Monday, November 14, 2011

لهذه الاسباب سيفشل استعمال " الجامعة العربية" ضد سوريا

الإثنين 14 تشرين الثاني 2011، آخر تحديث 11:43 امين حطيط - "الثورة" السورية

في جلسة استماع امام الكونغرس شكا السفير الاميركي في دمشق من تماسك الجيش السوري و انضباطه و التزامه لاوامر السلطة السياسية بقيادة الرئيس الاسد ، و بعد ان تحقق اوباما من ان السلطة السياسية محتضنة من قبل اكثرية الشعب السوري و يئس من ان تؤدي الحركة الشعبية المزعومة الى اسقاط الرئيس كما يريد ، قام و بكل بساطة ليحل نفسه مكان الشعب السوري و يسقط شرعية الرئيس و كانه هو من يعينه او يعزله ، و عندما عينت اميركا مجلس اسطمبول و اسمته "المجلس الوطني السوري " ليكون ممثلا للشعب السوري ، و ردت سوريا على الفعل بما يقتضيه من حزم ، لم يتجرأ احد في العالم على الاعتراف بهذا المجلس اللقيط ، و عندما حاول الناتو بالقيادة الاميركية تهيئة البيئة السورية للتدخل العسكري على غرار ما حدث في ليبيا و تصدت مجموعة "البريكس" للقرار بالفيتو المزدوج فكر الغرب بطريق اخر لدتدمير سوريا اولا و وضع اليد عليها ثانيا فكانت خطة التحضير للحرب الاهلية التي تنفذ تحت عنوان كذبة اسمه "حماية المدنيين ".
هذه العناوين – الاهداف الاساسية للغرب في تعاطيه و "ادارته " للازمة السورية " جمعت كلها في قرار واحد نطق به القطري المشهود له بالتزامه بالاوامر الاميركية و الصداقة لاسرائيل ، فجاء قرارا خلافا لميثاق الجامعة العربية و يهدف الى تحقيق ما عجزت اميركا عن تحقيقه خلال الاشهر الثمانية من عمر ما افتعل في سوريا من اضطرابات ،لقد شاءت اميركا من قرار الجامة العربية الاخير بحق سوريا :
- تنصب ممثل للشعب السوري بقرار اميركي ليكون في مرحلة اولى الند للسلطة الشرعية التي علق قبول مشاركة و فودها في الجامعة في حين دعيت "المعارضة" – و طبعا يعنى هنا بالمجلس المصنع غربيا – الى الاجتماع مع الامين العام تمهيدا للاعتراف به عربيا ثم اعتباره ممثلاً لسوريا في الجامعة العربية .
- شق الجيش العربي السوري الذي اظهر انه فعلا انه مؤسسة "حماة الديار " و هم يعولون على شق الجيش لدفع البلاد نحو الانقسام و الحرب الاهلية و يكون للمجلس المصطنع قاعدة شعبية يستند اليه و يتصدى للدفاع عنها ثم يكون له – على ما يخططون منطقة يستقل بادارتها و فرض سيطرته عليها في موادهة السلطة الشرعية القائمة .
- التهديد و التلويح بتدخل اجنبي عسكري و غير عسكري في سوريا ، فضلا عن المحاصرة الاقتصادية .
و بالتالي فان الوظيفة الاستراتيجية ، الحقيقة لقرار الجامعة العربية هي محاولة التعويض عن الفشل الغربي حيال الازمة السورية حتى الان و ايجاد فرص ما يسمى "الحل البديل" عبر خلق البئية التي:
- تدفع سوريا نحو حرب اهلية تدمر البلاد، بعد ان عجز الغرب عن تنفيذ ذلك مباشرة بطائراته و صواريخه كما فعل في افغانستان و العراق و ليبيا .
- تمنع اخراج سوريا من ازمتها موحدة قوية محتفظة بموقعها و دورها الاستراتيجي و الجيوساسي و الذي عطل في تموضعه المركزي في جبهة المقاومة نجاح المشروع االغربي .
- تمنح الغرب و اميركا الفرص و الوقت الاضافي لترتيب اوضاعهم في الشرق الاوسط بعد الانسحاب الانهزامي من العراق المرتقب في اخر هذا العام ، لان في اشغال سوريا بنفسها ، تجنب لقوتها المعرقلة لمشاريعهم .
هذا ما رمى الغرب اليه بالقرار الاميركي الصادرباللغة العربية فهل سينجح التصرف و يحقق المفاعيل المرجوة غربيا ؟
من الواضح ان موطن المفاعيل الاساسية للقرار سيكون في عناوين ثلاثة : الشعب السوري ، الجيش العربي السوري ، النظام بمؤسساته الدستورية المختلفة و هنا تبرز اهمية خاصة للمنظومة او السلك الدبلوماسي السوري .
في الدراسة للعناصر ذات الصلة و المتغيرات القائمة في المنطقة نرى ان القرار سيكون عقيم المفاعيل في ظل الواقع التالي :
- على الصعيد الشعبي : شكل الرد الجماهيري السوري مباشرة بعد اعلان القرار ، و حناجر ملايين السوريين التي خرقت السحاب تنديدا بقرار الجامعة و تمسكا بالوحدة الوطنية و رفضا للاقتتال الداخلي ، و سعيا نحو اصلاح حقيقي يبقى سوريا لاهلها و يمنع تحولها كما هو حال دول الخليج (ذات الانظمة الاستبدادية الملكية ) الى كيانات سياسية هشة يديرها الغرب و يقيم فيها القواعد العسكرية الدائمة .
- على الصعيد العسكري : فان من الاكيد ان الجيش السوري و هو الجيش القومي العقائدي الذي نشيء على القواعد و المبادئ االوطنية السامية لن يستجيب لاماني و املاءات الخارج و لن يحقق اهداف المؤامرة و انه مستمر في المواجهة و على خطين ذاتي و يعنى به الاستمرار في الوحدة و التماسك و الانضباط في تنفيذ قرارات السلطة السياسية و القائد الاعلى للجيش و القوات المسلحة ، و وظيفي ميداني عبر الاستمرار في التصدي للعمليات الارهابية و محاولات تفتيت الوطن لدفع الشعب للاقتتال الداخلي ، و المتغير الوحيد الذي نعتقد بحصوله هنا يتعلق فقط بالسرعة في معالجة بعض المظاهر المسيئة للوطن و اجتثاثها مع تقبل تحمل المزيد من الخسائر حماية للمدنيين .
- على صعيد السلطة و النظام و مؤسساته ، نرى ان الدولة السورية اذهلت العالم بتماسكها فضلا عن اتقانها اختيار الاساسيين ممن يتولى الشأن العام بصورة عامة او لتمثيل سوريا في الخارج . الامر الذي لا يثير قلقا في المستقبل في مسالة التماسك و الفعالية .

اما المسائل الاخرى من قبيل القول بان قرار الجامعة فتح الباب امام مجلس الامن لاتخاذ قرار بالتدخل في سوريا لحماية المدنيين و ارسال الناتو للتنفيذ ، او للقول بانه سمح لتركيا بان تقوم نيابة عن العرب بقيادة الميدان و تجميع الارهابيين و دعمهم او القول بان التضييق الاقتصادي على سوريا سيدفع الشعب للتراجع عن احتضان الحركة الاصلاحية التي يقودها النظام ، كل هذا لا نرى له فرصا للتحقق في الواقع لاعتبارات تتعلق بموازين االقوى الدولية و الاقليمية التي عطلت مجلس الامن و كبلت الناتو و غلت اليد التركية و منعت تشكل السد المحكم الاغلاق بوجه الاقتصاد السوري .
لذا نرى ان الاميركي الذي شاء القرار 1559 من اجل تنصيب حاكم في لبنان خاضع له و تجريد لبنان من عنصر قوته- المقاومة - ليتمكن من تحويله الى مستعمرة و قاعدة انطلاق لصياغة الشرق الاوسط الاميركي،هذا الاميركي املى على الجامعة العربية - التي يتخذها مطية و اداة لتنفيذ سياسته في دنيا العرب – قراراً من نفس الطبيعة ،و لجأ اليها بعد ان فرضت عليه ذلك متغيرات دولية تسببت باقفال مجلس الامن بوجهه ، فجاء القرار لتنصيب حاكم على سوريا من العملاء ، وضرب العامود الفقري للقوة السورية – الجيش العربي السوري – بدعوته التمرد ، و دفع البلاد الى التآكل بالاقتتال ليسهل عليه تحويلها الى مستعمرة و لكن ........هل سينجح ؟
بواقعية نقول ، ان مصير القرار الاميركي الجديد ، لن يكون احسن حالا من مصير القرار 1559 ، وكما استمر الرئيس العماد لحود حتى الثانية الاخيرة من ولايته و بقيت المقاومة على سلاحها و هزمت به اسرائيل في العام 2006 ، و ثبت موقع لبنان المستقل عن الارادة الاميركية حتى كاد صوته يكون وحيدا في الجامعة العربية لدى نطقها بالقرار الاميركي ، نتوقع ان تنتصر سوريا بقوتها الذاتية المتمثلة بشعبها و جيشها مدعومة بقوة "منظومة المقاومة" و "مجموعة البريكس" اللتان تخوضان معها حربها الدفاعية التي هي حربهم جميعا ، و ستبقى سوريا قلعة تتكسر عند صخورها المشاريع الغربية .

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: