لماذا يتمركز ” البريد الارهابي” في منطقة الجبل؟

قد تكون الساعات المقبلة مرشحة لمزيد من تصاعد الهواجس الامنية واحتلالها صدارة الاسبوع السياسي المصادف عيد الفطر في ظل حادث داريا الذي اعاد اثقال المشهد الداخلي بهذا الهاجس. واذ تنتظر الاوساط السياسية على اختلافها وضع الحادث في موضعه الدقيق والجاد ومعرفة حدود الخلية التي كشفها انفجار العبوة التي كانت تعدها والحجم الواقعي لهذه الخلية وارتباطاتها المحتملة مع جهات ارهابية اخرى فان الحادث جاء ليثبت ان الاستهدافات الامنية للداخل اللبناني باتت على وتيرة شديدة الخطورة من شانها ان تكشف سباقا لا هوادة فيه بين الجهود الامنية والعسكرية المضنية للحفاظ على الاستقرار بحدوده ومسلسل الاستهدافات المترافق مع انفلات حبل الامن على غرار التوترات التي حصلت في البقاع الشمالي وسواها من مناطق في الايام الاخيرة .
وتبدي اوساط واسعة الاطلاع اعتقادها ان حادث داريا الذي جاء بعد ايام قليلة من حادث اطلاق صواريخ على محيط القصر الجمهوري من شانه ان يسلط الضوء اكثر فاكثر على ناحية لافتة هي تمركز عمل مجموعات ارهابية من اتجاهات مختلفة وربما متصادمة ومتعارضة في منطقة الجبل حصرا التي تشكل خطوط تماس سياسية حارة سواء من حيث البقع التي تنطلق منها الاستهدافات او من حيث الرسائل الامنية التي يجري اطلاقها او من حيث العناوين المباشرة وغير المباشرة التي تصيبها هذه الرسائل . حتى ان هذه الاوساط تتساءل عن سر هذه المصادفة التي تجعل محيط القصر الجمهوري والمقررات العسكرية الكبيرة عرضة للصواريخ المجهولة في وقت تنكشف فيه ايضا تغلغلات لجهات متطرفة ارهابية في اقليم الخروب كما في وقت تعيش فيه الضاحية الجنوبية لبيروت هاجس انفجار السيارة المفخخة في بئر العبد الذي اتسعت عقب حصوله مظاهر الامن الذاتي لـ” حزب الله ” ليس في الضاحية وحدها بل في معظم مناطق سيطرته .
وتخشى الاوساط نفسها ان يكون لبنان مقبلا على فصول اضافية من الحرب الاستخباراتية على خلفية التطورات التي تشهدها سوريا والمرشحة على ما يبدو لتحولات ميدانية في المدى القريب وهو امر يفسر الى حد بعيد عدم انحصار الحرب الاستخباراتية بالمناطق الحدودية القريبة من سوريا واتجاهها اكثر فاكثر نحو الجبل المطل على العاصمة والمتحكم جغرافيا بكل مكان وموقع سياسي يراد له ان يكون عنوان البريد الارهابي . وسيرتب هذا الامر المزيد من التداعيات السياسية وقت تمضي الازمة السياسية الى مزيد من الانسداد والتازم ولا تلوح في الافق اي بارقة للتوافق على حكومة جديدة مما يعني ان السباق مع الاستهدافات الامنية سيشتد تباعا ما دام لبنان الرسمي والسياسي متجها الى مزيد من الانكشاف .
0 comments: