Tuesday, August 27, 2013

أربعة مشتبهين باستخدام السلاح الكيماوي في سورية

أربعة مشتبهين باستخدام السلاح الكيماوي في سورية


بقلم: سمدار بيري
بينما تواصل الإدارة في واشنطن البحث عن "أدلة قاطعة" على استخدام السلاح الكيميائي في سورية، مع أو دون عينات ادانة، فان رئيس ايران، الحليف الاستراتيجي للأسد، حسم الترددات: نشجب بشدة وبشكل مطلق، كما أعلن حسن روحاني، أول من أمس في طهران، استخدام السلاح الكيميائي الذي تم في سورية.
في القيادة الإيرانية لا توجد زلات لسان. كل كلمة محسوبة، وحذر روحاني من عدم تشخيص مستخدمي السلاح الكيميائي. فآيات الله يتابعون ترددات إدارة اوباما، التي تحاول الهرب من الالتزام الثقيل الذي أخذته على عاتقها. فقبل نحو شهر فقط أعلن اوباما ان استخدام السلاح الكيميائي ضد المواطنين في سورية هو "خط أحمر". ووعد بأن "اجتيازه سيستدعي اتخاذ خطوات".
في هذا الشأن ثمة أربعة اتجاهات: الاول، الرئيس الاسد، الذي يمسك رجال ثقته بالمفاتيح لترسانة السلاح المحظور؛ الثاني، الثوار الذين نجحوا في السيطرة على أحد المخازن وارادوا جر العالم الى حملة موضعية تؤدي إلى إسقاط الأسد؛ الثالث، احدى المنظمات الارهابية الجهادية المحلية التي تستغل الحرب الداخلية في سورية وتسعى الى تعميق الشرخ وتعظيم المواجهات.
الامكانية الرابعة هي أن احد مقربي بشار، الذي اشتبه بأن مصير الاقلية العلوية دخل مرحلة حرجة بسبب مساعي الرئيس السوري للوصول الى صيغة حل وسط – ترتب له بقاءه على حساب تنازلات ومس بمكانة ومصير مقربيه. في مثل هذه الحالة، نقل المقرب المجهول سراً السلاح الكيميائي كي يورط القصر الرئاسي بالذات عندما يكون وفد مراقبي الامم المتحدة يتواجد في دمشق.
كل الامكانيات واردة. بعثت الادارة الأميركية، أول من أمس، مدمرة الى البحر المتوسط. في دمشق يلتقطون الإشارة بأن اوباما يستطيع، ولكنه غير معني. لا يوجد تردد حول الحاجة الى الرد، بل حول طبيعة الرد والأهداف. فمن جهة، تضغط المعارضة السورية وصور الاطفال تمزق نياط القلب. من جهة أخرى، الإدارة لن تتطوع لتحديد هوية الايدي. فرغم أن اسرائيل تقرر بالقطع بأن الايدي التي أدت إلى الموت الفظيع للالاف في سورية هي ايدي بشار، فان اوباما لا يريد أن يتلقى جثث جنود وتوابيت مغلفة بالعلم الأميركي.
الهجوم، إذا تم، فسيتم من مسافة آمنة. في البنتاغون وفي وكالات الاستخبارات يتذكرون التعقيدات التي أثارتها التقارير الكاذبة عن اسلحة الدمار الشامل في العراق والمغامرة التي كلفت غاليا الجيش الأميركي والاف المواطنين العراقيين الذين يدفعون حتى اليوم الثمن بحياتهم.
حملة عسكرية أميركية من البحر او من الجو ستورط الاردن. فبعد أن اضطر الى استيعاب مليون لاجئ، يحذر مقربو بشار الملك عبدالله من أنه سيدفع ثمنا باهظا على الحدود المنفلتة، حيث سيجتاز مئات الارهابيين الحدود مع سلاح وعتاد عسكري. قسم كبير منهم ينضمون، بسبب التضامن، الى معسكرات الثوار. آخرون تجندوا، بفضل الوعود بالتعويض المالي، بالذات الى جيش "حزب الله" و"الحرس الثوري" الايراني.
هذا الاسبوع، ليس صدفة، سيجتمع في الاردن مسؤولون كبار في أجهزة الجيش والاستخبارات من عشرين دولة. رئيس الاركان الأميركي، الجنرال دمبسي، سيدرس الاقتراحات، التوصيات والتحذيرات للرد العسكري في سورية. اسرائيل عميقة في الصورة. دمبسي يتحدث مع وزير الدفاع يعلون. من السهل ان نتخيل انعدام الرغبة وانعدام الحماسة لدى القيادة الأميركية، مهما فعلوا في سورية، إذا ما فعلوا أي شيء، فان هذا سيعقد الامور.
   
المصدر:
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: