هآرتس"، 20/12/2017
عاموس هرئيل - مراسل عسكري
•يستعد نظام الأسد في سورية لتوسيع المنطقة الخاضعة لسيطرته في جنوب الدولة بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وبمساعدة القوة الجوية الروسية، ومقاتلي الميليشيات الشيعية التي ترسلها له إيران، يراكم نظام الأسد مزيداً من النجاحات. لقد سمحت السيطرة على حلب في كانون الأول /ديسمبر الماضي، وبعدها استرجاع الجيش السوري والميليشيات الشيعية دير الزور والرقة في شرق سورية من يد تنظيم داعش، بالعودة إلى الاهتمام بمناطق أُخرى، تُعتبر أقل حساسية بالنسبة إلى الأسد. ويمكن التقدير بأن خطوة النظام المقبلة قد تكون بالقرب من إسرائيل.
•يبدو أن هجمات الجيش السوري والميليشيات المساعدة له ضد تنظيمات المتمردين ستبدأ مستقبلاً في مرحلة أولى على الحدود السورية – اللبنانية، وسفوح جبل الشيخ السوري الشمالية، بقطع طريق إمدادات المتمردين من لبنان نهائياً. ولاحقاً، إذا تكلل هذا المسعى بالنجاح، يمكن أن يحاول الجيش التقدم جنوباً، على طول الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، لطرد تنظيمات المتمردين أيضاً من جنوب سورية.
•ستضطر إسرائيل، التي اتخذت في السنوات الأخيرة، موقفاً أكثر تشدداً من نظام الأسد، وقدمت في المقابل المساعدة الانسانية لقرى سنّية بالقرب من الحدود، إلى إعادة تفحص سياستها من جديد، وذلك أيضاً في ضوء وصول مئات الناشطين من التنظيمات السنية المتشددة المتماهين مع القاعدة وداعش إلى المنطقة.
•في السنة الأخيرة ساد استقرار نسبي في الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل في الجولان. في الجزء الواقع في أقصى الشمال سيطر النظام، الذي عاد إلى مواقعة في جبل الشيخ السوري، وفي بلدة القنيطرة الجديدة. وبالقرب من المنطقة الواقعة تحت سيطرته، كان يوجد جيبان: جيب درزي (قرية حضر)، خاضع لسيطرة ميليشيا محلية حافظت على صلة بالنظام، والثاني سني، في القرى المتاخمة للحدود مع لبنان.
•في الجزء الأوسط من الحدود سيطرت تنظيمات المتمردين، من القنيطرة القديمة وجنوبها. في هذه المنطقة توجد بصورة أساسية ميليشيات سنية محلية، جزء منها استعان بإسرائيل من أجل الحصول على الغذاء والثياب والأدوية والحصول على علاج طبي في مستشفياتها.
•في وسائل الإعلام العربية برزت ادعاءات بحصول هذه الميليشيات على سلاح وعتاد من إسرائيل، وفي داخل سورية وبعيداً عن الحدود، نشطت تنظيمات متشددة تتماهى مع القاعدة وعلى رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً).
•في الجيب الجنوبي، المتاخم لمثلث الحدود مع الأردن وإسرائيل، سيطر فرع محلي من تنظيم داعش، يسمى اليوم جيش خالد بن الوليد، ومن المنتظر أن تكون لهزيمة داعش على يد نظام الأسد انعكاسات إضافية بالقرب من الحدود. حالياً يخوض هذا التنظيم صراعاً من أجل السيطرة ضد تنظيمات أُخرى للمتمردين في شمال المنطقة وشرقها، ومؤخراً لا يتدخل مباشرة تقريباً بالقتال ضد النظام. وفي الفترة الأخيرة وصل إلى الجيب الجنوبي الواقع تحت سيطرة داعش بالقرب من الحدود مع الأردن، بضع مئات من المقاتلين الفارّين من المعارك في المناطق التي خسرها التنظيم. وبحسب التقديرات، يتجمع هناك نحو ألف متمرد مسلح، يعملون تحت أمرة الفرع المحلي التابع لداعش. وقد شهدت المنطقة الوسطى من الحدود مع إسرائيل ازدياد وتواجد التنظيم المتشدد المتفرع من القاعدة، إذ تلقى تعزيزات من المقاتلين الذين فروا من مناطق المعارك في شرق سورية.
•في السنة الأخيرة، وعلى خلفية النجاحات التي حققها نظام الأسد في القتال وازدياد تدخل الميليشيات الشيعية وعناصر الحرس الثوري الإيراني في القتال، كثفت الزعامة الإسرائيلية تحذيراتها من النفوذ الإيراني في سورية وخصوصاً من الاقتراب من الحدود في الجولان. لكن الوضع الآن مختلف بعض الشيء. أولاً، إن تجمع متمردين متشددين أيديولوجيتهم التنظيمية معادية جداً لإسرائيل، يمكن أن يوجد احتمال إرهاب بالقرب من الحدود. ثانياً، يُطرح السؤال ما إذا كان تقديم مساعدة إنسانية كبيرة إلى الميليشيات المحلية السنية لن يضع إسرائيل على مسار تصادم مباشر مع الأسد ومع الإيرانيين، الذين لديهم فرص أفضل في الخروج منتصرين من المواجهة ضد المتمردين.
•في هذا الشأن، تتبلور مؤخراً مقاربة مختلفة في المؤسسة الأمنية وفي المستوى السياسي. فمن جهة، جرى التعبير عن تأييد مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية للقرى السنية، وذكر التخوف من أن يؤدي توسع سيطرة النظام السوري على منطقة الحدود إلى مجيء الإيرانيين أيضاً في أعقاب الجيش السوري ومجيء الميليشيات المتماهية معه. في مقابل هؤلاء، كان رأي أطراف أُخرى أن عودة النظام من شأنها أن تؤدي إلى استقرار الحدود وأن تُبعد عنها التنظيمات المتماهية مع القاعدة وخصوصاً داعش. في جميع الأحوال، من الواضح أن القتال الداخلي المستجد في سورية بالقرب من الحدود، يفرض على إسرائيل حذراً خاصاً وأيضاً إعادة درس مواقفها.
الدروز قلقون
•في الأسبوع الماضي تحدث وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، ورئيس الأركان غادي أيزنكوت، وضباط كبار آخرون مع زعماء الطائفة الدرزية وضباط كبار في الاحتياط من الطائفة، على خلفية الأزمة التي برزت في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر، بسبب تقدم تنظيمات المتمردين السنّة من القرية الدرزية حضر شمال الجولان السوري، الأمر الذي أثار احتجاج كبار المسؤولين في الطائفة في إسرائيل الذين ادّعوا أن إسرائيل تتعاون مع المتمردين وتعرّض حياة الدروز في حضر للخطر. في ضوء الاحتجاج حذرت إسرائيل المتمردين من أنها تدرس التدخل دفاعاً عن الدروز في حضر، وقد تراجع المتمردون من المواقع التي استولوا عليها بالقرب من القرية.
•أدّت التطورات التي تجري مؤخراً في جنوب سورية إلى إثارة مخاوف زعامة الطائفة الدرزية في إسرائيل من وقوع السكان الدروز في الجولان في قلب المواجهة بين النظام والمتمردين. وقد شدد ليبرمان في اللقاء برفقة أيزنكوت على التعهدات الإسرائيلية للطائفة الدرزية، كما عرضت مواقف المؤسسة الأمنية فيما يتعلق بالأحداث في سورية.
0 comments: