لبنان بمسابقة ملكة جمال في بلد غرق فيه 29 لبنانياً

 

 

ناجون من الغرق ثم ملكتا جمال لبنان وألمانيا

لندن - كمال قبيسي

لبنان الغارق في حداد على أبنائه الذين قضوا غرقا ليل الخميس الماضي في بحر "سيانجور" بإندونيسيا، يشارك في إندونيسيا نفسها اليوم السبت بملكتين من عنده في مسابقة ملكة جمال العالم، إلا إذا ألغت ملكة جمال لبنان كارن غراوي مشاركتها في المسابقة التي تتنافس فيها أيضا ملكة جمال ألمانيا، وهي لبنانية الأصل اسمها أمينة صباح.

 

من اليمين في جزيرة بالي: ملكة جمال لبنان وملكة جمال ألمانيا

وكانت "العربية.نت" نشرت تقريراً أمس عن الغرقى اللبنانيين، فقالت إن عددهم 20 إضافة إلى 6 ناجين من مركب غرق وعلى متنه مهاجرون غير شرعيين أبحروا لدخول أستراليا تسللا، إلا أن الرقم الحقيقي اتضح اليوم فقط، وهو 29 غريقا لبنانيا، ممن أوعزت حكومة تسيير الأعمال اللبنانية إلى سفارتها في جاكرتا لنقل جثثهم إلى لبنان ليتم دفنهم في قراهم، وهي: قبعيت وفنيدق ومجدلا وخريبة الجندي بقضاء عكار، وأيضا من مدينة طرابلس.

واتصلت "العربية.نت" السبت بملكة جمال ألمانيا، أمينة صباح، التي كان لها مراسلات سابقة معها الأسبوع الماضي عبر صفحتها في "فيسبوك" التواصلي، فذكرت عبر الهاتف من جزيرة بالي، حيث ستجري المسابقة اليوم، أنها لم تكن تعلم بغرق اللبنانيين، وقالت إن هذا يشعرها بالحزن "لأن نصفي ألماني ونصفي الآخر لبناني، لكني أمثل ألمانيا بالمسابقة، ولا أدري ما أقول غير ذلك حقيقة.. لقد أزعجني هذا الخبر عند الصباح".

وأمينة التي أبصرت النور قبل 20 سنة في بيروت، وتعمل في ألمانيا بحقل التأمين، هي أصلا من مدينة النبطية في الجنوب اللبناني، ووالدها علي صباح متزوج من ألمانية، لكنه عاد للإقامة في ألمانيا حين كان عمرها 3 سنوات، وهي تتكلم العربية ولغات حية أخرى وتزور لبنان كل عامين تقريبا.

الأرقام الدموية من سفارة لبنان وغيرها

 

صورتان من الكارثة بين كارن غراوي وأمينة صباح

ولم تستطع "العربية.نت" الاتصال بملكة جمال لبنان، كارن غراوي، لتسألها إذا كانت ستلغي مشاركتها بالمسابقة لتشارك بالحداد على من ابتلعهم البحر الإندونيسي. لكنها اتصلت بجوانا قزي، القائمة بالأعمال في سفارة لبنان بجاكرتا، فقالت إن مشاركة إحدى اللبنانيات بمسابقة ملكة جمال العالم في إندونيسيا ليست من مسؤوليتها "لأن مهمتي الأساسية حاليا هي من نجا ومن غرق من اللبنانيين على المركب" وفق تعبيرها.

وذكرت قزي أن أحدا لا يعرف عدد الغرقى اللبنانيين تماما "لكنه كبير على ما أعتقد، وما لديّ من معلومات حتى الآن هو أن 120 راكبا كانوا على متن المركب، نجا منهم 25 شخصا، وبين الناجين هناك 18 لبنانيا. كما تم العثور على 21 جثة يجري التعرف إلى هوياتها، والباقون مفقودون، وهم إما غرقى أو ناجون، وعلينا الانتظار آملين أن يكونوا من الناجين" على حد قولها.

وما ألمت به "العربية.نت" من معلومات شبه أكيدة، ومعظمها من وسائل إعلام إندونيسية، أهمها وكالة "أنتارا" للأنباء وموقعا Viva News ونظيره Detiknews الإخباريان، أن عدد من أقلهم المركب الذي يملكه عراقي كنيته "أبو صالح" واسمه علي، وهو معتقل منذ أمس، كان 118 راكبا، وأن عدد اللبنانيين الغرقى هو 29 من حوالي 11 عائلة و4 قرى بالشمال اللبناني، إضافة لعدد غير معروف من مدينة طرابلس.

ربان المركب أول الهاربين

 

بعض الغرقى

وتقاضى العراقي "أبو صالح" بين 8 آلاف إلى 10 آلاف دولار من كل راكب، لقاء نقله من بيروت بالطائرة إلى إندونيسيا، حيث وصل الجميع إليها وأقاموا فيها مدة 72 يوما في مجمع سكني أعده لهم "أبو صالح" الذي كان يبرر تأخره بنقلهم إلى أستراليا بأنه ينتظر الفرصة السانحة لتهريبهم من أعين الأمن العام الإندونيسي الذي يفرض طوقا أمنيا حول كل الثغرات البحرية التي يتم منها تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى جزيرة "كريسماس" الأسترالية.

بين الغرقى هناك 17 من قرية "قبعيت" وحدها، إضافة إلى 4 من قرية "خريبة الجندي" ومعهم 3 من قريتي فنيدق ومجدلا، إلى جانب 5 من باب التبانة في طرابلس. كما كان في المركب المنكوب أردنيون وسوريون ويمنيون وعراقيون، لكن عددهم كان قليلا، فيما كان عدد اللبنانيين أكثر من 50 راكبا.

وأهم المعلومات التي اطلعت عليها "العربية.نت" ومصدرها من ناجين تحدثوا إلى موقع "فيفا نيوز" الإندونيسي، هي أن ربان المركب كان أول من فر منه حين تعطلت مضخاته واجتاحته المياه، فقفز سابحا إلى جزيرة قريبة، وطلب من بعض الركاب أن يتولى قيادة المركب الذي بدأ يغرق، فقفز منه من استطاع. أما من لا يعرف السباحة فكان نصيبه الغرق.

المصدر: العربية نت

• Tweet
• Share
• Share
• Share
• Share