Wednesday, November 23, 2016

دبلوماسية الجولف.. ترامب والصفقات السياسية الحديثة

دبلوماسية الجولف.. ترامب والصفقات السياسية الحديثة
Image result for ‫كاونتر بانش‬‎

كاونتر بانش – التقرير 

الاتصال بالفائزين في الانتخابات لتهنئتهم، أمر طبيعي لقادة العالم، وما فعله ترامب، هو وضع القادة الذين يريدون صداقته في حيرة من أمرهم . ورأى البعض أنه ينطبق عليه وصف عائلة كلينتون وباراك أباما، بأنه غير مرغب فيه في الانتخابات.
بعد الرهان بأن الوضع سيستمر مع هيلاري كلينتون، حاول رئيس الوزراء الأسترالي “مالكوم ترنبول” التأكد من التواصل مع ترامب.. وبفعل ذلك أظهر قبول نظرية “البجعة السوداء” للسياسة الأمريكية، الخاصة بصعبة التنبؤ بالأحداث.
لكن بعد 8 نوفمبر، حدث تغيير في الوضع بخصوص العلاقات، كيف سيتواصل الحلفاء، الذين يخدمون مصالح أمريكا في منطقة آسيا والمحيط الهادي، مع رئيس أمريكا القادم؟
وكانت الظروف ضاغطة، وسعى لاعب الجولف الاسترالي السابق “جريج نورمان” للتوسط، مقترحًا أن دبلوماسية الجولف ستكون البداية، وسيبدأ “نورمان” الاتصال مع نظرية البجعة السوداء، مع سياسات الرئيس الأمريكي الجديد.
“نورمان”، الذي يملك علاقات جيدة مع “ترامب”، ومستثمر في رياضة الجولف، أصبح فجأة ذو صلة بالسياسة، ووفق سياسة “ترامب”، فإن قيمة شخص مشهور، كأصل سياسي، ينمو باضطراد.
ووفقًا لرويترز، فإن التواصل بين “ترامب” و “نورمان” مكّن “ترنبول” من بين عدد من القادة المنتظرين، مثل بريطانيا واليابان، تمكن من التواصل مع الرئيس المنتخب، بعد فوزه غير المتوقع.
ويعد هذا التحول الشخصي أمرًا مهمًا. حيث أن رئاسة وزراء ترامب وجميع عملياته، وكذلك أعمالها وعلاقاته في الماضي، ستكون لها مسعى شخصي، وسيتم وضع الثقة بها .
أن تجعل ترامب يسمع لك، أو تكون على معرفة معه، سيعد أفضل من الحصول على درجة كبيرة من أهم الجامعات، ويمكن أيضًا أن يجعلك قائد بارز في بلد أخرى. ويعد تجاوب “ترنبول” لوصول نورمان لترامب، أخفى قليلاً حقيقة كونه سياسيًا عديم الجدوى. ولم يكن تواجد “ترنبول” كسياسي ورئيس وزراء، لكن كرجل أعمال يفكر في شروط اتفاقية.. باختصار كان يتصرف مثل ترامب.
وحاول الشرح لوسائل الإعلام الأسترالية، قائلاً إنه في السياسة والدبلوماسية، يستخدم السياسي العديد من وسائل التواصل، موضحاً أن لدى أستراليا العديد من العظماء للتواصل، مثل “جريج نورمان”
واستطاع “نورمان” تقديم أوراق اعتماده، حيث أنه، وفقاً لـ”ترنبول”، فإنه شخص رائع، دعا لتقوية العلاقات والتحالف الأمريكي الأسترالي، ويعد كذلك أحد أهم الأستراليين، الذين يعيشون خارج البلاد.
ويعد هذا عصر الشعبويين وقادة الموظفين، وكان ذلك أمرًا لا مفر منه، بعد الازمة الاقتصادية العالمية في 2008 . حيث أنه على سبيل المثال، أصبح الرئيس الروسي “فلادمير بوتين”، أحد هؤلاء الذين يديرون من نظرة أقل وطنية، وأكثر عصبية كرئيس تنفيذي لمجموعة من المدراء . وأصبحت الصفقات وشبكات العلاقات هي كل شيء .
ويعتبر الرئيس الفلبيني “رودريجو دوتيرتي” شخصية تتشابه مع “ترامب” في الغرابة. حيث أنه يقوم بترتيبات سيئة، محاولة تفتيت في الظلام للحلفاء، ويأتي ذلك من منطلق سعيه للمصالح الذاتية. في حين أن ذلك يعد كارثيًا لبعض الأوضاع، مثل دور القانون، فإن ” دوتيرتي” سبّب توترات في العلاقات التقليدية، بين مانيلا وواشنطن، في حين حاول استيعاب الصين.
ويخشى المنطق الأكاديمي والتحليل الواعي من ظهور مثل هذه الشخصيات، ويلجأ إلى النظرية المبتذلة بشأن سلوكيات الدولة، وذلك من وجهة نظر منطقية وعملية. وهذا يوضح قليلاً الطبيعة الشخصية للمؤسسات حاليًا، حيث أن القائد الذي لديه كاريزما، أصبح شيئًا طبيعيًا للدول، وهذه الحالة تمكنت من الظهور في أمريكا.
في حين تعتبر دبلوماسية الجولف ميزة، وجانب غير مدروس من نظرية العلاقات الدولية، لكن حان الوقت أن تكون جانبًا رئيسيًا.
والقى ترامب بقواعد اللعبة السياسية التقليدية، الموضوعة من خبراء في الدبلوماسية والسياسات. ويعتبر الوحيد المسموح له في الطاقم الجديد، هو ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين لترامب .
وتعتبر السياسة الآن هي انتظار المبادرة القادمة، والقرار القادم، والتخلص من خطط المعارك، التي تم تجهيزها منذ عقود. حيث أنه من الأفضل لعب الجولف أو تناول الطعام في مطعم لائق، لمقابلة المصادر. ويعد هذا الوضع مرعبًا ورائعًا للعاملين في إدارة ترامب.

http://www.counterpunch.org/2016/11/22/golf-diplomacy-trump-and-the-deal-of-modern-politics/
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: