Tuesday, September 3, 2013

الـردع الأمـيـركـي فـي سـوريـة: درس لإســرائـيــل

الـردع الأمـيـركـي فـي سـوريـة: درس لإســرائـيــل


بقلم: حاييم آسا
في الفيلم الذي يعد نصباً تذكارياً "الطيب الشرير والبشع" يطلق البشع النار من حمام مليء بالمياه ضد مقتحم حاول تصفيته، ويقول بينما الرصاص يتطاير من مسدسه: "عندما ينبغي لك أن تطلق النار، اطلقها ولا تهذر!"، هكذا أيضاً بالنسبة للأميركيين. لو أنهم ردوا فوراً، حتى وان كان بضربات قليلة، لكان هذا ردعا.
احد ما علمني "لا تدخل في مغامرة ليس لديك فكرة كيف تخرج منها". يعرف اوباما هذا الدرس. درس جرى تعلمه بالعراقية وبالأفغانية. كل شيء بدا جيداً في البداية، ولكن التتمة كانت دوما قاتمة وأليمة وعديمة الغاية. لا يمكن لأوباما أن يضمن ألا يشعل عود الثقاب هذا الشرق الأوسط، وهو لا يمكنه أن يضمن الردع، كما لا يمكنه أن يضمن أن يعد الهجوم عقاباً. ولهذا فلديه إمكانيتان: إما أن ينسى الموضوع أو أن يدفع نظام الأسد إلى الانهيار. لا توجد منطقة وسطى. لكل من هاذين الخيارين منطقهما.
الامتناع عن هجوم "صغير" يمكنه أن يوفر ورطة كبرى. مرة أخرى، لو رد فوراً "بضربة صغيرة وبصمت"، لما رمش السوريون. ولكن بعد كل هذا الضجيج، فإن الهجوم على ثلاثة مبان هو أمر يمكن حتى لمالطا أن تفعله. من جهة أخرى، يوجد أيضا منطق في أن يقرر اوباما دفع نظام الأسد الى الانهيار. لماذا؟ لأنه يبدو أن الأسد يقف وظهره الى الحائط. والدليل على ذلك هو استخدام السلاح الكيميائي. الأسد ليس غبياً. فهو يعرف أن هذا محظور. يعرف ان عملا كهذا يمكن ان يثير عليه كل الغرب. يعرف ان في هذا مخاطرة هائلة. ولكنه فعل ذلك. بمعنى أنه ما كان لديه خيار. هذا هو سبيله الوحيد للبقاء، وإذا كان هكذا فثمة منطق في ان يقطع الأسد "المرحلة الأخيرة" التي من شأنها أن تجر خسائر زائدة، بل وربما تشعل كل المنطقة في أفعال جنون لا تطاق. يبدو أن هذا هو الخيار الأكثر معقولية. وعليه، فمن المجدي لأوباما أيضا أن ينتظر، ان يبني القوة كما ينبغي. لو كنت مكان الأسد لدخلت في فزع بالذات بسبب التردد الظاهر للرئيس الأميركي.
من هذه القضية يمكن أن نفهم شيئا واضحا واحدا: سواء أكان ثمة هجوم أم لا، تسرب لسلاح غير تقليدي الى منظمات إرهابية أم استخدام غير مسؤول لمثل هذا السلاح من دولة تتصرف كدولة إرهاب، فإن هذه في نظر الأميركيين هي نهاية الطريق. فهم سيفعلون كل شيء كي يمنعوا مثل هذا الوضع.
بذات القدر الذي يفهم فيه الأميركيون بأن الوضع الإقليمي غير المستقر من شأنه أن يشكل ثغرة تدعو الحرامي. ولهذا فإن عليهم ان يثبتوا المنطقة على حالة استقرار بكل ثمن تقريبا. بمعنى، نحن أيضا، الإسرائيليين، في هذه المعادلة الكبرى، وان لم نكن نقف الآن في الدور لتلقي العناية الأميركية.
انكشاف مفهوم الردع الأميركي ليس فقط في السياق الإيراني. نحن الإسرائيليين أيضا من المهم أن نفكر بالأمر وان نستخلص من هنا ان الأميركيين يقصدون بجدية حين يضغطون من أجل تسوية سياسية من نوع ما بيننا وبين الفلسطينيين. هذا يرتب بذات التسريب والثغرة في الجدار الذي يخيفهم جدا، حقا من ناحيتهم ومن ناحيتنا أيضا.
حرره:
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: