***رئيس هيئة الأركان العامة: تسعى ايران نحو حيازة الأسلحة النووية, على العالم مواصلة عزلها
في إطار تطرقه للتهديد الايراني, شدد الجنرال بني غانتس على الحاجة لبناء قوة عسكرية قوية تكون مستعدة ليوم الحسم العسكري
تاريخ: 02/02/2012, 01:51 م الكاتب: يونتان اوريخ, موقع جيش الدفاع الاسرائيلي
ألقى رئيس هيئة الأركان العامة, الجنرال بني غانتس, مساء اليوم (الأربعاء) كلمةً في مؤتمر هرتسليا الثاني عشر وتطرق الى التحديات الأمنية الموجودة على جدول أعمال جيش الدفاع الاسرائيلي. هذا وتمحورت كلمة رئيس هيئة الأركان العامة حول مجريات الأحداث في الساحة الايرانية, الى مستجدات الأحداث المحلية وحتى الى الميزانية الأمنية ولاستمرارية نموذج " جيش الشعب ".
هذا واستعرض رئيس هيئة الأركان العامة حروب دولة اسرائيل وقال أنه " لقد تعلم أعدائنا من هذه الحروب أن القدرات العسكرية لا تستطيع إخضاع دولة اسرائيل. إضافةً الى الارهاب, هناك المزيد من المنظومات والقدرات التي تتطور باستمرار وتشمل التهديدات العسكرية, التهديدات الارهابية العسكرية, والتي تنشط في إطار حدود دولة اسرائيل. ليس محاولةً منها لإخضاع دولة اسرائيل, بل في محاولة منها لخلق واقع استنزاف استراتيجي, بصورة متواصلة ومباشرة الى داخل العمق الاسرائيلي".
ووفقاً لأقواله, " لم تختفي التهديدات الموجهة لدولة اسرائيل. الأمور التي كانت ذات صلة في الماضي لا زالت كذلك في وقتنا الراهن. بين بحيرة طبريا ودمشق توجد ثمانية كتائب سورية منشغلة حالياً بأمورها الداخلية لكن الواقع من شأنه أن يتبدل غداً صباحاً.بالاضافة الى التهديدات التقليدية, هناك العديد من التهديدات الجديدة".
هذا وشدد رئيس هيئة الأركان العامة, على أن " هناك قوة غير عادية من التسلح بحيث تغطي جميع مناطق دولة اسرائيل. كل نقطة ومنطقة في دولة اسرائيل توجد اليوم تحت طائلة التهديد. يحاول أعدائنا انتاج منظومات عسكرية تستطيع اجتياز القدرات الدفاعية لدولة اسرائيل, بحيث تحاول هذه المنظومات توجيه نفسها بصورة مباشرة الى العمق الاستراتيجي لدولة اسرائيل". هذا وحذر على انه في غزة وفي لبنان " توجد مخازن أسلحة تعتبر بمثابة الأضخم من بين تلك المخازن التي اعرفها", والتي تتبع لكافة التنظيمات الارهابية. هذا وأبدى أسفه على أن روسيا " تواصل حتى يومنا هذا ارسال العتاد العسكري الى سوريا, حيث من غير الواضح أين سيصل في النهاية هذا العتاد العسكري. تعتبر منطقة الشرق الأوسط بمثابة المنطقة الأكثر تسلحاً في العالم, ونعتبر نحن الهدف لهذا التسلح كله ".
" قدرات العدو موجهة نحو الجبهة الداخلية المدنية في اسرائيل"
" يعترف أعدائنا بعظمة جيش الدفاع الاسرائيلي, لقد شاهدوا قدراته في الماضي, وهم يفهمون ما معنى قوة غربية ذات قدرات تقنية متطورة. هم يحاولون تقليص هذه القدرات من خلال عدة طرق ووسائل: هم لا يعملون فقط في مناطق عسكرية محصنة أو مناطق تحوي على العديد من وحدات الدبابات, بل هم ينشطون بالأساس من داخل المناطق المعقدة, وهم ينشطون من داخل المناطق السكنية المأهولة من خلال استغلال السكان المدنيين لكي يوفروا الحماية لأنفسهم. فقد وجدنا في لبنان بيوتاً ومنازل هي عبارة عن بيوت للسكن وفي داخلها توجد مخازن للصواريخ – في نفس البيت", أضاف رئيس هيئة الأركان العامة.
ووفقاً لإدعائه, ففي المناطق المعقدة التي ينشط فيها أعدائنا, هم " يحاولون أيضاً العمل ضدنا من خلال استخدام صواريخ الأرض جو المتطورة, منظومات متحركة وسريعة مع تغطية واسعة ومتطورة, صواريخ مضادة للدبابات ومنظومات متطورة تحتوي على وسائل قتالية بعيدة المدى وبالغة الدقة. لقد شاهدنا هذا الأمر خلال حرب لبنان الثانية. أيضاً بواسطة صواريخ الأرض – بحر يمكن إلحاق الضرر ليس فقط بحرية النشاط البحري الخاصة بنا, بل التهديد مستقبلاً على المرافق الاستراتيجية لدولة اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط".
قدرات العدو موجهة بالأساس, وفقاً لأقوال الجنرال غانتس, نحو الجبهة الداخلية المدنية لدولة اسرائيل, وذلك " من خلال محاولة إضعاف أدائنا – لزرع الدمار ولخلق قصة انتصار في اليوم التالي. هم يعرفون أن المواجهة ستكون مواجهة قصيرة وصعبة, لكنهم سيحاولون إلحاق الضرر قدر الإمكان من اجل الوصول الى هذه الانجازات, كل هذا عبارة عن جزء من سلسلة الاستنزاف الاستراتيجي التي يحاولون الوصول اليها".
وبتطرقه الى الواقع في منطقة الشرق الأويط, شدد الجنرال غانتس أنه " نحن نواجه هزة إقليمية تقوم بتغيير منطقة الشرق الأوسط. هذه الظاهرة تنتشر وتتسع. المصالح المحلية هي التي تؤثر على كل بلد من البلدان, بين دمشق وبين ميدان التحرير توجد مصالح مختلفة. أشك انه يوجد من يعرف كيف ستكون الأنظمة العربية المحيطة بنا او الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط, هل ستكون دول اسلامية معتدلة وديمقراطية أو ربما دولة اسلامية متطرفة والتي ستعمل في نهاية المطاف ضد دولة اسرائيل, يجب متابعة مستجدات الأحداث".
بخصوص الثورات في الدول العربية: " يوجد مكان للقلق, نحن نتواجد في حالة عدم استقرار إقليمية "
هذا وأشار رئيس هيئة الأركان العامة, الى جانب هذا, أنه للثورات في الدول العربية توجد ميزات ايجابية. " صوت الشارع هو أمر في غاية الأهمية. على حكام الدول العربية أخذ صوت الشارع بعين الاعتبار وعدم التركيز فقط على المصالح الخاصة بهم, فقد تعب المواطنون في دول الجوار من الخضوع الدائم وعدم التأثير أو ابداء الرأي. هناك تطور وتعزيز العدل في المحور الراديكالي, والذي يربط بين طهران, دمشق وبيروت. هذه عبارة عن بشرى جيدة واحتمالات ايجابية". مع ذلك, وفقاً لأقواله, " هناك مكان للقلق ويجب الحذر من عدم تحول آمالنا هذه الى خطط عمل قبل أن يتضح الواقع. نحن نتواجد في تحول استراتيجي علينا من خلاله أن نصل الى حالة الاستقرار ومن ثم علينا القرار كيف نعمل ".
رئيس هيئة الأركان العامة, الجنرال غانتس, أبدى آمله ان تستمر اتفاقية السلام مع مصر ومع الدول الأخرى, لكنه حذر من تطور الخلايا الارهابية في المناطق النائية, في سوريا وفي مصر, بالاضافة الى قطاع غزة. " اذا ما حدث الامر الذي لا نريده وأصبحت الأنظمة التي تحيطنا تنشط في المجال الأكثر تطرفاً, فمن الممكن ان نصبح في مواجهة جيوش كثيرة, ذات درجة كبيرة من التسلح, والتي من الممكن أن تكون موجهة ضدنا. علينا ان نكون حذرين من هذه الإمكانية", أشار.
" تسعى ايران نحو حيازة الأسلحة النووية "
وبتطرقه الى التهديد الايراني, شدد الجنرال غانتس أن " لا يوجد شك ان ايران تسعى نحو حيازة الأسلحة النووية العسكرية. اذا ما قررت أن تفعل هذا خلال فترة زمنية لا تتجاوز العام, فبإمكانها أن تصل الى قدرات ملموسة في هذا المجال". ووفقاً لتقديره, " ايران هي مشكلة دولية, إقليمية واسرائيلية. يسعى النظام الايراني الى حيازة الأسلحة النووية لأنه يريد اثبات ذاته كنظام قوي لديه قوة الردع النووية الممكنة, وهو سيحاول استخدامها من اجل تثبيت مكانته ولمنع التدخل بشؤونه". الجنرال غانتس قدر ان " الحصانة التي يسعى للوصول اليها ستساعده بكل ما يتعلق بالتأثير على الدول المحيطة بايران, على قدراته لمواصلة المحاولة لتطوير مصالحنا لدى الدول المختلفة في العالم, من الاستفادة من عدم الاستقرار في المنطقة من أجل العمل من داخل هذه الدول المختلفة ".
على الرغم من أن ايران تبدو كمشكلة عالمية, شدد رئيس هيئة الأركان العامة, الجنرال غانتس أن " دولة اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تصرح ايران بأنها تريد تدميرها وتبني على ذلك قدراتها لفعل ذلك".
" على العالم مواصلة العمل لعزل ايران ", قال رئيس هيئة الأركان العامة, الجنرال غانتس, " يجب علينا مواصلة الضغوط الاقتصادية والعقوبات التي نرى انها بدأت تظهر علامات الانجاز والتطور بكل ما يحدث داخل ايران. يجب العمل والتشويش على الامور المتصلة بتطور المشروع النووي الايراني ولزيادة الرقابة في هذا المجال. يجب مواصلة بناء قدرة عسكرية جيدة, قوية, مدربة وفعالة – وأن نكون مستعدين لاستخدامها وقت الحاجة". في هذا السياق صرح رئيس هيئة الأركان العامة, أن " فقط النظام الايراني هو من يقرر اذا ما كان سيتنازل عن القدرات النووية العسكرية. لكن العزيمة والاستمرارية من قبلنا جميعاً, ستستطيع في نهاية المطاف على جعله يصل الى التفاهم الاستراتيجي الهام في هذا المجال".
"اذا لم نواصل تطوير قوتنا – ببساطة لن نبقى موجودين"
شدد الجنرال غانتس على أنه على ضوء التحديات المختلفة, على جيش الدفاع الاسرائيلي مواصلة تطوير قدراته الهجومية, القدرات الدقيقة لتجميع المعلومات وقدرات الدفاع الجوية, والتي ستمكن من توفير الحماية للسكان المدنيين الى جانب تحقيق القدرات الهجومية. " من المهم ان نضمن وجود قدرات المناورات البرية الحاسمة. عليها ان تكون قوية, مدربة ومجهزة بالعتاد اللازم – لأنه يتوجب علينا العمل في محيط ذات تحديات من مرة الى أخرى. هذا ليس صاروخ مضاد للدبابات يبلغ مداه 300 متر, بل هذا صاروخ مضاد للدبابات وذي دقة عالية يصل مداه حتى 6 كم. يجب منح قواتنا القدرة على العمل في مثل هذه المناطق, بواسطة الاستخبارات الجيدة ومن خلال التعاون مع سلاح الجو وسلاح البحرية", حدد رئيس هيئة الأركان العامة.
هذا ونادى الجنرال غانتس بضرورة وجود " خطوط عريضة للموارد العسكرية" بحيث لا يتم الحاق الضرر بجيش الدفاع الاسرائيلي. " استطاع جيش الدفاع الاسرائيلي زيادة قوته في السنوات المنصرمة وقد تقلصت فروق الماضي. علينا مواصلة هذا النهج لأن التحديات المستقبلية لن تكون أقل. هناك حاجة للعمل بقوة وباستمرارية, بصورة دقيقة قدر الامكان وبصورة تضمن تحقيق الانتصار على اعدائنا بفترة زمنية قصيرة وممكنة, هذا ليس أمراً مرتبطاً بموضوع استخدام القوة, بل أيضاً للطريقة التي من خلالها سنقوم ببناء القوة وللقدرات الموجودة لدينا. هذا مرتبط بالمحافظة على المهارات, تحديث الأسلحة وتوسيع القدرات الخاصة بنا. نحن دولة قوية, لكن اذا لم نواصل تطوير قوتنا – ببساطة لن نبقى موجودين", قال رئيس هيئة الأركان العامة.
" تشجعت كثيراً من الأمور التي أجريت في جيش الدفاع الاسرائيلي خلال السنة الأخيرة", لخص رئيس هيئة الأركان العامة, الجنرال غانتس, أقواله, وأشار الى " أقوم بلقاء القادة في الميدان, في جميع الجبهات, أقوم بملاحظة وجود لحظات من الصعوبة,الارتياح والنجاحات. يوجد لدينا جيش قوي, مستعد لجميع المهام الملقاة على عاتقه وهذه فرصة لأن نقول شكراً للقادة والجنود في الميدان وأيضاً لقادة الماضي الذين عملوا طيلة السنوات وعلى مر الاجيال".
0 comments: