الفايسبوك وفوبيا حزب الله !
هي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها صفحة إخبارية على الفايسبوك للتحذير
المتكرر ثم الإغلاق، ولن تكون الأخيرة، لكن السبب هذه المرة ليس نشر صور
عنفية، أو مخلة بالآداب، أو تخدش الحياء العام، وبالتأكيد ليست صوراً
لعمليات القتل والإرهاب في العراق أو سوريا أو كينيا أي مكان آخر.
ليس هذا كله ما يزعج السيد «فايسبوك» وإدارته، بل هو علم «حزب الله» فحتى
لو كان الخبر، عبارة عن مقال لـ محمد حسنين هيكل عن حزب الله، ومرفقاً
بصورة لعناصر من الحزب في عرض عسكري، فهذا يستفز الـ «Community Standards»
الخاصة بالفايسبوك.
ما هي هذه المعايير والأسس التي وضعتها ادارة الفايسبوك، ولمن أوكلت مهمة
«صيانتها»، بالتأكيد لا أحد يعلم، فبمجرد أن ترد على تحذيراتهم، موضحاً أن
الموضوع لا علاقة له بأي خرق لشروط هذه الكومنيتي العظيمة، ستجد جواباً
«ألياً» مبهماً غير قابل للنقاش ولعله سيكون آخر جواب تسمعه قبل أن يتم حذف
صفحتك كما حصل مع الكثير من الصفحات الصديقة، نعم الصديقة، خاصة تلك التي
تعتبر في صف المقاومة، سياسياً وإعلامياً.
أما صفحات التكفيريين وناشري الفتن بين المسلمين، خاصة تلك التي تتفنن في
الشتم واللعن، فتحظى بدعم وحماية الفايسبوك، وصفحات «قلة الأدب» والتطاول
على كل ما يعتبر من أساسيات المعتقدات والأخلاق التي تجمع عليها كل الأديان
والمجتمعات واللادينيين، فتجدها منتشرة في كل حدب وصوب، حتى حسابات «بيع
الجنس» بات يروج لها ويسوق عبر خدمات التسويق والإعلان على «فايسبوك».
لقد أصبحت معايير الخصوصية لدى فايسبوك مخترقة ومباحة لشركات التسويق
والإعلان، ومعلومات المستخدمين تباع «Data Package» لصالح هذه الشركات،
ناهيك عن الإختراقات المتواصلة للحسابات بكميات وأعداد هائلة، ولا نجد
الفايسبوك يتحرك إلا حين ينشر احد المستخدمين صورة لعلم «حزب الله».
أي موقع للتواصل الإجتماعي هذا الذي يفرض ديكتاتورية لا تجدها في أي دولة
«عسكرية» ويمنع عرض الآراء ونشر الأخبار التي تتعارض مع سياساته فقط، ولا
تشكل أي خطورة «نفسية» أو «جسدية» لأي من مستخدميه، أي موقع هذا الذي يخاف
من صورة علم، أو قيادي .. أو مقاوم، بالتأكيد هذا ليس موقعاً للتواصل .. بل
موقع للقطع والقص والحذف .. هذا ما حولت ادارة الفايسبوك منتوجها الأهم
والأكثر رواجاً في العالم اليه… ولعلها لم تعتبر بعد مما حصل مع غيرها من
الشركات.. التي كانت تعتبر كبرى، وبضربة بورصة واحدة فقدت كل شيء.. وسقطت
إمبراطورية «الياهو» وبعدها «الماسنجر»، فهل يعتقد إمبراطور الفايسبوك أنه
بمنأى عن كل هذا؟ ألا يرى أن سياسته «الدكتاتورية» هذه ستسمح لشركات أخرى
بالاستفادة منها، واستقطاب المستخدمين بمجرد اتاحة مساحات أفضل لحرية الرأي
والنشر والتواصل؟.
0 comments: