أخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
الجيش الاسرائيلي يستعد للحرب على عدة جبهات في آن واحد
المصدر: “معاريف ـ احيكام موشيه دايفيد”
” يزداد التقدير في الجيش الإسرائيلي بأن الحرب القادمة ستُدار في عدة جبهات، وأن الجيش سيضطر للتعامل مع جيوش من عدة دول ومع هجمات للمنظمات الإرهابية. وخلال مؤتمر أجري أمس الثلاثاء قال قائد ذراع البر اللواء سامي تورجمان أن” الجيش يتابع ما يجري حولنا وفي حال تطور هذا الأمر، فإن هذا سيتطلب إستعدادات مختلفة. في حال أدت الإضطرابات الإقليمية الى واقع آخر، فإن هذا يتطلب جهد قومي”.
يستعدون في ذراع البر لسيناريو حرب في عدة جبهات، والتي من المتوقع أن تندلع في أعقاب التطورات في الشرق الأوسط. ويلاحظون في الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة زيادة واضحة للتعاون بين إيران، سوريا، حماس وحزب الله، وهذا ما يظهر في التدريبات والقدرات التي يقدمها الإيرانيون لشركائهم في “محور الشر”.
التقدير في الجيش الإسرائيلي هو أنه عندما تندلع حرب في المستقبل، “يحتمل كثيرًا أن تكون مختلفة عن كل ماعرفناه وستشمل القتال في عدة جبهات ـ أمام حماس في غزة، حزب الله في لبنان، أمام سوريا وفي حالة محددة أيضًا أمام مصر، في حال أصبحت سيطرة جيشها المدرب والمتقدم نسبيًا بيد الجهات المتطرفة.
بالإضافة الى ذلك، تقدِّر مصادر عسكرية أن المنظمات الإرهابية تستغل أحداث قتالية كهذه من أجل القيام بأعمال إرهابية وعمليات تسلل الى الأراضي الإسرائيلية، كما حصل في يوم النكبة وفي الهجوم الإرهابي في الجنوب خلال شهر آب الأخير.
“منظومات الدفاع غير قادرة على مواجهة كمية راجمات الصواريخ”.
الخشية الكبيرة في الجيش الإسرائيلي هي أن تسيطر جهات إسلامية متطرفة على جيوش متقدمة لدول عربية. وقال مصدر عسكري أن ” الجيش المصري أعد نفسه خلال 40 عامًا لحرب مع إسرائيل خلافًا لإسرائيل التي لم تستعد لذلك. هذا ليس فوري بالطبع، لكن أمام هذه التغيرات هناك شيئ ما منطقي بأن يحصل هذا ونحن علينا أن تستعد لذلك”.
وأكد اللواء تورجمان في حديثه أن” الجيش قوي وهو بترتيب قوات معقول من أجل إعطاء جواب جيد. و في حال تطورت جبهات جديدة سنضطر الى تنسيق زيادة القوات”.
من خلال التحضيرات الحالية لسيناريوهات حرب شاملة، تظهر صورة وضع مقلقة في ما يتعلق بإطلاق القذائف الصاروخية على “إسرائيل”. وقد أقر ضابط كبير في ذراع البر أن “منظومات الدفاع الموجودة وغيرها ستكون غير قادرة على التعامل مع كمية راجمات الصواريخ التي تطلق على “إسرائيل”. إن وضع ترد فيه “إسرائيل” بالنيران على النيران التي ستطلق عليها، مهما كانت ثقيلة، لا يمكنها أن تؤدي الى حسم الحرب لصالحها”.
ويتدربون في الجيش الإسرائيلي من جملة الأمور على سيناريو تقصير جوهري لأيام الحرب. ويوضح المصدر الكبير بأن هذا يلزم تدريب قوات البر في لبنان، على سبيل المثال.” هناك أثمان لتدريب كهذا، لكننا في حال لم نقم بهذا التدريب، فإن الثمن سيكون باهظًا جدًا”.
ويعبِّرون في ذراع البر عن إرتياحهم من التطور والتغير الكبيرين الذان بدءا في السنوات الأخيرة في كل ما يتعلق بالتأهيل، التجهيز والجهوزية للقتال. في الأونة الأخيرة أجري إستطلاع شامل بين الجنود والضباط تبين منه أن 93 % من الضباط في الخدمة النظامية يعتقدون بأن وحداتهم جاهزة للحرب القادمة. لكن 80% فقط يقولون بأنهم يعتمدون على دور قائدهم المباشر أثناء الحرب.
ويشير الضباط عن رضاهم الكبير (93%) بإحساسهم أن القدرة العملياتية لوحداتهم تحسنت في أعقاب التدريبات، لكن فقط 81 % يقولون أنهم يشعرون بأنهم مُدرَّبين لمهمات قتالية خلال الحرب”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نائب وزير التعاون الاقليمي أيوب قرا ينسق في باريس المساعدات الانسانية الى سوريا
المصدر: “اذاعة الجيش الاسرائيل”
“ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي أن نائب وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي أيوب قرا ينسق في باريس ارسال المساعدات الانسانية الى سوريا، وقد ارسل لهذه الغاية الى باريس مدير مكتبه، من أجل التنسيق مع الحكومة الانتقالية السورية (قد يكون المقصود المجلس الوطني السوري) طبيعة المساعدة الانسانية المستعدة اسرائيل الى إرسالها.
إن إعلان وزير الخارجية الاسرائيلية أفيغدور ليبرمن عن إستعداد إسرائيل لنقل أي مساعدة يطلبها الشعب السوري، يثبت أن دولة إسرائيل هي الدولة الإنسانية الوحيدة في الشرق الاوسط. هذا ما قاله الممثلين السوريين لرئيس مكتب قرا خلال لقائهم اليوم. وفي مكالمة هاتفية أجراها أمس مع رئيس الحكومة الانتقالية ، تعهد قرا بنقل اي مساعدة انسانية تطلب منها وسمع من الجانب السوري تقديره العميق للخطوات التي يقوم بها قرا من أجل وقف نزف الدماء في سوريا، والانتقال الى الاستقرار وتحقيق السلام بين الدول”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“نتنياهو أقنع اوباما بتقصير الجدول الزمني”..
المصدر: “معاريف ـ ايلي بردنشتاين”
” نجح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اقناع الرئيس الامريكي براك اوباما بتقليص الجدول الزمني لاستنفاد الاجراءات الدبلوماسية ضد المشروع النووي لطهران – هذا ما يقوله مصدر اسرائيلي في واشنطن في ختام اللقاء بين الزعيمين والذي حظي منذ الان بلقب “قمة ايران”.
في لقائه مع اوباما في البيت الابيض أول أمس، وافق نتنياهو على السماح بنافذة فرص محدودة زمنيا لاستنفاد المساعي الدبلوماسية حيال ايران ولفحص تأثير العقوبات الاقتصادية التي سيتم تشديدها في الاشهر القريبة. اذا لم تعطي هذه المساعي ثمارها وطهران لن تكف عن دفع مشروعها النووي الى الامام، يقول المصدر الاسرائيلي، فعندها سيقتنع الرئيس اوباما بالفعل بانه يجب العمل في فترة زمنية اضيق.
“في البداية كان فارق بين التقدير الاسرائيلي بوجوب الهجوم مقابل تقدير الادارة الامريكية بانه يمكن الانتظار لسنة”، شرح المصدر من واشنطن. “بعد اللقاء يمكن القول انه رغم أن الزعيمين لم يتوصلا الى تفاهمات دقيقة، فان هذا الفارق بدأ يتقلص – وهذا هو الانجاز الاكبر للزيارة. الادارة الامريكية فهمت بانه لن يكون ممكنا تمديد الدبلوماسية لسنة كاملة”، أجمل قائلا.
وأكد موظف امريكي أمس ذلك فقال: “مع أنه ينبغي الحفاظ على التوازن في كل ما يتعلق بانجازات اللقاء بين الزعيمين، ولكن الصحيح هو أن الضغط الذي مارسه نتنياهو في مسألة الجداول الزمنية وتأثير العقوبات أثر على التفاهمات مع اوباما. التفاهمات في اعقاب اللقاء أكبر من كل التنسيقات الحثيثة التي سبقته”.
وحسب مصادر في واشنطن حصلت على المعلومات عن لقاء الزعيمين، فان الولايات المتحدة تفهم الان الحاجة الى عملية عسكرية محتملة. في هذا الزمن، تقول المصادر، في المحادثات بين القدس وواشنطن لم يعودوا يتحدثون عن مجرد الهجوم، بل متى ينبغي تنفيذه. وقالت المصادر ان “هذا فهم حرج بالنسبة لاسرائيل”.
المعركة على “الخط الاحمر”
ومع ذلك يبدو ان ايا من الزعيمين لم يرسم لنظيره “خطا أحمر” واضحا لهجوم عسكري في ايران، سواء من اسرائيل أم بقيادة امريكية، وأن الامور سيتواصل البحث فيها في الاسابيع القريبة القادمة بين الزعيمين. وبالتوازي، تواصل اسرائيل مساعيها لاقناع الادارة الامريكية بعدم الانتظار لادلة ملموسة على الارض، بموجبها ايران تنفذ اعمالا لا لبس فيها لتطوير سلاح نووي. في القدس يعتقدون بان محافل استخبارات لن تنجح بالضرورة في العثور في الوقت المناسب على هذه الاعمال، وان الاكتشاف من شأنه أن يكون متأخرا. وحتى لو وصلت مثل هذه المعلومات، كما تقول محافل أمنية رفيعة المستوى، فان التخوف في اسرائيل هو أنهم في الادارة الامريكية سيعربون في حينه عن التحفظ من المعلومات.
ولهذا تواصل اسرائيل مساعيها “لتليين” الخط الاحمر باكبر قدر ممكن، وتقريبه باتجاه جمع قدرة نووية ايرانية لتطوير سلاح نووي، وليس تحقيق السلاح حقا. جدال آخر يدور حول نجاعة قصف المنشآت النووية الايرانية من الجو.
“في ضوء هذا الوضع توجد أهمية عليا للحفاظ على حرية العمل”، قالت مصادر أمنية رفيعة المستوى في اسرائيل. هذه المصادر انتقدت أيضا الولايات المتحدة في أنها من جهة يطلق مسؤولوها تصريحات هجومية، ومن جهة اخرى يحرصون على تلطيفها ويرفضون بث رسالة تصميم. واحتجت المحافل الامنية فقالت انه “بينما معظم دول اوروبا تبدي جدية، مثل بريطانيا وفرنسا، لدى الامريكيين نرى مسيرة أبطأ، وفي هذا الزمن يضحك الايرانيون كل الطريق الى القنبلة”.
“خارقات تحصينات” للجيش الاسرائيلي
والى ذلك روى أمس موظف أمريكي كبير في الادارة الامريكية بانه في لقاء نتنياهو ووزير الدفاع الامريكي ليئون بانيتا، طلب رئيس الوزراء أن يقر البنتاغون بيع اسرائيل طائرات شحن بالوقود حديثة العهد وقنابل خارقة للتحصينات. واضاف الموظف بان بانيتا ونظيره وزير الدفاع ايهود باراك سيواصلان البحث بينهما في البيع المستقبلي “بميل امريكي للاستجابة للطلب”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هكذا اوقف حاجز قلنديا كيس قمامة في طريقه الى الحاوية في القدس..
المصدر: “هآرتس ـ نير حسون”
” سكان قلنديا وكفر عقب، سكان القدس الذين تبقوا خلف جدار الفصل، يضطرون احيانا الى نقل قمامتهم البيتية بالسيارات لكيلومترات عديدة كي يلقوا بها في الطرف الاخر من حاجز قلنديا، اذا لم يرغبوا في اضافتها الى اكوام القمامة في الشوارع.
رغم حملات النظافة والتحسينات التي تعلن بلدية القدس عنها صبح مساء، فان وضع الصحة العامة في هذه الاحياء، التي تعد عشرات الاف الفلسطينيين من اصحاب الهويات الزرقاء، متردٍ للغاية. فالقمامة التي تتراكم وتحرق، بين الحين والاخر تحدث تلوثا للهواء لا يطاق. أحد الحلول التي عثر عليها السكان هو اخذ اكياس القمامة والالقاء بها خلف حاجز قلنديا. ولكن كما كشف احد السكان النقاب، احمد صب لبن، فان هذا ايضا لم يعد بسيطا.
صب لبن هو موظف كبير في جمعية “عير عميم” التي تعمل في وسط القدس. يوم الاحد كان في طريقه الى العمل في غربي المدينة مع زوجته وابنه ابن الخمس سنوات ونصف. “عندما تكون حاويات القمامة مليئة قريبا من البيت، فاني آخذ القمامة الى القدس. وحيث اول لقاء لي القي بها. احيانا في الكينغ جورج”، يروي يقول.
هذه المرة رفض افراد الشرطة في الحاجز تمريري بسبب كيس القمامة. “الشرطي لم يكن مستعدا لفحص الكيس، ثارت أعصابه وقال ماذا تظن اني قمامة”، روى قائلا. وطلب افراد الشرطة مني العودة الى قلنديا والقاء الكيس. ولكن مبنى الحاجز لا يتيح عمل ذلك ببساطة. وبالتالي كان طلب افراد الشرطة هو عبور الحاجز والدخول الى اسرائيل واجراء التفافة حدوة حصان في الميدان قرب الحاجز حيث توجد حاوية قمامة ـ حظر عليه أن يلقي الكيس فيها لانه في الجانب الاسرائيلي من الحاجز. وبدلا من ذلك عليه أن يتجاوز الحاجز الى قلنديا ويلقي بالكيس ويعود الى طابور المنتظرين للدخول الى اسرائيل.
في الجيش الاسرائيلي افادوا معقبين بانه لا توجد تعليمات بحظر تمرير القمامة في الحاجز. الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي نقل التوجه الى بلدية القدس. وجاء من البلدية: “في قلنديا وكفر عقب يجري اخلاء للقمامة أربع مرات في الاسبوع. قمنا قبل نحو شهرين بحملات تنظيف واضفنا ادوات جمع للقمامة في الحي. وتفحص البلدية السبل لتحسين الوضع. بالنسبة للعبور في الحواجز ـ المسؤولون هم قوات الامن”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بخفي حنين
المصدر: “هآرتس”
” تتفق حكومة اسرائيل والادارة الامريكية على ان سعي ايران الى السلاح النووي يعرض للخطر اسرائيل، المنطقة والعالم. الجميع يفهم ماذا يمكن ان تحدثه قنبلة نووية بيد نظام اسلامي متزمت يتطلع الى الصدارة في مجاله الجغرافي ـ السياسي. براك اوباما، الذي وضع نزع السلاح النووي في رأس برنامجه السياسي الدولي، لا يحتاج الى دروس تمهيدية في هذا المجال. مذكور جيدا أيضا الرد الاسرائيلي القاطع على اوضاع ثار فيها اشتباه بان أنظمة معادية لها ستطور مثل هذا السلاح ـ العراق في 1981 وسوريا في 2007. احد لا يشكك بصدق كلام بنيامين نتنياهو بان في نيته ان ينقذ اسرائيل من النووي الايراني.
لم يتغير أي معطى في هذه المعادلة في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن. في خلاصة واعية له ـ وان كان دون معرفة اذا كان تحقق فيها تفاهمات ملموسة ـ لا يمكن الا وصفها كفشل. هدف نتنياهو كان تهيئة الارضية لحملة عسكرية ضد ايران. حملة أمريكية، بأفضلية اولى، وكبديل ـ اسرائيلية. من هذه الناحية فانه يعود من واشنطن بيدين فارغتين ويحتمل أن يكون وضع سياسة حكومته (التي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة الاسرائيلية) اسوأ مما كان عشية سفره. الفوارق التكتيكية بين اوباما وبينه ظاهرة للعيان، دون قدرة على التوفيق، وفي هذه الحالة، عندما تكون الاهداف مشتركة ولكن الظروف والوسائل موضع خلاف، فان التكتيك يفعل الاستراتيجية. نتنياهو اراد هجوما الان، اوباما يعارض عملية عسكرية حتى الانتخابات للرئاسة بعد ثمانية اشهر – واوباما هو الذي يقرر.
حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها هو أمر مسلم به. فهل هي حقا صاحبة السيادة في أن تقرر متى وكيف تستخدم السلاح الامريكي التي حصلت عليه وتورط بعملها اهم اصدقائها ـ هذه باتت مسألة اخرى. التقدير الاستخباري المشترك للدولتين هو أنه لن يكون لايران سلاح نووي حتى ما بعد الانتخابات في تشرين الثاني. في هذه الظروف فان ضغط نتنياهو على اوباما لاقرار حملة قبل ذلك ليس فقط عقيما، بل يعتبر كمسعى غريب لاستغلال ظروف سياسية داخلية أمريكية. على نتنياهو أن يرفع يده خشية أن تصبح المواجهة الاسرائيلية ـ الايرانية نزاعا اسرائيليا ـ امريكيا”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1949 بدل 1967
المصدر: “هآرتس ـ شاؤول اريئيلي”
” رأى أنصار غوش ايمونيم حرب الايام الستة تحقيقا لمرحلة اخرى من الخلاص، لكن كثيرين آخرين يعتقدون ان هذه الحرب جلبت كارثة على اسرائيل. ويعتقد هؤلاء انه كان للصراع الاسرائيلي الفلسطيني تأثيرات شديدة في صورة اسرائيل العلمانية والديمقراطية. وأنا أرى ان هذا التصور يتجاهل الفرص التي أتاحتها الحرب بسبب الثمار العفنة التي ولدها الاحتلال.
كانت حرب الايام الستة الخط الفاصل في الصراع. فقد بعثت على تغييرات جوهرية ليست هي مشكلات تتطلب حلا فقط وبقيت مفتوحة بعد حرب الاستقلال ـ الاعتراف والحدود والامن والقدس ومصير اللاجئين ـ بل أضافت الى اسرائيل ايضا أملاكا تستطيع ان تستبدل بها اتفاقات.
فهي أولا منحت احتلال اسرائيل في حرب الاستقلال شرعية دولية وأزالت “حدود التقسيم” عن برنامج العمل. وفي مقابل هذا، وبعد 44 سنة احتلال ايضا، يرفض المجتمع الدولي ان يمنح ضم متر مربع واحد الى اسرائيل دون اطار اتفاق، الشرعية. أي ان خطوط 1949 هي بديل عن احتلال 1967.
وثانيا، غيرت مصالح الدول العربية في الصراع. لأنه اذا كانت مصالحها حتى تلك الحرب السيطرة على اراض من ارض اسرائيل، فانها تنحصر منذ كانت حرب الايام الستة في اعادة اراضيها التي احتلتها اسرائيل. وقد أفضى هذا التغيير الى اتفاقات السلام مع مصر والاردن، والى سعي سوري الى اتفاق بل الى اقتراح الجامعة العربية اتفاق سلام اقليمي.
وثالثا، غيرت سعة المواجهة السياسية والعسكرية فلم تعد المواجهة بين اسرائيل والدول العربية بل بينها وبين الفلسطينيين. وحظي الفلسطينيون بذلك فقط بعد ان تخلت قيادتهم عن الكفاح المسلح من اجل فلسطين كلها الى كفاح سياسي من اجل جزء منها. وهكذا انشأت من جديد احتمال انشاء دولة فلسطينية في اطار القرار 242، أي ان الدولة ستقوم على 22 في المائة من ارض اسرائيل مقابل الاعتراف باسرائيل.
ورابعا، اضطرت المجتمع اليهودي في اسرائيل الى تحديد ترتيب أولوياته: التقسيم أم ارض اسرائيل الكاملة؟ وأيهما أهم الارض أم الدولة؟ وماذا ستكون صورة النظام في اسرائيل ـ أديمقراطية أم حكم عرقي لليهود؟ وأيهما يسبق ـ هل سلطة القانون أم سلطة رجال الدين؟ وكيف يُعامَل أبناء الأقلية العربية ـ هل مثل طابور خامس أم باعتبارهم مواطني اسرائيل؟.
بعبارة اخرى كانت حرب الايام الستة تحقيقا للتصور الذي بسطه زئيف جابوتنسكي في مقالته “سور الحديد” في 1923: “ان شعبا حيا يوافق على مسائل مصيرية وعظيمة… حينما لا يُرى في سور الحديد صدع واحد، آنذاك فقط تفقد مجموعات متطرفة شعارها “لا ألبتة” سحرها وينتقل التأثير الى المجموعات المعتدلة… آنذاك سيأتينا هؤلاء المعتدلون ومعهم اقتراحات لتنازلات متبادلة… ويستطيع الشعبان ان يتعايشا جنبا الى جنب بسلام”.
يحتاج الشعب اليهودي الى ان يبت ايضا أمر أهو “شعب حي”، يعلم كيف يقترح ويحصل على مصالحات بحسب المعايير التي عرضتها هيلاري كلينتون وبراك اوباما، أو ربما يكون سحر غوش ايمونيم وأشياع “شارة الثمن” لم يزُل حتى الآن في نظره.
كلما أجلت حكومة نتنياهو القرار الحاسم المطلوب على اعادة الملك الأخير الذي أثمرته حرب الايام الستة ـ يهودا والسامرة ـ مقابل اتفاق دائم، فانها ستُعرض للخطر الانجازات السياسية المهمة التي كانت لاسرائيل منذ 1967، أعني اتفاقات السلام مع مصر والاردن والحلف الاستراتيجي مع تركيا”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا يفرح “مراسلونا” بتخويفنا؟
المصدر: “اسرائيل اليوم ـ غونين غينات”
” تكرر تعبير تافه في التقارير عن خطبة رئيس الحكومة في واشنطن مع تغييرات طفيفة احيانا: قال مراسلونا: “يجب ان نعترف بأنه كان مؤثرا” وأضافوا: “يجب ان نعترف بأن الخطبة كانت ناجحة”. وختموا بقولهم: “يجب ان نعترف بأننا كففنا عن عد التصفيق”. وعندي سؤال: لماذا “يجب ان نعترف”؟ والجواب: لأن القول عن شيء يتعلق برئيس الحكومة انه مؤثر يُفعل اذا كان “يجب” حقا. و”الاعتراف” لأن الحديث عن خطيئة. لأنه يوجد في نظر جزء كبير من مراسلينا – مبعوثينا تهديدان لاسرائيل هما: النظام الايراني ونتنياهو وهما ليسا بهذا الترتيب بالضرورة.
ولهذا حينما يعلن وزير الدفاع الامريكي بأن الخيار العسكري مأخوذ في الحسبان، كان هناك من بدأ أمس التقرير بأنه لم يذكر في خطبته قنابل تستطيع ان تخترق الى منشآت في باطن الارض.
تحظى توجيهات من موظف امريكي بمعاملة وكأن الحديث عن نبوءة لمعبد دالفي لا على أنه من ناس الادارة له أجندة تُملى عليه من أعلى ترمي الى تخويفنا من خطوة قد تصور اوباما عشية الانتخابات على أنه لم يقف الى جانب اسرائيل في مواجهة تهديد وجودي. وكأنهم لا يعلمون انهم يستعملونهم.
كانت خطبة اوباما من وجهة نظر بيرس أفضل ما صدر عن رئيس امريكي منذ كانوا. أهي انجاز سياسي؟ لماذا ندع الحقائق تبلبلنا. ان أفضل مراسلينا ومحللينا وعدونا في الماضي بتسونامي سياسي من هنا حتى اشعار آخر بيد ان اوباما لا يتعاون، للأسف الشديد.
سيطرت الى ما قبل بضعة اشهر على وسائل اعلامنا كلها مواضعة تقول انه يفترض ان يمر بنا في ايلول الاخير “تسونامي سياسي” لم يوجد له مثيل. ومر ايلول وما يزال ملايين المتظاهرين الفلسطينيين لم يجتمعوا ولم يولد بعد المحلل الذي يسأل ما هو الدرس من حقيقة ان تنبؤاته السوداء ظهر وهمها.
مسّت خطبة نتنياهو أمام “ايباك” الجرح الذي لم يندمل تماما وهو سلوك يهود الولايات المتحدة في سنوات المحرقة. ولا حاجة للموازنة حينما تهدد ايران بالقضاء على اسرائيل. ليس الحديث عن ابتذال المحرقة ويجوز لنا ان نتعلم درسا من الايام التي توسل فيها قادة يهود الى البيت الابيض ليقصف اوشفيتس ولم يُجابوا.
عندي قصاصة صحيفة قديمة من “يديعوت احرونوت” من 1987 يقول عنوانها: “لن تكون اسرائيل يهودية في سنة 2000″. ويُبين العنوان الثانوي أننا في سنة 2000 “سنضطر الى الاشتغال من الصباح الى المساء بقمع ملايين العرب ـ وبالارهاب والعنف وستصبح حياتنا هنا جحيما”، وهذا من جهة ثانية أفضل من تسونامي ايلول”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا سيحصل لو هاجمت “اسرائيل” ايران
المصدر: “اسرائيل اليوم ـ غابي افيطال”
” تناولنا لاطلاق الصواريخ البالستية علينا يشبه رقّاصا يتحرك من جهة الى اخرى. في الجهة الاولى اولئك الذين كانوا على يقين من ان صدام حسين لن يطلق حتى صاروخا واحدا في حرب الخليج الاولى، وفي الجهة الثانية ـ محللون وساسة وعسكريون يعتقدون ان الأشد ما يزال أمامنا اذا تجرأنا فقط على مهاجمة ايران. وعلى كل حال يعتقد كثيرون ان الحرب القادمة ستكون حرب صواريخ. ينبغي ان نذكر أولا ان من واجب القيادة في رأيي منع الحرب بواسطة الردع. لكن لنفترض ان جميع الجهود الدبلوماسية فشلت ولم تؤتِ الضغوط الاقتصادية ثمارا وان المسدس الذي أصبح مشحونا سيُستعمل. كيف سيحدث هذا؟ توجد ثلاثة مخططات لعملية عسكرية مع افتراض انه لن يوجد تعاون امريكي مادي سوى بالوسائل الحربية الالكترونية ووسائل الاتصال:
الاول هو هجوم جوي بطائرات مسلحة بقنابل ذكية؛ ويقترح الثاني هجوما بمساعدة صواريخ ارض ـ ارض ذات رؤوس حربية عادية تملكها اسرائيل بحسب جميع المعلومات المكشوفة في الخارج؛ ويثير الثالث خيار هجوم عن طريق البحر. ويمكن ان نضيف ايضا مخططا آخر هو تأليف بين هذه الثلاثة. وماذا سيكون الرد؟.
ينبغي ان نقول أولا انه حينما يوضع في كفة الميزان مصير آلاف مؤلفة مع افتراض ان صاروخا ذريا واحدا سينجح، لا سمح الله، باختراق جميع النظم الدفاعية الى قلب تل ابيب، بازاء الاحتمال الممكن لرد ايراني تقليدي فقط ـ صواريخ ارض ـ ارض من الترسانة الحالية ـ فان الخيار واضح جدا.
ولا يوجد ما يُعتمد عليه بازاء الخوف من ان يكون الثمن الذي سندفعه باهظ جدا اذا هاجمنا المنشآت الذرية في الوقت القريب. ان أكثر مواطني اسرائيل لهم ذاكرة تاريخية منذ كانت حرب الخليج الاولى التي سقط فيها 93 صاروخ سكاد أوقعت قتيلا واحدا وعددا من الجرحى. وفي حرب لبنان الثانية سقطت في اسرائيل آلاف كثيرة من القذائف الصاروخية والصواريخ كانت النتيجة 44 قتيلا من المدنيين وهو ثمن محتمل بالنسبة لكمية الاطلاق.
في كل ما يتعلق بحرب صواريخ، ينبغي ان نُذكر ايضا بأن بريطانيا تلقت آلافا من الصواريخ الالمانية في الحرب العالمية الثانية لكن عدد الخسائر ربما كان يعادل ربع ساعة قتال في نورماندي.
تملك ايران صواريخ بعيدة المدى مقدار دقتها قليل وقد يبلغ متوسط انحرافها عن الهدف مئات كثيرة من الأمتار. تصبح هذه الصواريخ أكبر كلفة كلما زاد مداها. ولا يزيد وزن رؤوس الصواريخ على 900 كغم وهكذا فان القدرة التدميرية مع الانحرافات الكبيرة قليلة جدا. هذا الى كون صواريخ حيتس تستطيع ان تفشل جزءا كبيرا من الصواريخ المهاجِمة. وعلى ذلك فان التهديد الايراني برد شديد بعد هجوم اسرائيلي محتمل قياسا بالهدف العام.
السؤال ايضا عن الضرر الذي يستطيع الايرانيون ايقاعه بقوات الجيش الاسرائيلي المهاجِمة. في كل ما يتعلق بقدرة ايران المضادة للطائرات ينبغي ان نتذكر ان اسرائيل بذلت في السنين الاخيرة جهودا كبيرة كي لا تنقل روسيا الى ايران صواريخ ارض ـ جو من طراز “اس 300″ وهي صواريخ فتاكة بصورة خاصة وذات مدى يبلغ 200 كم على الأقل، وقد ألغى الروس الصفقة حقا ومن هنا فان كلفة هجوم جوي قد تضاءلت كثيرا.
ان سيناريو هجوم تشارك فيه عشرات كثيرة من الطائرات في عدد من الطلعات، قد يجبي ثمنا من طائرات مُسقطة وطيارين قتلى أو أسرى. هذا صحيح، لكن ينبغي ان نذكر ان هذا ثمن محتمل اذا قيس بالامكان الذي بدأنا كلامنا به. ونقول في الختام ان كل ما قيل عن رد ايراني لا يشمل ايضا ردا ثانيا من الجيش الاسرائيلي. وبعبارة اخرى اذا استقر رأي حكومة اسرائيل في نهاية الامر على مهاجمة ايران فسيكون ثمن ذلك ضئيلا نسبيا ومحتملا اذا قيس بقتلى حرب ذرية، والعياذ بالله”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين نتناز و”اوشفتس”
المصدر: “هآرتس ـ ألوف بن”
” في خطابه، في مؤتمر ايباك، ليلة أمس، اقترب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكثر من أي وقت مضى من نقطة اللاعودة في الطريق الى حرب مع ايران.
نتنياهو شبه ايران بالمانيا النازية، المنشآت النووية الايرانية بمعسكرات الابادة ورحلته الحالية الى البيت الابيض بالطلب اليائس ليهود أمريكا من الرئيس فرنكلين روزفيلت مستجدين ان يقصف اوشفتس. الطلب رفض، روى نتنياهو للجمهور المتعاطف في مؤتمر ايباك، بتبريرات مشابهة لتلك التي يطلقها اليوم معارضو الهجوم في ايران.
“اسرائيل انتظرت بصبر ان تحل الاسرة الدولية هذه المسألة. انتظرنا ان تفعل الدبلوماسية فعلها. انتظرنا ان تفعل العقوبات فعلها. أحد منا لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان ينتظر لزمن اضافي طويل آخر”، حذر نتنياهو. “كرئيس وزراء اسرائيل، لن أسمح ابدا لشعبي أن يعيش تحت ظل الابادة”. كان هذا هو المبرر الذي برر فيه مناحيم بيغن قصف المفاعل العراقي في 1981: منع امكانية أن يعيش اطفال يهود في خطر كارثة اخرى. والان دور خليفته، نتنياهو، ليبعد الخطر عن الاطفال اليهود.
نتنياهو درج على أن يشبه التهديد النووي الايراني بالكارثة في الفترة التي كان فيها رئيس المعارضة، وادعى بان القوى العظمى الغربية لا تفعل ما يكفي لاحباطه. ولكن منذ أن عاد الى الحكم، قبل ثلاث سنوات، امتنع عن مثل هذه التعابير، فضل لغة اكثر غموضا وطلب من وزرائه الا يتحمسوا.
غموضه تبدد أمس. في خطابه في مؤتمر ايباك، بعد ساعات من لقائه بالرئيس براك اوباما في البيت الابيض، شدد نتنياهو جدا النبرة، وكذا في حديثه عن الزمن النافد. وكذا في تعابير خيبة الامل من الدبلوماسية والعقوبات التي قادتها الولايات المتحدة.
وعلى حد قوله للكارثة يوجد معنى واحد فقط: اسرائيل ملزمة بالخروج الى الحرب وضرب الايرانيين. المبررات ضد الهجوم، مهما كانت ثقيلة الوزن، تتبدد امام غيتو وارسو، اوشفتس وتربلنكا. لا يمكن لاي حساب لصوارخ على تل أبيب، اسعار نفط عالية وضرر اقتصادي ان يكون موازيا لقتل شعب. اذا كان هذا هو الوضع، فان خيار القعود بصمت والتوقع من العالم أن يشل فعالية ايران، او لخلق ميزان رعب مستقر حيال ايران، ليس قائما. اذا لم يفعل نتنياهو وايران ستحقق القنبلة، فهو سيذكر في التاريخ كبائس ينطق بالترهات. وليس كترتشل.
نتنياهو قيد نفسه وهو في طريقه الى واشنطن، عندما طرح انذارا علنيا للايرانيين: فككوا منشأة التخصيب التحت أرضية قرب قم، كفوا عن تخصيب اليورانيوم، واخرجوا من بلادكم اليورانيوم المخصب الى مستوى متوسط. واضح له ان الحكومة الايرانية لن توافق على مثل هذه الشروط، التي تبدو بقدر أكبر كطرح ذرائع للحرب منها كمطالب دبلوماسية معقولة. ولكن خطاب الكارثة في مؤتمر ايباك سار شوطا ابعد من هذا بكثير.
اوباما طلب من نتنياهو أن يمتنع عن الحماسة حيال ايران، وذلك من اجل الحفاظ على البنزين زهيد الثمن في محطات الوقود في امريكا. هذا هام له لاعادة بناء الاقتصاد الامريكي وبالطبع لحملته الانتخابية. اعتبار نتنياهو مفهوم، ولكنه يعيش في عالم آخر مختلف عن عالم رئيس وزراء اسرائيل. من البيت الابيض تبدو ايران كمشكلة استراتيجية، وليس ككارثة. وبالتالي فان الزمن ليس ملحا، ويوجد احتمال آخر للدبلوماسية والعقوبات. أما نتنياهو فيعمل من دوافع اخرى.
يمكن أن نجد في خطاب نتنياهو ما يكفي من فتحات الفرار التي تتيح له التملص من قرار فوري بالخروج الى حرب. فقد قال انه “لا يوجد قرار بالهجوم”؛ له مصلحة سياسية في مساعدة رفاقه الجمهوريين ضد اوباما؛ ويمكن تفسير اقواله كنبش في حملة الانتخابات الامريكية، اكثر مما كأمر عملياتي لسلاح الجو.
هناك من يعتقد بانه ببساطة جبان ومتردد وأبدا لن يتجرأ على الخروج في حرب مبادر اليها. يحتمل أن تكون كل هذه التفسيرات صحيحة. ومع ذلك، فقد اخذ نتنياهو على نفسه تعهدا علنيا سيجعل من الصعب عليه التراجع عن الطريق الى الحرب مع ايران”.
0 comments: