تساءل الكاتب البريطاني جدعون راخمان، عن إمكانية فوز زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني المتطرف، مارين لوبان، بمنصب الرئاسة، غداة فوز دونالد ترامب في أمريكا؟
ونبه «راخمان»، في مقاله بالـفاينانشيال تايمز، إلى أنه بحسب نتيجة الانتخابات التمهيدية لـيمين الوسط الفرنسي، فإن ثمة احتمالا أن تخوض مارين لوبان دورا ثانيا في الانتخابات في مايو المقبل ضد أيّ من «فرانسوا فيون» أو «ألان جوبيه»، وكليهما على شاكلة شخصيات مؤسسة هيلاري كلينتون- بحيث يُعتبران خصمَين مثاليين لزعيمة الحزب اليميني المتطرف مارين لوبان.
وأكد «راخمان»، أن آثار فوز اليمين المتطرف في فرنسا بالرئاسة ستكون قوية على صعيدَي السياستين الأوروبية والعالمية؛ فقد تقود إلى انهيار الاتحاد الأوروبي، ذلك أن مارين لوبان ترغب في أن تسحب فرنسا من العملة الموحدة الأوروبية وأن تعقد استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي.
وقال «راخمان»، إنه حتى لو عمدت مارين لوبان إلى تخفيف حدتها بعد توليها الرئاسة، فإنه من الصعب تخيّل الطريقة التي يمكن أن تتعامل بها المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل مع زعيمة فرنسية قومية استبدادية، وفي ظل وقوف كل من ألمانيا وفرنسا على طرفي نقيض فإنه يمكن عودة الخلاف الفرنسي-الألماني إلى قلب السياسة الأوروبية.
وأضاف «راخمان»، أن الآثار العالمية لفوز مارين لوبان بالرئاسة ستكون حادة؛ فسيكون أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين إمّا حكومات غير ديمقراطية أو حكومات ديمقراطية تحت قيادات قومية يمينية، وفي ظل مثل تلك الظروف يمكن أن يتقوض النظام القانوني الدولي، وقد يعود مرة أخرى يميني الصبغة.
ولفت الكاتب، إلى أن أمرًا مثل فوز مارين لوبان بالرئاسة الفرنسية لم يَعُدْ مستبعدا بعد تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» وتصويت الأمريكيين لصالح دونالد ترامب، وما قيمة نتائج استطلاعات الرأي التي لا تزال تظهر خسارة مارين لوبان في الدور الثاني من الانتخابات؟
وعلى الرغم من ترحيب مارين لوبان بفوز ترامب بالبيت الأبيض ومن دعم مستشاري ترامب لها، إلا أن ثمة اختلافات هامة بين «ظاهرتَي» ترامب ولوبان، بحسب راخمان، منها أن حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه لوبان هو موجود منذ عقود على الساحة السياسية ومعروف لدى الناخبين، بخلاف المستر ترامب؛ كما أن ذكريات فرنسا المريرة عن النظام الـ«فيشي» الديكتاتوري (1940-1944)- هذه الذكريات تقول إن فرنسا محصنة ضد سياسات اليمين المتطرف أكثر من الولايات المتحدة.
واستدرك «راخمان»، بالإشارة إلى أنه على الجانب الآخر، رغم ذلك، ثمة احتمالية أن الناخبين الفرنسيين الذين كانوا يخشون أن يؤدي انتخاب مارين لوبان إلى تحويل بلادهم إلى دولة منبوذة دوليا- هؤلاء الناخبين قد يشعرون الآن أن فوز المستر ترامب قد منحهم «ترخيصا» بالتصويت لصالح اليمين المتطرف «لوبان».
وأكد صاحب المقال، أن الظروف الموضوعية المؤهلة لتحوّلٍ صوب القومية الاستبدادية هي أشدّ وضوحًا في فرنسا منها في الولايات المتحدة؛ ذلك أن فرنسا تعرضت لهجمات إرهابية شرسة على أيدي متطرفين راديكاليين، كما أن ثمة أعدادًا ضخمة من المسلمين المهمشين في معظم المدن الفرنسية الكبرى، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة بين عموم السكان الفرنسيين إلى أكثر من نسبة 10 بالمائة.
فوق كل ذلك، فإن المؤسسة السياسية في فرنسا لا تحظى بشعبية؛ وسجلت شعبية الرئيس فرانسوا هولاند مؤخرا انخفاضا مذهلا عند نسبة 4 بالمائة، باختصار يمكن القول إن الأجواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية لا يمكن أن تكون مهيأة بشكل أفضل من ذلك لصالح *مارين لوبان.
*مارين لوبان (بالفرنسية: Marine Le Pen), (ولدت في 5 أغسطس 1968، نويي سور سين، أعالي السين) هي سياسية فرنسية وهي ابنة اليميني جان ماري لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية ورئيسه السابق، وعمة ماريون مارشال لوبان.
ونبه «راخمان»، في مقاله بالـفاينانشيال تايمز، إلى أنه بحسب نتيجة الانتخابات التمهيدية لـيمين الوسط الفرنسي، فإن ثمة احتمالا أن تخوض مارين لوبان دورا ثانيا في الانتخابات في مايو المقبل ضد أيّ من «فرانسوا فيون» أو «ألان جوبيه»، وكليهما على شاكلة شخصيات مؤسسة هيلاري كلينتون- بحيث يُعتبران خصمَين مثاليين لزعيمة الحزب اليميني المتطرف مارين لوبان.
وأكد «راخمان»، أن آثار فوز اليمين المتطرف في فرنسا بالرئاسة ستكون قوية على صعيدَي السياستين الأوروبية والعالمية؛ فقد تقود إلى انهيار الاتحاد الأوروبي، ذلك أن مارين لوبان ترغب في أن تسحب فرنسا من العملة الموحدة الأوروبية وأن تعقد استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي.
وقال «راخمان»، إنه حتى لو عمدت مارين لوبان إلى تخفيف حدتها بعد توليها الرئاسة، فإنه من الصعب تخيّل الطريقة التي يمكن أن تتعامل بها المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل مع زعيمة فرنسية قومية استبدادية، وفي ظل وقوف كل من ألمانيا وفرنسا على طرفي نقيض فإنه يمكن عودة الخلاف الفرنسي-الألماني إلى قلب السياسة الأوروبية.
وأضاف «راخمان»، أن الآثار العالمية لفوز مارين لوبان بالرئاسة ستكون حادة؛ فسيكون أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين إمّا حكومات غير ديمقراطية أو حكومات ديمقراطية تحت قيادات قومية يمينية، وفي ظل مثل تلك الظروف يمكن أن يتقوض النظام القانوني الدولي، وقد يعود مرة أخرى يميني الصبغة.
ولفت الكاتب، إلى أن أمرًا مثل فوز مارين لوبان بالرئاسة الفرنسية لم يَعُدْ مستبعدا بعد تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» وتصويت الأمريكيين لصالح دونالد ترامب، وما قيمة نتائج استطلاعات الرأي التي لا تزال تظهر خسارة مارين لوبان في الدور الثاني من الانتخابات؟
وعلى الرغم من ترحيب مارين لوبان بفوز ترامب بالبيت الأبيض ومن دعم مستشاري ترامب لها، إلا أن ثمة اختلافات هامة بين «ظاهرتَي» ترامب ولوبان، بحسب راخمان، منها أن حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه لوبان هو موجود منذ عقود على الساحة السياسية ومعروف لدى الناخبين، بخلاف المستر ترامب؛ كما أن ذكريات فرنسا المريرة عن النظام الـ«فيشي» الديكتاتوري (1940-1944)- هذه الذكريات تقول إن فرنسا محصنة ضد سياسات اليمين المتطرف أكثر من الولايات المتحدة.
واستدرك «راخمان»، بالإشارة إلى أنه على الجانب الآخر، رغم ذلك، ثمة احتمالية أن الناخبين الفرنسيين الذين كانوا يخشون أن يؤدي انتخاب مارين لوبان إلى تحويل بلادهم إلى دولة منبوذة دوليا- هؤلاء الناخبين قد يشعرون الآن أن فوز المستر ترامب قد منحهم «ترخيصا» بالتصويت لصالح اليمين المتطرف «لوبان».
وأكد صاحب المقال، أن الظروف الموضوعية المؤهلة لتحوّلٍ صوب القومية الاستبدادية هي أشدّ وضوحًا في فرنسا منها في الولايات المتحدة؛ ذلك أن فرنسا تعرضت لهجمات إرهابية شرسة على أيدي متطرفين راديكاليين، كما أن ثمة أعدادًا ضخمة من المسلمين المهمشين في معظم المدن الفرنسية الكبرى، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة بين عموم السكان الفرنسيين إلى أكثر من نسبة 10 بالمائة.
فوق كل ذلك، فإن المؤسسة السياسية في فرنسا لا تحظى بشعبية؛ وسجلت شعبية الرئيس فرانسوا هولاند مؤخرا انخفاضا مذهلا عند نسبة 4 بالمائة، باختصار يمكن القول إن الأجواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية لا يمكن أن تكون مهيأة بشكل أفضل من ذلك لصالح *مارين لوبان.
*مارين لوبان (بالفرنسية: Marine Le Pen), (ولدت في 5 أغسطس 1968، نويي سور سين، أعالي السين) هي سياسية فرنسية وهي ابنة اليميني جان ماري لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية ورئيسه السابق، وعمة ماريون مارشال لوبان.
0 comments: