القرى الدرزية الحدودية في مهب المعركة فمن يصمد؟
وكالة نيوز-إعداد الكاتبة رنا الجوني
أكثر ما يخشاه الجنوبي اليوم ليس تفجير الحدود بل من ايقاظ الخلايا التكفيرية النائمة التي تسكن بين الاهالي، خلايا تتحرك بخطى حذرة، ورغم ان العين عليها الا ان القلق منها اكثر خاصة وأنها تتخفى بثوب مدني وتصور مراكز امنية وحزبية ما يدل أن المعركة ليست حدودية بل في الداخل وإن إقتربت معركة الحدود من ناحية القرى الدرزية السورية كيف وبأي طريقة وأسلوب، قد تبدو اللعبة قطبة مخفية وسط الفلتان السياسي اللبناني الذي لم يتحرك لحل أزمة الجنود المختطفين فكيف سيواجه خطر التكفريين في الداخل، ومع ذلك العين تتجه الى خلف الحدود وما يحاك هناك وكيف ستنعكس على لبنان؟
تتسارع وتيرة الاحداث في الداخل السوري يصل مداها الى لبنان، وما يحاك ضده، وهل ستفتح جبهة الحدود اللبنانية ام مجرد تهويل اعلامي؟، مصدر الماني سرَب معلومات تشير الى مخطط اسرائيلي لفتح جبهة الجنوب والمعابر اليه لضرب حزب الله وتخفيف من انتصاراته في القلمون، لا يبدو الامر اعتباطيا، وربما لا يكون واقعيا ولكن يستدعي التوقف عنده لتحليل ابعاده والتوصل الى نتيجة ما.
كل معطيات الميدان تشير الى قرب حصول معركة خلف الحدود اللبنانية وتحديدا القرى الدرزية المواجهة لبيت جان وبيت جندل ومزرعة بيت جان، مصادر عسكرية لفتت الى "ارتفاع حدة التحركات العسكرية فيها وان هناك مخططا ما يجري التحضير له". عن فرضيتين: الاولى معركة جبل الشيخ لإسقاط القرى الدرزية بسرعة والثانية تحريك عملاء الداخل وبالتالي ضرب السلم الاهلي بحجر واحد" فهل سينجح المخطط؟
مصدر في حزب الله اكد ان "المعركة دنت كثيرا وان هناك استعدادات كبيرة لتطويق الخلايا النائمة لانها الخطر الاكبر، يتخفون بثوب مدني ويسكنون بيننا وبالتالي فإنهم الخطر وليس الحدود لأن إسرائيل أضعف من أن تبادر الى فتح الحدود حاليا لأن إرتداداتها ستكون وخيمة عليها وعلى المنطقة برمتها، رغم كل التهويل بالامر".
في البعد الاستراتيجي للمنطقة فان سيطرة داعش والنصرة على القرى الدرزية السورية يعني فتح خطوط الامداد بين الاردن وعرنة وبيت جن وايضا بين مزرعة بيت جن حتى الشام ، وبالتالي فان سيطرة داعش علي البلدات الدرزية يعني ايضا سقوط القرى الحدودية اللبنانية عسكريا.
مصدر عسكري لفت الى أن "هناك نية عند قوات الطوارئ التي تحمي معابر الحدود اللبنانية السورية وبالتواطي مع اسرائيل بالسماح لعناصر داعش بالدخول عبر معبر بيت جن ناحية سوريا الي تلال جبل الشيخ اللبنانية لحسم معركة القرى الدرزية تمهيدا بعدها لمعركة شبعا، لان سقوط عرنة وباقي القرى يعني اضعاف حزب الله والجيش السوري الذي سينعكس ايضا على معركة شبعا وراشيا الوادي، التي ينطبق عليها المثل القائل "كم تلم بها الجبل مش عم نعرف كيف نزرعهم".
"حالة إحباط تصيب الدرزي اليوم نتيجة التضخيم الإعلامي لما يجري في راشيا وقراها" تشير أحدى فعاليات البلدة، "يتحدثون عن فتنة ما ترتبها اسرائيل ولكن لا شيئ فعلي على الارض فقط خلقوا حال من التوتر والبلبلة لا أكثر".
يتكل معظم الدروز اليوم على حزب الله، يقولونها بالملأ "لن يتركونونا نسقط" فبحسبهم "مشغرة لن تسمح بسقوط راشيا اضف الى اعتمادهم على الميدان السني الرافض كليا للفتنة ويتحضر لمواجهتها". ويعتمدون على الجيش اللبناني في حال نشوب أي معركة وعلى الجيش السوري من داخل الحدود سيما وأن كل المناطق الدرزية تحت سيطرة الجيش النظامي وتأتي تحركات الزعيم الديمقراطي وليد جنبلاط للجم حالة الخوف التي سادت في الفترة الماضية قرى الدروز الحدودية التي تبدو ان "الموس" التكفيري إقترب منها لخلق حالة فتنة وفوضى في قرى الجنوب تحديدا لإضعاف بيئة حزب الله.
قراءة ميدانية تشير الى عدة نقاط ضعف قد تقلب المعادلة، الخوف ليس من معركة في شبعا رغم وجود إحصاائيات تشير إلى اكثر من 10 الاف نازح في منطقة العرقوب وحاصبيا والجوار، وعدد كبير منهم ينتمون لتنظيمات إرهابية وهذا الأمر ليس خافيا على احد، فأهالي شبعا يرفضون فتنة داخلية أو تكرار سيناريو عرسال، عدا عن أن تركيبة المنطقة الجغرافية وتضاريسها تختلف كليا عن عرسال ورغم وجدت فيها معابر غير شرعية ولكنها تحت السيطرة، الخوف من المعبر الذي يربط شبعا ببيت جان خلف الحدود والتي تسيطر عليه قوات الطواري الدولية ومن خلفها إسرائيل، ففي حال قررت إسرائيل التدخل لإسقاط القرى الدرزية خلف الحدود فإنها توعز للطوارئ بإخال المسلحين الذين يسيطرون على 3\4 جبل عرنة وهذا الأمر خطير، إذا سيطر المسلحون على تلال جبل الشيخ سقطت كل القرى الدرزية دفعة واحدة.
تشير المصادر الى ان هناك تحركات كبيرة للمسلحين في قلعة جندل مركز خط المواجهة الأساسية، فالمسلحون يحشدون قواتهم في بيت جندل وبيت جان ومزرعة بيت جان" ويلفت المصدر "الى وجود رائحة لعبة اسرائيل بالتواطئ مع قوات الطوارئ على الجانب السوري لإداخل مسلحين الى تلال جبل الشيخ لإسقاط القرى الدرزية لفتح الطرقات من قطنة الى قلعة جندل فدمشق ومنها الى بيت جان الى درعا لإيصال الدعم من الأردن".
فإذا سقطت القرى الدرزية كعرنة، الريمة(تابعة لمنطقة قطنا في ريف دمشق) و غيرها فإن احتمال فتح جبهة شبعا يصبح واردا ولكن قبلها مستبعد، وبالتالي فإن عملية شد حبال تسري خلف الحدود والعين على الدور الدرزي الذي بحسب المصادر فإن القرى الدرزية في عرنة والريمي وقطنة تتأهب وتتدرب على السلاح إستعدادا للمواجهات الكبرى التي تدنو، ولكن المصدر يؤكد أن ما تشهده القرى الدرزية السورية لا يسري على القرى اللبنانية التي تترك الأمن للامن وأن جنبلاط تحرك لتهدئة تداعيات الإشكالات التي حصل في عين عطا، وبراي المصدر فإن جنبلاط تحرك "لتهدئة الثورة الدرزية، وليطمئن الدروز أن لا خطر في الأفق ولا داعي للامن الذاتي طالما شبعا وضعها مضمون والسني يرفض الفتنة،
بعض المصادر خففت من وطاة المعركة وقالت ان "الخوف ليس من الحدود بقدر ما يتعزز الخوف من الخلايا الراكدة تحت جمر الفتنة الذي يراد منها ان تكون فتيل المعركة التي يخطط لها العدو الطامح ليعيد تجربة الحرب الاهلية اللبنانية بسيناريو جديد، عبر تحركيها الخلايا داخل القرى الجنوبية التي يبدو تتحولت الى عميل بثوب " تكفيري" هدفه ضرب الامن اللبناني للضغط على بيئة حزب الله، فهل ستكون المعركة القادمة في الداخل وليس كما يسوّق لها على الحدود؟ وهل فعلا تريد إسرائيل فتح جبهة الجنوب أم تريد فقط إداخل التكفرين الى تلال جبل الشيخ لإسقاط القرى الدرزية كورقة ضغط على النظام السوري؟
أسئلة يبدو انها ستكون مفتاح مرحلة ما بعد العيد خاصة إذ نسبة كبيرة من النازحون في شبعا غادرت الى سورية لقضاء فترة العيد في القرى التي تسيطر عليها "داعش والنصرة" وستعود الى شبعا "فماذا ستحمل معها وما الرسائل التي قد تفجرها" يسال أحد الأمنين الحزبين الذي يرجح أن " تتطور أحداث الميدان سريعا بعد العيد، وأن كل الاحزاب في المنطقة من الشيوعي الى التقدمي والبعثي والحركي كلها تتأهب إذ تشير مصادرهم عن دنو المعركة" ولكن متى يؤكد الحزبي " الساعات المقبلة تكشف المخطط الذي يحاك ضد الحدود ولبنان إذ يرجح ان تتدخل إسرائيل لزرع فتنة وهذا ما نعمل على تفتيته ويدعمنا الرفض الداخلي لكل تصرفات التكفريين وبالتالي فإن مخططها سيفشل"
0 comments: