Tuesday, December 11, 2012


الصحافة الالكترونية خارج نقابة المحررين.. لماذا استبعادها وإلى متى؟

الثلاثاء 11 كانون الأول 2012،   محمد علوش - خاص النشرة
هم المحررون الاخباريون، صحافيون بامتياز يعملون في صناعة الاعلام المكتوب، المسموع والمرئي بمهنيّة عالية هذا هو تعريفهم وهذا عملهم، ويصحّ تسميتهم بالاعلاميين نظراً للجهد والطاقة المبذولين في نطاق الانترنت الذي يجمع بين الوسائل الثلاثة، والمحرر حسب "ويكيبيديا الموسوعة الحرة" هو صحفي يعمل في جريدة، إذاعة، تلفزيون، إنترنت أو وسائل إعلام أخرى . ولكن يبدو أن الصحافي الذي لا يكتب أخباره على ورقة تقرأ من المواطنين عبر قلب الصفحات ليس بمحرر اخباري. هكذا على الأرجح تصنفهم نقابة المحررين الموقرة رغم إعلانها العكس تماماً، بحيث استبعدت وتمعن باستبعاد "الصحافيين الالكترونيين" وكأنهم من خارج عالم الصحافة أو أنهم متطفلون على المهنة، فقط لأنهم يكتبون في صحيفة الكترونية وليس في صحيفة مطبوعة.
في التاسع من تشرين الثاني الماضي وافقت "لجنة الجدول النقابي" على طلبات انتساب 233 شخصاً جديداً إلى الجدول النقابي بعد مطالبات عديدة من قبل "حملة صحافيون خارج الجدول النقابي"، ولكنها رغم ذلك أبقت المحررين الذين يعملون في الصحافة الالكترونية خارج هذه النقابة رغم قول النقيب الياس عون بأن من ضمن هؤلاء الـ 233 من يعمل في قطاع الإنترنت.

توسيع النقابة أم انشاء نقابات مستقلة؟
قد يقول البعض أن قانون نقابة المحررين حدد المنتمين اليها أو من لهم حق الانتساب بالعاملين في الصحافة المطبوعة فقط، هذا ما أشار اليه الزميل راشد الفايد في حديث لـ"النشرة"، لافتا إلى "وجود حلين اثنين، فاما أن نطلب تعديل قانون النقابة، واما أن نشجع العاملين في القطاعات الاخرى على انشاء نقابات مستقلة، ويتوج الموضوع بانشاء اتحاد النقابات الاعلامية". بينما الزميل ملحم رياشي رأى كإعلامي متابع لملف نقابة المحررين منذ زمن أنه "يفترض أن تخرج النقابة من العصر الخشبي والحجري وأن تدخل الى القرن الواحد والعشرين"، مشدداً في حديث لـ"النشرة" على "ضرورة أن تكون النقابة حاضنة لكل محرر يعمل بأي وسيلة اعلام مرئية ومسموعة ومطبوعة والكترونية لأنه لا يجوز التفريق بين المحررين في الشكل الذي يتم حالياً"، داعياً نقيب المحررين الياس عون إلى أن يعدل قانون نقابة المحررين، وأن يتم تطهير الجدول النقابي والاقتداء بنقابات المهن الحرة العريقة في لبنان.


الحل.. تطوير وتعديل قانون النقابة
ورأى فايد أن "المشكلة ليست بالانتساب الى النقابة بل أن تقوم النقابة بتطوير عملها وتفعيله لا أن تكون مجرد تجمع لاصحاب مهنة واحدة تجتمع مرة أو مرتين كل عام"، مشدداً على "ضرورة القيام بدراسة تظهر لنا أي حل هو الأفضل توسيع نقابة المحررين أم انشاء نقابات أخرى". 
النقابة هي الجهاز التنظيمي الذي يدافع عن حقوق العمال الذين ينضوون تحت عباءتها، هكذا يفترض ان تكون ولكن عندما تدخل النقابات في زواريب السياسة والمصالح الشخصية الضيقة فإن هدفها يصبح في مكان اخر وعندها لا يعود لوجودها أي معنى. هذا الأمر شدد عليه رياشي معتبراً أن الحل هو بالغاء منطق المحاصصة الطائفية، وأن تفتح النقابة أبوابها لكل الاعلاميين المتخرجين من الجامعات وحتى الاعلاميين الأجانب العاملين على الأراضي اللبنانية والملحقين الاعلاميين في السفارات والعاملين في الحقل الالكتروني، وأن يصبح الهم الأول والأخير للنقابة هو الدفاع عن مصالح وحقوق المحررين.
ودعا رياشي إلى أن تضم النقابة كل الصحافيين مع وجود مكاتب داخل النقابة متخصصة بكل فرع من فروع الاعلام، أي أن يكون هناك مثلا مكتب للاعلام المرئي وأخر للاعلام الالكتروني ضمن نقابة واحدة تحمي الجميع وتؤمن الحصانة للصحافي، كما شدد رياشي على ضرورة خلق صندوق تعاضد للمحررين وعائلاتهم وخلق صندوق تقاعدي أيضاً، داعياً من خلال صحيفة "النشرة" كل العاملين بالصحافة لتشكيل قوة ضاغطة على النقابة لتعديل قانونها.


قادرون على استيعاب الجميع
وبما أن المخوّل الأول للحديث في هذا الموضوع هو نقيب المحررين الياس عون، اتصلت به "النشرة" وسألته عن رأيه فكان الجواب أن الاختلاف القائم بين العاملين في الإعلام الالكتروني هو سبب بقائهم خارج نقابة المحررين وأن اتفقوا بين بعضهم فلا مشكلة باللقاء والنقاش، وقال: "انا لا أتعدى على غيري، أصبح للإعلام الالكتروني نقابة أخذت ترخيصها من وزير العمل سليم جريصاتي ولكن الاختلافات السياسية افشلتها"، وهنا يقصد النقيب نقابة العاملين في المرئي والمسموع، وشدد على أن نقابة المحررين قادرة على استقبال كافة المحررين في أي مكان عملوا وحتى في الاعلام الالكتروني لأن الكتابة هي واحدة سواء كانت في جريدة أم على الإنترنت، مؤكداً ضرورة الإنتهاء من التفريع في عمل المحررين.
حديث نقيب المحررين جميل جداً ويأخذنا من الواقع الذي نعيشه الى حلم الكمال، وينقلنا من إحساسنا بالتهميش إلى احساسنا بالذنب كوننا السبب في عدم دخولنا نقابة المحررين حتى هذا اليوم، الا أن واقعنا مختلف حضرة النقيب وما نحتاجه هو أفعال تحوّل الاقوال الجميلة لتصبح ملموسة على أرض الواقع، كما أن النقابة التي تحدثت عنها هي نقابة المرئي والمسموع،  والإعلام الالكتروني لا علاقة له بهذه النقابة لا من قريب ولا حتى من بعيد البعيد، كما أن هذه النقابة أخذت ترخيصها من وزير العمل السابق شربل نحاس وليس من الوزير الحالي. وكي يكون الجميع على اطلاع ومعرفة بماهية الصحافة الالكترونية ينبغي التشديد على أن الاعلام الالكتروني يا حضرة النقيب يختلف عن "الفايسبوك" والـ"غوغل".
 


 


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: