Saturday, February 4, 2012


**حَيرة إسرائيليّة حول أولويّة الجبهات: حماس أم إيران أم حزب الله أم سوريا؟
  علي حيدر
بعدما تحوّلت القدرات الصاروخية المتطورة لدى حزب الله وسوريا إلى ثقل استراتيجي مقابل لسلاح الطيران الإسرائيلي، توجّهت اهتمامات القادة العسكريين في الدولة العبرية إلى التطور الذي تشهده منظومة الدفاع الجوي هناك، لما تنطوي عليه من تغيير حقيقي في موازين القوى، لكونها تحدُّ من قدرة إسرائيل على المبادرة إلى اتخاذ خطوات عملانية وقائية و/أو استباقية. واقع مستجد دفع قائد سلاح الجو، اللواء عيدو نحوشتان، قبل أيام إلى تقديم «عرض غير تفاؤلي، لكنه واقعي، للوضع الإقليمي غير المستقر»، بحسب توصيف مجلة «دفاع إسرائيل»، وخصوصاً بعدما لمَّح إلى أن سلاح الجو مضطر للمرة الأولى منذ عشرات السنين إلى مواجهة منظومات دفاع جوي متطورة «تمثّل تحدياً غير بسيط، وبفعله سيكون من الصعب على سلاح الجو التحليق بحرية في أجواء سوريا مثلما حصل في العقد السابق». وفي السياق، أشارت «دفاع إسرائيل» إلى تصاعد قلق المؤسسة العسكرية عموماً، وسلاح الجو الإسرائيلي تحديداً، من إمكان تسرب منظومات دفاع جوي من روسيا إلى حزب الله، وخصوصاً «في حال اتجاه النظام السوري نحو الانهيار»، بحسب المجلة نفسها. وتحدثت المصادر عن وجود تقديرات إسرائيلية أخرى تفيد بوجود صواريخ «اس اي 18» حصل عليها الحزب اللبناني في مناسبة سابقة. ولم تستبعد المجلة الإسرائيلية أن يكون قائد سلاح الجو متخوفاً من أن يمتلك حزب الله صواريخ أكثر تطوراً من قبيل «منظومة دفاع جوي على مستوى دولة».
 في مقابل هذا التهديد النوعي بالنسبة إلى دولة الاحتلال، طرحت «دفاع إسرائيل» تساؤلات عن المعاني الكامنة في التهديدات التي تؤكد أن الدولة العبرية لن تسلم بوصول هذا النوع من الأسلحة، وما إن كان يعني ذلك شنّ ضربات وقائية. وأشارت المجلة إلى أن نحوشتان لم يقل حتى كلمة عن هذا الموضوع، لكن الأشهر الأخيرة في منصبه «تظلّلت بإمكان تنفيذ هجوم كهذا». وعلى هذا الأساس، رأت «دفاع إسرائيل» أن السؤال الوحيد المفتوح، مطلع شهر شباط 2012، هو: أي فتيل ينبغي إشعاله أولاً؟ فتح جبهة في مواجهة إيران، أم في الشمال في مواجهة حزب الله أو سوريا، أم حتى في مواجهة «حماس» في غزة؟ وعن هذه التساؤلات، لفتت إلى أن «هناك أملاً ما» بأن تمر الأشهر المقبلة من دون مواجهة عسكرية، مع التأكيد أنه «ممنوع أن نفاجأ بأي مواجهة تنشب».
 إلى ذلك، توقف الخبراء العسكريون الإسرائيليون عند الأبعاد التي ينطوي عليها وضع إيران قمراً صناعياً في الفضاء، محمولاً على صاروخ إيراني الصنع، لجهة أنه يكشف عن توجُّه لدى طهران بامتلاك صواريخ عابرة للقارات تهدّد الولايات المتحدة، على حد اعتراف وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون في مؤتمر هرتسيليا.
العدد ١٦٢٧ السبت ٤ كانون الثاني ٢٠١٢
اسرائيليات


**إسرائيل تستبعد حرباً قريبة... إلا إذا بادرت هي 
 كوهين: الايرانيون حوّلوا مواردهم من «حماس» إلى «الجهاد الاسلامي» (جاك غويز ــ أ ف ب)
تستبعد إسرائيل أن يشهد العام الجاري حرباً في المنطقة، إلا إذا بادرت هي إليها. رسالة طمأنة للإسرائيليين، وأيضاً رسالة تهديد موجَّهة إلى عدوها الأساسي، إيران طبعاً
 يحيى دبوق
استبعد رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، يورام كوهين، أن يشهد العام الجاري حرباً في المنطقة «إلا إذا بادرت إليها إسرائيل»، وأكد أنه «رغم عدم الاستقرار في المنطقة في أعقاب الثورات والاحتجاجات العربية، إلا أن احتمالات أن تبادر أيّ جهة إلى شن حرب على إسرائيل، ضئيلة جداً». مع ذلك، شدّد كوهين على أنه «يجوز أن تبادر إسرائيل إلى شيء ما يؤدي إلى حرب، وآمل أن نعرف كيف نستعد لذلك».
 وأوضح كوهين، في كلمة ألقاها أول من أمس في تل أبيب، ونشرت صحيفة «هآرتس» أبرز ما جاء فيها، أن «التهديدات الماثلة أمام إسرائيل، هي إيران والمنظمات الإرهابية المسلحة في قطاع غزة»، مشيراً إلى أن «إيران هي الدولة الأكثر إشكالية بالنسبة إلينا بسبب عقيدة نظامها، الذي يدعو إلى تدمير الدولة العبرية». وتابع أن «الإيرانيين، وإلى حين امتلاكهم القدرات النووية، يعملون على توظيف التنظيمات الإرهابية» في مهاجمة أهداف إسرائيلية، كما لفت المسؤول في دولة الاحتلال إلى وجود «تباعُد» بين ايران وحركة «حماس»، الأمر الذي أدى إلى «تركيز طهران المتزايد على حركة الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة، على حد تعبيره. وشدد كوهين على أن الإيرانيين «تيقنوا إلى أن لدى حماس اعتباراتها السياسية، فحوّلوا مواردهم إلى الجهاد الإسلامي في غزة، وهذه الحركة باتت اليوم تنظيماً يملك منظومة صاروخية مماثلة للمنظومة التي بحوزة حماس، إذ إنهم (الإيرانيون) يريدون إيجاد أذرع قريبة من إسرائيل كي تساعدهم عند الحاجة».
 وأضاف كوهين إنّ إيران تحاول تنفيذ هجمات ضد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في العالم بهدف «إيجاد توازن رعب يؤدي إلى إيقاف عمليات اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين التي تنسبها طهران إلى إسرائيل». وفي السياق، رأى أنه «ليس هناك فرق إن كانت إسرائيل هي التي اغتالت العلماء أم لم تكن، فدولة جدية وكبيرة كإيران لا يمكنها السماح باستمرار ذلك، والإيرانيون يريدون ردعنا وجباية الثمن منّا كي نفكر مرتين في المرة المقبلة قبل أن نصدر الأوامر باستهداف عالم إيراني» جديد.
 وفيما رأى أن المعضلة الأساسية التي ستواجه إسرائيل هي «كيف توقف تسلُّح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بصواريخ ذات رؤوس حربية دقيقة، وقادرة على الوصول الى تل أبيب من دون التورط في عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع »، استدرك بأن «حماس والجهاد الإسلامي لا تريدان حرباً مع إسرائيل، رغم أنهما تحاولان ردعها من خلال زيادة الثمن الدموي الذي ستتكبّده إذا شنت عملية عسكرية في القطاع».
 وبشأن التهديد من شبه جزيرة سيناء المصرية، أشار كوهين إلى أن «لا شيء يحول دون أن تقدم التنظيمات الموجودة في سيناء على استهداف طائرات أو سفن إسرائيلية، بينما مصر لا يمكنها السيطرة على الوضع لأنها ضعيفة من الناحيتين الاستخبارية والعملياتية». واعترف بأن حكومته «تواجه معضلة إزاء ما يمكن أن تبادر إليه إذا رصدت خلية ما توشك على مهاجمتنا من أراضي دولة تربطنا بها معاهدة سلام، وفي الوقت نفسه تواجه صعوبات في فرض سيادتها» على كامل أراضيها.
 على صعيد آخر، نعى كوهين مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين، وكاد يجزم بأن هذا العام لن يشهد اتفاق سلام دائماً مع السلطة الفلسطينية حالياً، ذلك أن الرئيس محمود عباس «ليس معنياً بإجراء مفاوضات لأنه يدرك أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن تتوصل معه إلى تسوية مشابهة لما عرضته عليه الحكومة السابقة». وختم بأن «الفلسطينيين يدركون الحدود التي يمكن أن يصل إليها رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو)، أي إن الحد الأقصى الذي تعرضه إسرائيل لا يصل إلى الحد الأدنى من مطالبهم».
العدد ١٦٢٧ السبت ٤ كانون الثاني ٢٠١٢
اسرائيليات

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: