شؤون دولية التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية
المقدمة
الدور الطاغي لوكالة الأمن القومي في التجسس ومراقبة نشاطات الاميركيين وزعماء دول اجنبية كان له السبق في الاهتمام والجدل الدائر في واشنطن، والذي فرض تراجعا في اولوية الازمة المالية وما ادت اليه من شلل وتعطيل في اداء الاجهزة الحكومية المختلفة – واختفت الكلفة المادية الهائلة التي تسبب بها الاغلاق، 24 مليار دولار، من الننقاش الجاد والمسؤول. اخضاع "حلفاء" اساسيين لاميركا لجهود التجسس والقرصنة، فرنسا والمانيا و35 زعيما دوليا آخرين، ادى الى ضعضعة ثقتهم وتعريض علاقاتهم المشتركة بالولايات المتحدة للخطر.
سيستعرض قسم التحليل المرفق برنامج التجسس المشار اليه، وتطوره ليواكب التطورات التقنية الهائلة، مما اتاح لوكالة الأمن القومي القدرة الفائقة على جمع كمية غير مسبوقة من المعلومات المختلفة وتصنيفها واخضاعها للتنقية والتحليل، بغية التوصل الى رسم نماذج سلوكية معينة تحولها الى ملاحقة افراد ومؤسسات وقوى حددتها الوكالة.
كما سيتناول التقرير عرضا لبرامج الحماية من القرصنة والتشفير المتوفرة مجانا في بعض الاحيان، ونلقي نظرة فاحصة لخبير عربي في مجال اجراءات الأمن والحماية للمعلومات الشخصية.
ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث
حرد السعودية
حث معهد واشنطن الادارة الاميركية على احتواء الازمة مع السعودية، سيما وان السفير الاميركي لدى الرياض، جيمس سميث، غادر عائدا الى واشنطن "في ظل هذا المنعطف الخطير" في علاقات البلدين، ولم يتم ترشيح سفير آخر لهذا المنصب. واوضح ان طبيعة "الاحداث الاخيرة تعد نزقا ومسلكا مشاكسا في نظر العامة، وينبغي على واشنطن ارسال وفد رفيع المستوى على عجل" للتشاور المسؤول مع الرياض بغية "تلطيف الاجواء او تبديد تهديداتها الاخيرة .. بدءا في هيئة الأمم المتحدة .. اذ ان هناك متسع من الوقت لاعادة السعودية النظر في موقفها من عضوية مجلس الأمن."
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية اتخذ دور الوسيط بين السعودية واميركا، ناصحا الاخيرة بالنظر الى ان "التهديد السعودي .. هو رسالة تذكير للمفاوض الاميركي بأن هناك دول اخرى لديها قلق من الامكانيات والنوايا الايرانية." وحثت الادارة الاميركية على ضرورة "معاملة شركائنا الأمنيين في منطقة الخليج وباقي الشرق الاوسط كشركاء حقيقيين .." وطمأنتهم بان مصالحهم سيتم الاخذ بها بعين الاعتبار "وعدم حصر مفاوضاتنا بالمسالة النووية دون عداها." بل ينبغي بذل جهود اكبر "للاصغاء لهم، وطلب استشارتهم ووضعهم في صورة الموقف .."
اعتبر معهد كارنيغي جذر الازمة الاخيرة انه عنوان يدل على "التباين بي مواقف دول الخليج في ادارة اوضاعها الداخلية نتيجة الفتنة والمحنة التي تمر بها المنطقة .. سيما وان حكام الخليج عادة يميلون للخلط بين التهديدات الايديولوجية الخارجية والمعارضة السياسية في الداخل .. التي ينظر اليها كعامل يزعزع استقرار المشيخات الخليجية."
سورية
ذكر معهد كارنيغي "بالمصالح الحيوية المشتركة لكل من روسيا والولايات المتحدة وايران في انجاح التسوية حول الاسلحة الكيميائية بسرعة ودقة" متناهيتين، محذرا من فشل المساعي التي ستنعكس عليهم جميعا "واتهامهم باستغلال التحرك على جبهة الاسلحة الكيميائية وسيلة للتغاضي عن استمرارية الحرب التقليدية .. وينبغي المضي بعزم لعقد مؤتمر جنيف2 بحضور كافة الاطراف ذات العلاقة."
ايران
حذرت مؤسسة هاريتاج صناع القرار من الوثوق بلهجة الخطاب الايراني الملطفة "اذ ان ايران لا زالت ترفض اي عروض لوقف جهودها في التخصيب واعادة التدوير .. وهي عرضت تنازلات تكتيكية تتضمن قيود محدودة على جهود التخصيب طمعا في رفع العقوبات الدولية .." وحثت الولايات المتحدة على "الزام ايران باتخاذ اجراءات ملموسة لا رجعة عنها في الامتثال لالتزامات حظر الانتشار .." وضرورة تضمين الاتفاقية المقبلة "نصوصا تبقي على موانع بعيدة الاجل للحد من انتشار التقنية النووية الايرانية" الى بلدان اخرى.
باكستان وطائرات الدرونز
خفض معهد كارنيغي من سقف توقعات نتائج زيارة رئيس الوزراء الباكساني، نواز شريف، سيما وان "كلا من الولايات المتحدة وباكستان تواجهان بشكل جلي قيود استراتيجية وسياسية للنتائج المتوقعة من الزيارة التي تؤشر على حاجة الطرفين لبعضهما البعض." وحذر من فرط توقعات الجانبين لطبيعة التنازلات التي يمكن تقديمها، اذ ان القراءة الخاطئة "قد تؤدي الى دورة توترات جديدة بينهما والتي من شأنها تقويض ليس الاهداف الاميركية قصيرة المدى في افغانستان، بل ايضا ستترك تداعياتها على المصالح الاستراتيجية (الاميركية) الاشمل في منطقة جنوب آسيا."
حث مركز ويلسون الحكومة الاميركية على استغلال الزيارة الرسمية "لتنمية المباديء الديموقراطية .. اذ باستطاعة الولايات المتحدة (ممارسة ضغط) لتقليص النفوذ الطاغي للقوات العسكرية الباكستانية" في الحياة السياسية، ويتعين عليها "تجديد التزامها ببرنامج المساعدات للقطاعات المدنية في باكستان، والذي ينتهي تمويله في عام 2014." واوضح المركز ان القانون الاميركي يطلب تزكية الحكومة الاميركية لامتثال القوات المسلحة الباكستانية للشروط المنصوص عليها في مكافحة الارهاب توطئة لتلقي الدعم، والتي "لجأت ادارة الرئيس اوباما باصدار اعفاء مؤقت" لباكستان خلال العام المنصرم نظرا "لاعتبارات واحتياجات الأمن القومي" الاميركي.
الانتخابات الافغانية
اعرب معهد كارنيغي عن شكوكه في اتمام جولة الانتخابات المقبلة في افغانستان، محذرا من ان تؤدي النتائج "الى جولة جديدة من التشكيك بشرعيتها .. سيما وان الحكومة الراهنة تفتقد الى مركز الثقل لدعمها .. وضبابية صلاحيات المؤسسات الرسمية وغياب آلية جلية للتحكيم .."
مركز الدراسات الأميركية العربية
0 comments: