جنبلاط تعشّى في السفارة الايرانية وتمشّى نحو الموقع الذي خرج منه عام 2005
التقى أبادي وتصالح عبره مع طهران ..... وزيارتها مُمكنة
التقى أبادي وتصالح عبره مع طهران ..... وزيارتها مُمكنة
كمال ذبيان
قبل اشهر لم يكن هناك ما يوحي ان النائب وليد جنبلاط سيزور سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية لان مواقف رئىس «اللقاء الديموقراطي» كانت تؤشر الى ان طريق طهران تمر عبر الرياض وهو ما اعلنه جنبلاط نفسه وقد عكس في مواقفه تشددا ضد الرئىس الايراني محمود احمدي نجاد ووجه اليه انتقادات قاسية ولاذعة، اذ وصفه بـ «المتهور» في كلامه عن «إزالة اسرائىل من الوجود» كما ان تصويته الى جانب قرار الحكومة بامتناع لبنان عن التصويت في مجلس الامن، العضو غير الدائم فيه، على فرض عقوبات على ايران حول استمرارها في برنامجها النووي السلمي.
هذه الممارسات الجنبلاطية كانت تؤكد عن تباعد مع ايران التي لم تقل اي كلام ايجابي به منذ تحوله في 2 آب 2009 وعودة علاقته «بحزب الله» ودعمه للمقاومة وزيارته الى سوريا ولقائه رئيسها بشار الاسد.
كانت ايران تتفرج على حركة جنبلاط السياسية وتعطيه مزيدا من الوقت لترى مدى ثباته في مواقفه الجديدة التي تلتقي مع توجهاتها السياسية والاستراتيجية وكم من الوقت سيعمل في موقعه الجديد؟
انتظرت ايران وصبرت وكانت ترفض الحديث مع وسطاء تبرعوا وتدخلوا لإعادة العلاقة مع جنبلاط وكانت ترد على هؤلاء بالقول: نحن نعرف زعيم المختارة صديقا للثورة الايرانية وايّدها منذ انطلاقتها لكن لا بد من اختبار خروجه من العلاقة مع اميركا التي ارتبط بمشروعها في المنطقة ونحن نقدّر انقلابه على موقفه السابق، ولكنه في السنوات الاربع الماضية دخل على مسائل غير سياسية، تتعلق بأخرى لها علاقة بقضايا دينية وفقهية واجتهادية وايمانية هي ليست من اختصاصه.
وهذا الانتظار الايراني كانت تقطعه اتصالات يقوم بها نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي مع اركان السفارة الايرانية التي يؤكد ياغي انها لم تنقطع حتى في ظل الخلافات والجفاء والتوتر وقد ارتفعت وتيرة الاتصالات بعد التحول السياسي الذي قام به جنبلاط في 2 آب 2009 واعلن فيه عن مراجعة شاملة للمرحلة ما بين 2005 و2009 والتي كان فيها في موقع الخصم السياسي لإيران وحلفائها في لبنان لا سيما «حزب الله» الذي لعب دورا ايجابيا في تقريب العلاقة بين جنبلاط والسفارة الايرانية في بيروت وشجّع على عقد لقاء بين الطرفين.
ولقد انتهز رئيس «اللقاء الديموقراطي» مناسبة القمة الثلاثية التي انعقدت في قصر بعبدا وجمعت الرئىس السوري بشار الاسد والعاهل السعودي الملك عبدالله والرئىس اللبناني ميشال سليمان، ليتقدم جنبلاط من السفير آبادي في زاوية من زوايا القصر ويدور بينهما حديث يؤكد خلاله الاول للثاني على انه يرغب في طي صفحة الماضي من الخلاف، ولا يرى من مبرر لاستمرار القطيعة وهو جاهز لزيارته في الوقت الذي يتم تحديده فأبلغه السفير الايراني انه لا يمانع من اللقاء وهو يتابع مواقفه السياسية الجديدة وهي تلقى ترحيبا من قيادته في طهران وهو سيقوم بالإتصالات المناسبة وسيكون اللقاء قريبا وقد حصل بعد شهر في مقر السفارة في بئر حسن وتخلله عشاء حضره جنبلاط وآبادي وياغي واركان السفارة الايرانية، اعتبرته مصادر مواكبة للقاء بأنه تأكيد على المصالحة بين الطرفين واعلان البدء بمرحلة جديدة من العلاقات وعودتها الى ما كانت عليه سابقا، اذ تم التفاهم على طي صفحة الماضي وعدم العودة اليها، حيث اكد جنبلاط انه الى جانب ايران في وقوفه بوجه العقوبات التي فرضت عليها وهو يقدّر الدعم الذي قدمته وما زالت الى المقاومة في لبنان ووقوفها الى جانب القضية الفلسطينية.فأجواء العشاء عكست عن ان مرحلة جديدة بدأت ولكنها لن تترجم بزيارة قريبة يقوم بها جنبلاط الى ايران لكنها ممكنة في اي وقت ووفق الظروف التي ستحصل فيها.
فاللقاء الذي غاب عنه العتاب، وضع جنبلاط في المكان الذي كان عليه قبل 2005 وهو المحور السوري - الايراني لكن رغبة رئيس اللقاء الديموقراطي لو يتوسع هذا المحور ليضم اليه دولا عربيا اخرى في طليعتها السعودية وهو الذي اعلن منذ مدة بعيدة انه يشجع قيام حلف عربي - ايراني، لمواجهة اسرائىل ومن يدعمها.
0 comments: