Thursday, June 6, 2013

مسؤولون بحزب الله: هذه خطة "ما بعد القصير"
ماذا بعد القصير؟.. انه العنوان الذي قفز سريعاً الى واجهة التطورات في الميدان السوري وعلى الجبهات الديبلوماسية ذات الصلة، في ضوء المعطى الاستراتيجي المتمثل بسقوط مدينة القصير في قبضة الجيش السوري النظامي و«حزب الله».

مصادر قريبة من قيادة «حزب الله» قالت لـ «الراي» انه «صحيح ان القصير شكلت أمّ المعارك، لكن الأصحّ انها اول المعركة وليست نهاية الحرب»، مشيرة الى ان «الصراع في سورية يتجه إما لحرب اكثر شراسة وإما لمفاوضات في جنيف - 2».

وتحدثت المصادر عن ان «الجيش السوري استطاع بتناغمه مع حزب الله تحقيق إنجاز ميداني استُخلصت منه العبر سريعاً خدمةً لأيّ حرب مستقبلية من المؤكد انها ستقودهما الى أمكنة عدة داخل سورية، وعلى حدود سورية ولبنان مع اسرائيل».

ورأت تلك المصادر ان «الطرفين (الجيش السوري وحزب الله) إتفقا على الإبقاء على التنسيق والجهوزية في اطار عمل مشترك لمجابهة جبهات جديدة ما بعد القصير في نطاق الحدود اللبنانية - السورية، وما بعد بعد القصير، اي في منطقة الغوطة التي تحوط دمشق، وما بعد بعد بعد القصير في اتجاه حمص وحلب».

ولفتت المصادر عينها الى ما كان اعلنه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عندما بدا جازماً بقوله انه لن يقبل بوجود التكفيريين على الحدود اللبنانية، مشيرة الى ان «نشوة الانتصار في القصير لم تُنس حزب الله ارواح الشهداء وتضحياتهم من اجل حماية خط المقاومة».

واضافت المصادر القريبة من قيادة «حزب الله» ان «التحضيرات بدأت في اتجاه النبك ويعرب (حيث مقام النبي الياس وجامع الخضر) ويبرود ودير عطية ورأس المعرة والكرى ومعلولة في سورية اضافة الى المنطقة اللبنانية الممتدة من بعلبك الى اللبوة، الى رأس بعلبك الى القاع فالهرمل، والمتجهة نحو شدرا وصولاً الى تلكلخ السورية».

وأشارت المصادر الى ان «السيطرة على هذه الجغرافيا ستكون كفيلة بقطع خطوط الامداد ومنع وصول الاسلحة الى الداخل السوري من مصادر متنوعة تمرّ عبر مرافئ لبنان وحدوده لدعم المعارضة السورية»، لافتاً الى انه لن يعود في وسع اللبنانيين الذين يرغبون بالقتال الى جانب المعارضة السورية الا الهبوط بالمظلات».

اما المحور الآخر الذي ستتجه اليه الانظار بعد القصير، بحسب المصادر عينها فـ «هو محور الزبداني من جهة ومحور مقام السيدة زينب الواقع في نطاق غوطة دمشق من جهة اخرى، وهو الذي كان بدأ العمل عليه خلال معارك القصير قبل اسبوع».

وأكدت مصادر وثيقة الصلة بالقيادة المشتركة لجيش النظام و«حزب الله» ان معنويات الجيش السوري مرتفعة اليوم الى الحد الذي يمكّنه من القتال على جبهات عدة، ومن تثبيت مواقعه على النحو الذي يعطي دفعاً سياسياً قوياً للرئيس (السوري بشار) الاسد».

وقالت مصادر من الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس السوري لـ «الري» ان «الاسد اكد اليوم (امس) بعد سقوط القصير تمسكه اكثر بالمفاوضات السياسية لوقف النزف وذهاب الجميع الى طاولة سوريّة موحّدة لإنهاء الصراع».

ورأت هذه المصادر ان «هذا التصوّر قد يتأخر نضوجه عند الاطراف المختلفة بسبب مصالح لدول عدة متدخّلة في الملف السوري»، معربة عن اعتقادها بأن «اجتماع اسطنبول الاخير (للمعارضة) لم يكن سيئاً لأن المفاوضين الاساسيين، كالفرنسي والقطري والاماراتي والسعودي والاميركي والبريطاني، استطاعوا تحقيق إنجاز بجمعهم المعارضة وإرغامها على الخروج بصيغة توافقية موحدة، الامر الذي يمكّنهم من تحقيق انجاز آخر يجمع المعارضة كلها وتنظيمها للجلوس مع النظام... وإلا فإن العمليات العسكرية ستستمرّ».

واعتبرت هذه المصادر انه «لم يكن هناك تقاعس من الدول الحليفة للمعارضة ومسلّحيها في سورية. كان المطلوب منها الدعم اللوجستي والاستخباراتي والمادي والتسليحي، وهذا ما حصلوا عليه، بدليل ما وجدته قوات الجيش السوري عند دخولها القصير»، لافتة الى ان «ما طالب به هؤلاء حصلوا عليه، ولم يكن احد يتصور ان الجيوش الغربية ستدفع بأبنائها للقتال على ارض سورية».

وكشفت تلك المصادر عن ان «حلفاء خط الممانعة قدموا جميع أشكال الدعم لنظام الرئيس الاسد وجيشه، وهو دعم سيستمر ما دامت العمليات العسكرية مستمرة»، قائلة: «لنضع القصير خلفنا وننطلق الى المرحلة التالية ما دام أفق المفاوضات السياسية غير مشجع».

وختمت هذه المصادر بالقول: ان «عملية اعادة اعمار المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري ويتمركز فيها، سيشارك فيها اطراف خط الممانعة، على غرار ما شهدته مناطق جنوب لبنان وبقاعه بعد حرب يوليو 2006».
الراي الكويتية
2013 - حزيران - 06
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: