ريبال الأسد يصف صمت حزب الله من أحداث سوريا بالهدوء ما قبل العاصفة
الأحد 05 آب 2012، آخر تحديث 05:12
رأى رئيس "منظمة الديمقراطية والحرية" ريبال رفعت الأسد، في حديث مع "النهار"، أن "سوريا دخلت فعلاً في أتون الحرب الاهلية، التي قد تمتد الى الجوار الاقليمي، في ظل تأجيج طائفي سنّي شيعي"، واصفاً "صمت "حزب الله" بالهدوء ما قبل العاصفة، لافتا الى أن "الحزب سيصل الى وقت يعتبر أنه يخوض معركة مصير ووجود، في حين ان إيران لن تترك حليفها "النظام السوري" يتهاوى، لأن الحلم الفارسي هو السيطرة على المنطقة.
وأشار الأسد الى أن "في سوريا رئيساً ديكتاتورياً، متمسكاً بالكرسي، غير مستعد أبداً لترك السلطة، ولا يقدر القيام بأي إصلاحات، لأن أصحاب القرار هم "أولاد خاله" من آل مخلوف، الذين يتحكمون بالقرار ويساهمون في سرقة سوريا ونهب خيراتها".
وقال الأسد:"أن الرئيس الاسد قائد الحزب والدولة والقوات المسلحة، هو كالرئيس الصوري، غير قادر على تنفيذ وعوده بالإصلاحات في ظل هذه العصابة التي تستأثر بالسلطة، والتي تضم محمد ورامي وحافظ مخلوف، وعاطف نجيب، وغيرهم ممن ينهبون خيرات سوريا. وهؤلاء يرفضون الإصلاحات، لأنها ستؤدي بهم حتماً الى المحاكمة وبالتالي سيخسرون مصالحهم، فضلاً عن أن بشار الأسد ما زال تحت تأثير "جماعة" والده الرئيس الراحل حافظ الاسد. فهو تسلم السلطة باكراً من دون أن يتمكن من اقامة أرضية صالحة لحكمه".
وعن مدى إمكان التوصل الى حل في ظل النظام القائم في سوريا، قال الأسد: "من المستحيل ان يرجع الوضع في سوريا الى الوراء، بل انه يزداد تعقيداً، فهذا النظام جاهل، وقد يعمل المستحيل من أجل بقائه، فهو قام بلعبة ذكية عندما بدأ بإختراع موضوع السلفية والأصولية، وبث الأخبار عن وجود مسلحين أُصوليين في درعا وفي عدد من المناطق السورية. وكلنا نعلم ان النظام السوري هو الذي سبق أن اخترع "جند الشام" و"فتح الإسلام"، و"شاكر العبسي"، و"أبو القعقاع"...".
ولفت الى انه "لقد نجح النظام السوري فعلاً في تخويف الناس، وبصورة خاصة المسيحيين من غول السلفية والاصولية، وعمدت المخابرات السورية الى تزويد عناصر من جماعة "فتح الإسلام" المتشددة السلاح في بداية الأزمة السورية، لتقوم بأعمال مشينة وإرهابية في حق المواطنين، طبعا بهذه الطريقة تمكن من إدخال الجيش السوري بالصراع من منطلق محاربة الإرهاب والإرهابيين. بينما الواقع يظهر أن هناك حرباً ضد المواطنين المطالبين بالحرية والديموقراطية. وأفاد النظام من خطب ومواقف بعض المشايخ السلفيين المتطرفة، كالشيخ العرعور وغيره من المشايخ الذين كانوا يطلون عبر محطات تلفزيونية إسلامية متطرفة، ويطلقون تصريحات غير مسؤولة".
وفي حديثه عن المعارضة السورية، أوضح "ان المعارضة نفسها مشتتة وغير واعية، ولا تملك الصدر الرحب لإستيعاب الجميع. فالمعارضة اذا كانت اقصائية مثل النظام فهذا أمر لا يبشر بالخير. وازاء ذلك فإن النظام يبدو مسروراً ويفيد من تصرفات هذه المعارضة التي تشهد صراعات داخلية، لأنها بطريقة غير مباشرة تطيل عمره من خلال إصرارها على الأحقاد. لذا أدعوها الى الكف عن إعتماد عبارات معينة في خطابها الجماهيري، مثل النظام الطائفي أو العلوي أو الأسدي، لأن ذلك يقوّي النظام بطريقة من الطرق، ويعزز من سطوته على المجتمع السوري. والواقع يبرهن أنّ هذا النظام الحاكم في سوريا حالياً هو نظام ديكتاتوري يضم أفراداً من الطوائف وألمذاهب والأعراق المختلفة.وحال الطائفة العلوية مع النظام القائم ليست افضل من باقي الطوائف. أقسم لك أن هناك قرى علوية لم تصل اليها الكهرباء، وجرى طرد العديد من ابناء القرداحة من منازلهم بحجة تغييرات هندسية للبلدة، وأسكنوهم في مجمعات شعبية. ثم يقولون "سوريا الأسد" وهناك اشخاص من آل الأسد مضطهدون من النظام نفسه، ومنهم من يقبع في السجون كمنذر الاسد الذي اعتقل في لبنان وسلم الى المخابرات السورية وغيره. وأنا واحد من الذين اضطهدهم هذا النظام، طُرِدتُ من بلدي، وتعرضت للاغتيال اكثر من مرة.
وعن تفجير مقر الامن القومي ومقتل الضباط السوريين قال الاسد: "هناك علامات استفهام كثيرة حول ما جرى خصوصا وانه سبقت هذه الحادثة اخبار عن موت عدد من هؤلاء الضباط عبر دس السم لهم في الطعام، وانا لي اصدقاء قرب مقر الامن اكدوا لي انهم لم يسمعوا صوت الانفجار، في الوقت الذي تبنت اكثر من جهة معارضة مسؤوليتها، انا أرى ان هناك امراً غامضاً في عملية اغتيال الضباط وهذا يعرفه النظام وحده".
وعن الحل الأمثل للوضع في سوريا قال: "يجب ان تكون هناك طاولة حوار حقيقية، وأن نكون واقعيين وبراغماتيين. فالمعارضة اخطأت عندما تركت النظام يعد دستوراً جديداً بمفرده، على العكس يجب ان نحرج هذا النظام، ونفتح باب الحوار معه في شكل عملي، وأن تكون هناك عملية إنتقال تدريجي وسلمي نحو الديموقراطية، ونحن لن نتوقف بمعارضتنا السلمية للنظام السوري حتى تتحقق الإصلاحات الموعودة، ونصل بسوريا الى نظام ديموقراطي حقيقي يحقق الحرية للمواطن السوري، وفرص العمل والعيش بكرامة".
0 comments: