Tuesday, December 20, 2011


 

شؤون دولية

التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية 5

المقدمة:

انتظرت مراكز الفكر والابحاث الاميركية صدور تقرير هيئة الطاقة النووية الدولية الذي اضحى مركز اهتمامات نشاطاتها طيلة الايام القليلة الماضية، لا سيما لناحية الترويج لحرب وشيكة على ايران لتدمير مكونات برنامجها النووي.


 

تصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS تغطية ايران للحض على ضرورة التحرك قبل استفحال برنامجها النووي ووصوله نقطة اللاعودة. وحذر بالقول ان "حيازة ايران لمكونات الاسلحة النووية والقدرة على تسليح صواريخها وطائراتها بتلك الاسلحة يشكل تهديدا فائق الشدة للمخططات الاميركية والعربية والاسرائيلية والدولية. فالتوصل الى تحديد عناصر التهديد وادراكها بدقة أمر بالغ الحساسية، على الرغم من ان العناصر الاساسية للتصورات الاسرائيلية والاميركية و(دول) الخليج – يرافقها تصورات صناع القرار في دول اخرى – يبدو تحديدها ضربا من المستحيل على مستوى تصنيف ما دون سرّي."

وناشد مركز ويلسون Wilson Center صناع القرار بفرض مزيد من العقوبات على ايران، قائلا "ان التداعيات الفورية لتقرير الهيئة الدولية للطاقة تمضي باتجاه فرض عقوبات مشددة ضد ايران، وهو الخيار الذي تدعمه اسرائيل. اما في حالة ان التقرير لم يجد له صدى مقنع، سيكون هناك تقرير آخر ينطوي على معلومات اكبر حجما سيفرج عنه في شهر شباط/فبراير المقبل. وعقب ذلك، خاصة ان تعذر الوصول الى مجمع فودرو لتخصيب اليورانيوم، الوقود الضروري لتزويد الطاقة ولكن ليس لانتاجها وانتاج القنبلة (النووية) معا، فان الازمة النووية الايرانية قد تنحو باتجاه ازمة ساحقة."

وتناول ايضا مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations البرنامج النووي الايراني عقب صدور تقرير هيئة الطاقة الدولية، قائلا "ان ايران عاقدة العزم على المضي بمجالات الابحاث والتطوير للاسلحة النووية بطريقة منهجية" لكنها لا تقترب من تأكيد ما اذا كانت حقيقة تمتلك مثل تلك الاسلحة. وقال احد خبراء المجلس في شؤون الطاقة النووية، مارك غيبز، يخرج المرء " ان وضعت كافة تلك العناصر المذكورة في سياق متصل بانطباع يؤدي للاستنتاج بوجود برنامج للاسلحة النووية. وهو أمر مثير للقلق الشديد." واضاف ان البرنامج النووي تتم ادارته ليس بعناصر مدنية حصرا كما تدعي ايران، بل "هناك تداخل معقد بين الجهات العسكرية والمدنية المشرفة على تطوير الطاقة النووية."

واستكمالا للمسار السابق، دأب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS على بحث مسألة الصراع الاميركي الايراني من بوابة المنافسة بينهما على النفوذ الاقليمي. وقال انه بالنظر الى ساحات التنافس الاخرى في اميركا اللاتينية وافريقيا فان "التوجه الاميركي يسعى الى دحر محاولات ايران لتوسيع نطاق شبكاتها العاملة في بلدان تلك المناطق والتي اغلبها موجه للدول التي تحظى بالدعم والتجارة مع اميركا او التي تفتقر الى ارضية ايديولوجية خلافية مع سلوك الولايات المتحدة. اما العروض الايرانية لدول الاطراف فانها تحمل في طياتها امكانية اضعاف المحاولات الاميركية لاحتواء وعزل ايران، اذ ان شبكة العلاقات الايرانية هشة وقد تكون وهمية. وتبقى المسألة المطروحة ما اذا كان بوسع طهران تنفيذ وعودها والتزاماتها التنموية التي قطعتها لشركاء محتملين او ان كان بوسعها مأسـسة شراكتها مع دول الاطراف بعيدا عن اقتصارها على العلاقات الشخصية مع رؤساء الدول. المخطط الايراني لاعادة تشكيل النظام الدولي المعادي للنموذج الراهن بقيادة الغرب يبقى هدفا لبعض الحكومات المهمشة ومن غير المتوقع ان يلقى ترحيبا يتيح له التمدد."

وتجدر الاشارة الى انه بعد مقتل القذافي، تحولت جهود بعض مراكز الفكر والابحاث الاميركية الى معالجة قضايا اخرى غير المسألة الليبية. الا ان معهد دراسة الحرب Institute for the Study of War ابقى على مركزية اهتمامه من زاوية ما قد تحقق في مرحلة ما بعد الحرب الاهلية هناك. اذ تناول التغيرات السياسية، ومحاولات احضار سيف الاسلام القذافي لمواجهة العدالة، واستعادة الصناعة النفطية نشاطاتها والازمات الدائرة المستمرة مع الميليشيات المسلحة. وحول مسألة الميليشيات، قال المعهد "اشتبك عدد من الجماعات المتمردة مع بعضها بعضا في محيط مطار العاصمة في اللحظة التي سعت فيها مجموعة من ثوار المنطقة الشرقية الى الاستيلاء بالقوة على طائرة مغادرة وتحويل وجهة سيرها باتجاه بنغازي. وقال انيس شريف الناطق بلسان رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بالحاج، ان المجلس العسكري دون قصد قد "ترك العاصمة في حالة فراغ سياسي". وتستمر قوات المتمردين بممارسة عقوبات قاسية نحو المشتبه بهم. واصدرت هيئة مراقبة الحقوق المدنية تحقيقا في 30 تشرين 1/اكتوبر الماضي يتهم فيه مقاتلي المعارضة من مصراتة القيام بـ "ارهاب" سكان مدينة توارغا ونهب المدينة. كما تتعدد التقارير التي تحدثت عن اعتقالات تعسفية وضرب المحتجزين من قبل مقاتلي المعارضة."

كما تناول معهد هدسون Hudson Institute المسألة الليبية من زاوية المعضلات التي تنتظر ليبيا في سعيها لدمج الميليشيات المختلفة في قوة عسكرية محترفة. وقال ان "تفادي الكفاءة المهنية تبدو حقيقية بعض الشيء بين صفوف مقاتلي الحرية – نموذج شرير او ما يطلق عليه القيام باعمال تجميل ذاتية لليبيا المحررة. لكنها كانت غلطة عجيبة. فالقيثارة لا توازي الجيش، والقيام بالمهمة على عاتق ذاتي لا يتحقق لها النجاح خارج حقل الفنون. ومع كل ذلك، فمن لديه رغبة القيام بدور الطاهي الماهر (الشيف) او طبيب للاسنان او قبطان السفينة في ظل ظروف الطواريء، عليه تعلم ما يمكنه القيام به وتقليد الاساليب العملية للمهنيين. لن يكون باستطاعة المرء الانطلاق على عاتقه والمجادلة والغضب من الاخرين. لكن عددا من المقاتلين اقدم على خطوات شبيهة بتجاهل ارشادات قبطان السفينة في خضم مواجهة عواصف شديدة، بقولهم "نحن ثوار! لا نهاب الموت!" اما المتمردون المهرة – مثل ثوار الفيتكونغ ونمور التاميل- فانهم يتحلون بقدرة هائلة من الانضباط وشغف حقيقي للتدريب وتطوير الذات."

كما سلط مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS اهتمامه على المعضلات طويلة الاجل التي تنتظر الربيع العربي. وحذر بالقول انه اضافة للقضايا صعبة المراس في المدى المنظور لكل دولة على حدة، فان "بعض الدول النفطية ذات النسبة الضئيلة للسكان الاصليين تبدو غير مرشحة لمواجهة معضلات ضخمة للتعامل مع النمو السكاني وارتفاع معدلات البطالة بين الناشئة، وفشل او ضعف مؤسسة الحكم، لا سيما وان جل اهتمام التشكيلات الأمنية منصب على ممارسة اساليب القمع وليس لاعمال الحماية. ويتم التغاضي عن هذه المجموعة من المعضلات وتخفيف وطأتها من قبل العالم العربي والمحللين الاجانب سوية، لكن ينبغي الاقرار بجديتها وحقيقتها مما يعرض جهود التقدم نحو الديموقراطية وحقوق الانسان في معظم اقطار الشرق الاوسط وشمالي افريقيا وكذلك تقويض الأمن والاستقرار هناك. وحتى لو اقدمت (تلك الدول) على اجراء انتخابات مثالية وادخلت اصلاحات اساسية على البنى الامنية القومية، فسيشكل ذلك نقطة انطلاق نحو جولة جديدة من الاضطرابات السياسية الا اذا تم اعطاء تلك القوى اهتمامات اكبر بكثير عما ذي قبل ولحد الآن."


 

تصادف هذه الايام ذكرى ولادة قوات المارينز الاميركية، بعثة الاستكشاف الاساسية للقوات العسكرية الاميركية و قد تناول معهد ابحاث السياسة الخارجية Foreign Policy Research Institute مسألة ما يميز قوات المارينز عن نظرائها من القوات الاخرى في اسلحة الجيش والطيران والبحرية. وقال "بالنظر الى كافة قوات الاسلحة الاخرى، فان قوات المارينز تركز جهودها بشكل اساسي على البعد الانساني وفن ادارة الحرب عوضا عن المجال العلمي ... فقوات المارينز تتعبد على مذبح الجاهزية القتالية – جسديا ونفسيا واخلاقيا. وتحافظ قوات المارينز على هويتها الابدية المجسدة بشعارها "مارينز لمرة واحد هو مارينز للأبد" الذي يتعدى نطاق كونه مجرد تعبير عن الاحترام، اذ انه نوع من عبادة القوة العسكرية واعتراف حقيقي للمسار الشاق في تجهيز عنصر المارينز. اما مذبح العبادة الأخر فهو روح الاستكشاف، التي تجهز الوحدات والافراد للانخراط السريع في المهمة وايجاد فرص عمل فورية (للمارينز) في كافة "المناخات والأمكنة." "


 

مركز الدراسات الأميركية والعربية


 

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: