على إسرائيل مهاجمة لبنان لوقف تهريب السلاح لـ"حزب الله"
نُشرت في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في القترة الأخيرة أنباء تحدثت عن تهريب صواريخ من طراز "ياخونت" من سوريا إلى "حزب الله" في لبنان. وهي صواريخ بر- بحر من إنتاج روسيا تعتبر من الأكثر تطوراً في العالم. وكان سلاح البحر السوري اشترى هذه الصواريخ من روسيا قبل أعوام عدة. ووفقاً لمصادر أجنبية، فإن إسرائيل هاجمت قبل أشهر عدة مخزناً لهذه الصواريخ في شمال اللاذقية ودمرته.
إن معظم السلاح المهرب يأتي من دول تدعم "الإرهاب" وخاصة من إيران وسوريا. ولا شك في أن إيران لديها مصلحة في إحاطة إسرائيل بطوق من "الإرهاب" الصاروخي بغية استنزافها وانهيارها، وهي لهذا الغرض تقوم بتهريب أسلحة إلى كل المنظمات "الإرهابية" في المنطقة. ويكفي أن نذكر مثلاً عملية تهريب السلاح على متن السفينة "كارين إيه" الذي كان مصدره إيران إلى حركة "فتح"، وسفينتي "فرانكوب" و"فيكتوريا" اللتين نقلتا ذخيرة من إيران إلى حزب الله و"حماس". وتدعم سوريا "حزب الله" منذ سنوات، وهي تشكل حلقة ربط مهمة في محور الشرّ الذي يضم كلاً من طهران ودمشق و"حزب الله". وبفضل قرب سوريا من لبنان، فإنها تنقل إلى الحزب سلاحاً سمح له بتحديث ترسانة أسلحته بعد حرب لبنان الثانية.
إن إسرائيل تتابع عمليات التهريب من ناحية استخباراتية، غير أن مواجهتها تتطلب سياسة حازمة وقراراً بالعمل أحياناً في ظل قدر كبير من المجازفة. ويمكن القول إنه بعد حرب لبنان الثانية، قررت إسرائيل عدم المجازفة كثيراً، وكذلك الامتناع عن الرد على أي عملية تهريب حتى عندما تتلقى معلومات استخباراتية عن عمليات تهريب من سوريا إلى "حزب الله".
وما نشر في وسائل إعلام أجنبية في الآونة الأخيرة في شأن هجمات إسرائيلية محتملة في لبنان، ترتسم صورة سياسة حذرة تهدف إلى منع تهريب سلاح نوعي فقط مثل صواريخ متطورة مضادة للطائرات وصواريخ بر - بحر متطورة. ويبدو أن قواعد اللعبة هذه أتاحت لـ"حزب الله" مواصلة تهريب الصواريخ إلى لبنان وبموازاة ذلك الحصول من السوريين على سلاح نوعي مع إبقائه في مخازن داخل الأراضي السورية للحؤول دون التعرض لهجوم إسرائيلي.
غير أن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا كرّست واقعاً جديداً، ففي السنة الأخيرة تعرضت مخازن سلاح نوعي داخل الأراضي السورية مرات عدة لهجمات عزتها مصادر أجنبية إلى إسرائيل. إذا كانت هذه التقارير صحيحة، فإن هذه الهجمات تشهد على تغيير في السياسة الإسرائيلية بدأ الجيش الإسرائيلي في إطارها مهاجمة مخازن أسلحة نوعية حتى داخل الأراضي السورية. ولا شك في أن التقارير الأخيرة عن تهريب صواريخ "ياخونت" إلى لبنان مرحلة أخرى في المعركة ضد تهريب السلاح من سوريا إلى "حزب الله" وهي تستلزم من إسرائيل إعادة النظر في سياستها.
ما يتعيّن على إسرائيل أن تفعله هو: أولاً، الكشف المرة تلو الأخرى عن دور إيران وسوريا في دعم "الإرهاب"، وعرض المشكلة على العالم، والضغط لإدراج بنود ملزمة في أي تسوية معهما تتعلق بكبح عمليات تهريب السلاح. ثانياً، على المستوى التكتيكي يتعيّن على إسرائيل أن تهاجم ولا سيما داخل الأراضي اللبنانية، أي عملية تهريب للسلاح من سوريا إلى "حزب الله" وأخذ قدر أكبر من المجازفة حتى عندما لا تكون المعلومات الاستخباراتية كاملة. وستظهر الأيام المقبلة أن مثل هذه المجازفة مجدية للغاية بالنسبة إلى إسرائيل.
0 comments: