«الأسد قادر على الصمود سنة ولن يسقط إلا عن طريق الجيش العقائدي»
Friday, September 07, 2012 -
صونيا رزق
«الأسد قادر على الصمود سنة ولن يسقط إلا عن طريق الجيش العقائدي»
باحث استراتيجي : أميركا تعمل على إنهاك النظام والمعارضة معاً
لإيصال بديل ضعيف يُودي بسوريا الى الهلاك والتقسيم...
صونيا رزق
المؤيدون للنظام السوري كانوا وما زالوا يردّدون ان ما يجري في سوريا هو تكملة للمشروع الاميركي- الاسرائيلي، معتبرين ان نظام الرئيس بشار الاسد لن يسقط لأنه مبني على ثقة الشعب وعلى المواقف والتحديات والمواجهة، ويرون ان خطابات الرئيس الاسد لم تكن نتيجة ضغوط اميركية واوروبية انما جاءت نتيجة قناعات للقيام بإصلاحات، وما يجري في سوريا ليس بتظاهرات ضد النظام بل حوادث امنية ينفذها مسلحون، مشيرين الى ان النظام باق وفي حال العكس فمن الذي سيأتي الى الحكم؟، لان سوريا متينة في داخلها وذلك انطلاقاً من وعي قيادتها وتماسك جيشها، وهي بالتالي محصّنة بالجمهورية الاسلامية - الايرانية إضافة إلى موقفيّ روسيا والصين المؤيدين لها.
اما على الخط المراقب فيرى باحث استراتيجي في الشؤون العسكرية في حديثه لـ «الديار» انه بغض النظر عن رأيه بالنظام السوري، فطالما لم يسقط منذ الاسبوع الاول فهو ماض في ترسيخ أقدامه، ولن يزول إلا عن طريق الجيش العقائدي، ويعتبر ان الولايات المتحدة في حالة ارباك في تعاطيها مع ما يجري في سوريا، لكنها بالتأكيد تعمل حالياً على إنهاك النظام والمعارضة معاً لإيصال بديل ضعيف يودي بسوريا الى الهلاك والتقسيم،لافتاً الى انه لا يرى تغييراً سريعاً اليوم ، لكن في المقابل نحن مقبلون على شرق أوسط جديد غير واضح المعالم ، لذا علينا ان نكون حذرين في التعاطي مع هذه المرحلة لانها خطرة، ورأى ان الاشهر الثلاثة المقبلة ستشهد تصعيداً امنياً في بعض الدول العربية كالاردن مثلاً، وقال:« اننا في زمن التحولات الكبرى في المنطقة، وعندما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس عن ولادة الشرق الاوسط الجديد لم تكن تعلم بالمفاجآت التي تتحّضر لها الدول العربية، وإن ما تشهده المنطقة حالياً سينتهي باعتماد خريطة طريق جديدة يمكن إدراجها تحت عنوان عريض هو التغيير الجذري والنوعي في الشرق الأوسط، لكن معالم هذا الشرق الجديد ليست واضحة على الاطلاق، والثورات العربية تقدّم الدليل على أنها لم تأتِ حتى الآن بالأفضل، وأن التغيير لا يتم بإسقاط النظام فحسب، بل بالعمل على إيجاد البديل غير انتشار الفوضى.
ورأى ان المرحلة الانتقالية في الدول العربية بالغة الصعوبة لانها تحولت من القمع الشخصي الى حرية لغاية الفلتان، لان بعض الشعوب تحتاج الى تدريب للانتقال من ضفة الى اخرى،لافتاً الى ان النظام السوري لم يصل بعد الى مرحلة الانفراط اي الى مرحلة يصبح معها بقاء النظام مهدّداً بسبب ندرة انشقاق المسؤولين العسكريين وألامنيين لانهم تحت الرقابة الشديدة، مما يجعل انشقاقهم مسألة محفوفة بالمخاطر، ما يعني أن الحرب مستمرة وقد يستمر صمود الاسد الى ما يقارب العام بعد، واعتبر الباحث ان الرئيس السوري مستمر في القتال طالما ما زال يملك قوى عسكرية مستعدة للدفاع عنه ، وبالتالي لن يسقط إلا عندما تحصل عملية إنشقاق كبيرة في الجيش وعلى مستوى عال، اي عندما ينشق لواء مثلاً وليس مجرد افراد.
ورداً على سؤال حول رأيه بمدى مقاومة الاجهزة العسكرية والامنية التابعة للنظام خصوصاً ان رؤسائها من الطائفة العلوّية، قال الباحث الاستراتيجي: «منذ العام 1970 اي منذ الانقلاب الذي قام به الرئيس حافظ الاسد والتعيينات والمواقع الحساسة كانت من نصيب الطائفة العلوّية ، لان الاسد كان يأخذ بعين الاعتبار كل الانقلابات التي حصلت سابقاً، لذلك كان يعطي ابناء طائفته المسؤوليات الكبرى كالمواقع الامنية والعسكرية «، مشيراً الى ان الامن السياسي في سوريا ممسوك ولذلك لا يتوقع انشقاقات كبرى في المرحلة الحالية، وقد تحدث تغييرات جذرية لكن ليس في المدى القريب، لان ايران وروسيا تستمران في دعمهما للنظام السوري، واعتبر انه في حال لم يستطع الجيش النظامي حسم نتيجة معركة حلب فهذا يعني بدء العّد العكسي للنظام، وفي حال إستطاع السيطرة على حلب فهذا يعني انهم دخلوا في حرب إستنزاف، خصوصاً ان حلب «ضهرها محمي» من تركيا، مما يعطي قوة للثوار في حال سيطروا على المدينة، وعندها ستكون حرب عصابات وصولاً الى الحرب الاهلية التي لا نتمناها لهم.
وعن تواجد الاسلحة الكيميائية في سوريا وإمكانية نقلها الى حزب الله كما ترد بعض الاخبار، اشار الى انه وبحسب بعض المعطيات ان السوريين يملكون بعض الاسلحة الكيميائية لكنهم يتبعون اسلوب المبالغة في هذه القضية لانهم يبحثون عن نوع من المقايضة ، لافتاً الى ان هذه الاسلحة محرّمة دولياً ولا صحة لما يردّدون عن وجود اسلحة جرثومية معهم.
وعن دعوة عبد الحليم خدام بضرورة لجوء الاسد الى روسيا وتجنّب حصول حرب اهلية في سوريا، رأى ان مصير الاسد متوقف على ما سيحصل على الصعيد الاميركي - الروسي، اي في حال حصلت معركة سياسية بين الرئيسين اوباما وبوتين فلن تتم مساعدة الاسد، بل ستتواصل الحرب عليه كما سيواصل الحرب من جهته وسيبقى يقاتل طالما ما زالت وحداته العسكرية متماسكة، وفي حال دخل الروس في حل فمن الممكن ان يرحل.
0 comments: