لا تحمد عقباها"، أضاف رحيم، "وأعتبر هذا الفيلم فيه كثير من الأمور التي ينبغي التوقف عندها، ونخشى أن يكون شبيهاً بفيلم أحمد أبو عدس" الذي ظهر بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط 2005.
خبير في الجماعات "الجهادية" والحركات الإسلامية، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال إن الفيديو المنشور "مثل قصة أبو عدس، لكن هذا لا ينفي إمكانية تنفيذ العمل من قِبَل المجموعات الجهادية المناهضة لحزب الله". وأضاف الخبير: "لكنّ هذا الفيديو بالذات مصنوع بطريقة سخيفة ولا يمكن أن يصدَّق؛ فطريقة الكلام وتعمّد الحديث باللهجة السورية، ووضع الخاتمَين في البنصر والخنصر، وهذه ليست عادات سنّية، والخطاب ليس متقناً كخطابات عناصر "جبهة النصرة" أو "دولة العراق والشام الاسلامية" أو جماعات "القاعدة"؛ كل ذلك يؤكد أن الفيديو عمل غير متقن، قد يكون وراءه جهاز أمني، كالاستخبارات الإسرائيلية أو غيرها، ومن الواضح أنَّ من أرسل السيارة لم يكن متأكداً من نجاح العملية، لذلك لم يحضّر الفيلم بشكل دقيق، ثم من الممكن أن يكون القصد من ذلك القول إن إسرائيل لا تقوم بهذه الأعمال غير المتقنة، وذلك للتقليل من غلبة اتهام إسرائيل بالانفجار المرجّح أنَّها وراءه أصلاً".
الصحافي والمحلّل السياسي فيصل عبد الساتر، القريب من "حزب الله"، رفض من جهته الدخول في تحليل صحة الفيديو أو عدمه، لكنّه قال إن "مثل هذا النوع من التبنّي للعمليات يحمل دعوى واضحة وصريحة لإضرام النار في ما نُسمّيه الفتنة المذهبية بين السُنّة والشيعة، وهذا أمر يجب أن نستنكره"، وأضاف: "لكن إذا لم تثبت صحة الفيديو فإن المصيبة أعظم لأن هذا يعني أن هناك من يسعى فعلاً لإشعال نار هذه الفتنة، وبالتالي هو مستفيد مما يجري في المنطقة".
وأضاف عبد الساتر: "في كلتا الحالتين إن مثل هذه الفيديوهات التي تنشر في وسائل الاعلام تهدف حقيقةً إلى مزيد من افتعال المشكلات، وإلى المزيد من رفع منسوب الحساسيات ما بين التيارات المختلفة، سواء داخل الصف الاسلامي أو ربما بين المسلمين وغير المسلمين، وإذا ثبت أن هؤلاء هم المنفِّذون فهذا يعني أنهم لا يفرّقون بين مسلم وغير مسلم، المهم ربما بالنسبة إليهم أن لا يكون الشخص مُختلفاً معهم، وربما هذا ما يحدث في سوريا، العراق، ومصر".
0 comments: