Wednesday, January 18, 2012

خاص لعربيل! مدير "مركز ديان للدراسات الشرق اوسطية": رحيل الاسد في 2012 والربيع العربي قد يطال الانظمة الملكية !

يوسي نيشر


يوسي نيشر محرر الشؤون الشرق اوسطية


حصاد الربيع العربي:

العام 2011 حطّم اكثر من اسطورة عربياً وشرق اوسطياً: حالة الاحباط السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي عاشتها بعض الشعوب العربية خلال العقود الماضية انتقلت من ساحة الحركات المحظورة الى الفضائيات ومنها الى الشبكات الاجتماعية وبعدها الى الميادين والبرلمانات والقصور, بالشكل الذي فاجأ واحرج ليس اجهزة الاستخبارات الغربية فحسب, بل الحكام العرب والمحتجين انفسهم ايضاً.
البروفسور عوزي رابي مدير "مركز ديان للدراسات الشرق اوسطية" في جامعة تل ابيب في حديث خاص لمحرر الشؤون الشرق اوسطية يوسي نيشر يستعرض ابرز ملامح الربيع العربي حصاد العام 2011 ويرسم خريطة الشرق الاوسط ما بعد المرحلة الاولى من موسم الثورات العربية متوقعاً رحيل الاسد خلال 2012 وسط عدم اسبعاد ان يطال الربيع العربي بعض الانظمة الملكية في المنطقة خلال السنوات المقبلة.


عام 2011– تحطم جدار الخوف:

البروفسور رابي ينظر الى العام 2011 عربيا ً نقطة تحول في العلاقة بين السلطة والشعب مشيرا الى التوجهات الابرز التي تمخض عنها "الربيع العربي" :
اولا – تحطم جدار الخوف ومعادلة العلاقة التي كانت تسود بين الحكام العرب والشعوب, وبالتالي انتقال القوة من الحكام الدكتاتوريين الى الشعوب.
ثانيا – لا احد يتمتع بالحصانة تجاه رياح الربيع العربي في المنطقة التي تضرب ليس اننظمة دكتاتورية لينة مثل مصر وتونس, بل تطال ايضا الانظمة الاكثر تشددا مثل سوريا وليبيا وقد تستهدف مستقبلا بعض الانظمة الملكية مثل المغرب والاردن وحتى العربية السعودية.
ثالثا- هيمنة التيارات الاسلامية على الساحة العربية بعد "اختطاف الثورات" من ايدي الجهات الليبرالية التي اطلقتها.
رابعا – السياسة الامريكية في المنطقة (الانسحاب من العراق والموقف من مبارك) تخلق نوعا من الفراغ, والنتيجة تعاظم لاعبين اقليميين ( تركيا وايران) على حساب الدول العربية التي لعبت دورا قياديا قبل الربيع العربي.


العام 2012 :

مصر: هيمنة الاسلاميين وعدم الغاء معاهدة السلام:

البروفسور عوزي رابي يتوقع خلال العام القادم هيمنة الاخوان المسلمين على الساحة السياسية المصرية من جهة ومن جهة اخرى يستبعد الغاء معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية. السبب: التحدي الاول الذي تواجهه اي جهة لدى توليها زمام السلطة في مصر: انعاش الاقتصاد المصري المتازم ما بعد الثورة. ولتحقيق هذا الهدف ستكون القيادة المصرية المستقبلية مضطرة الى الاستعانة بالولايات المتحدة ولذلك الغاء معاهدة السلام غير وارد.
رغم ذلك البروفسور رابي يتوقع مرحلة معقدة في العلاقات بين اسرائيل والقاهرة وذلك لان البرلمان المصري الذي سيهيمن عليه الاخوان المسلمون يليهم التيار السلفي سيشهد نداءات لمراجعة معاهدة السلام ولادخال تعديلات في بعض بنودها في حين ان الرئيس المصري القادم سيكون مضطرا الى بلورة السياسات التي ستضمن استفادة مصر اقتصاديا من ثمار معاهدة السلام ومن العلاقات مع واشنطن. اجمالا البروفسور رابي يتوقع نوعا من الحرب الكلامية الباردة بين اسرائيل ومصر ما بعد الثورة.

سوريا: رحيل الاسد وحرب اهلية:

البروفسور رابي يتوقع رحيل الاسد خلال العام 2012. ولكن سوريا قد تتحول ساحة حمام دم وحرب اهلية من النوع الذي قد يكون على النمط العراقي وربما اخطر منه وذلك لان سوريا دولة متعددة الطوائف ( علويون وسنة وشيعة واكراد ومسيحيون). وقد تتحول سوريا الى دولة فاشلة ذات مناطق مهجورة قد تلجأ اليها تنظيمات متطرفة مثل تنظيم القاعدة.

لا تدخل دولي في سوريا:

البروفسور رابي يستبعد سيناريو التدخل الدولي المباشر في سوريا خاصة بسبب انشغال الرئيس اوباما في المعركة الانتخابية بعد سحب قواته من العراق. ولكن المطروح حاليا زيادة الضغوط الدولية والاقليمية على الاسد خاصة من جانب العربية السعودية وتركيا (دولتان سنيتان) المعنيتين بسقوط نظامه. رابي يتوقع ان تشكل العقوبات الاقتصادية العامل الذي سيحسم رحيل الاسد. المعارضة المدنية السورية تلعب دورا ما ولكن محدود. اما "الجيش الحر" ودوره منوط بزيادة حجم ظاهرة الانشقاقات من صفوف الجيش السوري.

الساحة الفلسطينية : مصالحة متوترة وربيع فلسطيني:

المصالحة بين حركتي فتح وحماس قد تكون العنوان الرئيسي على الساحة الفلسطينية خلال العام 2012: ولكن البروفسور رابي يؤكد ان هذا لا يعني نهاية المشاكل والتوترات بين الطرفين. السؤال الكبير: نتائج الانتخابات المتوقعة في صيف 2012. رابي يعتقد انه في حال فوز حماس في الانتخابات في الضفة الغربية, وهذا السيناريو ليس اكيدا, حتى في مثل هذا الحال فان رجال الفتح في الضفة لن يكونوا مستعدين للتخلي عن سلاحهم.
العنوان الثاني المتوقع على الساحة الفلسطينية خلال العام 2012 – انطلاق نوع من الربيع الفلسطيني. البروفسور رابي لا يستبعد انطلاق حركة فلسطينية سلمية ليست مسلحة في بعض مدن الضفة والقطاع التي ستستخدم الفايس بوك والشبكات الاجتماعية الاخرى لتجنيد الجمهور الفلسطيني للخروج الى الميدان للاعراب عن احباطه واستياءه من تفاقم الازمة الاقتصادية والجمود في مسيرة السلام.

الانظمة الملكية : قد تدفع ثمن الربيع العربي.

مدير مركز ديان للدراسات الشرق اوسطية البروفسور عوزي رابي يعتقد بان العاهل الاردني وليس بالضرورة في العام 2012 سيكون مضطرا الى دفع ثمن الربيع العربي. صمود الانظمة الملكية ولا سيما منها المغرب والاردن في اجواء الربيع العربي مهمة صعبة للغاية. والبروفسور رابي يرى ان العاهلين الاردني والمغربي يتخذان خطوات ذكية في الاونة الاخيرة لمواجهة الخطر ولكن في نهاية المطاف وعلى المدى البعيد "لا اسبعد سقوط النظام الملكي في الاردن وربما في المغرب ايضاً. ليس من الواضح هل سيكون الحديث في نهاية المطاف عن تحول العاهل الاردني الى جهة تمثيلية رمزية وسط انتقال القوة الى البرلمان ام عن سقوط النظام الملكي."


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: