تركيبة المجتمع الأمريكي وتأثيره على دعم "إسرائيل"
تحليلات ودراسات |
عكا أون لاين - إن صيحات الاحتجاج التي صدرت عن الجمهور الأمريكي في القاعة التي عقد فيها مؤتمر الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة في ايلول عام 2012 والتي من المفترض أن تثير التساؤل عند اسرائيل ومؤيديها، خاصة بعد أن تم حذف التصريح التقليدي الذي يقول "إن القدس كانت وستبقى عاصمة اسرائيل" في المسودة الاولى لبرنامج الحزب، ومما فاجأ رئيس الجلسة وهو رئيس بلدية "لوس انجلوس" "انطونيو فياراغوسا"، أن أصوات المصوتين ضد تلك الفقرة والذين صاحوا ثلاث مرات "لا" كانت عالية بقدر كافٍ للشك في وجود كثرة الثلثين المطلوبة لتعديل البرنامج الحزبي.
لم يكن فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بولاية ثانية من نظرة الدبلوماسيين الكبار من ذات نفسه في بدء المنافسة إذا أخذنا في الحسبان درجات الرضا المنخفضة والاقتصاد المتعثر ومعارضة أكثر الجمهور الأمريكي لسن القانون الذي قاده الرئيس وهو الإصلاح في مجال التأمين الصحي.
يمكن أن ننسب هاتين الحادثتين إلى عدد من التغييرات الاجتماعية والسكانية الجوهرية التي تجري على الولايات المتحدة، فعندما تم انتخاب "بيل كلينتون" رئيساً في عام 1992 مضى 4.3 مليون امريكي فقط من أصل لاتيني الى صناديق الاقتراع، وفي عام 2000 حينما فاز جورج بوش الابن بالرئاسة صوت 6 ملايين أمريكي من أصل لاتيني، تقريبا، وفي 2012، جاء الى صناديق الاقتراع بحسب التقديرات 12.5 مليون امريكي من أصل لاتيني، أي ثلاثة أضعاف عددهم قبل نحو من عقدين، والتغييرات في الانتماء الديني أو لمزيد الدقة عدد من ليس لهم انتماء ديني الآخذ في الازدياد أكثر حدة: ففي 1972 أجاب 7 في المائة من الامريكيين بأنه ليس لهم انتماء ديني، وارتفع هذا العدد الى 15 في المائة في 2007 وهو يقف الآن على نحو من 20 في المائة.
وكذلك فان فرق الأجيال في صور التصويت اليوم أوسع مما كان في العقود الاخيرة، فالمصوتون الشباب يميلون بصورة واضحة الى تأييد الديمقراطيين ويصوت أمريكيون أكبر سنا للحزب الجمهوري، وقد أثبتت انتخابات 2012 في الولايات المتحدة قوة هذه الاتجاهات وكيف أصبحت عوامل حاسمة في تحديد نتائج الانتخابات، وبدأ الامريكيون أنفسهم ايضا ينتبهون الى ذلك، ففي اليوم الذي تلا الانتخابات كان مثقفو واشنطن من الديمقراطيين والجمهوريين معا هم الذين أشاروا الى العامل السكاني المتغير بأنه ذو تأثير حاسم في مستقبل السياسة الحزبية.
يبدو ان الاتجاهات السكانية والاجتماعية في الولايات المتحدة التي ستستمر بحسب جميع الدلالات ستبطل التأييد المستقر الطويل لإسرائيل من الحزبين، في الرأي العام الامريكي – وهو ركيزة حيوية في العلاقات بين كل من "إسرائيل" والولايات المتحدة.
وفي هذه الدراسة نحاول أن نعرف كيف يتوقع ان تؤثر الاتجاهات السكانية والاجتماعية في الولايات المتحدة في تأييد الجمهور الامريكي لإسرائيل، ويمكن أن نلاحظ عدداً من هذه الاتجاهات: الفروق الحزبية والفروق بين الأجيال في دعم "إسرائيل"، وانخفاض درجة التدين، وارتفاع عدد الامريكيين ذوي الاصول اللاتينية، والتغيير الذي يجري على المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة، كل واحد من هذه الاتجاهات سنرى كيف سيؤثر في الرأي العام الامريكي نحو "إسرائيل".
إن الاتجاهات الثلاثة الاولى (الفروق الحزبية والفروق بين الأجيال وانخفاض درجة التدين) تلوح أنها هي التي يتوقع ان تُضعف تأييد "اسرائيل" في السنوات القريبة في حين قد يعمل ارتفاع عدد الامريكيين اللاتينيين على تعزيز تأييدها، ويمكن ان نقول في النهاية إن الطبيعة المتغيرة ليهود الولايات المتحدة ستنشئ تحديا آخر يجب على "إسرائيل" والمعسكر الذي يؤيدها أن تفكر فيه، وتنتهي المقالة بتوصيات تُبين كيف يجب على اسرائيل ومؤيديها ان يتوقعوا توقعا صحيحا التطورات وان يحافظوا على تأييد عام قوي لإسرائيل في العقود القادمة أيضا.
سياسات الأحزاب الأمريكية وتأثيرها على دعم "إسرائيل"
لم يكن في الولايات المتحدة في الماضي علاقة مهمة بين الانتماء الحزبي والتوجه نحو دعم "إسرائيل"، إلا أن الوضع القائم اليوم قد اختلف كثيراً عما كان عليه في الماضي، حيث أظهر استطلاع للرأي تم في خلال عملية "عمود السحاب" في تشرين الثاني 2012 أن 80% من الجمهوريين يعربون عن دعمهم لـ"إسرائيل"، مقابل 51% فقط من الديمقراطيين، بل ان الفرق ازداد حينما وزعت الاستمارة على المحافظين والليبراليين فقد أيد نحو 77% من المحافظين سياسات "إسرائيل" وعارضها 6% فقط، وفي المقابل عبر 37% من أولئك الذين عرفوا أنفسهم بأنهم ليبراليون عن تأييدها، في حين عارضها 27%.
أظهر تحليلنا لمعطيات الاستطلاع الذي أجري مؤخراً أن اولئك الذين أظهروا تأييد الحزب الديمقراطي كانوا ذوي احتمال أقل بـ 13.8% ان يوافقوا على درجة التأييد الحالية من الادارة الامريكية لإسرائيل قياسا بالجمهوريين، وذوي احتمال أكثر منهم بـ 12.3 في المائة ان يزعموا ان الولايات المتحدة تؤيد اسرائيل "أكثر مما ينبغي".
وبعد ان نُحيد ايضا عوامل السن والدخل والثقافة والعنصر والديانة واستهلاك الخدمات الدينية (على نحو مستقل أو في اطار مجموعة) للمستطلعة آراؤهم، يبقى هذا الفرق الحزبي بلا تغيير، فقد مال الديمقراطيون الشباب مثلا الى تأييد أقل من تأييد الجمهوريين الشباب، ومال الديمقراطيون الذين ليس لهم انتماء ديني الى تأييد أقل من تأييد نظرائهم الجمهوريين، وبعبارة اخرى، فان التصويت المثير للاختلاف في المؤتمر الديمقراطي مهما يكن سببه، قد عبر عن مشاعر موجودة لدى فريق من مناصري الحزب.
من المثير على نحو مميز أن نعلم ان اولئك الذين عرفوا أنفسهم بأنهم "مستقلون" والذين مالوا (وصوتوا ايضا على نحو عام) للديمقراطيين قد أيدوا اسرائيل حتى أقل من اولئك الذين عرفوا أنفسهم بأنهم ديمقراطيون. إن احتمال ان يؤيد مستقلون يميلون الى الديمقراطيين اسرائيل أقل بنحو من 23 في المائة من الجمهوريين (وبـ 15 في المائة من الامريكي العادي). وعلى نحو ما قيل آنفا فانه حينما يؤخذ في الحسبان السن والدخل والثقافة والعنصر والديانة للمستطلعة آراؤهم فان احتمال ان يؤيد المستقلون الذين يميلون الى الديمقراطيين اسرائيل ما يزال أقل من الجمهوريين بـ 20 في المائة (وبـ 11.5 في المائة من الامريكي المتوسط). وظهرت نتائج مشابهة تقريبا من تحليل المعطيات عن اولئك الذين اعتقدوا ان الولايات المتحدة تؤيد اسرائيل "أكثر مما ينبغي".
إن هذا الفرق الحزبي في تأييد اسرائيل لم يمر دون تطرق اليه. فقد كان من ربطوه بمختلف النظريات بدءا بحذر الجمهوريين المتزايد من استعمال القوة (وربط اسرائيل باستعمال القوة) الى توجه أكثر جوهرية هو الاستقطاب الذي يزداد اتساعا في السياسة الامريكية. ومهما يكن العامل فالنتيجة واضحة وهي ان الفرق الحزبي موجود قائم بل انه يتسع.
الأجيال وعلاقاتها بدعم "إسرائيل"
هناك اتجاه ثان بارز جدا وهو الفرق بين الأجيال، فأولئك الذين يُدعون "جيل الميلينيوم" والبالغة أعمارهم بين 18-30 عاماً يتوقع ان يكونوا أكثر انتقادا لإسرائيل قياسا بأجيال سابقة ولا سيما جيل الـ "بيبي بومرز" (المولودين في السنين 1946 – 1964) و"الجيل الصامت" (المولودين بين 1925 – 1945)، لكنهم أكثرية ايضا اذا قيسوا بجيل الـ "إكس" (بين البيبي بومرز و"جيل الميلينيوم").
وهذا الفرق موجود دونما صلة بالرابط السياسي، وكما هي الحال في التحليل آنفا فان اعتبار مختلف العوامل الاخرى هنا ايضا لم يغير الفرق، فالديمقراطيون من أبناء "جيل الميلينيوم" مثلا أقل تأييدا لإسرائيل من الديمقراطيين من أبناء جيل الـ "بيبي بومرز" ومن نظرائهم الجمهوريين ايضا.
وحينما نفحص عن الانتماء الديني نجد ان التغيير بين الأجيال كان قويا بصورة مميزة بين اولئك الذين عرفوا أنفسهم بأنهم بروتستانت، ومع ذلك فان التأييد بين اولئك الذين عرفوا أنفسهم بأنهم مسيحيون "ولدوا من جديد" تأثر تأثرا أقل بالتغيير بين الأجيال.
قد يكون لهذه المعطيات تفسيران مختلفان: فإما ان يكون قد طرأ تغير حقا على رأي الجمهور، وإما ان الأجيال الأصغر سنا تميل بطبيعتها الى تأييد اسرائيل بقدر أقل، لكن تأييدها يزداد كلما ازدادت سنا، وللإجابة عن هذا السؤال، قارنا المعطيات مع استطلاعين للرأي قطريين قامت بهما على نحو مشترك شبكة "سي.بي.اس" وصحيفة "نيويورك تايمز" في تشرين الاول 1977 وفي نيسان 1978.
وقد تبين أن الفرق بين الأجيال في التأييد آنذاك كان يُضاد الفرق بين الأجيال في التأييد اليوم، وقد كان المتقاعدون (أبناء 65 فصاعدا) هم الذين أيدوا اسرائيل آنذاك بقدر أقل في حين عبر أبناء 18 – 29 عن أكبر تأييد، وكان هذا النمط ايضا ملحوظا واضحا من جهة احصائية دونما تعلق بعوامل اخرى (كالعنصر والديانة والانتماء الديني والايديولوجية والثقافة).
وتشير هذه المعطيات الى ان التفسير الاول هو الصحيح وهو ان الأجيال المختلفة تميل الى تطوير تصورات عن اسرائيل توجه مواقفها طوال حياتها، وعلى ذلك فان مواقف "جيل الميلينيوم" التي هي أقل تأييدا لإسرائيل نسبيا لا يتوقع ان تزول مع الوقت، كما بقيت مواقف الجيل الذي هو أكبر سنا صلبة في تأييدها لإسرائيل طوال السنين الـ 35 الاخيرة.
التدين.. وتأثير انخفاضه على دعم "إسرائيل"
تعتبر الولايات المتحدة بلدا متدينا قياسا بأوروبا "الكافرة" في ظاهر الأمر، على الأقل، ومع ذلك فان الواقع الامريكي أشد تركيبا، فالتدين في الولايات المتحدة ينخفض انخفاضا كبيرا يؤثر في الدعم الامريكي لإسرائيل.
إن السكان البروتستانت البيض الذين كانوا مئات السنين العمود الفقري السكاني والاجتماعي للولايات المتحدة انخفض عددهم من 39 في المائة في 2007 الى 34 في المائة في 2012، وفي هذه الفترة ارتفعت نسبة من يُسمون أنفسهم "بلا دين" – أي اولئك الناس الذين ليس لهم انتماء ديني ما – ارتفاعا حادا، من 15.3 في المائة الى 19.6 في المائة (وتشمل هذه الفئة الملحدين والغموسيين، وإن كان أكثرهم هم الذين يعلنون بأنهم ليس لهم انتماء ديني).
وينبع اتجاه التغيير هذا من الامريكيين الذين تركوا الدين بقدر أقل وينبع من تبديل الأجيال بقدر أكبر حيث يوجد جيل شاب لا يرى نفسه منتميا الى دين ما يحل محل الامريكيين الكبار السن ذوي الايمان الديني، وحينما ننظر في الحقيقة في معطيات استطلاعات الرأي فان "من لا دين لهم" هم على نحو ملحوظ هم الأصغر سنا من جميع المجموعات الدينية، فيمكن اذا ان نتوقع ان يقوى هذا الاتجاه في الحقب التالية.
إن هذا التغير السكاني الحاد فيه ما يدعو اسرائيل للقلق أو هو سبب كامن لتغيير الاستراتيجية التي التزمت بها في العقود الاخيرة حينما كانت تفضل الانجيليين. يتوقع ان يكون البروتستانت الامريكيون أكثر تأييدا لإسرائيل من الامريكي العادي في حين يتوقع ان يكون المسيحيون "الذين ولدوا من جديد" مؤيدين بصورة مميزة. ومن جهة ثانية فانه بتحليل احصائي لمعطيات استطلاعات الرأي وجدنا ان احتمالات ان يؤيد "من لا دين لهم" اسرائيل أقل من البروتستانت بـ 23 في المائة، واحتمال ان يقولوا ان الولايات المتحدة "تؤيد فوق الحاجة" اسرائيل أكبر بـ 19.5 في المائة من البروتستانت. ويعبر الملحدين من بين "من لا دين لهم" عن أضعف تأييد لإسرائيل (فالاحتمال هو ان يجيب نحو من 42 في المائة منهم بجواب "لا اؤيد")، وبعدهم الغموسيون (احتمال ان يجيبوا كذلك بنسبة 25 في المائة)، وبعدهم اولئك الذين يُعرفون أنفسهم بأنه ليس لهم أي انتماء ديني (احتمال ان يجيبوا كذلك بنسبة 15 في المائة).
إن المسار السكاني للابتعاد عن البروتستانتية والاقتراب من فئة "من لا دين لهم" يمكن ان يفضي على مر الزمن الى ضعف تأييد اسرائيل. ولما كان "من لا دين لهم" أسرع مجموعة دينية تنمو في الولايات المتحدة وبإزاء حقيقة أنهم يبلغون نحوا من ربع الديمقراطيين (27 في المائة) فعلى اسرائيل ومؤيديها ان يتعلموا كيف يبنون جسرا اليهم.
صعود الأمريكيين اللاتينيين
من بين جملة الاتجاهات السكانية النامية في الولايات المتحدة لم يحظ أي واحد منها بانتباه أكبر من زيادة عدد السكان اللاتينيين، فبحسب التقديرات يعيش نحو من 52 مليون ساكن من أصل لاتيني في الولايات المتحدة (نحو من 17 في المائة من السكان جميعا)؛ ولد 51 في المائة منهم خارجها، وأكثر السكان الامريكيين اللاتينيين مهاجرون من المكسيك هاجروا (بصورة غير قانونية في الأكثر) الى الولايات المتحدة في العقود الاخيرة.
إن الولايات المتحدة بعكس دول كثيرة اخرى تمنح "كل من يولد أو يحصل على الجنسية في الولايات المتحدة ويخضع لحكمها" جنسية بصورة آلية حتى لو جاء أبواه على نحو غير قانوني، وقد أخذ يزداد عدد الاولاد من أصل لاتيني الذين ولدوا في الولايات المتحدة وهم مواطنوها ويبلغون الى سن الاقتراع.
والتقدير هو انه في كل سنة يتجاوز سن الثامنة عشرة 800 ألف امريكي لاتيني، ويتوقع ان يصبح هذا الجزء من السكان 40 في المائة من زيادة عدد المستحقين للاقتراع بين ذوي اعمار السابعة عشرة، وفي حين بقيت نسبة مشاركة الامريكيين اللاتينيين أدنى كثيرا من البيض أو السود (50 في المائة قياسا بـ 66 – 65 في المائة على الترتيب)، فان مجرد عددهم العام من السكان سيؤثر أكثر من أي وقت مضى في الانتخابات في الولايات المتحدة.
إن زيادة عدد الامريكيين اللاتينيين (وقوتهم نتاج ذلك) لم تغب عن عيون المؤسسات اليهودية الامريكية التي تُبدي دائما تنبها لاتجاهات قد تغير التوجهات نحو اليهود بعامة واسرائيل بخاصة، وردت منظمات يهودية قطرية مثل "اللجنة اليهودية الامريكية" (بواسطة "المعهد اللاتيني واللاتيني الامريكي" لها ومشروع إنتر تشينج)، و"رابطة مكافحة التشهير" (بواسطة مبادرات هسبانك/ لاتينو آند لاتين اميريكان أفيرز) و"المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي" (بواسطة خطة التعاون اللاتيني اليهودي) بمبادرات خاصة منها. وبدأت جماعات يهودية محلية في لاس انجلوس وساندياغو وتكساس وجنوب فلوريدا مبادرات هي ايضا لإنشاء صلات بالجماعات اللاتينية، ويتوقع ان يزداد الاهتمام بهذه المبادرات في مقابل زيادة عدد السكان اللاتينيين.
إن الامريكيين اللاتينيين للوهلة الاولى يتمسكون بآراء تماثل تقريبا آراء الامريكي العادي من جهة تأييدهم لإسرائيل لكن الامريكي اللاتيني العادي الأصغر سنا يميل للديمقراطيين أكثر من ميل الامريكي العادي. وبعبارة اخرى اذا أخذنا في الحسبان سائر الخصائص السكانية للأمريكيين اللاتينيين فانه ينبغي ان نتوقع ان يكونوا أقل تأييدا لإسرائيل من المتوسط. واذا أخذنا في الحسبان ايضا العوامل الثلاثة التي بحثنا فيها آنفا فان احتمال ان يؤيد اللاتيني الامريكي العادي اسرائيل أكبر بـ 7.4 في المائة من الامريكي العادي، ويرتفع هذا الرقم الى 9 في المائة تقريبا حينما نُحيد عوامل اخرى كالدخل والتربية والذهاب الى الكنيسة.
إن الوجود والقوة الانتخابية المتزايدين للأمريكيين اللاتينيين يتوقع لذلك ان يُعبرا عن توجه ايجابي بالنسبة لإسرائيل ولا سيما بسبب تأييدهم الكبير اليوم للديمقراطيين وميلهم الواضح اليهم. وعلى حسب ذلك قد تصبح هذه المجموعة مركبا جديدا في التحالف المؤيد لإسرائيل في المستقبل بين موالي الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. فعلى اسرائيل ومؤيديها الاستمرار في العمل على صوغ تأييد هذه الجماعة كلما أظهرت اهتماما متزايدا بالشؤون الخارجية وحصلت على موطيء قدم أكبر فيها.
الصورة المتغيرة ليهود الولايات المتحدة
كان اليهودي الامريكي النموذجي على نحو عام اشكنازيا من طبقة متوسطة – عالية وساكنا من سكان الضواحي ينتمي الى الكنيس المحلي للتيار الاصلاحي أو البنّاء ويرسل اولاده ليدرسوا هناك شيئا من اليهودية والعبرية بعد المدرسة، وينقل بالطبع ايضا في اخلاص دعمه (وماله) الى "حملة الطوارئ" الاخيرة من اجل اسرائيل. وهؤلاء هم اليهود الذين يملئون القاعات حينما تأتي النخبة الاسرائيلية لتخطب في الجماعة المحلية والتي أصبح أبناؤها موضوعا للسخرية في "إيرتس نهديرت".
لكن عدد هؤلاء اليهود الامريكيين في انخفاض ملحوظ متواصل. والبرهان الأحدث على ذلك في تقرير في حزيران 2012 أعده الخبير السكاني ستيفان م. كوهين وزملاؤه عن يهود نيويورك – وهو تقرير يشكل علامة طريق في هذه القضية. وبرغم ان المعطيات القطرية العامة تختلف عن معطيات نيويورك، تشير أبحاث سابقة ايضا الى ان الاتجاهات الواسعة مشابهة كثيرا: فهناك من جهة استمرار الذوبان في الآخرين ونسب ولادة ضئيلة بين غير الارثوذكس (يبدو انها توازي انخفاضا عاما لدرجة التدين الامريكية)، ومن جهة ثانية نسب ولادة عالية بين اليهود الارثوذكس (ولا سيما الحريديين). والحديث عن ظواهر بدأت تؤثر من جهة سكانية. وفي تقدير عام فان هذه الاتجاهات أفرغت من المضمون ما كان دائما وأبدا جوهر اليهود الامريكيين، أعني سكان الضواحي المؤيدين للدين من غير الارثوذكس. إن نسبة المنازل اليهودية المنتمية الى الاصلاحيين والبنّائين في منطقة نيويورك انخفضت من 70 في المائة في 1991 الى 42 في المائة في 2011. وفي مقابل ذلك زاد التيار الارثوذكسي في تلك المنطقة من 13 في المائة الى 20 في المائة، أما اولئك الذين يُعرفون انتماءهم الديني بأنه "آخر" (وهو المقابل لـ "من لا دين لهم" في أبحاث عن التدين الامريكي) فزادت نسبتهم من 15 في المائة الى 37 في المائة.
إن الصورة المتغيرة لليهودي الامريكي حاسمة بالنسبة للعلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة في السياق الواسع لأن قطاع اليهود الامريكيين الذين أخذ يختفي هو بالضبط الذي كان رأس الحربة في جهود احراز دعم لاسرائيل من الجمهور الامريكي وممثليه السياسيين. على سبيل المثال فعلت منظمة "الايباك" الكثير لتنويع المعسكر الموالي لاسرائيل من جهة عرقية ودينية لكن برغم ذلك فان جميع مجلس المديرين تقريبا وفريقه والمتبرعين الرئيسين ظلوا يهودا، ولا ينبغي ان نرى في ذلك فشلا، بالعكس، فقد رعت اسرائيل والحركة الصهيونية منذ كانتا صلة مميزة بيهود الشتات، ولذلك فمن الطبيعي والمناسب ان يكون اليهود هم الذين يقودون الجهود السياسية الموالية لاسرائيل وإن انضم آخرون اليهم.
وفي مقابل ذلك فان التغيرات السكانية بين يهود الولايات المتحدة يتوقع ان تؤثر في منظمات مناصرة لاسرائيل وفي قاعدة تأييد اسرائيل عند الرأي العام الامريكي بسبب ذلك. على سبيل المثال قد يتولى يهود ارثوذكس يعبر كثيرون منهم عن صلة قوية باسرائيل مناصب قيادة أكثر – وهو مسار قد بدأ بين ارثوذكس حديثين. والحريديون اللتوانيون هم احتياطي محتمل آخر من القادة ولا سيما في ضوء مستوى صلتهم القوية باسرائيل ونسب الولادة العالية ودرجة عالية جدا من الدخل والثقافة.
برغم ان زيادة المشاركة الارثوذكسية يبدو أنها حيوية للحفاظ على الرأي العام المناصر لاسرائيل زمنا طويلا فانها تثير عددا من الاسئلة الرئيسة أولها وأهمها كيف ستعالج قوى مناصرة لاسرائيل الاختلاف المتزايد بين القيادة المركزية ليهود الولايات المتحدة (التي ستحرص على الحفاظ على الفرائض الدينية أكثر من سابقاتها) وبين توجه عامة سكان الولايات المتحدة الذين يبتعدون عن الانتماء الديني. صوت اليهود الارثوذكس في 2012 على نحو شامل لميت رومني وأسهموا في زيادة نصيب الجمهوريين من "الصوت اليهودي" الذي صوت في انتخابات الرئاسة الامريكية في 2012 وارتفع إثر ذلك من 22 في المائة الى 30 في المائة. وفي هذه الحال فان السؤال كيف تواجه قيادة تميل الى الجمهوريين تحدي الحفاظ على دعم اسرائيل بين الديمقراطيين؟.
في الأمد البعيد، يتوقع ان يضائل انخفاض عدد اليهود الذين يلتزمون بالدين لكنهم ليسوا ارثوذكس القوة السكانية ليهود امريكيين كانوا ليبراليين بصورة تقليدية ويحد من احتمالات جماعات مثل منظمة "جي ستريت" اليسارية. كان يمكن ان نتوقع ان يصبح يهود امريكيون ليبراليون جسرا بين المجموعات السكانية في امريكا المتغيرة بيد ان هذا الجسر يتوقع ان يكون أكثر ضعفا مما كان من قبل.
استنتاجات وتوصيات
إن معطيات جملة استطلاعات الرأي عن العلاقة الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، والتي تشير الى نحو من تأييد قياسي يبلغ 63 في المائة قد تُحدث عند اسرائيل شعورا كاذبا بالأمن. وحينما نفحص عما يوجد وراء الارقام، تصور الاتجاهات السكانية والاجتماعية صورة أقسى: فقد أخذت الولايات المتحدة تبتعد عن الدين؛ وتأييد الجيل الشاب من مصوتيها لإسرائيل أقل كثيرا من تأييد الجيل الكبير السن؛ والمجتمع اليهودي أكثر تدينا بطبيعته برغم الاتجاه العكسي عند سائر السكان الامريكيين.
من المهم ان نذكر ان الاتجاهات الثلاثة المركزية التي تعمل ضد اسرائيل (الفرق الحزبي والفرق بين الأجيال والتدين) لا تتطرق بالضرورة الى الجماعة نفسها، ولكل اتجاه في واقع الامر تأثيره الخاص (بنسبة 13 – 17 في المائة تقريبا) المستقل تماما تقريبا عن الاتجاهات الاخرى، أي ان التأثير العام لهذه الاتجاهات في موقف الجمهور من اسرائيل تراكمي.
فعلى سبيل المثال هناك احتمال عال يبلغ 79 في المائة لأن يؤيد جمهوري بروتستانتي أبيض كبير السن نسبيا (إبن "الجيل الصامت") مواقف الولايات المتحدة من اسرائيل. وفي المقابل فان احتمال ان يؤيد ديمقراطي ابيض "بلا دين"، إبن لـ "جيل الميلينيوم" موقف الولايات المتحدة من اسرائيل هو 33 في المائة فقط، أي ان الفرق 46 في المائة.
لن تستطيع اسرائيل ومؤيدوها اعادة الجيل الشاب الى مقاعد الكنائس أو الاملاء على اليهود الامريكيين غير الارثوذوكس ان يزيدوا في ولادتهم، وبعبارة اخرى لا يستطيعون اعادة الولايات المتحدة الى ما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي بعصا سحرية. يجب على اسرائيل ان تواجه العامل السكاني الامريكي كما هو. فكيف اذا يمكن الثبات للتحدي من قبل العامل السكاني الامريكي؟.
يجب على اسرائيل ومؤيديها ان يحافظوا في الأساس على التأييد الشعبي بين الديمقراطيين. فما زالت التغييرات في الرأي العام عند أشياع الحزب الديمقراطي لم تترجم الى انخفاض لتأييد مجلس النواب الذي بقي صلبا كما كان دائما. وإن واحدا من الاسئلة المركزية التي ليس عنها جواب حتى الآن في علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة هو متى وبأي قدر سيؤثر التأييد المنخفض لاسرائيل بين المصوتين الديمقراطيين في خطابة وتصويت المشرعين الديمقراطيين. وسيتحدد جواب هذا السؤال بقدر كبير على حسب نجاح اسرائيل ومؤيديها في ان ينظموا من جديد ويحركوا قدما ائتلافا مشايعا لاسرائيل في داخل مراكز التأييد الديمقراطية.
إن جزءا من هذا الجهد يعني بالطبع تقوية علاقة اسرائيل ومؤيديها بتلك القطاعات من السكان الامريكيين التي تزداد قوة. ويبدو ان استمرار حصر العناية في أحرام الجامعات عمل صحيح لكونه أداة رئيسة لتقريب الفروق بين الأجيال. وقد بدأت الجهود لانشاء صلة بالسكان الامريكيين اللاتينيين ولا سيما من قبل منظمات يهودية في الولايات المتحدة. ويجب على حكومة اسرائيل ان تعتمد على هذه الجهود وان تشارك مشاركة كاملة في انشاء الصلات لا بواسطة دبلوماسييها فقط الموجودين في الولايات المتحدة بل بواسطة ساسة ومتخذي قرارات في اسرائيل نفسها ايضا. ووزارة الخارجية الاسرائيلية عالمة بذلك وقد زادت جهودها زيادة كبيرة بواسطة 13 شخصا محليا يتحدثون الاسبانية تحملوا مهمة انشاء علاقات بين اسرائيل والجماعات اللاتينية. وفي آخر زيارة لنائب وزير الخارجية السابق داني أيلون الذي يتحدث الاسبانية لجنوب فلوريدا، التقى مع قادة الجماعة اللاتينية بل انه أجرى مقابلة صحفية مع قنوات اعلامية تتحدث الاسبانية.
قد يوجد تحدٍ أكبر وهو انشاء شعور بالمشاركة بين من لا دين لهم. فزيادة الانقطاع عن الانتماء الديني قد تكون جزءا من زيادة الانقطاع عن مؤسسات اجتماعية على نحو عام – وهذا اتجاه نشر في كتاب للباحث روبرت بوتمان. وعلى حسب ذلك لن يكون من الممكن فقط انشاء علاقة بمن لا دين لهم عن طريق الكنائس بل سيكونون أقل قربا من جميع المؤسسات الاجتماعية الاخرى ايضا.
وفي ضوء ذلك يجب على جهات موالية لاسرائيل ان تخصص موارد اضافية كي تُحسن فهمها لمصادر معلومات هذا المجتمع أو في الأساس ما هي المصادر التي يستمد اعضاؤه علمهم السياسي منها. قد يتبين مثلا ان أفضل طريق لانشاء صلات بهذا القطاع من السكان تقتضي بذل بعض الجهود التي تبذلها جماعات موالية لاسرائيل في وسائل اعلام الجماهير لأنه بذلك سيمكن الوصول الى الجمهور المستهدف وإن يكن أصغر على نحو أدق وأكثر تأثيرا. واذا كانت هذه هي الطريقة حقا فانه يحسن بدل تشجيع مدافعين رواد من مؤيدي اسرائيل على نشر مقالاتهم في الصحف القطرية، ان يتم تشجيعهم على الكتابة والظهور بقدر أكبر في وسائل اعلامية اخرى من الاتصالات الاجتماعية أو في الانترنت أو قنوات تلفزيونية تصل الى من لا دين لهم اولئك بصورة أكثر سعة. وعلى كل حال يجب ان تكون المرحلة الاولى من هذه الاستراتيجية بحثا داخليا يفحص من أين تستمد هذه الجماعة السكانية المفرقة معلوماتها وكيف تصوغ آراءها. وقد تم تطوير جهود الاتصال بالسكان اللاتينيين على نحو جيد نسبيا لكن استراتيجيات انشاء صلة بمن لا دين لهم قد تكون أهم برغم أنها تحدٍ أكبر بلا شك.
وفي الختام يجب على جهات موالية لإسرائيل ان تُسلم للاتجاهات السكانية المتغيرة لليهود الامريكيين. إن تقلص المجموعة النووية (نسبة للنواة) لليهود المتصلين بالدين من غير الارثوذكس يهدد بإضعاف العمود الفقري للمجتمع الموالي لإسرائيل.
فكيف ينبغي التعويض عن اختفاء مجموعة القيادة هذه – هل يكون ذلك عن طريق الاعداد المتزايدة من الارثوذكس الحديثين والحريديين اللتوانيين، وعن طريق مؤيدين امريكيين متحمسين ليسوا يهودا أو عن طريق مشاركة أكبر لاسرائيليين علمانيين (في كل مكان يسكنون فيه) – سيكون هذا هو السؤال المركزي في العقود القريبة. وفي هذا السياق، يجب على حكومة اسرائيل ان تحاول ان تشمل عددا أكبر من الممثلين الحريديين اللتوانيين والحسيديين في الحلقات واللقاءات الكثيرة التي تجريها مع القيادة الامريكية اليهودية.
وفي مقابل ذلك، ولأن الليبراليين ومن لا دين لهم لا يتوقع ان يقتنعوا بمزاعم تصدر عن هذه المجموعات، فان الفوز بتأييدهم يقتضي عملا مع منظمات تميل الى اليسار وبواسطتها. وتشكل هذه النقطة تحديا للمؤسسة الامريكية المناصرة لإسرائيل التي تُجل التكافل. وقد بدأت الايباك مثلا العمل في خمسينيات القرن العشرين في وقت التركيزية في المجتمع والسياسة الامريكيين عبر عنه من جملة ما عبر شبكات التلفاز الثلاث، وثلاث شركات لإنتاج السيارات، وثلاثة تيارات يهودية مركزية، ومجموعتا عرق مميزتان، وحزبان سياسيان قويان تعاونا معا. وفي مقابل ذلك أصبحت الولايات المتحدة اليوم أكثر انقساما – وهذه ظاهرة هي السبب والنتيجة ايضا للتوجهات التي وصفت في هذه المقالة.
كيف اذا تستطيع منظمة مؤيدي اسرائيل التي أصلها العصر الصناعي ان تصمد لتحدي الولايات المتحدة ما بعد الصناعية؟ يزعم يهود امريكيون كثيرون منذ سنين كثيرة ان منظمة واحدة لم تعد تستطيع الحديث باسم جميع مؤيدي اسرائيل لكن النقطة التي نثيرها تختلف: ففي عصر استقطاب متزايد وانقسام اجتماعي يُشك في وجود منظمة واحدة تستطيع ان تؤثر تأثيرا فعالا في آراء جملة قطاعات السكان في الجمهور الامريكي. وكان يمكن ان نرى في العقد الاخير في الحقيقة تنامي مجموعات مناصرة لإسرائيل في الجانب اليساري من الخريطة (مثل جي ستريت) وفي الجانب اليميني منها (مثل لجنة القطيعة من اجل اسرائيل)، وان نرى ايضا مشروعات مبادرات عمل أو إسهام انسان واحد مثل شلدون ادلسون. قد ينبغي ان نرى هذه الظاهرة على أنها تطور مبارك.
إن التركيزية بالطبع تُمكّن القوى المناصرة لإسرائيل من استغلال "مزايا الكِبر" واستغلال القوة التي تنبع من أعداد كبيرة. وهناك حل واحد لهذه المسارات المتعاكسة وهو الفصل بين جماعة ضغط موجهة نحو واشنطن كالايباك قد تكون الأفضلية معها للتركيزية بتحليل الفائدة والكلفة، وبين مجموعات تأييد موجهة الى الجمهور يتبين أن صفات كالتوزع والسرعة مجديتان عليها. ومن امكانات علاج مجموعات الدعم هذه انشاء نموذج تحالف تتحدث فيه أجسام مختلفة باسم عناصر مختلفة للنشاط المناصر لإسرائيل وتتوجه الى مجتمع مختلف من الجمهور الامريكي. وقد نشأ نوع من نموذج التحالف هذا في أطر جامعية عن طريق "تحالف اسرائيل في الحرم الجامعي". ويتمتع جسم مركزي أكبر بصلاحية تنسيق أو بسيطرة ما على تمويل المجموعات التي تؤلفه. ويمكن ان تنشأ من هذه المجموعات مجموعة تعمل على التأليف بين ليبراليين مؤيدين لإسرائيل يكونون أقل عناية بالتعبير عن الذات الذي تقترحه أذرع "جي ستريت" (مثل معارضة بعض السياسة الاسرائيلية) وتكون أكثر اهتماما بتحدي بناء علاقة ايجابية بإسرائيل بين نظرائهم الامريكيين الليبراليين. ويستطيع الجسم المنسق ان يحافظ على السمعة والقوة بفضل هبته صلاحيات للمجموعات الاعضاء في التحالف والذي يُمكّن من تركيز أشد فاعلية لنقل الرسائل. واذا تجاوزنا قضية البنية التنظيمية فان المعركة من اجل تأييد الحزب الديمقراطي لإسرائيل في المستقبل يجب ان تُدار ويشرف عليها مؤيدون من بين مؤيدي الحزب نفسه.
مع افتراض ان الرأي العام الامريكي نحو اسرائيل يتوقع ان يصبح في العقود القريبة أكثر انقساما مما كان في الماضي، يجب على متخذي القرارات في اسرائيل ان يزنوا التأثيرات الاستراتيجية النابعة من ذلك. ويمكن فعل الكثير من اجل زيادة تأييد اسرائيل الى الحد الاقصى بين الامريكيين ومن جملة وسائل ذلك ادخال تغييرات في سياسة اسرائيل نحو جاراتها. لكن زعماء اسرائيل يجب عليهم الفحص عما تستطيع ان تفعله دولة اسرائيل ايضا كي تعزز علاقاتها بالولايات المتحدة و/ أو تحافظ على مكانتها الجغرافية السياسية العامة، سوى احراز تأييد كامل لها من الجمهور الامريكي. إن التحدي هو ايصال الدعم العام الامريكي الى اقصى قدر، وهذا مجال يمكن ان يُفعل فيه الكثير بعد، والتعرف على استراتيجيات جغرافية وسياسية اخرى بعد ذلك تعوض عن انخفاض تدريجي محتمل لدعم الجمهور في الولايات المتحدة لإسرائيل.
0 comments: