تفاصيل المعركة القادمة على درعا.. "آخر المعاقل السعودية"
خاص "ليبانون ديبايت":
واضحة كانت الرسالة الايرانية للسعودية بعد التفجير الذي استهدف سفارتها في لبنان، اطلقت مجموعة شيعية عراقية صواريخ على الحدود السعودية، وانتهى. فهم المعنيون الامر، ايران لن تمرر ما حصل مرور الكرام. ومن هنا بدأت التكهنات، كيف سترد ايران؟ هل بتفجير السفارة السعودية في لبنان؟ ام الردّ سيكون داخل الاراضي السعودية؟ ام في العراق؟ ام في سوريا؟
حصل موقع "ليبانون ديبايت"، على معلومات من مصدر عسكري سوري عن المعركة المقبلة التي سيخوضها الجيش السوري رابطاً بينها وبين الردّ الايراني على السعودية.
يقول المصدر ان النفوذ الاساسي للسعودية في الداخل السوري كان على الحدود اللبنانية اي في القصير والقلمون، وتلقت هذه المنطقتين ضربات قاسمة من قبل الجيش السوري وحزب الله، فاستعاضت عنها المملكة السعودية بمحافظة درعا على الحدود الاردنية، حيث التدريب والتسليح السعودي الخالص.
استطاعت السعودية توجيه ضربة عبر المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية عبر هجوم انطلق من درعا، وهذه كانت الضربة الثانية بعد تفجير السفارة الايرانية التي يتلقاها المحور الايراني السوري، من هنا اخذ القرار الايراني ان الردّ على السعودية لن يكون الا بإعلان محافظة درعا محافظة آمنة.
يحلل المصدر ان الهيجان السعودي يعود حصرا الى خسارته في سوريا، لذلك يجب ضربه حيث يؤلمه "اي في آخر معاقله في درعا".
درعا من اصغر المحافظات السورية وهي مؤلفة من ثلاث نواحي (اقضية) يسيطر الجيش السوري على غالبية قضائين، القضاء الشمالي والقضاء الاوسط، فيما تسيطر المعارضة على قضاء درعا في الجنوب والذي تقع فيه مدينة درعا، وهو القضاء الملاصق للحدود الاردينة.
يروي المصدر في حديثه لموقع "ليبانون ديبايت"، تفاصيل المعركة القادمة، والتي ستبدأ فور انتهاء الجيش السوري من المنطقة الوسطى اي من حمص ودمشق، وهو امر لم يعد بعيداً. يقول المصدر ان من يتابع مسار المعارك اليوم يعرف ان معركة درعا قادمة، وانها ستنطلق من ثلاث جبهات، الجبهة الاولى من الشمال اي من دمشق، والجبهة الثانية من الشرق اي من السويداء، والجبهة الثالثة من الغرب اي من محافظة القنيطرة وهي المحافظة الاصغر التي يسعى الجيش السوري للسيطرة عليها بسرعة ليجعل من درعا محافظة محاصرة.
ستبدأ المعركة وفق المصدر بسيطرة الجيش السوري على بادية الشام اي الحدود بين دمشق والاردن وذلك لمنع وصول اي امدادات من تلك المنطقة الى المسلحين، بعدها تبدأ المعركة للسيطرة على قضاء درعا في المحافظة لاقفال الحدود الاردنية نهائيا وذلك عبر محوري سويداء (المحافظة التي تحدّ درعا من الشرق) والقنيطرة (المحافظة التي تحدّ درعا من الغرب) اما القوات السورية التي ستهاجم درعا من الجنوب ستنتظر حسم معركة الحدود الاردنية لتدخل من الشمال لحسم المعركة نهائياً.
ويخلص المصدر انه بعد انتهاء معركة درعا يكون النفوذ السعودي قد انحسر بشكل شبه نهائي وتاليا لا يعود لها اي دور في اي تسوية مقبلة.
لكن هل الجيش السوري سيخوض معركة كمعركة درعا، لكي ترد ايران على السعودية فقط؟ سألنا المصدر، فاجاب، "لقد تقاطعت المصالح الايرانية السياسية مع المصالح السورية العسكرية على معركة درعا، فالجيش السوري يعتبر درعا من اكثر المحافظات التي تشكل خطر على دمشق، وقد ترسّخت هذه النظرية بعد هجوم الغوطة الذي كاد يعيد التهديد الى العاصمة، لذلك حسم درعا امر في غاية الاهمية من الناحية العسكرية، لتصبح بعد ذلك محافظات الوسط والجنوب والساحل آمنة".
ويشير المصدر الى ان ايحاء الجيش السوري بان المعركة القادمة هي في حلب هو مجرّد تمويه، "فهو يقصف حلب بعنف غير مسبوق، كذلك يسيطر على العديد من القرى في الريف الجنوبي، لكن الامر ليس جدياً، هو يستعمل حلب مرّة اخرى للتمويه ولفت الانتباه عن وجهته الحقيقية كما فعل قبل معركة تطويق الغوطة الشرقية قبل نحو سنة".
0 comments: