المشهد السياسي الفلسطيني السوري وتكهنات المرحلة القادمة
مقدمة:
لا يبدو ان المشهدين السياسيين في كل من فلسطين وسوريا قد تغير كثيراً عن الشهر المنصرم،حيث كنا قد استعرضنا كلا المشهدين في تقرير دقيق وربطهما وما يجري في المنطقة من احداث.
فلسطينياً بقيت ملفات الاستيطان والتعسف الصهيوني والحصار حديث الساعة،وربما حصل تغييراً ما حول فكرة الدولتين والمحادثات الصهيو فلسطينية.
اما سورياً فالحال على ما هو عليه من سياسات واحداث على صعيد ممارسات داعش وفتح الشام(النصرة سابقاً) واقع الهدنة المزعومة بين روسيا والولايات المتحدة،الا ان المستجدات الميدانية فرضت نفسها لصالح الجيش العربي السوري.
في حين فما هو بارز هذا الشهر وهو ما سنعرضه تفصيلياً وهو فوز ترامب بالرئاسة الامريكية والوضع السياسي الذي ستعيشه كل من ااقضية الفلسطينية والازمة السورية على حد سواء اذا اننا لا يمكن تحييد المسألتين عن السياسة الامريكية كونها اللاعب الاساسي في تفاصيل المنطقة.
وعليه سنستعرض الحالتين السياسيتين في الفترة الممتدة ما بين 16-10-2016 لغاية 20-11-2016.
#المشهد السوري:
مع دخول الازمة السورية شهراً اضافياً،لم يتغير الواقع كثيراً من الناحية السياسية.فممارسات الجماعات الارهابية لا زالت تعاني منها الكثير من المناطق السورية والمرافق العامة.في حين يبدو الافق السياسي معقداً نوعاً ما رغم الهدن المتتالية التي قدمتها روسيا بالتنسيق مع الامريكيين ،حيث لم تخلو الهدن من الخروقات في ظل التقدم اللافت استراتيجياً للجيش العربي السوري سيما في غرب حلب وشرقها(ام المعارك).اما فيما يخص بالحدث البارز المؤثر سورياً ربما هو انتخاب دونالد ترامب الرجل الجمهوري لتولي الادارة الامريكية خلفاً لباراك اوباما.
*ممارسات الجماعات الارهابية:
لم تختلف ممارسات الارهابيين بحق الشعب السوري وفئات المجتمع المدتي والمنظمات الحقوقية والانسانية.فاستمر الاجرام تجاههم وتفنن الارهابيون في القتل والحصار.
ففي 20 الاول عمد المسلحون لاعدام 14 عضواً من السلطة المحلية في حلب لأنهم دعوا لمغادرة الأحياء الخاضعة لسيطرة الإرهابيين.وفي اليوم نفسه اعلنت القيادة العامة للجيش السوري: نظام اردوغان ارتكب مجزرة راح ضحيتها أكثر من 150 مدنياً في بلدات بريف حلب الشمالي.في حين سمح النظام للهلال الأحمر السوري ان يدخل قافلة مساعدات إنسانية تضم 17 شاحنة إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي.
كما افاد مراسل الموقع في حلب : المجموعات المسلحة تستهدف بقذائف الهاون أحياء المحافظة والجميلية ومحيط ساحة سعدالله الجابري أسفرت عن وقوع إصابات.وتابع الامسلحون ارهابهم حيث لم يسمحوا للمواطنين في شمال حلب بالخروج الآمن وفقاً للهدنة الروسية ففرضوا حظر تجول ومنعوا خروج المرضى وذوي الحالات الحرجة مما ادى لتضييق الخناق والحصار على المواطنين.
كما استمر سقوط عدد من قذائف الهاون والصواريخ على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف ادلب الشمالي مصدرها مواقع المجموعات المسلحة.
في حين أعلن رئيس إدارة العمليات في الأركان العامة الروسية سيرغي رودسكوي، أن النيران التي استهدفت في 28 تشرين الأول/ أكتوبر مدرسة في حي الأندلس في حلب، أطلقت من منطقة تخضع “للمعارضة المعتدلة” وأوقعت ضحايا من المدنيين.
كما وكشفت “راينيشه بوست” الألمانية الصادرة يوم السبت 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 أن المساعدات الإغاثية لم تصل خلال الشهر الجاري إلا إلى نحو 10في المئة فقط، من أصل قرابة مليون سوري يعيشون في 29 منطقة وهم في حاجة ملحة للغاية إلى المعونات.وفي الاسبوع نفسه أطلقت التنظيمات الإرهابية غازات سامة بالتزامن مع هجوم عنيف بعربات مفخخة شنته ظهر اليوم على اتجاه منيان غرب مدينة حلب.وذكرت وكالة سانا نقلا عن مصدر طبي في مشفى الجامعة إن 8 اشخاص أسعفوا إلى المشفى ظهر اليوم بعد تعرضهم لحالات اختناق نتيجة هجوم إرهابيي “جيش الفتح” بالغازات السامة على اتجاه قرية منيان غرب مدينة حلب، ولفتت الوكالة إلى أن الكوادر الصحية في المشفى تقوم بتقديم الإسعافات المناسبة لمعالجة حالات الاختناق للمصابين.وسبق للتنظيمات الإرهابية أن أطلقت قذائف تحتوي غازات سامة على الأحياء السكينة في حلب أكثر من مرة كان آخرها يوم الأحد الماضي حيث استهدفت حيي الحمدانية وضاحية الأسد بالغازات ما أدى إلى إصابة 48 شخصا بحالات اختناق.اضافة الى سقوط 12 شهيدا وأكثر من 200 جريح ضحايا الاعتداءات الإرهابية على كلية الآداب والأحياء السكنية في حلب.
إلى ذلك لفت مراسل سانا بحلب إلى “إصابة المصور في قناة العالم محمد جولاق بجروح طفيفة أثناء تغطيته العمليات العسكرية التي تنفذها وحدات الجيش والقوات المسلحة ضد التنظيمات الإرهابية على الأطراف الجنوبية الغربية”.
وأصيب8 أشخاص بجروح بينهم طفلان نتيجة قذائف صاروخية وهاون أطلقتها تنظيمات إرهابية تنضوى تحت زعامة “جبهة النصرة” و”حركة نور الدين الزنكي” التي تصنفها واشنطن على أنها “معارضة معتدلة” على حيي الحمدانية والزهراء في مدينة حلب.
وفي الخامس من تشرين الثاني انقطع الطعام عن أغلب مراكز “تجمع فاستقم كما أمرت” بسبب سيطرة “حركة نور الدين الزنكي” على معظم مطابخ التجمع في أحياء حلب الشرقية.
وبعيدا عن القتل تعرض خط مياه بردى المغذي للعاصمة دمشق للاعتداء مجدداً من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، وفي اتصال مع المدير المكلف بتسيير أعمال المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بدمشق وريفها عصام الطباع قال أن هناك متابعة للموضوع بالتنسيق مع الجهات المختصة لإعادة الوضع لما كان عليه وإصلاح الخط ، علما أنه ليست المرة الأولى التي تم الاعتداء فيها على الخط، حيث تعرض الجمعة الماضية للاعتداء.
وفي 16.11.2016كشفت التحقيقات في قضية مقتل المتطوع البريطاني آلان هينينغ، الذي ذبح على يد تنظيم "داعش"الإرهابي في سوريا، أن الجمعية الخيرية التي أرسلته تتخذ من العمل الإنساني غطاء لتمويل جماعات متطرفة. وهينينغ الذي كان يعمل سائق تاكسي ثم اتجه للعمل الخيري وسافر إلى سوريا برفقة 3 أشخاص، تم خطفه في ديسمبر/كانون الأول عام 2013، ثم أعلن مقتله بقطع رأسه في العام التالي.
ومن السيناريوهات المعتادة للارهاب برز نقص الغذاء والدواء والمحروقات بين السكان المحاصرين، بتـر الأطراف وسيلة للتداوي حفاظاً على حياة المصاب.ففي تفاصيل الحديث عن حصار التنظيمات الإرهابية لبلدتي كفريا والفوعة تسمع قصصاً يصعب تصديقها: كأن يلجأ الأطباء إلى قلع العين المصابة كي يتم التخلص من وجعها وغيرها من الاجراءات الناتجة عن الحصار المفرط من قبل المسلحين على البلدتين.
*الهدن الروسية الانسانية:
تابعت روسيا طرح وتنفيذ هدن انسانية متتالية بالتنسيق مع الطرف الامريكي.وعلى الرغم من الخروقات الدائمة من طرف المسلحين وخاصة من المدعومين امريكياً بوصفهم قوى المعارضة المعتدلة.ففي 20 تشرين الاول من الشهر الماضي،رحب دي مستورا موفد الأمم المتحدة بهدنة 11 ساعة الإنسـانية في حلب حتى وإن كانت أحـادية الجانب بحسب قوله،كما قال ان تنظيم "النصرة" لم يقبل اقتراحه بشأن خروجه من حلب.وفي هذا السياق اعتبرت الخارجية الروسية ان الوضع صعب في حلب لعدم تطبيق اميركا لالتزاماتها ولم تتمكن من ارغام المعارضة المسلحة لسحب قواتها من المعابر الشمالية(الكاستيلو).وارجعت روسيا سبب تراجع الوضع الإنساني في سوريا للعقوبات الغربية أحادية الجانب على دمشق.في حين بدأت عودة اهالي مخيم حندرات شمال شرق حلب وفقاً للهدنة.
وعلى الرغم من هشاشة الهدنة الا ان الجيش الروسي اعلن تمديد الهدنة في حلب مجدداً الامر الذي لاقى ترحيباً امريكياً ايضاً.
بعدها احتضنت لوزان السويسرية في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، اجتماعًا دوليًا جديدًا حول الحرب في سورية بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية وقطر وإيران. حيث ناقش الاجتماع الذي استغرق أربع ساعات خطة اقترحها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لضمان خروج آمن لمقاتلي “جبهة فتح الشام”.ثم أصدرت وزارة الخارجية التركية الأحد 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، بيانًا أكدت فيه التزام كل المشاركين في اللقاء بالمحافظة على سورية دولةً موحدةً مستقلةً علمانيةً يحدد السوريون أنفسهم مستقبلها من خلال حوار سياسي يجمع كل الأطراف”.اما على الصعيد الروسي اعلن احد ضباط الجيش إن “الولايات المتحدة ترفض مواصلة التعاون مع الجانب الروسي في سورية وتتنصل من التزاماتها وتواصل تأجيج الوضع.” مضيفًا أن المواقف الأميركية الأخيرة تزيد من احتمال “حدوث صدام مسلح روسي أميركي”.
وفي 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 اعلن الجيش السوري: انه سيتم فتح جميع المعابر الإنسانية المعلنة سابقاً لخروج المسلحين ومن يرغب من المدنيين وسيتم منح مهلة إنسانية بعد يومين من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة السابعة مساءً في حلب.
باختصار مجموعة الهدن الانسانية لم تلقي بظلالها المرجوة على الوضع السوري رغم المساعي الروسية الحثيثة لانجاحها الا ان الطرف الامريكي وحتى الامم المتحدة لم تكن بمستوى الارتقاء ولعل موقف وزارة الخارجية الروسية في السابع عشر من نوفمبر الحالي يختصر الكلام حيث اعربت عن أسفها لعدم استخدام الأمم المتحدة للهدن الإنسانية في حلب من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى أحياء حلب الشرقية.
ترامب والازمة السورية:
يثير فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة تساؤلات عديدة حول مستقبل السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا سيما تجاه سوريا في الوضع الراهن.وتجدر الإشارة إلى أن فوز ترامب في الانتخابات جاء في الوقت الذي تمر فيه سوريا، بمرحلة حاسمة بعد فشل الاتفاقات الروسية الأمريكية حول وقف القتال بحلب والتنسيق في محاربة الإرهاب. وسبق للجانب الأمريكي أن علق مشاركته في المفاوضات بشأن سوريا بانتظار حسم السباق الانتخابي الداخلي.
وكان ترامب قد رسم أولوياته بشأن الشرق الأوسط، ووضع على رأسها مكافحة الإرهاب، إذ قال في المناظرة الثانية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون إن الرئيس السوري بشار الأسد "رجل سيئ" لكنه يجيد "قتل الإرهابيين".
وفي مقابلة صحفية مع وكالة "رويترز" شدد ترامب على أن هزيمة تنظيم "داعش" تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.وأكد ترامب: "ما ينبغي لنا فعله هو التركيز على تنظيم داعش، لا يجب علينا أن نركز على سوريا".
كما أبدى ترامب شكوكا حول طبيعة المعارضة السورية المسلحة التي تدعمها واشنطن، وحذر من أن ممثلي تلك المعارضة قد يكونوا موالين لـ "داعش".في حين قالت صحيفة غارديان إن ترامب عبّر عن عزمه إنهاء الدعم الأميركي للمعارضة السورية المسلحة رغم طلبها المساعدة منه، وقالت صنداي تلغراف إن بريطانيا تواجه أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة بشأن خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للتحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعزيز النظام السوري.وقالت غارديان إن ترامب أكد مجددا أن تحالفا مع روسيا وسوريا لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هو السياسة التي يفضلها للتعامل مع الأزمة السورية.ونقلت عن ترامب قوله لصحيفة وول ستريت جورنال إنه لا يحب الأسد مطلقا، "لكن تعزيز نظامه هو الطريق الأفضل للقضاء على التطرف الذي ازدهر في فوضى الحرب الأهلية والذي يهدد أميركا"، كما نقلت أيضا تأكيد ترامب تحسين العلاقات مع روسيا.
#المشهد الفلسطيني:
ربما الحال كما هو عليه في فلسطين،فالمشهد السياسي لم يطرأ عليه الكثير من التغيير.حصار مستمر في غزة،توسع الاستيطان في الضفة،والاعتداءات اليومية على الفلسطينيين...عناوين لطالما كانت الخبز السياسي اليومي داخل فلسطين المحتلة،والتي اشتعلت فيها في القترة الاخيرة نقاشات وتكهنات كثيرة حول ما اطلق عليه بمؤتمر لايجاد حل للدولتين(فلسطين والكيان الصهيوني) وما رافقها من تداعيات ليأتي فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الامريكية ليحدد نوعا ما بوصلة السياسة في منطقتنا الملتهبة.
*الحصار على غزة:
استمر الحصار على قطاع غزة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية،وعبر كافة المنافذ: جواً وبراً وبحراً.والجديد هذا الشهر هو دعوة قناصل 22 دولة أوروبية في القدس ورام الله اليوم الثلاثاء، إلى اتخاذ خطوات سريعة لتخفيف حدة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.وأجرى هؤلاء زيارة تفقدية إلى قطاع غزة استمرت عدة ساعات بعد أن دخلوا إلى القطاع عبر معبربيت حانون الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.وتفقد الوفد مدرسة للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة ، واجتمع مع وزيرين من حكومة الوفاق الفلسطينية ومسئولين من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.وقال ممثل الاتحاد الأوربي في القدس رالف طراف ، للصحفيين في غزة ، إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ينفذون مشاريع رئيسية لدعم سكان قطاع غزة عبر العمل مع السلطة الفلسطينية والمجتمع المدني وأونروا.وذكر طراف أن هذه المشاريع تعالج عددا من القطاعات مثل التعليم والصحة والمياه والتنمية الاقتصادية.لكنه أكد أن "هذه المشاريع لوحدها ليست كافية لأن الوضع في غزة ما زال غير محتمل وهناك حاجة إلى خطوات سريعة لإحداث تغيير سياسي وأمني واقتصادي جذري من خلال إنهاء الإغلاق مع مراعاة المخاوف الأمنية المشروعة لكافة جيران قطاع غزة".وحث طراف على السماح للسلطة الفلسطينية بممارسة كافة مسؤولياتها تجاه السكان في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس" الإسلامية منذ منتصف عام 2007.كما دعا إلى "وجوب ضمان حرية الوصول إلى غزة، وأن يستمر الحوار مع الإسرائيليين من أجل تقليص الضغط والحصار على غزة والسماح للمنظمات المحلية والدولية بالوصول إلى غزة ".
من جهته قال وزير العمل في حكومة الوفاق الفلسطينية مأمون أبو شهلا إنهم عرضوا على الوفد الأوروبي مشاكل سكان القطاع، خاصة الحصار الإسرائيلي "غير المبرر وغير الأخلاقي".وشدد أبو شهلا على الحاجة إلى تدخل أوروبي ودولي لإنهاء إجراءات إسرائيل "التي تطول كل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية" في قطاع غزة.
*ممارسات العدو:
أدان المجلس الوطني الفلسطيني، مصادقة اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مشروع قانون منع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في القدس المحتلة، محذرا من إدخال المنطقة في أتون حرب دينية.
• أكد خطيب المسجد الأقصى رئيس الهيئة العليا الاسلامية في القدس الشيخ عكرمة صبري، ان مشروع القرار فيما يتعلق بوقف الآذان عبر مكبرات الصوت ، إنما يصب ضمن مخططات الاحتلال الرامية الى تهويد مدينة القدس .
• عبرت فرنسا “عن قلقها الشديد” ازاء مشروع قانون اسرائيلي يمهد الطريق امام تشريع مستوطنات عشوائية بالضفة الغربية المحتلة، داعية اسرائيل الى “احترام التزاماتها الدولية”، وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال:”مشروع القانون هذا، اذا اعتمد، سيشكل مساسا جديدا بحل الدولتين وسيساهم بتصعيد التوتر على الارض بشكل اضافي.
•أدانت الرئاسة الفلسطينية، الحكم الجائر الصادر عن محكمة الاحتلال الاسرائيلي القاضي بسجن الطفل أحمد مناصرة لمدة 12 عاماً، جاء ذلك في بيان صحفي عقب قرار الحكم الصادر بحق الطفل مناصرة، أمس الاثنين، والذي اعتبرته الرئاسة مخالفا لكل المواثيق والأعراف الدولية الداعية لحماية حقوق الأطفال.
•بلدية القدس توافق على بناء 180 وحدة استيطانية جديدة في جيلو.
•اخطار 13 عائلة بالأغوار الشمالية بإخلاء منازلها لإجراء تدريبات عسكرية.
•هدم بناية و 3 منازل في الصلعة والأشقرية بالقدس بذريعة "البناء غير المرخص".
•أكدت عدم شرعية الإجراءات الإسرائيلية في القدس القديمة
•"اليونسكو" ترفض مصطلح الهيكل وتطالب إسرائيل بتسهيل تنفيذ مشاريع الإعمار بالأقصى.
•تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ربط حائط البراق في المسجد الأقصى بالقطار السريع بين تل أبيب والقدس. وذكرت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ اليوم، الثلاثاء، أن وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لمسؤولين في وزارته بتخطيط إطالة خط القطار السريع من تل أبيب إلى القدس بحيث يصل إلى البلدة القديمة وقريبا من حائط البراق.ويأتي هذا القرار بعد أسبوعين من اعتماد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‘اليونسكو’ قرار استنكر ‘قرار إسرائيل الخاص بالموافقة على خطة لإقامة خطي تلفريك في القدس الشرقية’ يصل إلى ساحة البراق.
*الوضع الداخلي:
يبدو الحذر لا زال قائماً في العلاقات بين الاطراف السياسية الفلسطينية.وفي هذا الشهر كان ابرز حدثين على الصعيد الداخلي هما مبادرة حركة الجهاد الاسلامي وتداعيات التمهيد لمؤتمر فتح السابع.
•مبادرة حركة الجهاد الاسلامي:
أكدت مصادر صحفية نهاية شهر اكتوبر أن مبادرة "حركة الجهاد الإسلامي" التي أطلقها الأمين العام الدكتور رمضان عبدالله شلح قد أرخت بظلال من الارتياح بانتظار أن تشق طريقها بالخطوات العملية للتنفيذ، حيث وضعت اليد على الجرح النازف انقساماً وخلافاً.
وقالت الصحيفة إن القوى الفلسطينية وصفت المبادرة بـ "الهامة" وتصب في الاتجاه الصحيح لإخراج الحالة الفلسطينية من مأزقها وترتيب البيت الداخلي، على اعتبار أن اتفاق "أوسلو" هو سبب الانقسام الفلسطيني الحقيقي السياسي والشعبي.
وأضافت أن "مبادرة شلح ركزت على ضرورة إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، وبناء استراتيجية فلسطينية موحدة تقوم على أساس إعلاء شأن المقاومة الموحدة بكل أشكالها، وتوسيع انتفاضة الشباب لتكون انتفاضة شاملة، والتحرر من قيود اتفاق أوسلو وخاصة التنسيق الأمني والتنسيق الاقتصادي، وعدم العودة إلى مربع المفاوضات، بل السير قدماً في نهج المقاومة والانتفاضة، كونه الطريق الأقصر لإنهاء الاحتلال والاستيطان، واستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني..."
في حين أشار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، إلى وجود إجماع فلسطيني على مبادرة حركة الجهاد الإسلامي للمصالحة، وأضاف:”الخروج من الأزمة الراهنة والوضع الفلسطيني المتأزم في الدعوة إلى كلمة سواء في إعادة بناء منظمة التحرير وإلى إعادة بناء وترتيب البيت الفلسطيني على أسس وطنية، وفي إنعقاد المجلس الوطني.
•مؤتمر فتح السابع:
أوضح المتحدث باسم حركة فتح في غزة فايز أبو عيطة، أن المؤتمر السابع للحركة استحقاق تنظيمي، وقال:”الفصائل الوطنية تقول إذا كانت فتح بخير فنحن بخير، واستنهاض فتح هو استنهاض للحالة الوطنية بشكل عام وللقضية الفلسطينية”، مؤكداً أن فتح تعتبر قوتها قوة لكل الفصائل الوطنية.كما اعتبر نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، استنهاض حركة فتح عبر عقد مؤتمرها السابع في نهاية الشهر الجاري، استنهاض للحالة الوطنية بشكل عام، في ظل الحاجة للانتقال إلى استراتيجية وطنية جديدة للخروج من الأزمات الناجمة عن انسداد الأفق السياسي.وفي تعليق اخر أكد قاضي القضاة د. محمود الهباش، أن لمصر الدور المحوري في ملف المصالحة، وهذا ما أكده ابو مازن خلال زيارته إلى الدوحة مؤخراً، بهدف التأثير على موقف حماس، وليس للبحث عن وسيط جديد في هذا الملف الشائك، مشدداً على أن العلاقات المصرية-الفلسطينية لا يمكن أن تتأثر بمحاولات الإساءة لها أو تعكير صفوها.
*ترامب والقضية الفلسطينية:
مع تولي المرشح الجمهوري دونالد ترامب لمنصب الرئيس الأمريكي في مطلع سنة 2017، يكون الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة قد مضى عليه نصف قرن.فهل ستعرف فترة ترامب الجمهوري تغيراً تكتيكياً أو استراتيجياً في الاتجاه السائد في السياسة الأمريكية خلال نصف القرن الماضي؟.ومن خلال رصدنا لمواقف ترامب نراه تارة ايجابيا وتارة اخرى سلبياً للغاية تجاه القضية.
1. أن يفي الرئيس الأمريكي ترامب بما نُقل عنه في حوار صحفي بأنه سيكون وسيطاً “محايداً” بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من ناحية، وشعوره بأن عدم تقديم “إسرائيل” لتنازلات لن يؤدي لسلام في المنطقة من ناحية ثانية، ففي حوار له مع وكالة أسوشييتد برس ادعى أنه سيكون “محايداً”، ثم أضاف متسائلاً “ما إذا كانت إسرائيل مستعدة للتضحية بأشياء محددة”، ويجيب بقوله: “ربما لا، وأنا أتفهم ذلك، وليس لدي مشكلة في ذلك، ولكن لن يكون هناك سلام”. وفي آذار/ مارس 2016 أشار ترامب إلى أن موضوع الاستيطان في الضفة الغربية هو “نقطة خلاف” مع “إسرائيل”، وهو أمر يراه الطرف الفلسطيني موقفاً إيجابياً مع أنه استمرار للموقف الأمريكي التقليدي في هذه النقطة تحديداً.
من ناحية اخرى قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية في كلمة مسجلة ألقاها أمام المئات من أنصاره في القدس المحتلة، إنه "اذا تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة فسنعمل معا لمقاتلة أعداء إسرائيل".وكان المئات من أنصار الجمهوري دونالد ترامب قد اجتمعوا في القدس المحتلة، بدعوة من الحملة الإعلامية لترامب للشؤون الخارجية، وأضاف ترامب في كلمته "أنا أحب إسرائيل، وأقدر وأحترم التقاليد اليهودية، والأهم أن لديكم مرشح يخالجه نفس الشعور".واضاف "إدارتي تقف جنباً إلى جنب مع الشعب اليهودي وقادة "إسرائيل" من أجل مواصلة تعزيز الجسور التي تربطنا، ليس فقط اليهود الأميركيين – "الإسرائيليين"، ولكن أيضاً جميع الأميركيين والإسرائيليين".
اما الغريب في تصريحت ترامب هو ذاك الانقلاب الذي أدخل الرعب في قلوب الصهاينة، فها هو ترامب يغير الاتجاه ويعلن عن عزمه عقد سلام بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، فتبخرت أوهام أقطاب اليمين الصهيوني المتطرف ورهانه على نهاية الدولة الفلسطينية وتكثيف وثيرة الاستيطان في القدس والضفة الغربية، الأمر الذي اعتبره محللون صهاينة كابوسا سيجلب المصائب لـ”الدولة اليهودية”، وبدأ الحديث عن ضرورة توجه تل أبيب نحو موسكو لتمتين العلاقات معها بدل أمريكا التي لا يمكن الوثوق بها، وبدأ بعض الباحثين اليهود ينبشون في جذور ترامب الألمانية علهم يجدون شعرة مخفية تربطه بالنازية ومعاداة السامية لمهاجمته.
وهنا يبرز سناريوهان ربما يرسما الواقع الفلسطيني بظل استلام ترامب للسلطة الامريكية وهما:
السيناريو الاول: السيناريو الممكن:
وهو السيناريو الذي يفترض أن السياسة الأمريكية ستبقى على حالها، وافتراضات هذا السيناريو تقوم على الآتي:
1. تأكيد الانحياز الأمريكي المعلن، وهو ما يتضح في تصريحات ترامب المختلفة عما سبق وروده في السيناريو السابق، حيث أكد ترامب في عدد من المناسبات على:
أ. موضوع الاستيطان: قال ترامب لصحيفة ديلي ميل في آذار/ مارس 2016 أنه “قد يكون الحياد أمراً غير ممكن، وعلى إسرائيل السير قدماً في بناء المستوطنات في الضفة الغربية”، وهذا التصريح من ترامب أمر يتناقض مع السياسة الأمريكية المعلنة ومع رأي المستشار القانوني للحكومة الأمريكية منذ ظهور مشكلة المستوطنات، ففي السابق كانت الولايات المتحدة تعلن رفضها لسياسة الاستيطان، لكنها لم تتخذ أي إجراء عملي للضغط على “إسرائيل” لوقف هذه السياسة، وهنا نجد أن ترامب قد انتقل خطوة أكثر استرضاء لـ”إسرائيل”.
ب. كان ترامب في سنة 2013 من المؤيدين لترشيح بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يعني أن موقفه سيكون استمراراً لموقفه السابق في ظلّ هذا السيناريو.
2. أن الكونجرس الأمريكي والذي يسيطر الجمهوريون على جناحيه له دور كبير في السياسة الخارجية الأمريكية، ولا تشير مواقف هذا الحزب لأي تغير تجاه الموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما يجعل قدرة الرئيس على إحداث تغير استراتيجي أقل إمكانية حتى لو افترضنا أن لديه رغبة في ذلك.
السيناريو الثاني: السيناريو الأسوأ فلسطينياً (والأفضل إسرائيلياً):
وتتمثل افتراضات هذا السيناريو بما يلي:
1. أن يتجه ترامب نحو تغيرات استراتيجية في تعامله مع أبعاد الموضوع الفلسطيني على النحو التالي:
أ. القدس: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والإقرار بالقدس كاملة عاصمة لـ”إسرائيل”، وهو ما وعد به خلال حملته الانتخابية، مع الأخذ في الاعتبار أن عدداً من الرؤساء الأمريكيين السابقين وعدوا خلال الحملات الانتخابية بنقل السفارة لكنهم لم يفعلوا ذلك.
ب. التخلي عن فكرة حلّ الدولتين: فقد أبلغ مستشار ترامب للشؤون الإسرائيلية ديفيد فريدمان صحيفة هآرتس الإسرائيلية في حزيران/ يونيو 2016 أن ترامب “قد يؤيد فكرة ضمّ بعض أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل وأن إقامة الدولة الفلسطينية ليست أمراً حتمياً على الاطلاق”. وأضاف فريدمان “لست معنياً بدولة ثنائية القومية لأن أحداً لا يعرف بالضبط كم من الفلسطينيين يعيشون هناك”، وهو تصريح يشكل خروجاً ثانياً عن السياسة الأمريكية المعلنة منذ الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش.
2. اتساقاً مع توجهاته لتخفيض المساعدات الخارجية للدول الفقيرة، قد تطال هذه السياسة المساعدات الأمريكية للفلسطينيين لا سيّما للسلطة الفلسطينية، وهو أمر قد يجد دعماً كبيراً من الكونجرس الأمريكي، الذي كثيراً ما ربط بين التنازلات من الطرف الفلسطيني وبين المساعدات في الفترات السابقة خصوصاً منذ توقيع اتفاقية أوسلو.
3. إن معارضة ترامب للاتفاق النووي مع إيران يتلاقى مع الرغبة الإسرائيلية، وقد تجد “إسرائيل” في ذلك فرصة للانقضاض على قوى المقاومة “ذات العلاقة بمستوى أو آخر مع إيران”، مثل حزب الله والجهاد الإسلامي وحركة حماس، وهو ما يعني أن غزة قد تشهد عدواناً إسرائيلياً جديداً متدثراً بضرب امتدادات إيران في المنطقة، وهو أمر سيجد له هوى لدى ترامب.
#خاتمة:
من خلال قراءتنا للمشهدين السوري والفلسطيني على الصعيد السياسي،لم نرَ تغيراً جذرياً في تطور الواقعين.فالاعتداءات من اعداء الخط الممانع(داعش والنصرة واسرائيل)!! لا زالت السمة المشتركة بين المشهدين،وكذلك هو حال الحصار ايضاً.الا ان ما يميز هذه الفترة بالذات هو انتخاب دونالد ترامب الشخص المتقلب بحسب وعوده الانتخابية ،ما يجعل من المشهدين بحالة انتظار ما ستؤول اليه الامور بعد تسلمه رسمياً سدة الرئاسة الامريكية.ومن هذا الوقت الى حينها لا ارَ تغيراً استراتجياً سيحصل في المنطقة الملتهبة.حيث تعيش المنطقة حالة الترقب الحذر،وعلى وقع المشهدين ننتظر آفاقاً جديدة للاعبين ربما جدد في المنطقة رغم حالة عدم الثقة التي يتبناها محور المقاومة تجاه الادارة الامريكية.
المشهد السياسي الفلسطيني السوري وتكهنات المرحلة القادمة
Tags:
أعلامي وناشط ومدون
بلال مشلب
0 comments: