ما بين العِبرة ومُواجهة الوباء.....عاشوراء الدواء !!!
.......ونحن على مشارف ذكرى استشهاد سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام..
....ونحن في جغرافيّة الأرض المباركة"جبل عامل" نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، لم تُنهِكْنا الحروب ولم تضربنا الصواعق، سلامٌ على حيِّنا وميّتنا، ذكرنا وأُنثانا، أجل، هكذا بوركنا وهكذا بوركت أرضنا وفعلاً هذا ما حصل....
...ونحن "شيعتهم ومحبّوهم"، نحزن لحزنهم، نمتطي الدروب الصعاب بسبب ولائهم، نُحارب فننتصر ونُحاصر فنصبر حتى تُعاد الكرّة علينا مرّة تِلوَ الأخرى، فيستجاب الدعاء وتنزل البركات بأمر الله تعالى لننتصر، فننتصر، إلى أن غَشِيَنا حكم أنفسنا بأنفسنا، لِنُمتحن في صدق ولائنا وتعفّف نفوسنا أمام سطوة المال والنفوذ فكان السقوط والتهاوي !!!
...تُرى، هل لِفطِنٍ تُحصّنه "جينات" الوِلاء الحُسينيّ إذاما اعتَبَر ممّا شاءته الإرادة الإلهيّة من ثورة الإمام الحسين"ع"أن يسقط ويتهاوى؟!!!
...تقديري أنّه يجب البحث في أسباب الثورة ومقارنتها وربطها مع الواقع الذي نعيش والبلاءات التي نعاني منها جميعاً....
...إحياء الذكرى "يجب" أن يُستثمر بعمق وشموليّة لِلَجم ومحاربة وسحق دوافع وأسباب ثورة الإمام الحسين لاسيّما الداخليّة منها - قبل أن يُكرّرها نبض حسين الشباب اليائس- وإلاّ نحن نُمارس عمليّاً تطبيق برنامج "تحريف مسار أبعاد الثورة وأهدافها الفِعلية" الذي بات واقعاً نعيشهُ ونُعانيه، حيث أنّ الفارق شاسعٌ جدّاً بين مجلس ينتهي بتوزيع "راحة وبسكوت" وبين مجلس ينتهي بتصدير ثورة مُركّزة مُمَنهجة على الفاسدين كما الأعداء ...
..أمّا لناحيّة الشق المتعلق "بتصدير الشهداء" لا شكّ أنّه أنتج واقع متقدّم جديد نقل "شيعة أهل البيت" من مرحلة "مُشرذمٍ تابع" إلى مرحلة "حاضرٍ مستقل"خاصّة بعدما باتوا يرْتكزون في نهضتهم الثورية على مُنتج "محليّ" يُعزّز فرضيّة استمراريّة حضورهم وتوسّعه في مختلف "الأمصار" كما يشير إلى مزيد من الإستهدافات والحروب بأشكالها المختلفة...
...ولتسكير طُرق الإلتفاف الداخليّة والخلفيّة والتي هي بالحقيقة حرب حقيقة تتعمّد تدمير مختلف الإنجازات والنجاحات المتنوعة لاسيّما العسكريّة، تقديري، أنّه بات من الواجب تحصين الداخل واستثمار هذه الذكرى السنويّة المتجدّدة في كل عام عبْر تحويلها إلى طاقة ذاتيّة متجدّدة تنبض بالعطاء وتنتهي بمواجهة صارمة لكلّ أسباب الترهّل والتيئيس والإحباط الذي طال مجتمعنا بشكل عام ما انعكس سلبيّاً على أجيال بكاملها باتت تتأثر جِدّيّاً بسبب ما آلت إليه الأمور التي لن تنتهي بالتفكير بالهجرة فقط بل "بالكفر" بكلّ المقدّسات التي تعجز عن معالجة أزمة نفايات أو مواجهة فاسدٍ أقلّه داخل البيئة الحاضنة "لثورة المقاومة" ...
بقلم المحامي
محمّد فضل خشّاب
ما بين العِبرة ومُواجهة الوباء.....عاشوراء الدواء !!!
Tags:
المحامي محمد فضل الخشاب
0 comments: