Monday, February 27, 2012

انضممنا الى مسيرة المحاربين الدروز من كتيبة " حيريڨ " (السيف)

في المرة الأخيرة قبل عودتهم للقيام بالمسير بين القرى, قام مقاتلي كتيبة " حيريڨ " بمسيرة على ضفاف نهر الأردن, الممتلئ بأمطار الشتاء. يوميات مسيرة القبعات
تاريخ: 20/02/2012, 10:32 ص الكاتب: عيدان سونسينو, موقع جيش الدفاع الاسرائيلي


في البداية كان بالإمكان سماع فقط أصوات مياه نهر الأردن, لكن كلما تقدمنا أكثر في الظلمة الحالكة, ازدادت أصوات الطبول قوة. في نقطة التجمع, يصطف عشرات الجنود بجانب سيارات الهامر التي تم وضع مكبرات الصوت عليها. " هذه أغاني أعراس", قام أحد الجنود بالشرح لي من بين الرقصات المختلفة, لكن الجميع يقول أنه ليس بالإمكان ترجمتها بصورة موثوق منها. مسيرة القباعات لفوج شهر آب لكتيية حيريڨ, الكتيبة الدرزية المقاتلة, ابتدأت بحماس, قلة من نراه في مسيرات القبعات,.

حتى عندما يأمر القائد باطفاء الموسيقى والبدء بالاستعداد للخروج في المسيرة في الهواء الطلق, هذا لا يؤدي الى نقص في الحماس لدى الجنود. هذا الحماس لا يخفت أيضاً طيلة الأربعون كيلومتراً من المسير على ضفاف النهر. من خلال عينين مشرقتين تحت قناع التمويه, قال لي ياسر, أحد الجنود: " سوف تشاهدوننا في المسيرة أيضاً, وسترون شيء مميزاً". وفعلاًً, شاهدنا.


ثلاثة وثمانون بالمئة من الشباب الدروز يقومون بالتجند لصفوف جيش الدفاع الاسرائيلي, من بينهم ستون بالمئة يتجندون في صفوف القوات القتالية. الكثير منهم يتجهون الى دورات تأهيل القادة والضباط. لا توجد أية طبقة سكانية في صفوف جيش الدفاع الاسرائيلي تملك دافع وحماس أكثر للتجند. الكثير من أبناء الطائفة الدرزية يريدون المشاركة في الوحدات المختارة في جيش الدفاع, أي في الوحدات الأكثر قتالية. الآخرون يريدون الوصول الى منصب أو رتبة توفر لهم تعلم مهنة مثل سائق أو فني, هكذا فعلى هذه الكتيبة البحث في كل مرة عن تميزها والعمل على المحافظة على مكانتها داخل الطائفة. على الرغم من إمكانية الانضمام الى الكثير من الوحدات المختارة والمرموقة في جيش الدفاع الاسرائيلي, إلا أن الكثير من أبناء الطائفة يفضلون الخدمة العسكرية مع أبناء قريتهم لذلك فإن معظم أبناء الطائفة يريدون الخدمة العسكرية في صفوف كتيبة " حيريڨ ". أيضاً هناك الحافز مرتفع جداً. مفهوم ضمناً أنه في بداية المسيرة لا توجد حاجة لأقوال قائد القسم أمام صف الجنود: " كل من يبدأ عليه الانتهاء ".

قائد الوحدة, الرائد عادل حلبي, المسئول عن هذه المسيرة, يشرح لهم الأمور التقنية: على الجنود المسير مسافة تصل الى 45 كيلومتر, بوتيرة 6 كيلومترات في الساعة – 40 كيلومتر من السير و- 5 كيلومترات أخرى من حمل للنقالات. من كركوم وحتى الحولة, من أجمل المناطق في البلاد, لؤلؤة الحدودة الشمالية – بيتهم, منطقة قتال الكتيبة. كل 6 كيلومترات ستكون هناك استراحة, وكل 12 كيلومتر سيكون انتشار. عندما يقوم الرائد حلبي بالسؤال اذا ما كانوا جميعهم مستعدين وهم بحالة جيدة, كلمة " نعم " التي قيلت بقوة كأنها ستؤدي الى تسونامي في النهر القريب.

بعد ساعتين من المسير بوتيرة منتظمة في الظلمة, يبدأ المنظر بالوضوح. ضفاف نهر الأردن تفيض بعد شهرٍ مليءٍ بالأمطار, ضفاف النهر أصبحت خضراء وممر من الأشجار الوردية تغطي سطح الماء. حيث تغطي أشجار اللوز, بعد يومٍ واحد من عيد الشجرة, جبال الجولان والجليل الأعلى من الشرق ومن الغرب. يبدو أنه لا توجد فرصة أفضل من هذه للاحتفال بالمنظر الرائع للمنطقة وللعلاقة بين الجنود الدروز وبين موطن عائلاتهم ومنطقة خدمتهم.



تتواصل الموسيقى طيلة المسار, تأتي أحياناً من سيارات الاسعاف. من مرة الى أخرى, يجعل أحد الجنود مزاج الجنود الجيد, جيداً بصورة أكثر, يتم توبيخه من قبل القادة, لكن النظام والإرادة يبقيان.

أكثر من 70 جندياً في كتيبة المسار. من الفوج القادم, سيعود مسار مسيرة القبعات الى القرى الدرزية في الجليل. " عندما يقومون بالمسير بين القرى, عندما يرى جميعهم هذه الكتيبة وعظمتها, ويميزونها كجزء من الطائفة والعمل الهام لها, عندما يقوم الأهالي والأصدقاء بتحضير العديد من الطاولات والتضييفات للجنود, هذه تجربة مختلفة كلياً والتي تقوي الكتيبة والفخر الذي فيها", يشرح الرائد حلبي. في الأفواج الثلاثة الأخيرة, أجريت هذه المسيرة في هذا المسار الرائع بين الجبال, في المناطق الشمالية للدولة.

يواصل الجنود المسير. يقومون بالمرور من فوق العديد من التفرعات التي تصب في النهاية في النهر الكبير, بشكل مشابه لجيش الدفاع الاسرائيلي. تبقى الأجواء نابضة بالحياة حتى بعد عشرات الكيلومترات. في الاستراحات, يمكن مشاهدة الرقصات مع الأعلام, يقوم البعض بدمج فخر الكتيبة, من خلال تغطية أجسادهم بالأعلام طيلة هذه المسيرة.



" جميعنا استمتعنا من الشهور الستة والنصف التي أمضيناها في جيش الدفاع الاسرائيلي حتى الآن. نحن نقوم "بأكل الميدان", نحن دائماً متفوقون في كل شيء", يقول نجيب, احد الجنود, في الاستراحة التي أجريت بعد مرور ثلاثنون كيلومتراً. " كون الكتيبة مكونة من أشخاص نعرفهم من نفس الطائفة, من المهم لي لماذا أنا أريد أن أكون هنا. يوجد لدي الكثير من الأصدقاء في الوحدات المختارة, وكان بمقدوري أن أكون هناك, لكن, الاسم لا يعنيني كثيراً, أنا أعرف ما هو أهمية عمل هذه الكتيبة".
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: