Wednesday, January 2, 2013


هل استعاد الجيش السوري المبادرة وأسقط مرحلة ما بعد الاسد؟

الخميس 03 كانون الثاني 2013،  أنطوان الحايك - مقالات النشرة


كشف دبلوماسي شرقي في معرض حديثه مع عدد قليل من الاصدقاء عن لقاءات سرية تشهدها بلاده بين الدبلوماسيتين الأميركية والروسية للبحث في تداعيات الأزمة السورية وتطوراتها المتسارعة التي تنبئ بعواقب وخيمة على دول الجوار في حال استمرارها على وتيرتها، لاسيما أنّ الجيش السوري بدأ باستعادة زمام المبادرة العسكرية في حلب وادلب وريف دمشق بعد أن استعادها بشكل كامل في حمص وهذا ما يناقض تماما كل التقارير التي ترفعها المعارضة المسلحة للدول العربية والغربية الداعمة لها، والتي تتحدث عن إنجازات ميدانية من شأنها أن تضعف النظام تمهيدا لاسقاطه بالضربة القاضية، بحيث أظهرت الحقائق والصور المستقاة من الأقمار الاصطناعية أنها لا تمت إلى الواقع الميداني بصلة بالرغم من المساعدات المعلوماتية التي قدمتها الاستخبارات الأميركية والبريطانية لقادة المسلحين في حلب وادلب وريف دمشق.
ويذهب الدبلوماسي المعني إلى حد الاعتبار أنّ الاجتماعات المذكورة باتت في مراحل متقاطعة ومتقاربة في الوقت ذاته بعد أن بدأت مراكز الدراسات الاستراتيجية المكلفة رسميا من قبل دول حلف شمال الاطلسي تتخطى مقاربة مرحلة ما بعد الاسد، وباتت تتحدث عن مراحل انتقالية مفترضة وعن دور الرئيس بشار الاسد خلالها، وهذا ما يوحي بأنّ بعض الغرب بدأ يعترف بفشل خطة إسقاط النظام السوري، كما شرع بالبحث عن بدائل مقبولة تفي بغرض تقليم أظافر الاسد ونظامه وإبعاد خطره عن حلفائهم العرب والاتراك بحسب التعبير.
ويرصد الدبلوماسي جملة مؤشرات طالما أخذتها بلاده بعين الاعتبار وهي تتمحور أساسا حول ازدواجية الموقف الأميركي الاخذ بالاعتبار خطوط الرجعة، ويذكر بعضها على سبيل المثال وليس الحصر على غرار دعوتها لاسقاط المجلس الوطني ومن ثم مباركتها الائتلاف الذي يضم أكثرية إسلامية متشددة ومن ثم تعمد بعد أيام إلى إدراج جبهة النصرة على لائحة الارهاب، وذلك في مشهد متناقض للغاية يفهم منه أنّ الخارجية الأميركية تدعم قيادة المعارضة السياسية قولا وتضرب اداتها العسكرية معنويا. كذلك الامر فان حديث واشنطن عن الاسلحة الكيماوية ومن ثم وضع سقف للنظام بعدم استخدامها يعني أنّ واشنطن تسمح باستخدام أنواع الاسلحة المتبقية كافة بما فيها سلاح الطيران الذي تمكن من تغيير المعادلة وإعادة التوازن إلى الجيش النظامي، وهذا إن دل على شيء، فعلى رغبة أميركية بإعادة رسم خطوط حمراء جديدة للمنطقة تأخذ بالاعتبار خطر تنامي التنظيمات الاصولية والسلفية المدعومة من دول الخليج العربي والتي بدأت تشكل حالة تخيف المجموعة الاوروبية بشكل لا يستهان به.
ويتدرج بالحديث وصولا إلى طرح علامة استفهام كبيرة حول الصمت الاميركي والغربي عن تعزيز روسيا لأسطولها وقواتها المرابضة في طرطوس، وما إذا كان هذا الصمت نتيجة توافق مسبق أم أنه أمر واقع لا يمكن تحاشيه، فالاحتمال الاول يبدو أقرب إلى الواقع ويعني أنّ ما كان قد ذكره وزير الخارجية الروسية منذ أشهر حول تشكيل النظام العالمي الجديد انطلاقا من سوريا هو الصواب بعينه، وأنّ الأمور بدأت تتخذ مسارات بهذا الاتجاه.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: