هذه خطوط تماس بيروت في "الحرب المذهبية"

24 حزيران 2013مـايـا جبـيـلـييزداد يوماً بعد يوم تقسيم الأحياء، والشوارع، والأزقة في بيروت حسب خطوط التماس. ورغم ان العديد من المناوشات غالباً ما تبدأ كخلافات شخصية، فإنّ التوترات السياسية والطائفية المستبدّة بأحياء المدينة تتسبّب إجمالاً في تصاعدها. وفي نظرة الى مناطق الصراع في بيروت في أوائل عام 2008 يظهر أنّ العديد من المواقع غير المستقرة سابقاً بقيت على حالها، في حين زادت القضايا الإقليمية والوطنية المضطربة من حدّة الخلاف. ثمة مناطق معيّنة في بيروت تبعث على القلق، وفي حال تحوّل التوتّر الى اشتباكات حقيقية، فإنّها سوف تجري على الأرجح على طول هذه الخطوط التقسيمية.
1.الساحة السنية:
أ. تتألّف هذه المنطقة ذات الغالبية السنية من العديد من مناصري تيار المستقبل، بالإضافة الى مجموعات سنية أخرى وعدد قليل من السكان الشيعة. نادراً ما تحصل مناوشات ذات طابع طائفي في هذه المنطقة، ولكن تحصل اشتباكات بين سنة ينتمون الى أحزاب سياسية مختلفة. يمكن أن تحصل هذه الخلافات في الحي الواقع ما بين الملعب الرياضي والملعب البلدي، مع "قدوم قوى داعمة من المنطقتين". ومؤخراً يُمكن سماع طلقات نارية كل يومين أو ثلاثة أيام في طريق الجديدة.
- (حلقة): مناطق حدودية: إنّ حدود حي طريق الجديدة أكثر عرضة بكثير للعنف ذي الطابع الطائفي، بما أنّ "سرايا المقاومة" وغيرها من القوى التابعة لـ"حزب الله" تتصادم مع قوى سنيّة على طول حدود الحي ذي الغالبية السنية.
- مزرعة- بربور: منذ الثمانينات، حصلت اشتباكات بين سنّة طريق الجديدة والشيعة على طريق كورنيش المزرعة، ولاسيّما حول مسجد جمال عبد الناصر، الذي يقع مباشرة على خط التماس.
2- مختلط:
أ. يرسم الحدّ بين هذه المنطقة وطريق الجديدة طريق المطار، وتكثر الاشتباكات على طول هذا التقسيم، ولاسيّما قرب نادي الصفا الرياضي وفي الجهة الغربية من الملعب الرياضي. وغالباً ما يشارك أشخاص من المناطق الواقعة شمال وشمال غرب مستشفى رفيق الحريري الجامعي في الاشتباكات على طول طريق سليم سلام. وبالاتجاه أكثر نحو الجنوب في منطقة الغبيري، التي تتاخم الجانب الشرقي من طريق الجديدة، تقوم قوى داعمة بمهاجمة أحياء في طريق الجديدة عبر طريق الأوزاعي. وتكون هذه الاعتداءات في الغالب عبارة عن صواريخ صغيرة تُطلق من هذا الطريق على طريق الجديدة.
- (حلقة): وطى المصيطبة: بشكلٍ خاص، تحصل اشتباكات في هذه الزاوية بين سكان طريق الجديدة السنّة الذين ينتمون الى الطبقة العاملة والقوى التابعة لـ"حزب الله" عبر طريق المطار. والى شمال الحي الذي يسيطر عليه "حزب الله" تقع منطقة درزية، لا تشترك عادةً في القتال مع أي من المجموعتين.
3- عين التينة: مكان إقامة نبيه برّي
أ.في الأساس الاشتباكات في هذه المنطقة محظورة، ولكنّ سكان هذا الحي يدعمون المناوشات أينما حصلت. الجيش اللبناني سوف ينهي أي عنف محتمل يمكن أن يندلع هنا.
4. حي اللّجا:
أ. هذه منطقة مختلطة تضم طوائف مختلفة، رغم أنّ فيها غالبية شيعية. ومرة أخرى، تدلّ حدود هذه المنطقة على المكان الذي غالباً ما تتم فيه المناوشات، وحيث يمكن أن نشهد مستويات عالية من العنف في حال تصاعد حدة التوترات. ويُعتبر طريق سليم سلام الذي يشكّل حدود هذه المنطقة الى الشرق، أحد خطوط التماس هذه.
5. البسطة:
أ. وهي منطقة مختلطة أخرى تتاخم حي اللجا، ويشهد هذا الحي بعض الاشتباكات الداخلية، ولكن معظم العنف يجري على الحدود. في آذار الماضي، تمّ الاعتداء على شيخين سنيّين من دار الفتوى وحلق لحيتيهما بالقوة في خندق الغميق، الذي يقع في القسم الشمالي من هذه المنطقة.
- (حلقة) مناطق حدودية: الطرقات التي تحيط بهذه المنطقة- وهي سليم سلام، والرينغ، وبشارة الخوري- تشكّل في الغالب مواقع الاشتباكات بين القوى التابعة لحزب الله والمجموعات التي تتظاهر قرب البرلمان اللبناني.
راس النبع: يشهد هذا الحي بشكلٍ خاص مناوشات بين أفراد أحد المساجد السلفية وحركة أمل.
6. البطريركية وزقاق البلاط:
أ. من ناحية المكوّن الاجتماعي، تشبه هذه المنطقة حي اللجا والبسطة، غير أنّ المنطقة هذه تشهد الكثير من العنف. تقع منطقتا البطريركية وزقاق البلاط في جهتين مقابلتين للسراي الحكومي. غالباً ما يتعرّض سكان المنطقة الأكراد لإزعاج قوى "حزب الله"، ومثلهم سكان الحي من الطائفة السنية.
7. جلّ البحر:
أ. تقع هذه المنطقة تحت سيطرة الحزب التقدّمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط ودروز بيروت. ومن المثير للاهتمام أنّه نادراً ما تحصل اشتباكات بين الحزب التقدّمي الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يسيطر على الحمرا الى جنوب شرق جل البحر. وفي حال تمّ فك التحالف السياسي بين الحزب التقدّمي الاشتراكي وقوى 8 آذار، سوف تشهد هذه المنطقة اشتباكات عنيفة.
8. عين المريسة:
أ. هذا الحي الساحلي يخضع لسيطرة حركة أمل وهو يشكّل منصة إنطلاق لكل من يشاركون في القتال في أية اماكن أخرى في بيروت. لا تحصل الكثير من الخلافات في هذه المنطقة نفسها، ويعود ذلك في الغالب لضمان استمرار الأعمال التجارية المربحة فيها. وينطبق ذلك أيضاً على مناطق غنية أخرى في المدينة، حيث يتم تقليص العنف ليبقى في حدّه الأدنى بحيث تستمر الأعمال دون أن تتضّرر.
9- الحمرا
أ. هي مقصد الشباب طيلة ليالي الأسبوع، ويخضع هذا الحي لسيطرة الحزب السوري القومي الاجتماعي، أحد أعضاء تحالف 8 آذار. وفي الغالب تدفع الحانات والمطاعم فيه "خُوّات" للحزب السوري القومي الاجتماعي لكي لا يقوم أفراد الحزب بالاعتداء على مؤسساتهم. يمكن لقيادة الحزب القومي أن تقرّر بنفسها إذا ما كانت تريد إثارة الخلافات في الحمرا، ولكنّها تعمل كذلك وفقاً لتعليمات "حزب الله". وفي حال تصاعد التوترات، يمكن توقّع ان تقوم قوات الحزب القومي بالسيطرة على ساحة الحريري الواقعة شرق الجامعة اللبنانية الأميركية. ويبقى أن نشير الى أنّ ثمة منطقة صغيرة في بداية شارع الحمرا، يزداد يوماً بعد يوم عدد أفراد المعارضة السورية الذين يختارونها للسكن، ويسعى الحزب السوري القومي الاجتماعي الى استعادة سيطرته على هذه المنطقة.
ساهم عمر حرقوص في جمع المعلومات والبحث المكثّف لكتابة هذه المقالة
0 comments: