رزق يكشف الجهة التي تقف خلف اغتيال الوزير محمد شطح
كشف الدكتور عماد رزق، مدير التخطيط في “الاستشارية” للدراسات الاستراتيجية عن الجهة التي تقف خلف اغتيال الوزير الاسبق محمد شطح الجمعة الماضي.
وقال الدكتور عماد في مقابلة مع راديو صوت روسيا، “بداية أريد أن أبدأ تحليل هذا الواقع من خلال التصريح الأمريكي وتصريح وزارة الخارجية الأمريكية التي اعتبرت أن خسارة الوزير شطح هو خسارة للبنان، كما هو خسارة للولايات المتحدة لذلك من خلال هذا الموقف المتقدم في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ومواقف أخرى اعتبرت أن عملية الاغتيال وتحديدا كانت مواقف أمريكية أن عملية الاغتيال ليست مرتبطة لا بالواقع الحكومي المتأزم في لبنان ولا بموضوع المحكمة الدولية إنما مرتبط بالتغيرات الإقليمية، هذا الموقف الأول والموقف الثاني نستطيع أن نبني عليهما الدوافع التي جاءت في سياقها عملية الاغتيال، لذلك يمكن اعتبار أن عملية الاغتيال ليست مرتبطة بما جرى على الساحة اللبنانية من صراع سياسي أو من عدم توافق حكومي ومن مأزق حول مستقبل العملية الرئاسية في لبنان إنما يأتي في سياق الصراع الإقليمي وإعادة الاصطفافات الإقليمية التي ترتبط بالمحور السعودي الاسرائيلي الفرنسي من جهة مع ما يمكن أن يستتبع هذا المحور من تضرر من عملية التسورية التي تجري على قدم وساق بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة أخرى، لذلك أنا أستطيع أن أعتبر أن هذا العمل جاء كرسالة للولايات المتحدة لأنه يمكن اعتبار الوزير شطح هو الشخصية الأمريكية في تيار المستقبل، رغم اعتدالها ورغم عدم اعتبار هذا الشخص من الصقور داخل تيار المستقبل رغم أنه يمثل التوجه الأمريكي داخل تيار المستقبل، لذلك يمكن اعتبار أن المتضرر الأول من عملية التسوية التي تجري من خلال الاجتماع الذي كان يدور في نفس الوقت في موسكو لتسوية ملف الكيماوي السوري بين الولايات المتحدة وسوريا وروسيا والصين والأمم المتحدة كان هناك تصعيد آخر يعمل على خلط الأوراق في المنطقة وتحديدا بهذا الاستهداف”.
واضاف رزق: “المعطيات الأولية التي ظهرت من خلال التحقيقات وبعض التسريبات، تم اكتشاف مصدر السيارة وكيف جرت سرقتها وكيف دخلت إلى منطقة عين الحلوة في جنوب لبنان في منطقة صيدا، وبعض الأصابع المتورطة في الموضوع والتي تحدثت عن تورط مجموعات إسلامية متطرفة متشددة في هذه العملية وكأننا نعود اليوم إلى التقاطع السعودي الاسرائيلي في عملية التنفيذ، وكأنها أيضا توجه رسالة إلى قوى الاعتدال أن المنطقة إما أن تكون لصالح هذا المحور الذي يسعى منذ عشرات السنوات لكي يكون له دور في المنطقة على المستوى الاقتصادي والسياسي وخاصة على مستوى الوجود الأمني أو أن يكون هناك تماسا يمكن أن يتبعه هذا الصراع الأمني، وأنا أيضا لا أستطيع إلا أن أستذكر عملية الاغتيال التي جرت لقيادي في حزب الله بشكل مفاجئ وبشكل جريء جدا باغتياله بالرصاص على بعد أمتار منه في بيروت، وهذا الاغتيال أيضا بالتفجير وكأن هناك مسلسل بدأ يظهر على الساحة اللبنانية من ضمن تصفية الحسابات السعودية الأمريكية أو الاسرائيلية الأمريكية”.
وعن موقف تيار المستقبل وقوى 14 آذار وتسرعها بتوجيه الاتهام، قال الدكتور رزق ان “التصريحات التي صدرت إنما هي تعبر عن الأجنحة داخل تيار المستقبل، يجب ألا ننسى أيضا أن تيار المستقبل وحتى هو 14 آذار كان هناك تناقض كبير في مواقفها، وإذا ما نظرنا إلى كل التصريحات التي صدرت لم تكن كلها متوافقة على الاتهامات وحتى على إصدار الاتهامات قبل الحصول على نتائج للتحقيقات أو مؤشرات من خلال الوقائع الحسية”.
واضاف: “لذلك أنا أعتقد أن هناك ازمة داخل تيار المستقبل وهذه الأزمة هي نتيجة عدم التوافق السعودي الأمريكي في بعض الملفات الإقليمية وتحديدا في الملف اللبناني السوري إذا ما أردنا أن نقاطعه على المستوى الإقليمي، لذلك هناك تيار داخل تيار المستقبل وهو التيار المعتدل الذي كان التيار الأمريكي في تيار المستقبل عبر الوزير شطح، أما التيار الآخر الذي يعتبر من المتشددين في تيار المستقبل وهذا هو أقرب إلى التوجه السعودي في هذا الخط السياسي الذي يعبر عنه رئيس كتلة رئيس المستقبل النيابية فؤاد السنيورة ويدور في فلكه بعض الصقور في تيار المستقبل أكانوا نوابا في منطقة البقاع أو في منطقة شمال لبنان، لذلك أنا أعتقد هذه التصريحات تأتي في سياق عدم التوافق السعودي الأمريكي على الملفات في المنطقة من جهة وهي تؤشر إلى أن تيار المستقبل دخل في مرحلة حرجة نتيجة عدم التوافق في الرؤية الاستراتيجية للمنطقة بين السعودية والولايات المتحدة وهو ما يمكن أن نراه ربما في الأسابيع الأشهر القادمة، ومزيدا من تفكك قوى 14 آذار وقوى تيار المستقبل لصالح المجموعات التكفيرية التي بدأت تشكل رأس حربة لهذا المحور السعودي الاسرائيلي المشترك الذي يستهدف كل الاعتدال في تيار المستقبل”.
ورداً على سؤال حول إنكشاف الساحة اللبنانية أمنياً وهل ستشهد تفجيرات وعمليات إرهابية مماثلة، أجاب الدكتور رزق: “طبعا نحن لا نتمنى إلى كل الخير للبنان ولكل المنطقة، إنما المؤشرات اليوم التي يمكن فهمها من خلال الأحداث نرى أن ما يجري حتى الآن ليس إلا عمليات أمنية محكمة تنفذها مجموعات محترفة، وبالتالي رغم الوجهة العامة التي تعطى لهذا الصراع خلفية مذهبية أو طائفية أو حتى إثنية بين الوجود الايراني في المنطقة والصراع مع النفوذ العربي الخليجي”.
وتابع: “أنا أعتقد أنه حتى، ما زالت عملية الصراع منضبطة وتخضع للخطوط الحمراء وبالتالي أقله على الساحة اللبنانية إذا ما نظرنا إلى عمليات الاغتيال المتلاحقة منذ أكثر من تسع سنوات، أي منذ لحظة اغتيال رفيق الحريري وصولا إلى مسلسل التفجيرات الذي توقف عندما جرى التوافق السعودي الأمريكي وقام سعد الحريري بزيارة دمشق وزيارة طهران، رأينا أن الهدوء استمر لثلاث سنوات وبعدها عادت المنطقة لتشهد مزيدا من عمليات التفجير والاغتيال، لذلك ما يجري على الساحة المصرية أو ما يجري في سوريا أو ما يجري في العراق أو ما يجري في لبنان أعتقد أنها ساحة مشتركة اليوم، وبالتالي كل المؤشرات تدل إلى أن التوجه القادم نتيجة عدم توافق الرؤية الاستراتيجية بين الأصدقاء السعوديين والأمريكيين وحتى بين الأطراف الإقليميين وأعني بهم السعودية وايران، أعتقد أن المنطقة مرشحة إلى مزيدا من هذه العمليات الأمنية، وأنا لا أتوقع إلا أن تكون عمليات فقط لإعادة رسم التوازنات السياسية، وربما أن تكون هذه العمليات مؤشرا إما أن نتجه باتجاه التسوية الكبرى بين الأقطاب الإقليميين والدوليين أو أن يكون هناك إعادة تموضع لهذه التحالفات وربما تؤدي بنا إلى صراع أكبر على مستوى المنطقة”.
0 comments: